الصين تعرض تفاصيل أول وحدة معملية لمحطتها الفضائية

مصفوفات شمسية ضخمة مرنة تزودها بالوقود

الصين تعرض تفاصيل أول وحدة معملية لمحطتها الفضائية
TT

الصين تعرض تفاصيل أول وحدة معملية لمحطتها الفضائية

الصين تعرض تفاصيل أول وحدة معملية لمحطتها الفضائية

كشفت وكالة الفضاء المأهول الصينية أن أول وحدة معملية لمحطة الفضاء الصينية يتم تشغيلها حاليا بواسطة «زوجين من الأجنحة» يتكونان من مصفوفات شمسية ضخمة ومرنة، وذلك وفق ما نشرت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، اليوم (الثلاثاء).
وتم إطلاق الوحدة المعملية «ونتيان»، وهي عبارة عن هيكل بحجم عربة مترو أنفاق في بكين، إلى الفضاء شهر يوليو (تموز) المنصرم والتحمت لاحقا بمجموعة محطة الفضاء الصينية، لتصبح أثقل مركبة فضائية نشطة ذات مقصورة واحدة في المدار.
وقدمت الوكالة يوم (الاثنين) الماضي تفاصيل فنية لمصفوفات شمسية ضخمة على منصة التجارب الفضائية، مع خِزَانات متعددة وأكثر من 40 مشروعا بحثيا معتمدا.
وتملك الوحدة «ونتيان» جناحين من ألواح الطاقة الشمسية يبلغ طولهما معا أكثر من 55 مترا، ويمتد الجناح الفردي لمساحة تصل إلى 110 أمتار مربعة، ما يجعل مساحة الامتداد الإجمالية للجناحين أكبر مرتين من الوحدة الأساسية «تيانخه»، التي التحمت «ونتيان» بها.
وأثناء عملية الإطلاق، تم طي جناحي ألواح الطاقة الشمسية المرنين أولاً بإحكام مثل الأكورديون المغلق.
ويبلغ سُمك كل لوحة أقل من ملليمتر واحد، ما يقلل من حجم المصفوفات المطوية إلى 20 في المائة فقط من حجم الألواح الشمسية التقليدية.
وبعد ذلك، قامت الوحدة بمناورة لفرد جناح بطول 6.5 متر، قبل أن تقوم بفرد الجناح بكامل طوله بعد الالتحام.
وتم إنتاج الألواح الشمسية التي تم تركيبها في وحدتي «تيانخه» و «ونتيان»، وكذلك وحدة «منغتيان»، التي سيتم إطلاقها بأكتوبر(تشرين الأول) من هذا العام، من خلال استخدام تكنولوجيا مصفوفة الطاقة الشمسية المرنة من الجيل الثالث، وفقا للوكالة.
وتم تجهيز المصفوفات الشمسية في «ونتيان» بالخلايا الشمسية المرنة القائمة على زرنيخيد الغاليوم ثلاثي الوصلات، ويمكنها توفير الطاقة لعائلة متوسطة لمدة شهر ونصف الشهر تقريبا، ما يجعلها أقوى مرتين من تلك الموجودة في الوحدة الأساسية «تيانخه».
وقالت الوكالة إنه سيتم جمع الخلايا الشمسية الزجاجية السوداء معا لتكوين منصة توليد طاقة تبلغ مساحتها إجماليا حوالى 400 متر مربع على مجموعة «تيانخه» و«ونتيان» و «منغتيان» عند الانتهاء من بناء محطة الفضاء الصينية؛ وذلك لتوليد إمداد كهربائي بأكثر من 80 كيلوواط مع كفاءة تحويل كهروضوئية تتجاوز 30 في المائة.
جدير بالذكر، تتم طباعة الخلايا الشمسية على الشاشة بحيث يتم لف الطلاء بالتساوي لحماية المصفوفات من مخاطر الفضاء مثل الأكسجين الذري ودرجات الحرارة القصوى والأشعة فوق البنفسجية.
واستغرق فريق البحث أكثر من ثلاث سنوات لإكمال 88 ألف اختبار لدورة درجات الحرارة العالية والمنخفضة للتأكد من أن جناحي الألواح الشمسية يمكنهما أن يدعما المحطة الفضائية في المدار لمدة 15 عاما.
كما صمم المهندسون وحدات حاملة مزدوجة العمود تشبه المعصم للمساعدة في تدوير جناحي «ونتيان» البالغ طولهما 27 مترا بمقدار 360 درجة، وذلك لمواجهة ضوء الشمس في المواضع غير المحجوبة.
بدورها، قالت الوكالة إن تطبيق الخلايا الشمسية المرنة يمثل قفزة للأمام في تكنولوجيا مصفوفات الطاقة الشمسية في الصين، وسيضمن عمليات تشغيل مستقرة وطويلة الأجل لمحطة الفضاء الصينية.


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي نجح في إنجاز محرك صاروخي متطور في 3 أسابيع

علوم الذكاء الاصطناعي نجح في إنجاز محرك صاروخي متطور في 3 أسابيع

الذكاء الاصطناعي نجح في إنجاز محرك صاروخي متطور في 3 أسابيع

نجح الذكاء الاصطناعي في تصنيع محرك صاروخي متطور بالطباعة التجسيمية.

جيسوس دياز (واشنطن)
يوميات الشرق رسم توضيحي فني لنجم نيوتروني ينبعث منه شعاع راديوي (إم تي آي نيوز)

كشف مصدر إشارة راديو غامضة سافرت 200 مليون سنة ضوئية لتصل إلى الأرض

اكتشف علماء انفجاراً راديوياً غامضاً من الفضاء عام 2022، وقع في المجال المغناطيسي لنجم نيوتروني فائق الكثافة على بُعد 200 مليون سنة ضوئية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يتم رصد القمر وكوكب الزهرة في السماء فوق المجر (إ.ب.أ)

هواة مراقبة النجوم يشهدون كوكب الزهرة بجانب الهلال

يبدو أن شهر يناير (كانون الثاني) سيكون شهراً مميزاً لرؤية الظواهر السماوية النادرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أجسام محترقة رصدها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي جنوب السعودية

أجسام غامضة في سماء السعودية... هذا تفسيرها

تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الخميس، مقاطع فيديو لظهور ما يشبه أجسام محترقة في سماء مدينة جازان (جنوب السعودية).

جبير الأنصاري (الرياض)
يوميات الشرق عرض سماوي مبهر يحدث مرّة كل 80 عاماً (غيتي)

بعد انتظار 80 عاماً... علماء الفلك يستعدون لعرض سماوي مبهر وقصير

وتنتج هذه الظاهرة الفلكية عن التفاعل بين نجمين يدوران حول بعضهما بعضاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

الغرابة (SWNS)
الغرابة (SWNS)
TT

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

الغرابة (SWNS)
الغرابة (SWNS)

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

وأوضح بيان نشرته جامعة وارسو، ونقلته «فوكس نيوز»، أنّ باحثين من البعثة الأثرية الكويتية - البولندية وجدوا ذلك الأثر في بحرة 1؛ وهو موقع أثري في منطقة الصبية بالكويت.

ووُصف الأثر بأنه «أحد أبرز الاكتشافات» في عملية التنقيب، مع الإشارة إلى أنه «رأس صغير مُتقن الصنع من الفخار، جمجمته طويلة وممدودة، مع عينين منحرفتين وأنف مسطَّح».

يعود تاريخ التمثال الصغير إلى فترة العبيد في بلاد الرافدين القديمة التي تسبق العصر البرونزي. وأُنجز خلال الفترة بين الألفية السادسة قبل الميلاد، وفق تقدير العلماء، ما يجعل عمره يتراوح بين 7 و8 آلاف عام.

وأشار البيان إلى العثور على تماثيل صغيرة مُشابهة تعود إلى فترة العبيد قبل ذلك، لكنَّ هذا الأثر يُعدُّ الأول من نوعه الذي يُعثر عليه في منطقة الخليج.

وذكر الأستاذ بيوتر بيلينسكي في البيان الصحافي: «يثير وجوده تساؤلات بشأن غرضه وقيمته الرمزية، أو ربما الطقسية بالنسبة إلى الناس في ذلك المجتمع القديم».

الفريق الأثري الكويتي - البولندي المشترك (SWNS)

كذلك أشار علماء الآثار إلى اكتشافهم نوعَيْن مميّزين من الآنية والأعمال الفخارية في الموقع عينه، واصفين الاكتشاف بأنه «محوري» لدراسة فترة العبيد: «أثمرت عمليات التنقيب في الموقع منذ بدايتها نوعَيْن من الآنية الفخارية، هما عبيد، المعروف أنه كان يُستردُّ من بلاد الرافدين، وآخر مختلف تماماً يُعرف باسم الآنية، وهي حمراء خشنة الملمس، جرت معرفتها من مواقع في شبه الجزيرة العربية»؛ علماً بأنّ النوع الثاني يوصف بأنه محلّي الصنع في الخليج، لكنْ لا تزال الأماكن الفعلية لصنعه مجهولة.

وظهر أخيراً دليلٌ قاطع من موقع بحرة 1، يشمل إناء من الفخار غير المحترق. وتؤكد النتائج أنّ بحرة 1، الذي يُعدُّ واحداً من أقدم المواقع السكنية وأكبرها في شبه الجزيرة العربية، هو أيضاً أقدم موقع معروف لتصنيع الآنية الفخارية ومنتجات الفخار في الخليج العربي.

كذلك عثر المنقّبون على بقايا أثرية من النباتات التي كانت تُضاف إلى طين الفخار خلال عملية التصنيع. وسيجري الباحثون بعد ذلك تحليلاً نباتياً أثرياً للمادة النباتية لمعرفة النباتات المحلّية التي وُجدت خلال تلك الحقبة الزمنية. علَّق الدكتور رومان هوفيسبيان في البيان: «كشفت التحليلات المبكرة عن آثار لنباتات برّية، خصوصاً القيصوب (الغاب) داخل الأعمال الفخارية محلّية الصنع، في حين عُثر على آثار وبقايا نباتات مزروعة من بينها الحبوب، مثل الشعير والقمح، في الآنية المستوردة خلال حقبة العبيد».

وتُخطّط البعثة الأثرية الكويتية - البولندية لمواصلة دراسة الموقع، وتأمل في العثور على «مزيد من الاكتشافات والتبصّرات في مواضع التقاطع بين ثقافة كلّ من العصر الحجري في الجزيرة العربية وعصر العبيد في بلاد الرافدين، إلى جانب تحقيق مزيد من التعاون بين متخصّصين بولنديين وكويتيين في التراث»، وفق البيان، الذي أوضح: «تكشف عمليات التنقيب المستمرّة أنّ موقع بحرة 1 مهمّ وحيوي لفَهْم التبادل الثقافي بين مجتمعات العصر الحجري الحديث في الجزيرة العربية وثقافة العبيد الممتدّة من بلاد الرافدين إلى منطقة شاسعة من الأناضول، فشبه الجزيرة العربية».