الصدر والحكيم يحذران من مخطط لإثارة الفتنة في الجنوب

شددا على أهمية تمرير قانون «الحرس الوطني»

الصدر والحكيم يحذران من مخطط لإثارة الفتنة في الجنوب
TT

الصدر والحكيم يحذران من مخطط لإثارة الفتنة في الجنوب

الصدر والحكيم يحذران من مخطط لإثارة الفتنة في الجنوب

حذر زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم من «مخطط لإثارة الفتنة في مناطق الجنوب في العراق من خلال المظاهرات على تردي الخدمات». وقال الحكيم في مؤتمر صحافي مشترك مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مقر الأخير بمدينة النجف إن «رفع شعار الخدمة شعار صحيح، ولكن إرباك الشارع وجر الفوضى إلى المناطق الجنوبية في لحظة تواجد (داعش) في المناطق الغربية حيث القتال شرس معه، لا يصب ولا يحقق السلم الأهلي ومصالح الشعب، وقد عبرنا عن قلقنا من هذه المحاولات المشبوهة».
وبشأن طبيعة المباحثات التي أجراها مع الصدر قال الحكيم «اتفقنا على المزيد من التواصل والتشاور والعمل المشترك لخدمة الوطن والمواطن». وأشار إلى تداولهما «في معظم الوضع السياسي الذي نعيشه وأيضا فيما يخص مبادرة السلم الأهلي وبناء الدولة، وتم وضع السيد الصدر في صلب الأفكار المطروحة ولاحظنا الدعم والتأييد منه للمشروع السياسي الذي ينبغي أن يتكامل مع المشروعين الأمني والعسكري في البلاد».
وشدد الحكيم على ضرورة دعم الحشد الشعبي وأهمية دوره في الحرب على «داعش» قائلا: «تداولنا أيضا فيما يخص الحشد الشعبي ودعمه وإسناده وموضوع حمايته من الإساءة له من الداخل والخارج، وأيضا مناقشة تقنينه وتشريعه عبر قانون الحرس الوطني الذي يمثل مدخلا لتقنين المجموعات المسلحة التي تحمل السلاح وتدافع عن الأرض والعرض سواء إن كانت في ساحتها الشيعية أو السنية في مختلف المناطق». وأكد على «ضرورة الإسراع في تمرير هذا القانون بما يحقق مصالح الشعب العراقي ويوفر البيئة الملائمة لتقنين وجود المجموعات المسلحة» مشددا على «ضرورة الوقوف إلى جانب حكومة حيدر العبادي في مساراتها وبرنامجه الحكومي من ناحية، وضرورة دعمه ضمن الأسقف الزمنية الموضوعة له، وأيضا مواجهة مجمل التحديات التي نعيشها وخاصة الوضع الاقتصادي والظروف التي يعيشها المواطنون وأوضاع الحكومات المحلية والوزارات والشحة المالية وضرورة معالجة هذا الأمر».
من جهته عد زعيم التيار الصدري أن التهميش والإقصاء كان من بين الأسباب الرئيسية لسقوط الموصل. وحول الخشية من الحشد الشعبي قال الصدر «لا أعتقد أن هناك من يخالف فكرة الحشد الشعبي، نعم تحدث بعض الأمور وهذا موجود في جميع جيوش العالم وفي جميع المناطق، لكن المهم أن ندعم الحشد ونقوي من عزيمته ونصلح من مساوئه إن وجدت».
من جهته أكد سامي الجيزاني القيادي في كتلة المواطن التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «من بين أهم ما تم الاتفاق عليه بين السيدين الحكيم والصدر هو ثلاث مسائل أساسية تمثل خارطة طريق للمستقبل الأولى هي التنبيه إلى محاولات أطراف معينة إثارة الفتنة في المحافظات الجنوبية من خلال نقل الفوضى إليها تحت ذرائع مختلفة من بينها نقص الخدمات وغيرها وحيث إن هذه العملية يمكن أن تكون لها تبعات تتعلق بالأمن الوطني فقد تم الاتفاق على سبل مواجهتها». وأضاف أن «المسألة الثانية هي إبعاد الحشد الشعبي عن المناكفات السياسية لأن مثل هذه المحاولات سوف تكون لها نتائج لغير صالح الجميع» مبينا أن «المسألة الثالثة التي تم الاتفاق عليها هي الإسراع في تشكيل الحرس الوطني مع الدعوة لمنظمات المجتمع المدني وغيرها من الجهات للضغط باتجاه تشريعه».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.