عالم يعرض ما يأكله من أجل مستوى سكر مثالي

عالم يعرض ما يأكله من أجل مستوى سكر مثالي
TT

عالم يعرض ما يأكله من أجل مستوى سكر مثالي

عالم يعرض ما يأكله من أجل مستوى سكر مثالي

كعالم استقلابي حاصل على درجة الدكتوراه في الطاقة الحيوية، يعرف الدكتور بن بيكمان مؤلف كتاب «لماذا نمرض؟»، بالتأكيد شيئًا أو شيئين حول كيفية تحسين صحة التمثيل الغذائي؛ بما في ذلك عادات التغذية ونمط الحياة التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على توازن سكر الدم والوزن الصحي.
بالتأكيد، يمكنه بسهولة إجراء غوص عميق في علم المرونة الأيضية؛ فهو عضو في المجلس الاستشاري الطبي لـ «Levels»، ويساعد في بعض الأحيان بمعرفة كيفية تنفيذ هذه التوصيات الغذائية عمليا.
من أجل ذلك يعرض بيكمان ما يأكله بالضبط في «يوم من الحياة» من أجل عالم أفضل للتمثيل الغذائي، وذلك وفق ما نشر موقع «mbgfood» المهتم بأخبار الصحة.
وحسب بيكمان، عادةً ما يكون الإفطار هو المجال الرئيسي له؛ فهو يحب إعداد وجبة صباحية منزلية الصنع لجميع أفراد الأسرة، حيث يقول «سأصنع الكريب، حيث يحتوي كل كريب على بيضة واحدة كاملة... لذلك فإن كل وجبة تحتوي على مصدر غني بالبروتين». ويضيف «هناك بعض الدقيق، وسيزيد الطحين الغلوكوز والأنسولين»، لكنه يصنع الكريب بشكل أساسي لأطفاله؛ الذين يمكنهم تحمل المزيد من النشا.
ويشير بيكمان إلى أن «وجبة فطور أخرى ستكون مجرد بيض مخفوق ولحم مقدد أو سنصنع عجة... في الأساس أريد أن أتأكد من حصول أطفالي على الكثير من البروتين وأي دهون تأتي معه».
ويحاول بيكمان أن يحافظ على وجباته منخفضة الكربوهيدرات وغنية بالبروتين، على الرغم من أنه سيهتم بالكريب من وقت لآخر. ويضيف «سأحصل على استراتيجية بديلة للوجبات منخفضة الكربوهيدرات التي أخلطها». موضحا «بشكل عام، سيكون الغداء قليلًا أو معدومًا من الكربوهيدرات... عادة، سيكون لدي بعض مصادر اللحوم التي يتم تغذيتها على العشب أو من مصادر مستدامة أو مخفوق بديل للوجبات منخفضة الكربوهيدرات. إن إعطاء الأولوية للبروتين هو المفتاح؛ إذ يحتوي البروتين أيضًا على درجة عالية جدًا من الشبع».
وفي هذا الاطار، يحذر بيكمان من محاولة «شيطنة جميع الكربوهيدرات». مؤكدا «بدلاً من ذلك، ينصح بعدم تناول مجموعة من الكربوهيدرات المكررة». موضحا «نحصل على الجزء الأكبر من الكربوهيدرات من الأكياس والصناديق المزودة بشرائط الباركود (تمثيل ضوئي لبيانات قابلة للقراءة من قبل الحاسوب كالأرقام والحروف)، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع الأنسولين ومقاومة الأنسولين المحتملة باستمرار».

وجبة العشاء

وفق بيكمان «أريد أن أتناول العشاء مع عائلتي مهما كان»، ويقول «إذا كانت هناك طريقة يمكنني من خلال وجبة العشاء الاحتفاظ بها منخفضة الكربوهيدرات بشكل عام مثل تناول البيتزا، فسأكل فقط بعض الإضافات. ولكن إذا صنعت إحدى بناتي المعكرونة وكرات اللحم، فسوف أحصل على بعض المعكرونة التي صنعتها. قد يكون لدي القليل منه والمزيد من كرات اللحم، لكنني سأتناول العشاء مع العائلة». حيث يظل التواصل مع أحبائه هو الأولوية رقم «1»، وهي خطوة جيدة فيما يتعلق بالصحة الأيضية؛ فالتكامل الاجتماعي العالي يرتبط بوظيفة التمثيل الغذائي الإيجابية، حسب قوله.
وبعد العشاء، يحاول بيكمان ألا يأكل بقية الليل، مبينا «ان أعظم متنبئ بنوم هانئ ليلاً هو أن أنام على معدة فارغة... أنا حقًا أتناول طعام الغداء وأتناول عشاءً أصغر حسب التصميم. أريد أن أنام على معدة فارغة، لذلك سأنام جيدًا... أنت أيضًا لا تريد الذهاب إلى الفراش جائعًا؛ حيث يمكن أن ينشط الكورتيزول (هرمون التوتر) ولكن تناول الطعام في وقت قريب جدًا من وقت النوم يمكن أن يزعج نومك».
وفيما يلي قائمة بالوجبات الخفيفة قبل النوم المعتمدة من قبل الخبراء ، إذا كنت تشعر بالجوع.
وفي النهاية، يحاول بيكمان التحكم في ما يستطيع من حيث النظام الغذائي، ولكن إذا كان عليه التضحية بوجبة منخفضة الكربوهيدرات لقضاء بعض الوقت مع عائلته، فلا بأس بذلك، حيث يقول «لدي حياة خارج المختبر تملي جزءًا كبيرًا من تصرفي، ولن أحظى بها بأي طريقة أخرى». مشددا «أن أكون زوجًا وأبًا هو أولويتي المطلقة».


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
TT

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

وسط الأجواء المثقلة بالهموم والخوف أعادت رسالة هاتفية بعض الأمل إلى سكان مدينة بيروت، معلنةً عودة أمسيات «مترو المدينة». يتحدث أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، مع «الشرق الأوسط» عن ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها إلى ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.

موسيقيون عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة (مترو المدينة)

في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».

لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».

لم يَسْلم تاريخ لبنان من الويل مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز (مترو المدينة)

يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.

استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.

يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.

أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة (مترو المدينة)

يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطلَ هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».

كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إنْ توقّفت النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إنْ تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».

ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة (مترو المدينة)

ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».

يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة، «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».