تحديات الطاقة في الهند ومعالجة تلوُّث البحار بالبكتيريا

البيئة في مجلات الشهر

تحديات الطاقة في الهند ومعالجة تلوُّث البحار بالبكتيريا
TT

تحديات الطاقة في الهند ومعالجة تلوُّث البحار بالبكتيريا

تحديات الطاقة في الهند ومعالجة تلوُّث البحار بالبكتيريا

قضايا بيئية مختلفة أثارتها المجلات العلمية التي صدرت في مطلع شهر أغسطس (آب) 2022. «ناشيونال جيوغرافيك» تناولت تحدي الطاقة في الهند التي وضعت أهدافاً مؤجلة لخفض الانبعاثات الكربونية، فيما ناقشت «ذي إيكونوميست» قدرة الشركات الفعلية على التحلي بالمسؤولية البيئية والاجتماعية والإدارية، أما «ساينتفك أميركان» و«ساينس نيوز» و«يوريكا» فاختارت معالجة تلوُّث البحار موضوعاً أساسياً.
- «ناشيونال جيوغرافيك»
تحدي الطاقة في الهند كان أحد أبرز المواضيع التي ناقشتها ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic). وتُعتبر الهند رابع أكبر بلد مُطلِق لانبعاثات غازات الدفيئة بعد الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقد تعهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي بوصول بلاده إلى انبعاثات صفرية بحلول 2070. ومع ذلك، من المتوقع أن يستمر إجمالي الانبعاثات في الارتفاع حتى سنة 2045. وتواجه الهند مصاعب كبيرة في تخضير مستقبلها، بما فيها التوسُّع السريع للطبقة الوسطى من سكانها، مما سيؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة خلال العقدين المقبلين، وكذلك اعتمادها الكبير على الفحم والواردات النفطية. ولخفض الانبعاثات، قامت الهند حتى الآن بإنشاء 45 محطة للطاقة الشمسية ووضعت خططاً لزيادة وسائط النقل العاملة على الكهرباء.
- «نيو ساينتست»
تحت عنوان «الحرارة تتجاوز 40 درجة مئوية لأول مرة في المملكة المتحدة» عرضت نيو ساينتست (New Scientist) بعض مظاهر موجة الحرّ التي تهيمن على القارة الأوروبية هذا الصيف. ويقول علماء المناخ إن درجة حرارة كهذه لم تكن منتظرة في المملكة المتحدة لولا تغيُّر المناخ. وتسببت موجة الحرّ بوفاة المئات في جميع أنحاء أوروبا، لا سيما البرتغال وإسبانيا، واندلاع حرائق الغابات في العديد من البلدان. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أشار إلى أن العالم فشل في مواجهة تحدي تغيُّر المناخ، وأن «الخيار الذي نملكه هو العمل الجماعي أو الانتحار الجماعي».
- «ساينس»
اختارت ساينس (Science) «الأعشاب وقيمتها التي لا تحظى بالتقدير» موضوعاً رئيسياً في عددها الجديد. وبينما تتنوع الأعشاب بشكل كبير، إلا أن ستة أو سبعة أنواع، من بينها القمح والأرز والذرة والشعير والشوفان، توفر معظم السعرات الحرارية التي يستهلكها الإنسان. وبدأ تدجين الحشائش كمحاصيل منذ نحو 10 آلاف عام، ويستمر حتى اليوم لتحسين الأساس الجيني للسمات المفيدة لزراعة المحاصيل. ولا تزال تقنيات تعظيم غلات محاصيل الحبوب الأساسية تهيمن على الزراعة الحديثة. وتغطي النظم البيئية العشبية البرية والبحرية مساحات شاسعة من الكوكب، وهي تثبّت التربة الخصبة، وتخزّن الكربون، وتولّد الأكسيجين، وتوفّر الغذاء والموئل للأنواع الحيّة.
- «ساينتفك أميركان»
خصصت ساينتفك أميركان (Scientific American) عددها الجديد لعالم البحار. ومن القضايا ذات الصلة التي أوردتها المجلة إشكالية معالجة آثار التجارب النووية في جزر مارشال التي أجرتها الولايات المتحدة خلال السنوات بين 1946 و1958. وطالت هذه التجارب أربع جزر في الأرخبيل هي بيكيني وإنيويتاك ورونجيلاب وأوتيريك، وغمرتها بقوة نارية تعادل 7 آلاف مرة ما أطلقته قنبلة هيروشيما، ولا يزال الإشعاع يصيب أراضي ومياه هذه الجزر الواقعة في المحيط الهادي، ويعرّض السكان والنازحين لمخاطر صحية واجتماعية. وتقترح المجلة تمويل بحث مستقل من أجل تفهُّم الظروف الإشعاعية الحالية في الجزر على نحو أفضل، واستكشاف التقنيات والأساليب الجديدة لتنظيف المنطقة من الإشعاعات، وتدريب العلماء في الجزر لإعادة بناء الثقة في مسألة المعالجة.
- «بي بي سي ساينس فوكاس»
موضوع غلاف «بي بي سي ساينس فوكاس» (BBC Science Focus) كان عن مدن المستقبل «الخضراء والودودة والنظيفة». وتشهد بعض المدن تغيُّرات لافتة بعد جائحة «كوفيد - 19»، فشارع الشانزيليزيه في باريس سيتحوّل إلى حديقة عملاقة، ومدينة برشلونة أغلقت أقدم أحيائها أمام حركة السيارات، وتتجه مدينة ميلانو لتصبح أول مدينة في العالم تتبنى فكرة الـ«15 دقيقة»، حيث يمكن للسكان الوصول إلى مراكز الترفيه والتسوق في غضون 15 دقيقة سيراً على الأقدام أو بواسطة الدراجات. وفيما تُعدّ المدن مسؤولة عن 80 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، تساعد المساحات الخضراء ضمن المناطق الحضرية على امتصاص الكربون وتحسين جودة الهواء وتخفيف مخاطر الفيضانات.
- «ساينس نيوز»
عرضت ساينس نيوز (Science News) أهمية «بكتيريا الكابل» في تنظيف النظم البيئية الشاطئية. وتقوم هذه البكتيريا، ذات الشكل الخيطي الأرقّ من شعر الإنسان، بتوصيل الكهرباء ضمن طبقات المياه الجوفية والرواسب. ويسمح نقل الإلكترونات عبر بكتيريا الكابل في أكسدة الكبريتات، مما يؤدي إلى خفض انبعاثات الميثان في الترب المشبعة، ويقلل بالتالي من الاحتباس الحراري. ويمكن أن تلعب بكتيريا الكابل دوراً هاماً في زيادة كفاءة خلايا الوقود الميكروبية، وتساهم على نحو مؤثر في تقنيات تنظيف الانسكابات النفطية.
- «ذي إيكونوميست»
ناقشت ذي إيكونوميست (The Economist) مفهوم «البيئة والمجتمع والحوكمة»، ومختصره بالإنجليزية ESG، الذي يُعَدّ أحد أهم الاتجاهات في التمويل المبني على تلبية المتطلبات البيئية والاجتماعية ومراعاة الإدارة السليمة. وترى المجلة أن هذا المفهوم يجب اختزاله في مؤشر واحد بسيط هو مقدار الانبعاثات. ويزعم عمالقة إدارة الاستثمار أن أكثر من ثلث أصولهم، أو ما مجموعه 35 تريليون دولار، تتم مراقبتها من خلال منظور البيئة والمجتمع والحوكمة. ومن أجل إيجاد مموّلين، يجازف منظّرو هذا المفهوم بتبني أهداف متضاربة تشتت الانتباه عن الغاية الحيوية المتمثلة في معالجة تغيُّر المناخ. وعلى سبيل المثال، يُعتبر أداء إيلون ماسك مثالاً كارثياً عن حوكمة الشركات، ولكنه في المقابل يساعد في مواجهة تغيُّر المناخ من خلال الترويج للسيارات الكهربائية.
- «يوريكا»
استعرضت يوريكا (Eureka) بعض الإجراءات التي اتخذتها الصناعة لمواجهة تحدي تلوُّث المحيطات بالجزيئات البلاستيكية. ووفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، تستقبل المحيطات سنوياً 14 مليون طن من البلاستيك. كما يشكّل الحطام البلاستيكي 80 في المائة من مجمل الحطام البحري وفقاً لتقييم أجراه برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب). ويأتي أحد حلول هذه المشكلة من الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك»، التي قامت بتصنيع مواد لصاقات التغليف بإعادة تدوير متقدمة للبلاستيك المستعمل، الذي ينتهي عادة في الأنهار والمحيطات.


مقالات ذات صلة

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

يوميات الشرق مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو» (تصوير: عبد الفتاح فرج)

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

أثار إعلان «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي تساؤلات بشأن دوافع هذا القرار.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام (موقع الهيئة)

مصر: «الوطنية للإعلام» تحظر استضافة «العرّافين»

بعد تكرار ظهور بعض «العرّافين» على شاشات مصرية خلال الآونة الأخيرة، حظرت «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر استضافتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» أثارت جدلاً (تصوير: عبد الفتاح فرج)

​مصر: ضوابط جديدة للبرامج الدينية تثير جدلاً

أثارت قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» بمصر المتعلقة بالبرامج الدينية جدلاً في الأوساط الإعلامية

محمد الكفراوي (القاهرة )
الولايات المتحدة​ ديبورا والدة تايس وبجانبها صورة لابنها الصحافي المختفي في سوريا منذ عام 2012 (رويترز)

فقد أثره في سوريا عام 2012... تقارير تفيد بأن الصحافي أوستن تايس «على قيد الحياة»

قالت منظمة «هوستيدج إيد وورلدوايد» الأميركية غير الحكومية إنها على ثقة بأن الصحافي أوستن تايس الذي فقد أثره في سوريا العام 2012 ما زال على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي شخص يلوّح بعلم تبنته المعارضة السورية وسط الألعاب النارية للاحتفال بإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق (رويترز)

فور سقوطه... الإعلام السوري ينزع عباءة الأسد ويرتدي ثوب «الثورة»

مع تغيّر السلطة الحاكمة في دمشق، وجد الإعلام السوري نفسه مربكاً في التعاطي مع الأحداث المتلاحقة، لكنه سرعان ما نزع عباءة النظام الذي قمعه لعقود.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة

فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة
TT

فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة

فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة

أفاد باحثون بأن فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة، إذ إنه مع انتشار فيروس إنفلونزا خطير، هو «إتش 5 إن1»، بين قطعان الأبقار والدواجن في الولايات المتحدة هذا العام، يراقب العلماء الأوضاع لمعرفة ما إذا كان التهديد سيتصاعد.

وأفاد تقرير لشبكة «سي إن إن» بأن مئات الآلاف من الطيور الساحلية المهاجرة تهبط على شواطئ خليج ديلاوير في أميركا؛ لتتغذى على البيض الغني بالبروتين والدهون. وعلى مدار الأسبوع، تضاعف بعض الطيور وزنها استعداداً لاستئناف رحلاتها بين أميركا الجنوبية ومناطق تكاثرها الصيفية في القطب الشمالي. يتوقف هناك ما يصل إلى 25 نوعاً مختلفاً من الطيور كل ربيع. وعدَّ الباحثون أن هذه الطيور كنز ثمين للعلماء الذين يتطلعون إلى وقف الوباء التالي.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة باميلا ماكنزي، مشيرةً إلى شريكها البحثي، باتريك سيلر: «إنه كنز ثمين هنا». وماكنزي وسيلر جزء من فريق مموَّل من المعاهد الوطنية للصحة في مستشفى (سانت غود) لأبحاث الأطفال والذي كان يأتي إلى الشواطئ القريبة من هنا منذ ما يقرب من 40 عاماً لجمع فضلات الطيور.

والمشروع هو من بنات أفكار الدكتور روبرت وبستر، عالم الفيروسات النيوزيلندي الذي كان أول من فهم أن فيروسات الإنفلونزا تأتي من أمعاء الطيور. ويقول ويبستر، الذي يبلغ من العمر الآن 92 عاماً ومتقاعد ولكنه لا يزال يشارك في رحلة جمع الطيور عندما يستطيع: «لقد أذهلنا الأمر إلى حد كبير. فبدلاً من أن يكون الفيروس موجوداً في الجهاز التنفسي، حيث كنا نعتقد، فإنه يتكاثر في الجهاز المعوي، وكانت الطيور تتبرزه في الماء وتنشره».

وتمتلئ فضلات الطيور المصابة بالفيروسات. ومن بين جميع الأنواع الفرعية المعروفة من الإنفلونزا، تم العثور على جميع الأنواع الفرعية باستثناء نوعين في الطيور. أما النوعان الفرعيان الآخران فقد تم العثور عليهما في الخفافيش فقط.

في أول رحلة له إلى خليج ديلاوير في عام 1985، وجد ويبستر وفريقه أن 20 في المائة من عينات فضلات الطيور التي أحضروها معهم تحتوي على فيروسات الإنفلونزا، وأدركوا أن المنطقة كانت مرصداً مثالياً لتتبع فيروسات الإنفلونزا في أثناء انتقالها بين الطيور على طول مسار الطيران الأطلسي، الذي يمتد بين أميركا الجنوبية والدائرة القطبية الشمالية في شمال كندا. وأفاد التقرير بأن العثور على فيروس إنفلونزا جديد قد يعطي العالم إنذاراً مبكراً بالعدوى القادمة.

وأصبح هذا المشروع واحداً من أطول مشاريع أخذ عينات الإنفلونزا من نفس مجموعات الطيور في أي مكان في العالم، كما قال الدكتور ريتشارد ويبي، الذي تولى إدارة المشروع الذي بدأه ويبستر. ويدير ويبي مركز التعاون التابع لمنظمة الصحة العالمية للدراسات حول بيئة الإنفلونزا في الحيوانات في «سانت غود».

ويوضح ويبي أن التنبؤ بالأوبئة يشبه إلى حد ما محاولة التنبؤ بالأعاصير. ويقول ويبي: «للتنبؤ بالأشياء السيئة، سواء كانت إعصاراً أو جائحة، عليك أن تفهم الوضع الطبيعي الآن. ومن هناك يمكننا اكتشاف متى تكون الأشياء مختلفة، ومتى تغير المضيفين وما الذي يحرّك هذه التحولات».

فيروس يظهر لأول مرة في الأبقار

وقبل بضعة أشهر من وصول فريق «سانت غود» إلى كيب ماي، هذا العام، ظهر فيروس «إتش 5 إن1» لأول مرة في الأبقار الحلوب في تكساس، ولقد أدى اكتشاف أن الفيروس يمكن أن يصيب الأبقار إلى وضع خبراء الإنفلونزا، بمن في ذلك ويبي، في حالة تأهب. لم تنتشر فيروسات الإنفلونزا من النوع أ مثل «إتش 5 إن1» من قبل بين الأبقار.

وتابع العلماء فيروس «إتش 5 إن1» لأكثر من عقدين من الزمان. بعض فيروسات الإنفلونزا لا تسبب أي أعراض أو أعراض خفيفة فقط عندما تصيب الطيور. تسمى هذه الفيروسات إنفلونزا الطيور منخفضة الضراوة. الذي يجعل الطيور مريضة للغاية، يسمى HPAI، وهو يدمر قطعان الطيور التي تتم تربيتها في المزارع مثل الدجاج والديك الرومي. في الولايات المتحدة، يتم إعدام القطعان المصابة بمجرد التعرف على الفيروس، لمنع انتشار العدوى وتخفيف معاناة الطيور.

الإعدامات ليست الحل... الفيروسات تطوِّر نفسها

وهذه ليست المرة الأولى التي يضطر فيها المزارعون الأميركيون إلى التعامل مع إنفلونزا الطيور شديدة العدوى. ففي عام 2014، جلبت الطيور المهاجرة من أوروبا فيروسات «إتش 5 إن8» إلى أميركا الشمالية. وأوقفت عمليات الإعدام العدوانية، التي أسفرت عن نفوق أكثر من 50 مليون طائر، تفشي هذا الفيروس وظلت الولايات المتحدة خالية من فيروسات إنفلونزا الطيور شديدة العدوى لسنوات.

ولكن نفس الاستراتيجية لم توقف انتشار فيروس «إتش 5 إن1»، فقد وصل الفيروس إلى الولايات المتحدة في أواخر عام 2021، وعلى الرغم من عمليات الإعدام لقطعان الدواجن المصابة، فقد استمر الفيروس في الانتشار. وفي العامين الماضيين، طوَّرت فيروسات «إتش 5 إن1» أيضاً القدرة على إصابة مجموعة متنامية من الثدييات مثل القطط والثعالب وثعالب الماء وأسود البحر، مما يجعلها أقرب إلى الانتشار بسهولة بين البشر.

يمكن لفيروسات «إتش 5 إن1» أن تصيب البشر، لكن هذه العدوى لا تنتقل من شخص إلى آخر حتى الآن؛ لأن الخلايا في أنفنا وحلقنا ورئتينا لها مستقبلات مختلفة قليلاً عن الخلايا التي تبطن رئات الطيور، ولكن الأمر لن يتطلب الكثير لتغيير ذلك. فقد وجدت دراسة حديثة نشرت في مجلة «ساينس» أن تغييراً رئيسياً واحداً في الحمض النووي للفيروس من شأنه أن يسمح له بالالتحام بخلايا في الرئتين البشرية، وفق «سي إن إن».

ولم يسبق لفريق كيب ماي أن وجد فيروس «إتش 5 إن1» في الطيور التي أخذوا عينات منها هناك. ولكن مع انتشار الفيروس بين الأبقار في عدة ولايات، تساءلوا: أين قد يكون موجوداً في مكان آخر. هل وصل إلى هذه الطيور أيضاً؟

خطا ماكنزي وسيلر بحذر شديد على الشاطئ الموحل في الربيع الماضي مرتديين أحذية وقفازات وأقنعة للوجه. وكانت جيوبهما مليئة بعشرات المسحات التي استخدماها لاستخراج ذرق الطيور الأبيض الطازج من الرمال ووضعه في قوارير بلاستيكية حشراها بمهارة بين أصابعهما. ثم عادت القوارير إلى صَوَانٍ تم تكديسها بدقة في مبرِّد بيج اللون حمله سيلر على كتفه في أثناء تحركه على طول الشاطئ. وعلى مدار أسبوع، جمع الفريق ما بين 800 و1000 عينة.

سيتم تسلسل أي فيروسات إنفلونزا في العينات -ستتم قراءة الأحرف الدقيقة للرمز الجيني للفيروسات- وتحميلها إلى قاعدة بيانات دولية، وهي نوع من مكتبة مرجعية تساعد العلماء على تتبع سلالات الإنفلونزا في أثناء دورانها حول العالم.

يتمثل هدف الباحثين في فحص العينات في الميدان بسرعة لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على فيروسات الإنفلونزا أم لا. كل عام، تحتوي نحو 10 في المائة من العينات التي يحضرونها على فيروسات الإنفلونزا. إذا تمكنت من إرسال العينات الإيجابية فقط إلى المختبر، فيمكن معالجتها بشكل أسرع.

ويخلص الباحثون إلى أن الطيور البرِّية تشكل مستودعاً ناشئاً للفيروس في أميركا الشمالية، وأن مراقبة الطيور المهاجرة تشكل أهمية بالغة لمنع تفشي المرض في المستقبل.

ويقول ويبي وفريقه إنهم يخططون لمواصلة عمليات المراقبة. وفي مايو (أيار)، عندما يشرق القمر المكتمل الأول فوق خليج ديلاوير، سوف يعودون لفعل نفس الشيء مرة أخرى.