السلطات الفرنسية قد تنقل الحوت العالق في السين بالمروحيةhttps://aawsat.com/home/article/3806001/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%AF-%D8%AA%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%A9
السلطات الفرنسية قد تنقل الحوت العالق في السين بالمروحية
يزن نحو 800 كيلوغرام
مشهد للحوت أثناء السباحة في نهر السين الفرنسي (أ.ف.ب)
رين:«الشرق الأوسط»
TT
رين:«الشرق الأوسط»
TT
السلطات الفرنسية قد تنقل الحوت العالق في السين بالمروحية
مشهد للحوت أثناء السباحة في نهر السين الفرنسي (أ.ف.ب)
تعتزم السلطات الفرنسية، حسب ما أعلنت أمس (الاثنين)، انتشال حوت بيلوغا من نهر السين ونقله إلى البحر في محاولة لإنقاذه.
وقالت المسؤولة المحلية إيزابيل دورليا بوزيه، «بدا لنا أن من الممكن التفكير ربما في نقل (الحوت) إلى البحر، ومن الممكن محاولة ذلك لمصلحته ونحن نعمل بجد على ذلك». وأضافت: «نحن جميعاً سعداء جداً بالعمل على هذا الخيار»، لكنها أقرت بأن نجاح المحاولة غير مضمون.
ولم يكن في وسع بوزيه تحديد توقيت هذه العملية الدقيقة ومكانها وكيفية تنفيذها، نظراً إلى صعوبة نقل حيوان بهذا الحجم يزن نحو 800 كيلوغرام، إضافة إلى كونه مريضاً.
كذلك يشكل بُعد المسافة عن بحر المانش عامل صعوبة آخر، إذ إن النقطة الواقعة على بعد 70 كيلومتراً شمال غربي باريس، التي دخل منها الحوت الجمعة، تبعد نحو 130 كيلومتراً من مصب البحر.
وأوضحت سلطات إقليم أور (غرب باريس) لوكالة الصحافة الفرنسية، أن نقل الحوت يمكن أن يكون بواسطة مركب أو براً أو بواسطة مروحية.
وأفادت جمعية «سي شيبرد» بأن حوت البيلوغا الذي رصد في نهر السين في شمال فرنسا، كان في حالة مستقرة صباح الاثنين.
وفي الأيام الأخيرة، بذلت العديد من المحاولات لإطعام هذا الحيوان «الضعيف جداً»، وفق الإدارة المحلية للمنطقة، لكن دون جدوى، ما يقلل من فرص بقائه على قيد الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تركه في المياه الراكدة الدافئة المختلفة عن بيئته المائية المعتادة، يضر بصحته.
وكان حوت أوركا علق في مايو (أيار) الفائت في نهر السين، ولم تنجح محاولات إنقاذه فنفق في نهاية المطاف بسبب الجوع.
وأشار مرصد «بيلاجيس»، المتخصص في الثدييات البحرية، إلى أن هذا الحوت هو الثاني من نوع بيلوغا يتبين وجوده في فرنسا، إذ سبق أن انتشل صياد واحداً عند مصب نهر لوار (وسط فرنسا) عام 1948.
التشكيلية الكردية يارا حسكو تحتفي بالمرأة وتُجسِّد مآسي الحرب
التشكيلية الكردية تناولت آلام النساء في زمن الحرب (الشرق الأوسط)
تشقّ يارا حسكو مسارها بثبات، وتُقدّم معرضها الفردي الأول بعد تجربة فنّية عمرها 5 سنوات. فالفنانة التشكيلية الكردية المتحدّرة من مدينة عفرين بريف محافظة حلب، تناولت في لوحاتها مجموعة موضوعات، ووظَّفت ألوان الطبيعة وخيوطها لتعكس حياتها الريفية التي تحلم بالعودة إليها؛ فتمحورت أعمالها بشكل رئيسي حول حياة المرأة خلال سنوات الحرب السورية بآمالها وآلامها.
بأسلوب تعبيري مميّز، جسّدت حسكو بريشتها معاناة النساء من مآسي الحروب، إلى يوميات اللجوء والتهجير. فالمعرض الذي لم يحمل عنواناً ضمّ 26 لوحة أقامته في قاعة «كولتورفان» ببلدة عامودا غرب مدينة القامشلي؛ وهو الأول من نوعه خلال مسيرتها.
تفتتح حديثها إلى «الشرق الأوسط» بالقول إنها ابنة المدرسة التعبيرية وفضَّلت الابتعاد عن الواقعية. وتتابع: «أنا ابنة الريف وأحلم بالعودة إلى مسقطي في قرية عرشقيبار بريف عفرين، للعيش وسط أحلام بسيطة، لذلك اخترتُ الفنّ للتعبير عن حلمي وبساطتي في التعامل مع زخم الحياة».
يضمّ معرضها مجموعة أعمال دخلت من خلالها إلى روح النساء، رابطةً ظروف حياتهنّ الخاصة برسومها، لتعيد سرد قصة كل لوحة بحركات وتعابير تحاكي الحرب السورية وتقلّباتها الميدانية التي انعكست بالدرجة الأولى على المرأة؛ أكثر فئات المجتمع السوري تضرراً من ويلات الاقتتال.
تشير حسكو إلى ابتعادها عن فنّ البورتريه بالقول: «اللوحة ليست صورة فحسب، فمفهومها أعمق. لم يكن لديّ فضول للرسم فقط؛ وإنما طمحتُ لأصبح فنانة تشكيلية». وتسرد حادثة واجهتها في بداية الطريق: «أخذتُ قميص أخي الذي كان يُشبه قماش اللوحة، وبعد رسمي، تساءلتُ لماذا لا يستقر اللون على القميص، وصرت أبحثُ عن بناء اللوحة وكيفية ربط القماش قبل بدء الرسم».
المعرض ضمّ لوحات حملت كل منها عنواناً مختلفاً لترجمة موضوعاتها، بينها «نساء الحرب»، و«امرأة وحبل»، و«المرأة والمدينة». كما برزت ألوان الطبيعة، إلى جانب إضفاء الحيوية لموضوعاتها من خلال اختيار هذه الألوان والحركات بعناية. وهو يستمر حتى 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وفق الفنانة، مؤكدةً أنّ التحضيرات لإقامته استمرّت عاماً من الرسم والتواصل.
يلاحظ متابع أعمال حسكو إدخالها فولكلورها الكردي وثقافته بتزيين معظم أعمالها: «أعمل بأسلوب تعبيري رمزي، وللوحاتي طابع تراجيدي يشبه الحياة التي عشناها خلال الحرب. هذا هو الألم، ودائماً ثمة أمل أعبّر عنه بطريقة رمزية»، مؤكدةً أنّ أكبر أحلامها هو إنهاء الحرب في بلدها، «وعودة كل لاجئ ونازح ومهجَّر إلى أرضه ومنزله. أحلم بمحو هذه الحدود ونعيش حرية التنقُّل من دون حصار».
في سياق آخر، تعبِّر يارا حسكو عن إعجابها بالفنان الهولندي فنسينت فان غوخ، مؤسِّس مدرسة «ما بعد الانطباعية» وصاحب اللوحات الأغلى ثمناً لشهرتها بالجمال وصدق المشاعر والألوان البارزة. أما سورياً، فتتبنّى مدرسة فاتح المدرس، وتحبّ فنّ يوسف عبدلكي الأسود والفحمي. وعن التشكيلي السوري الذي ترك بصمة في حياتها، تقول: «إنه الفنان الكردي حسكو حسكو. تعجبني أعماله عن القرية، وكيف اشتهر بإدخال الديك والدجاجة في رسومه».
بالعودة إلى لوحاتها، فقد جسّدت وجوه نساء حزينات يبحثن عن أشياء ضائعة بين بيوت مهدّمة، وشخصيات تركت مدنها نحو مستقبل مجهول بعد التخلّي عن الأحلام. تتابع أنها متأثرة بمدينة حلب، فبعد وصول نار الحرب إلى مركزها بداية عام 2014، «انقسمت بين شقّ خاضع للقوات الحكومية، وآخر لمقاتلي الفصائل المسلّحة، مما فاقم مخاوفي وقلقي».
من جهته، يشير الناقد والباحث أرشك بارافي المتخصّص في الفنّ والفولكلور الكردي، إلى أنّ المعرض حمل أهمية كبيرة لإضاءته على النساء، أسوةً بباقي فئات المجتمع السوري الذين تضرّروا بالحرب وتبعاتها. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «استخدمت الفنانة رموزاً تُحاكي موضوعاتها مثل السمكة والتفاحة والمفتاح، لتعكس التناقضات التي عشناها وسط هذه الحرب، والثمن الذي فرضته الحدود المُحاصَرة، والصراع بين الانتماء واللاانتماء، وبين الاستمرارية والتأقلم مع الظروف القاسية».
يُذكر أنّ الفنانة التشكيلية يارا حسكو عضوة في نقابة اتحاد الفنانين السوريين، وهي من مواليد ريف مدينة عفرين الكردية عام 1996، تخرّجت بدايةً في كلية الهندسة من جامعة حلب، ثم التحقت بكلية الفنون الجميلة لشغفها بالفنّ. بدأت رسم أولى لوحاتها في سنّ مبكرة عام 2010، وشاركت في أول معرض جماعي عام 2019، كما شاركت بمعارض مشتركة في مدينتَي حلب والعاصمة دمشق.