موسكو تؤكد التفاوض على صفقة تبادل سجناء مع واشنطن

مسؤول روسي حذّر من تجميد أصول بلاده ولوّح بقطع العلاقات

فيكتور بوت (يسار) وستيفاني غراينر وبول ويلان (أ.ف.ب)
فيكتور بوت (يسار) وستيفاني غراينر وبول ويلان (أ.ف.ب)
TT

موسكو تؤكد التفاوض على صفقة تبادل سجناء مع واشنطن

فيكتور بوت (يسار) وستيفاني غراينر وبول ويلان (أ.ف.ب)
فيكتور بوت (يسار) وستيفاني غراينر وبول ويلان (أ.ف.ب)

أكّد دبلوماسي روسي، أمس السبت، أن موسكو وواشنطن تبحثان عملية تبادل سجناء، تشمل تاجر أسلحة روسياً محتجزاً في الولايات المتحدة، ولاعبة كرة سلة أميركية محتجزة في روسيا.
وأعلنت الولايات المتحدة مرات عدة أنها قدمت «اقتراحاً جاداً» لروسيا للإفراج عن نجمة كرة السلة النسائية الأميركية بريتني غراينر، والجندي الأميركي السابق بول ويلان.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن الأمر يتعلق بمبادلة بريتني غراينر وبول ويلان بفيكتور بوت، الملقب بـ«تاجر الموت»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوقف تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت في تايلاند عام 2008، ويقضي عقوبة بالسجن لمدة 25 عاماً بالولايات المتحدة. وألهمت سيرته غير المألوفة فيلم «لورد أوف وور» (Lord of War) حول تهريب الأسلحة عام 2005، من بطولة نيكولاس كيدج.
وقال ألكسندر دارتشيف، مدير قسم أميركا الشمالية في وزارة الخارجية الروسية، إن «المناقشات حول الموضوع الشديد الحساسية المتعلق بتبادل (الأسرى) تجري عبر قنوات يختارها رؤساؤنا». وأضاف في مقابلة نشرتها وكالة الأنباء الروسية (تاس)، السبت، أن الأسماء التي نقلتها وسائل الإعلام الأميركية «يجري النظر فيها بالفعل. روسيا تسعى إلى الإفراج عن فيكتور بوت منذ فترة طويلة». وأوضح أن «الدبلوماسية الهادئة متواصلة، ويجب أن تؤتي ثمارها إذا كانت واشنطن (...) حريصة بالطبع على تفادي الانجرار وراء الدعاية».
هذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها موسكو أن المناقشات جارية بشأن عملية تبادل محتملة تشمل بوت. ولطالما انتقد الكرملين واشنطن لإدلائها بتصريحات علنية حول المفاوضات الجارية.
وتسارعت هذه المفاوضات بعد الحكم على غراينر بالسجن تسع سنوات، في مطلع أغسطس (آب)، بتهمة تهريب المخدرات. وكانت لاعبة فريق «فينكس ميركوري» التي تعتبر من أفضل لاعبات كرة السلة في العالم، أوقفت في فبراير (شباط) في موسكو قبيل الحرب على أوكرانيا، وبحوزتها عبوات سجائر إلكترونية تحتوي على سائل من القنب الهندي.
في سياق متصل، حذّر دارتشيف من أن أي مصادرة محتملة لأصول روسية من قبل الولايات المتحدة «ستدمر العلاقات الثنائية»، كما نقلت وكالة رويترز. وتدهورت علاقات روسيا مع الغرب بشكل حاد منذ أن أرسلت موسكو عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في 24 فبراير، في ما وصفته بأنه «عملية عسكرية خاصة». وردّ الغرب بفرض عقوبات اقتصادية ومالية ودبلوماسية غير مسبوقة، بما في ذلك تجميد حوالي نصف احتياطيات روسيا من الذهب والعملات الأجنبية، التي كانت تقترب من 640 مليار دولار قبل 24 فبراير.
إلى ذلك، جمّدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون 30 مليار دولار من الأصول التي يملكها أثرياء لهم صلات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منها يخوت وطائرات هليكوبتر وعقارات وأعمال فنية، وفقا لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. وقال أحد مسؤولي الادعاء الأميركيين في يوليو (تموز)، إن وزارة العدل تسعى للحصول على تفويض أوسع من الكونغرس لمصادرة أصول شخصيات مقربة من بوتين كوسيلة للضغط على موسكو.
واقترح مسؤولون غربيون كبار، من بينهم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مصادرة الاحتياطيات المجمدة للمساعدة في تمويل إعادة إعمار أوكرانيا في المستقبل. وقال دارتشيف لوكالة «تاس»: «نحذّر الأميركيين من العواقب الوخيمة لمثل هذه الأعمال التي ستضر بالعلاقات الثنائية بشكل نهائي، هذا ليس في مصلحتهم ولا في مصلحتنا».
إلى ذلك، قال دارتشيف إن روسيا حذّرت الولايات المتحدة من أن العلاقات الدبلوماسية ستتضرر بشدة، و«يمكن حتى قطعها» إذا تم تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب. وفيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا، اعتبر أن نفوذ الولايات المتحدة على أوكرانيا قد ازداد إلى درجة أن «الأميركيين أصبحوا بصورة متزايدة طرفا مباشرا في الصراع».


مقالات ذات صلة

وزير الجيوش الفرنسي يأمل في مزيد من الاستقلال الدفاعي لأوروبا

أوروبا وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالقرب من وارسو ببولندا 13 يناير 2025 (أ.ب)

وزير الجيوش الفرنسي يأمل في مزيد من الاستقلال الدفاعي لأوروبا

أكد وزير الدفاع الفرنسي أن تحوّل أولويات الدفاع الأميركية، المتوقع أن يتضاعف تحت حكم الرئيس دونالد ترمب، يشكل حافزاً قوياً للأوروبيين لرعاية دفاعهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ اللقاء الثلاثي في قصر الإليزيه الذي جمع رؤساء فرنسا والولايات المتحدة وأوكرانيا 7 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

هل يستطيع ترمب إعادة تشكيل النظام العالمي؟

هل ستكون الولاية الثانية لدونالد ترمب نقطة تحول في العلاقات الدولية؟ وهل سينجح في بناء تحالفات جديدة وكبح نفوذ الخصوم؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا جنديان أوكرانيان يشاركان بتدريبات عسكرية وسط استمرار الغزو الروسي للبلاد (رويترز)

بتهمة الفساد... اعتقال كبير الأطباء النفسيين في الجيش الأوكراني

اعتقلت السلطات الأوكرانية كبير الأطباء النفسيين في الجيش الأوكراني بتهمة الفساد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب) play-circle 01:00

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

بدأ التأثير العالمي لولاية ترمب الرئاسية الثانية في الولايات المتحدة حيث يُشعر به بالفعل حتى قبل انطلاق العهد الجديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ جانب من لقاء بين بوتين وترمب في اليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

بوتين يهنّئ ترمب ويؤكد انفتاحه على الحوار بشأن أوكرانيا لتحقيق «سلام دائم»

سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تهنئة دونالد ترمب، الاثنين، قبل ساعات من تنصيبه رئيساً، قائلاً إنه «منفتح على الحوار» بشأن أوكرانيا لتحقيق «سلام دائم».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

روبيو: الولايات المتحدة ستجعل الأولوية لمصالحها الوطنية في السياسة الخارجية

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)
TT

روبيو: الولايات المتحدة ستجعل الأولوية لمصالحها الوطنية في السياسة الخارجية

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستجعل الأولوية لمصالحها الوطنية في كل قرار يتعلق بالسياسة الخارجية.

ويحظى روبيو، وهو ابن مهاجرين كوبيين، بدعم الحزبين، بخلاف عدد من المرشحين الآخرين في حكومة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب.

وأضاف روبيو، خلال مراسم أدائه اليمين أمام نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس: «كل ما نقوم به يجب أن يبرر بالإجابة عن أحد ثلاثة أسئلة: هل يجعلنا أقوى؟ هل يجعلنا أكثر أماناً؟ وهل يجعلنا أكثر ازدهاراً؟». وأضاف: «إذا لم يحقق أحد هذه الأمور الثلاثة، فلن نقوم به».

وأشار روبيو إلى أن الهدف الأساسي للسياسة الخارجية الأميركية هو تعزيز السلام. وقال: «بالطبع، السلام من خلال القوة، والسلام دائماً دون التخلي عن قيمنا».

وأكد أن الولايات المتحدة ستسعى إلى منع وتجنب الصراعات، «لكن أبداً ليس على حساب أمننا الوطني، ولا على حساب مصالحنا الوطنية، ولا على حساب قيمنا الأساسية كأمة وشعب». وكان مجلس الشيوخ قد صادق على تعيين روبيو وزيراً للخارجية في البلاد، يوم الاثنين، قبل ساعات من حفل تنصيب ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

وفي أول يوم له بالمنصب، اجتمع روبيو مع وزراء خارجية أستراليا والهند واليابان؛ «لتجديد التزامنا المشترك بتعزيز منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة»، وفقاً لوزارة الخارجية الأميركية.

ومع عودة ترمب، استقال عدد كبير من كبار موظفي وزارة الخارجية، بحيث تسعى الإدارة الجديدة إلى استبدال دبلوماسيين مخلصين بهم. وقال روبيون، مخاطباً الموظفين، برفقة زوجته وأطفاله الأربعة: «ستكون هناك تغييرات»، مضيفاً: «لكن التغييرات ليست هدّامة ولا عقابية»، مؤكداً الحاجة للتحرك بشكل أسرع أكثر من أي وقت مضى؛ «لأن العالم يتغير بأسرع مما عهدناه».