سلام: قضينا على بؤر الفتن في لبنان.. وأبرز مواجهات الجيش على الحدود الشرقية

هدوء حذر يوم أمس على جبهة جرود المدينة.. وحزب الله جدد مطالبته الحكومة بـ«تحرير عرسال»

تمام سلام زار وزارة الدفاع وقام بجولة في غرفة العمليات بحضور وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش ورئيس الأركان وقادة الوحدات (دالاتي ونهرا)
تمام سلام زار وزارة الدفاع وقام بجولة في غرفة العمليات بحضور وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش ورئيس الأركان وقادة الوحدات (دالاتي ونهرا)
TT

سلام: قضينا على بؤر الفتن في لبنان.. وأبرز مواجهات الجيش على الحدود الشرقية

تمام سلام زار وزارة الدفاع وقام بجولة في غرفة العمليات بحضور وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش ورئيس الأركان وقادة الوحدات (دالاتي ونهرا)
تمام سلام زار وزارة الدفاع وقام بجولة في غرفة العمليات بحضور وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش ورئيس الأركان وقادة الوحدات (دالاتي ونهرا)

قال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام بأنّ «العدو الذي نواجهه أخذ شكلا عسكريا وميدانيا وإرهابيا وبعده الأخطر كان يتمثل بزرع الفتنة في البلد» مؤكدا القضاء على إزالة كل بؤر الفتنة في البلد وأنّ الجيش يعرف ميدانيا كيف يتحرك ويحمي الوطن، بينما جدّد حزب الله مطالبته الحكومة اللبنانية بـ«تحرير عرسال» في البقاع، على الحدود الشرقية.
وفيما ساد الهدوء الحذر يوم أمس على جبهة «جرود عرسال» بين حزب الله والمسلحين، أكّد سلام خلال زيارة له إلى وزارة الدفاع: «العمل بكل السبل لتحرير العسكريين المختطفين لإعادتهم إلى الوطن».
وبعد جولة قام بها في غرفة العمليات في وزارة الدفاع بحضور وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش ورئيس الأركان وقادة الوحدات حيث تم شرح الوضع الأمني في عرسال، قال سلام: «عرضنا للواقع الميداني القائم عسكريا في حماية الوطن، واستمعنا إلى الخطط الأمنية والتطورات وإلى مسرح العمليات المتوفر في المتابعة الدقيقة عبر كل الوسائل التقنية الحديثة والتي تساعد وتزود الجيش فيما يحتاجه لمواجهة التحديات. وبجهد جبار وكبير تمكنا من أن نصل إلى مكان من الأمن والاستقرار في البلد».
وأضاف: «أبرز المواجهات التي نراها اليوم هي في عرسال وجرودها والحدود الشرقية وهناك مسرح للعمليات يقوم فيه الجيش اللبناني بكل ما لديه من قوة وإمكانات بدعم واضح وصريح من الحكومة وبقرار واضح يؤكد أهلية ومكانة الجيش في هذه المواجهة»، بينما جدّد حزب الله، في بيان كتلته النيابية، مطالبته الحكومة «بمتابعة تنفيذ قرارها في تحرير عرسال من سطوة التكفيريين».
وشدد على أن «الجيش ميدانيا يعرف كيف يتحرك ويحمي الوطن ونسعى إلى توفير كل التسليح المطلوب له وخصوصا التسليح الحديث لكي يحمي الحدود. ونأمل أن نحسن وتيرة المواجهة والتصدي وتحصين كل حدودنا الوطنية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب».
وأكد أن «الجيش يتم دعمه بالمناخ داخل المؤسسة العسكرية والمناخ الوطني والوحدوي الذي لا يعرف لا طائفة ولا مذهبا ولا فئة ولا منطقة، يعرف فقط مهمة وطنية يقوم بها وهذا من أقوى الأسلحة التي يتحلى بها الجيش ويعود الأمر بالقيادة الحكيمة التي تحافظ على البلد رغم كل التجاذبات السياسية».
وفي بيان لها بعد اجتماعها الأسبوعي، أشارت «كتلة الوفاء للمقاومة» التي تضم حزب الله وحلفاءه إلى توقفها عند «ما أنجزته المقاومة خلال الأسبوعين الماضيين من تحرير مساحات كبيرة من جرود عرسال التي كانت محتلة من مجموعات الإرهاب التكفيري وتشكل تهديدا لسيادة الدولة اللبنانية وسلطتها وأمن لبنان واستقراره».
وخلصت الكتلة وفق بيانها «أن السيادة الوطنية لا تقبل التجزئة. وهي ليست مجرد شعار يرفع في الساحات وإنما هي التزام صادق يتوجب على الجميع النهوض بمسؤولياتهم لتحقيقه وتقديم التضحيات في سبيله، وهو التزام لم تقصر المقاومة الإسلامية في ترجمته بأعلى مستوى من الصدقية حين تصدت للاحتلال الصهيوني ودحرته عن البلاد، وحين أبقت على تمام جهوزيتها لتحرير بقية الأرض المحتلة والتصدي لتهديدات العدو واعتداءاته». وأضافت: «ما تقوم به المقاومة من تحرير لجرود عرسال المحتلة من الإرهابيين التكفيريين هو في هذا السياق الوطني النبيل بمعزل عن تقصير وتجني المشككين لغايات باتت مفضوحة».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.