دراسة: الجفاف يزيد هبوط الغبار المحمل بالميكروبات

دراسة: الجفاف يزيد هبوط الغبار المحمل بالميكروبات
TT

دراسة: الجفاف يزيد هبوط الغبار المحمل بالميكروبات

دراسة: الجفاف يزيد هبوط الغبار المحمل بالميكروبات

تظهر أبحاث جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد أن تركيزات أعلى من الغبار تهبط على ارتفاعات منخفضة، وان هذا الغبار الناتج عن ازدياد الجفاف محمل بالميكروبات.
وقالت ميا مالتز عالمة البيئة الميكروبية بجامعة كاليفورنيا التي قادت الدراسة الجديدة «أصبح الغبار الممرض يشكل تهديدًا أكبر مع زيادة جفاف الأرض».
وقام الباحثون بتفصيل أنواع الفطريات والبكتيريا التي تهبط من المرتفعات المنخفضة إلى المرتفعة في الجبال بحدود جديدة في ورقة علم الأحياء الدقيقة. وفق مالتز التي توضح ان «بعض هذه الميكروبات يمكن أن يسبب تلف المحاصيل وأمراض الجهاز التنفسي لدى الإنسان».
وفي المرتفعات المنخفضة، وجد الباحثون المزيد من البياض الدقيقي والعفن السخامي اللذين يمكن أن يؤديا إلى آفة الغابات وفقدان المحاصيل. كما وجدوا أيضًا فطريات مثل Cryptococcus؛ وهي خميرة لزجة من مسببات الأمراض النباتية «Alternaria»، وكلاهما يمكن استنشاقه أو تشكيل عدوى برئتي الإنسان، وذلك وفق ما نشر موقع «phys.org» العلمي المتخصص.
لم يتفاجأ الباحثون عندما علموا أن الغبار في سييرا نيفادا كان مزيجًا من جزيئات التربة من أماكن بعيدة مثل صحراء جوبي في الصين وقريبة من وادي سان جواكين بكاليفورنيا. لكنهم فوجئوا بمعرفة مزيج الميكروبات في الغبار، ومكان هبوطها في الجبال.
ولقد اعتقدوا أن الغبار الآسيوي والمحلي المختلط بالتساوي سيكون به أكبر تنوع للبكتيريا والفطريات. لكن بدلاً من ذلك، وجدوا أنه عندما يكون الغبار أكثر اختلاطًا، كان لديه ثراء أقل في الأنواع.
وتم جمع عينات الغبار في أربعة مواقع لشبكة مرصد المنطقة الحرجة في سييرا، على ارتفاعات تتراوح من 400 إلى 2700 متر. فيما يشتبه الباحثون بتساقط الميكروبات بشكل ثابت من الغبار أثناء مروره، وهو ما قد يكون السبب وراء العثور على أنواع أقل من البكتيريا والفطريات في الجزء العلوي مقارنة بقاعدة الجبال.
وتبين مالتز «أحب أن أفكر في التنوع على أنه شيء جيد، مثل شبكة أمان. يمكن أن تخسر القليل وتحافظ على الوظائف الأساسية للمجتمع... في هذه الحالة، لا يبدو أن فقدان التنوع الميكروبي في الارتفاعات العالية أمر سلبي؛ نحن نفقد مسببات الأمراض بدلاً من ذلك».
ان بعض الغبار يسافر حول العالم ويهبط في سييرا نيفادا وهو أمر طبيعي. بل إنه مفيد للنظم البيئية الجبلية؛ إذ يحمل الغبار الفطريات والبكتيريا التي تساعد على تحلل الحطام العضوي وإثراء التربة.
هناك أيضًا ميكروبات مفيدة في الغبار تمكن النباتات من امتصاص العناصر الغذائية اللازمة للنمو مثل الفوسفور؛ إذ تستمد أشجار الصنوبر، في هذا النظام البيئي، أكثر من 80 % مما تحتاجه لإنتاج إبرها من الغبار.
وفي ذلك تقول إيما آرونسون عالمة الأحياء الدقيقة البيئية في جامعة كاليفورنيا المؤلفة المشاركة في الدراسة «بدون الغبار، لن يكون لدى الأشجار ما تحتاجه لتزدهر وتصلح الكربون من الغلاف الجوي بالمستوى الذي تفعله حاليًا».
ومع ذلك، في المناخ المستقبلي، من المحتمل أن يكون هناك المزيد من حالات الجفاف، ما يؤدي إلى المزيد من الغبار. فإذا كانت نسبة الميكروبات التي تهبط في سييرا نيفادا المسببة للأمراض أكبر، فقد يؤثر ذلك على أنواع النباتات والحيوانات القادرة على البقاء.
وتضيف أرونسون «مع زيادة موت الصنوبريات الكبيرة والنباتات الأخرى، سيكون هناك قدر أقل من الكربون المحبوس أكثر مما كان عليه في الماضي، ويمكن أن يصبح الجو أكثر سخونة».
ورغم أن الباحثين لم يشرعوا بدراسة تغير المناخ، إلا أن الدراسة تقدم لمحة عما يمكن أن يحدث عندما تكون هناك ثلوج أقل ومواسم جفاف أطول.
وتقول مالتز «تعد الجبال مختبرًا طبيعيًا جيدًا لتغير المناخ لأنها أكثر برودة ورطوبة في الجزء العلوي، وأكثر دفئًا وجفافًا في القاعدة. إنها تمنحنا القدرة على التنبؤ بكيفية تأقلم النظم البيئية مع التغييرات التي نشهدها بالفعل».


مقالات ذات صلة

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
أوروبا وزيرة البيئة الأوكرانية تلقي كلمة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 29) في أذربيجان 20 نوفمبر 2024 (رويترز)

أوكرانيا تُقدّر الضرر البيئي نتيجة الحرب بـ71 مليار دولار

قالت وزيرة البيئة الأوكرانية إن الضرر البيئي بسبب العمليات العسكرية جراء الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير 2022 يقدّر بـ71 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
بيئة ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية يُهدد خطط المناخ

أظهرت أوراق بحثية أن الأراضي الرطبة الاستوائية حول العالم بات نبعث منها كميات من غاز الميثان أكبر من أي وقت مضى.

«الشرق الأوسط» (باكو)
يوميات الشرق صورة نشرها العلماء للدودة الجديدة المكتشَفة

دودة تأكل البلاستيك... اكتشاف لتقليل التلوث بسرعة وكفاءة

اكتشف عدد من العلماء دودة آكلة للبلاستيك  في كينيا، قالوا إنها يمكن أن تُحدث ثورة في تقليل التلوث بسرعة وكفاءة.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
آسيا أشخاص يقودون سياراتهم وسط ضباب دخاني كثيف في لاهور بباكستان... 11 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

الأمم المتحدة تحذّر من ضباب دخاني سام في باكستان يعرض الأطفال للخطر

حذرت وكالة الأمم المتحدة للطفولة، اليوم الاثنين، من أن صحة 11 مليون طفل في إقليم البنجاب بشرق باكستان معرضة للخطر بسبب تلوث الهواء.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.