عالم يعرض ما يأكله من أجل مستوى سكر مثالي

عالم يعرض ما يأكله من أجل مستوى سكر مثالي
TT
20

عالم يعرض ما يأكله من أجل مستوى سكر مثالي

عالم يعرض ما يأكله من أجل مستوى سكر مثالي

كعالم استقلابي حاصل على درجة الدكتوراه في الطاقة الحيوية، يعرف الدكتور بن بيكمان مؤلف كتاب «لماذا نمرض؟»، بالتأكيد شيئًا أو شيئين حول كيفية تحسين صحة التمثيل الغذائي؛ بما في ذلك عادات التغذية ونمط الحياة التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على توازن سكر الدم والوزن الصحي.
بالتأكيد، يمكنه بسهولة إجراء غوص عميق في علم المرونة الأيضية؛ فهو عضو في المجلس الاستشاري الطبي لـ «Levels»، ويساعد في بعض الأحيان بمعرفة كيفية تنفيذ هذه التوصيات الغذائية عمليا.
من أجل ذلك يعرض بيكمان ما يأكله بالضبط في «يوم من الحياة» من أجل عالم أفضل للتمثيل الغذائي، وذلك وفق ما نشر موقع «mbgfood» المهتم بأخبار الصحة.
وحسب بيكمان، عادةً ما يكون الإفطار هو المجال الرئيسي له؛ فهو يحب إعداد وجبة صباحية منزلية الصنع لجميع أفراد الأسرة، حيث يقول «سأصنع الكريب، حيث يحتوي كل كريب على بيضة واحدة كاملة... لذلك فإن كل وجبة تحتوي على مصدر غني بالبروتين». ويضيف «هناك بعض الدقيق، وسيزيد الطحين الغلوكوز والأنسولين»، لكنه يصنع الكريب بشكل أساسي لأطفاله؛ الذين يمكنهم تحمل المزيد من النشا.
ويشير بيكمان إلى أن «وجبة فطور أخرى ستكون مجرد بيض مخفوق ولحم مقدد أو سنصنع عجة... في الأساس أريد أن أتأكد من حصول أطفالي على الكثير من البروتين وأي دهون تأتي معه».
ويحاول بيكمان أن يحافظ على وجباته منخفضة الكربوهيدرات وغنية بالبروتين، على الرغم من أنه سيهتم بالكريب من وقت لآخر. ويضيف «سأحصل على استراتيجية بديلة للوجبات منخفضة الكربوهيدرات التي أخلطها». موضحا «بشكل عام، سيكون الغداء قليلًا أو معدومًا من الكربوهيدرات... عادة، سيكون لدي بعض مصادر اللحوم التي يتم تغذيتها على العشب أو من مصادر مستدامة أو مخفوق بديل للوجبات منخفضة الكربوهيدرات. إن إعطاء الأولوية للبروتين هو المفتاح؛ إذ يحتوي البروتين أيضًا على درجة عالية جدًا من الشبع».
وفي هذا الاطار، يحذر بيكمان من محاولة «شيطنة جميع الكربوهيدرات». مؤكدا «بدلاً من ذلك، ينصح بعدم تناول مجموعة من الكربوهيدرات المكررة». موضحا «نحصل على الجزء الأكبر من الكربوهيدرات من الأكياس والصناديق المزودة بشرائط الباركود (تمثيل ضوئي لبيانات قابلة للقراءة من قبل الحاسوب كالأرقام والحروف)، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع الأنسولين ومقاومة الأنسولين المحتملة باستمرار».

وجبة العشاء

وفق بيكمان «أريد أن أتناول العشاء مع عائلتي مهما كان»، ويقول «إذا كانت هناك طريقة يمكنني من خلال وجبة العشاء الاحتفاظ بها منخفضة الكربوهيدرات بشكل عام مثل تناول البيتزا، فسأكل فقط بعض الإضافات. ولكن إذا صنعت إحدى بناتي المعكرونة وكرات اللحم، فسوف أحصل على بعض المعكرونة التي صنعتها. قد يكون لدي القليل منه والمزيد من كرات اللحم، لكنني سأتناول العشاء مع العائلة». حيث يظل التواصل مع أحبائه هو الأولوية رقم «1»، وهي خطوة جيدة فيما يتعلق بالصحة الأيضية؛ فالتكامل الاجتماعي العالي يرتبط بوظيفة التمثيل الغذائي الإيجابية، حسب قوله.
وبعد العشاء، يحاول بيكمان ألا يأكل بقية الليل، مبينا «ان أعظم متنبئ بنوم هانئ ليلاً هو أن أنام على معدة فارغة... أنا حقًا أتناول طعام الغداء وأتناول عشاءً أصغر حسب التصميم. أريد أن أنام على معدة فارغة، لذلك سأنام جيدًا... أنت أيضًا لا تريد الذهاب إلى الفراش جائعًا؛ حيث يمكن أن ينشط الكورتيزول (هرمون التوتر) ولكن تناول الطعام في وقت قريب جدًا من وقت النوم يمكن أن يزعج نومك».
وفيما يلي قائمة بالوجبات الخفيفة قبل النوم المعتمدة من قبل الخبراء ، إذا كنت تشعر بالجوع.
وفي النهاية، يحاول بيكمان التحكم في ما يستطيع من حيث النظام الغذائي، ولكن إذا كان عليه التضحية بوجبة منخفضة الكربوهيدرات لقضاء بعض الوقت مع عائلته، فلا بأس بذلك، حيث يقول «لدي حياة خارج المختبر تملي جزءًا كبيرًا من تصرفي، ولن أحظى بها بأي طريقة أخرى». مشددا «أن أكون زوجًا وأبًا هو أولويتي المطلقة».


مقالات ذات صلة

نصائح للحفاظ على الوزن الصحي أثناء الصيام

صحتك الأكل خلال الصيام يحتاج إلى نظام خاص (بابليك دومين)

نصائح للحفاظ على الوزن الصحي أثناء الصيام

قدم موقع «هيلث سايت» نصائح للحفاظ على الوزن خلال الصيام في شهر رمضان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن ممارسة التمارين الرياضية على معدة فارغة تحسن الأداء أو تحرق مزيداً من السعرات الحرارية (أ.ب)

قبل ممارسة الرياضة أم بعدها أم خلالها... متى يجب أن تأكل؟

إذا استمعت إلى بعض خبراء التمارين الرياضية على وسائل التواصل الاجتماعي، فسوف تجد أنهم يشجعون على ممارسة التمارين الرياضية على معدة فارغة بهدف حرق الدهون.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل مسن يرتدي قناع وجه بينما يسير في أحد شوارع بكين (إ.ب.أ)

مرض نادر قتل زوجة الممثل جين هاكمان... ما هو فيروس «هانتا»؟

توفيت بيتسي أراكاوا، زوجة الممثل الأميركي جين هاكمان، بسبب آثار فيروس «هانتا»، وهو مرض نادر يحدث غالباً بسبب ملامسة فضلات القوارض المصابة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لقاح الحصبة (رويترز) play-circle

السلطات الصحية الأميركية تخطط لدراسة الروابط بين اللقاحات والتوحّد

تخطط مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة لدراسة كبيرة حول الروابط المحتملة بين اللقاحات والتوحّد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك استخدام الماء الساخن جداً أو البارد لغسل وجهك قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية (أرشيفية)

الماء الساخن أم البارد... أيهما أفضل لصحة بشرتك؟

قد تؤثر درجة حرارة الماء المفضلة لديك أثناء غسل وجهك وجسمك على فاعلية روتين العناية بالبشرة اليومي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مصطفى الرزاز يستحضر الذكريات والفولكلور المصري عبر «رزق البحر»

جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
TT
20

مصطفى الرزاز يستحضر الذكريات والفولكلور المصري عبر «رزق البحر»

جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)

استحضر الفنان المصري مصطفى الرزاز عناصر ورموزاً من الأساطير والفولكلور الشعبي المصري، واستدعى مَشاهد وذكريات مرَّ بها لسنوات طويلة، ثم مزج ذلك كله بفرشاته وخطوطه وخاماته المختلفة على مسطح أعماله؛ ليقدم مجموعة جديدة من اللوحات، والمنحوتات تنبض بالحياة، وتدعو إلى الاستمتاع بها.

في معرضه «رزق البحر» المُقام في «قاعة الزمالك للفن»، يترك الرزاز للمتلقي الفرصة للانغماس مع عالمه الذي جسَّده في أعماله، متنقلاً ما بين البحر والصيد والمرأة والأسماك؛ وخلال ذلك تتشبَّع عين الزائر بجماليات أعماله، ويتزوَّد وجدانه بدفء حكاياته.

الصياد وشِباك السمك (إدارة الغاليري)
الصياد وشِباك السمك (إدارة الغاليري)

يضمّ المعرض نحو 60 لوحة كبيرة، و64 لوحة صغيرة، فضلاً عن 45 قطعة نحتية، تتميّز بأنَّ «البطولة المطلقة» فيها للأسماك في المقام الأول؛ فهي ليست مجرّد عنصر رمزي، أو مفردة من البيئة تزدان بها الأعمال، لكنها ذات حضور طاغٍ، فتلتقيها على مسطّح اللوحات محمولة بعناية بين الأيدي، أو عروس للبحر، أو في صورة فرس البحر الذي يبدو صديقاً حميماً للإنسان، ورمزاً لحمايته، كما جاء في الحضارة المصرية القديمة، وغير ذلك من مَشاهد تُعزّز مكانتها.

عمل نحتي برونزي يُبرز احتفاء الإنسان بالسمك (إدارة الغاليري)
عمل نحتي برونزي يُبرز احتفاء الإنسان بالسمك (إدارة الغاليري)

اللافت أنَّ الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بعناصر العصفورة والهدهد والنبات في أعماله؛ في رمز للسلام والنماء، والتماهي مع البيئة المصرية. وبدا واضحاً أنّ لإقامته طويلاً في حي المنيل المطلّ على النيل بالقاهرة بالغ الأثر في أعماله بالمعرض؛ فقد قدَّم مَشاهد حياتية يومية عن قرب لمناظر الصيد والمراكب. يقول الفنان لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تُشرق الشمس في صباح كل يوم، أحبُّ النظر إلى نهر النيل حيث جمال المنظر والحضارة والتاريخ».

ومن أكثر المَشاهد التي استوقفته في الصباح الباكر، حركة المراكب والاستعداد للصيد. لذلك استخدم «النظارة المُعظمة» ليتأمّلها عن قرب، فإذا به يكتشف أنَّ مَن يقُمن بالصيد في هذه المنطقة نساء.

لوحة المرأة الفلسطينية ترمز إلى نضال غزة (إدارة الغاليري)
لوحة المرأة الفلسطينية ترمز إلى نضال غزة (إدارة الغاليري)

يواصل الفنان المصري حديثه: «وجدتُ أنهن قبل الصيد يُحضّرن الفطور، ويتناولنه مع أطفالهن وجاراتهن بشكل جماعي يومياً قبل التوجه إلى العمل».

أثار ذلك اهتمام الرزاز، فتوجَّه إلى نقطة تجمعهن، والتقى معهن، ومن خلال حديثه معهن، اكتشف أنّ الرجال لا يشاركونهن الصيد في هذا المكان؛ فيقتصر الأمر عليهن لانشغال أزواجهن بالعمل في مجالات أخرى.

كما اكتشف الفنان أنّ المراكب التي يخرجن للصيد بها هي بيوتهن الدائمة؛ حيث يقمن بها، ولا مكان آخر يؤوي هذه الأسر.

«عروس البحر»... حلم قد يراود الصياد (إدارة الغاليري)
«عروس البحر»... حلم قد يراود الصياد (إدارة الغاليري)

استهوته هذه الحكايات الإنسانية، وفجَّرت داخله الرغبة في تجسيد هذا العالم بفرشاته. يقول: «كانت تجربة غنية ومفيدة جداً بالنسبة إليّ؛ مثلت منبعاً للإلهام. من هنا جاء اهتمامي بتناول البحر والأسماك والصيد في عدد من معارضي؛ منها هذا المعرض الجديد، ولا أعني هنا البحر والصيد فيه وحده، إنما نهر النيل كذلك؛ إذ إنَّ كلمة البحر في اللغة المصرية الدارجة تشير إليهما معاً».

واتخذ الرزاز قراراً بتخصيص المعرض كله للصيد، من دون الاقتصار على تجربة الصيادات الإنسانية؛ فثمة قصص أخرى للصيد في الوجه القبلي، وفي المناطق الساحلية حيث يقتصر الصيد على الرجال.

من أعمال الفنان في المعرض (إدارة الغاليري)
من أعمال الفنان في المعرض (إدارة الغاليري)

ويتابع: «سافرت إلى الإسكندرية (شمال مصر) وشاركتهم رحلة للصيد، وتأثّرت جداً بعملهم، فتشرَّبت تفاصيل حياتهم، وطريقة عملهم، وصوَّرتهم فوتوغرافياً، إلا أنني تركتها جانباً، ورسمت التكوينات من خيالي، حتى تختلف عن الرؤية المباشرة أو التسجيل».

لقطة من معرض «رزق البحر» (إدارة الغاليري)
لقطة من معرض «رزق البحر» (إدارة الغاليري)

ويرى الرزاز أنه عندما يرسم الفنان الواقع كما هو، يُفقده جمالياته وحرّيته في التعبير. لكن لماذا يمثّل البحر والصيد كل هذا الاهتمام من جانب الدكتور مصطفى الرزاز؟ يجيب: «البحر بالمفهوم الذي أشرت إليه هو نصف الدنيا، وهو مختلف تماماً عن اليابسة، وأكثر غموضاً، وسحراً، بالإضافة إلى اختلاف الكائنات التي تعيش فيه عن الأرض».

ويؤكد الفنان المصري أنّ «لمهنة الصيد خصوصيتها؛ ونموذج حقيقي لسعي الإنسان؛ فالصياد يتوجَّه إلى البحر على وجه الكريم، من دون أن يحظى براتب، ولا يمكن أن يعرف حجم أرباحه التي سيجنيها، ويرمي نفسه في البحر طوال النهار، وربما لأيام، وقد يعود بما يرضيه، وقد لا يرجع بشيء على الإطلاق».

علاقة الإنسان بالبحر تشغل الفنان (إدارة الغاليري)
علاقة الإنسان بالبحر تشغل الفنان (إدارة الغاليري)

ومن هنا، فإن حلم الصياد أن يجني سمكة ضخمة، أو سمكة تُكلّمه، أو تكون في صورة امرأة جميلة، أو داخلها «خاتم سليمان) يحقّق له كل ما يتمناه. لذلك أيضاً، كان للسمك نصيب كبير في الأساطير والحكايات الشعبية؛ فكانت هناك «أم الشعور»، و«عروسة البحر»، وغيرهما مما يُعدّ فانتازيا علاقة الإنسان بالسمك، وفق الرزاز الذي يرى أن هذه العلاقة هي مصدر إلهام للفنان، ومنبع حكايات تحفّز أي شخص على الانطلاق والسعي في الحياة.

الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بالمرأة والعصفورة رمزاً للجمال والسلام (إدارة الغاليري)
الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بالمرأة والعصفورة رمزاً للجمال والسلام (إدارة الغاليري)

وربما لم تُنافس الأسماك في أعمال المعرض -المستمر حتى 15 مارس (آذار) الحالي- سوى المرأة الجميلة بعيونها الواسعة وملابسها المزدانة بالموتيفات والنقوش الشعبية؛ انعكاساً لاهتمام الفنان بمكانتها والفولكلور المصري في أعماله من جهة، ومن جهة أخرى تعبيراً عن قوة الوطن.

فتأتي على سبيل المثال لوحة المرأة الفلسطينية التي تطلّ علينا بزيها التقليدي، حاملة صينية الأسماك الطازجة فوق رأسها، كأنها جاءت للتوّ من رحلة للصيد، تضامناً مع أهل غزة. يقول الرزاز: «يرمز هذا العمل إلى أنّ أهل القطاع المعروفين بالصيد سيستمرّون في مهنتهم، وسيبقون في مدينتهم، ولن يستطع أحد أن يغيّر شيئاً من هذا الواقع».