السودان يتعهد التصدي للإرهاب والجريمة العابرة

خلال ورشة أمنية حضرها قادة مخابرات أفريقيا بالخرطوم

البرهان في كلمته بالجلسة الافتتاحية لـ«ورشة دور التحصين والمعالجة الفكرية في مكافحة الإرهاب»
البرهان في كلمته بالجلسة الافتتاحية لـ«ورشة دور التحصين والمعالجة الفكرية في مكافحة الإرهاب»
TT

السودان يتعهد التصدي للإرهاب والجريمة العابرة

البرهان في كلمته بالجلسة الافتتاحية لـ«ورشة دور التحصين والمعالجة الفكرية في مكافحة الإرهاب»
البرهان في كلمته بالجلسة الافتتاحية لـ«ورشة دور التحصين والمعالجة الفكرية في مكافحة الإرهاب»

تعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، بأن تلعب حكومته دوراً مهماً في استقرار وأمن قارة أفريقيا، من خلال التصدي لظواهر الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والتعاون من أجل تحقيق السلم الإقليمي والدولي، مؤكداً أن بلاده تشهد مرحلة جديدة من التوافق الوطني مع القوى السياسية والشبابية لتشكيل حكومة مدنية، تحكم البلاد خلال الفترة الانتقالية، وتقودها لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وقال البرهان في كلمته بالجلسة الافتتاحية لـ«ورشة دور التحصين والمعالجة الفكرية في مكافحة الإرهاب»، التي ينظمها جهاز المخابرات العامة السوداني، بالتنسيق مع «لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية» المعروفة اختصاراً بـ«سيسا»، والتي تحتضنها الخرطوم لمدة يومين، إن بلاده تستشرف ما أطلق عليها «مرحلة جديدة تؤدي لتوافق وطني شامل، تشارك فيه كل القوى السياسية والمجتمعية والشبابية لتشكيل حكومة مدنية كاملة، تكمل المرحلة الانتقالية، وترتب لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحقق تطلعات الشعب».

وأنشأت «لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية» المعروفة اختصار بـ«CISSA» في أغسطس (آب) 2004 في مدينة أبوجا النيجيرية، وتتكون من رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات في الدول الأفريقية، وتهدف لمساعدة الاتحاد الأفريقي في التصدي للتحديات الأمنية التي تواجه القارة، ولتكون آلية للحوار والدراسة والتحليل والتشاور للوصول لاستراتيجيات تواجه تحديات الأمن في القارة، وتزود «مجلس السلم والأمن الأفريقي» بالمعلومات اللازمة لحفظ السلام وفض النزاعات، وتتكون «سيسا» من رؤساء أجهزة استخبارات 54 دولة أفريقية.
ويشارك في الورشة، التي بدأت أعمالها اليوم بجلسة افتتاحية وتستمر حتى (الثلاثاء)، عدد من مديري ونواب مديري أجهزة المخابرات في أفريقيا؛ أبرزهم مديرو مخابرات إثيوبيا وجنوب السودان وأوغندا، علماً بأن هذه ليست الورشة الأولى للآلية الأمنية، التي تعقد بالخرطوم لمناقشة القضايا ذاتها، بل سبقتها اجتماعات وورشات عدة شارك فيها قادة الأجهزة الأمنية الأفريقية.
وأوضح البرهان في كلمته أن بلاده، مثل بقية دول العالم، «تواجه مخاطر ظاهرة التطرف العنيف والإرهاب»، موضحاً أنها تبذل الجهود اللازمة لمكافحتها؛ بما في ذلك الأجهزة الأمنية، وتشريع القوانين والمصادقة على الاتفاقيات الدولية والإقليمية والثنائية المتعلقة، وأنه من أجل ذلك أنشأ السودان آليات لضبط الحدود، وللعمل ضمن المنظومة الإقليمية والدولية لمكافحة التطرف والإرهاب.
كما جدد البرهان تأكيد موقف السودان القاطع «بإدانة أشكال التطرف، والتطرف العنيف والإرهاب والأنشطة الإجرامية، التي تمارسها التنظيمات الإرهابية كافة، والعمل على مكافحته والتصدي له بالسبل الممكنة كافة، وتطوير تجربة المعالجة الفكرية التي ابتدرها السودان ويعمل بها، والعمل وسط المجموعات التي تستهدفها الجماعات الإرهابية لتحييدها».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.