يشعر الكثير من الأشخاص الذين يعملون في وظائف مكتبية بالإرهاق والتعب الشديدين في نهاية يوم العمل، رغم جلوسهم طوال اليوم وعدم بذلهم لأي مجهود بدني.
وأرجعت دراسة جديدة هذا الأمر إلى حقيقة أن التركيز الذهني يؤدي إلى تغييرات في الدماغ يمكن أن ترهقنا بشكل كبير.
ووفقاً لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد فحص فريق الدراسة مجموعتين من الأشخاص: الأولى تحتاج إلى التركيز والتفكير بشكل مكثف طوال ساعات العمل، والأخرى تؤدي مهام عقلية أخف نسبياً.
ووجد الباحثون، التابعون لجامعة بيتي سالبترير في فرنسا، أن التركيز أو القيام بعمل عقلي مكثف على مدار عدة ساعات، يمكن أن يتسبب في تراكم المواد والبروتينات السامة في قشرة الفص الجبهي في الدماغ، الأمر الذي يتسبب في شعور الأشخاص بالتعب العقلي ويزيد من احساسهم بالإرهاق البدني فيما بعد.
ووجدت الدراسة أيضاً أن هذه العملية يمكن أن تغير من طريقة اتخاذنا للقرارات، وتجعلنا نميل إلى اتخاذ القرارات التي لا تتطلب جهداً كبيراً.
وقال ناغوزي كادموس، خبير الصحة العقلية الذي قاد فريق الدراسة: «كل هذا يعني ببساطة أن التفكير الجاد لفترات طويلة يؤدي إلى الإرهاق العقلي، ويؤثر على القدرات العقلية والبدنية المطلوبة للتخطيط واتخاذ القرارات». وأضاف: «ومن ثم، يصبح التعب الجسدي نتيجة حتمية لاستخدام الكثير من القوة الذهنية. ويمكن أن يؤدي الإرهاق المستمر إلى صعوبات في حياة الشخص اليومية، حيث يؤثر سلباً على العلاقات الاجتماعية والأنشطة اليومية».
وللتخفيف من الضغط الواقع على عقلك، ينصح فريق الدراسة بضرورة الحصول على فترات راحة خلال العمل، والنوم لمدة ثماني ساعات على الأقل كل ليلة، والحفاظ على رطوبة الجسم طوال اليوم عن طريق شرب كميات كافية من الماء.
وتم نشر نتائج الدراسة الجديدة في مجلة Current Biology.
لماذا نشعر بالتعب البدني رغم جلوسنا أثناء العمل؟
لماذا نشعر بالتعب البدني رغم جلوسنا أثناء العمل؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة