كيركلاند في معركته مع إدمان المسكنات: لم أكن أعرف من أكون!

أغلى حارس في الدوري الإنجليزي وجد نفسه تائهاً في شوارع ليفربول

كيركلاند في معركته مع إدمان المسكنات: لم أكن أعرف من أكون!
TT

كيركلاند في معركته مع إدمان المسكنات: لم أكن أعرف من أكون!

كيركلاند في معركته مع إدمان المسكنات: لم أكن أعرف من أكون!

لا يتردد حارس مرمى ليفربول السابق كريس كيركلاند في تحديد اللحظة التي أدرك فيها أن الأمور يجب أن تتغير. كان ذلك في فبراير (شباط) من هذا العام عندما كان يعاني من إدمان سري لمسكنات الألم، جعله يفكر في وقت سابق في الانتحار؛ حيث وجد نفسه تائهاً في شوارع ليفربول، تلك المدينة التي أصبح فيها ذات يوم أغلى حارس مرمى في كرة القدم الإنجليزية.
يقول كيركلاند: «لقد تناولت هذه المسكنات، وظننت أنني سأموت. ببساطة لم أكن أعرف من أنا، ولم أتذكر مكان منزلي. لقد عدت إلى المنزل فقط لأنني كتبت كلمة المنزل في نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية، ولحسن الحظ أنني كنت قد قمت بإعداد ذلك مسبقاً، ولولا لذلك فلم أكن لأعرف كيف كان سينتهي بي الأمر. وصلت إلى المنزل، ثم أصبت بمرض شديد. نمت حوالي 18 ساعة. وعندما استيقظت، أخرجت تلك المسكنات من السيارة، وألقيتها في المرحاض مباشرة».

كريس وضع نظاماً صارماً في منزله حتى لا يعود للمسكنات  -  معركة كريس مع إدمان المسكنات كانت شاقة ومرهقه له ولأطبائه

لقد مر بظروف صعبة للغاية حتى يصل إلى هذه النقطة؛ لكن كيركلاند الذي أجرى هذا الحوار من غرفة معيشته في منزله في لانكشاير عبر الفيديو، وهو مرتاح ويضع أقدامه على كرسي، لم يعد مهتماً بإخفاء التفاصيل المتعلقة بذلك الأمر. لقد كان يعلم أنه كان يواجه مشكلة في عام 2013، بعد بضعة أشهر من توقيع عقد مدته 3 سنوات مع شيفيلد وينزداي، عندما بدأ يدمن المسكنات نتيجة إصابته بالاكتئاب. وخلال تلك المقابلة الشخصية التي استمرت لمدة ساعة، يروي كيركلاند حكايات الأكاذيب والخداع التي كان يلجأ إليها لكي يخفي حقيقة أنه مدمن، وكيف كان يخفي تلك الحبوب في سيارته أو درج الجوارب.
يقول حارس المرمى السابق: «كنت أتصل بالأطباء، وأقول لهم إنني فقدت تلك المسكنات وأريد بدلاً منها. وكنت أشتري مسكنات أخرى عبر الإنترنت، وبأي طريقة ممكنة. كانت هناك أوقات كان من المفترض أن أكون فيها في بعض الأماكن؛ لكنني لم أكن في الحالة الذهنية الصحيحة، أو تناولت الكثير من الحبوب، لذلك كان يتعين عليَّ أن أتصل عبر الهاتف وأكذب، قائلاً إن إطار السيارة قد تعرض لثقب، أو أقول أي أعذار أخرى، ولا أذهب إلى الموعد المحدد، وهذا أمر فظيع».
يتذكر كيركلاند سماعه قصصاً صعبة من مدمنين آخرين -للكحول والكوكايين والقمار- خلال جلسة جماعية في زيارته الأولى إلى «باركلاند بليس»، وهي عيادة إعادة تأهيل بالقرب من منطقة كولوين باي، شمالي ويلز، قبل 3 سنوات، ويقول: «كنت أقول لنفسي إنني لست بهذا السوء، فما الذي جاء بي إلى هنا؟» وعندما ساءت الأمور في وقت سابق من هذا العام، كانت شيريل، مديرة العيادة التي يتحدث عنها كيركلاند باعتزاز شديد، أول من يتصل بها لإنقاذه، واستمر التواصل بينهما عدة مرات في الأسبوع. وهذه المرة أدرك كيركلاند أهمية وضع نظام صارم له في المنزل، حتى لا يعود إلى إدمان المسكنات، قائلاً: «هذا هو ما نصحوني به عندما ذهبت إلى هناك (لإعادة التأهيل) في المرة الأولى، وقلت لهم: نعم سأفعل ذلك؛ لكنني لم أفعل ذلك أبداً».
كانت زوجته، ليونا، تدعمه باستمرار، وتجري له اختبارات تعاطي المخدرات في المنزل على مدار الأسبوع، وكان وجودها إلى جواره في حد ذاته بمثابة رادع كبير. والآن، يكاد يكون من المستحيل أن يقترب كيركلاند من مسكنات الألم. ذهبت ليونا مع كيركلاند إلى طبيبه العام، وطلبت منه ألا يصف له أبداً أي مسكنات للألم. يقول كيركلاند: «يعرف ساعي البريد جيداً أنه لا يتعين عليه أن يعطيني أي رسائل أو طرود؛ لأنني كنت أشتري تلك الحبوب عبر الإنترنت. الآن يعرف أنه لن يعطيني أي شيء أبداً، لذلك فإنه يعطي كل الرسائل والطرود إلى ليونا. لقد وضعنا نظاماً جيداً على أمل منع حدوث ذلك مرة أخرى».
يعمل كيركلاند لصالح جمعية خيرية في مجتمعه المحلي، وكثيراً ما يزور ملعب «آنفيلد» الذي ذهب إليه لأول مرة عندما كان يبلغ من العمر 7 سنوات، قبل أن ينضم إلى ليفربول في عام 2001، في اليوم نفسه الذي ضم فيه النادي جيرزي دوديك تحت قيادة المدير الفني القدير جيرار هولييه.

في إحدى الحصص التدريبية لفريق ليفربول ... ولقي دعماً مستمراً من زوجته لإنقاذ حياته

يرتدي كيركلاند قميصاً عليه شعار جمعية «ووكينغ آند توكينغ تشاريتي هايكس» الخيرية، وهي جمعية للصحة الذهنية أنشأها حارس مرمى نوتنغهام فورست السابق مارك كروسلي، لدعم الجمعيات الخيرية ذات الصلة.
لقد اعتاد كيركلاند على مواجهة الظروف والتحديات الصعبة؛ خصوصاً بعد انتهاء مسيرته الكروية مبكراً نسبياً بسبب الإصابات، ليدخل بعدها في دوامة من المشاعر المتناقضة في صيف عام 2012. كان كيركلاند يشعر بالسعادة الغامرة خلال فترة الاستعداد للموسم الجديد، وبأن الأمور ستسير على ما يرام بعد موسمين صعبين مع ويغان أثليتيك، فقد خلالهما مكانه في التشكيلة الأساسية؛ لكن قبل يومين فقط من انطلاق الجولة الافتتاحية للموسم الجديد في دوري الدرجة الأولى بإنجلترا، تعرض لإصابة في الظهر. يقول عن ذلك: «قلت لنفسي: يا إلهي، إذا لم ألعب يوم السبت فستكون الأمور صعبة للغاية، وسيشمت الجميع بي. كان هناك بند في العقد ينص على أنه إذا لم أشارك في 3 مباريات بسبب إصابة في الظهر، فيمكن للنادي إنهاء التعاقد معي. في بداية الموسم كنا نلعب المباريات أيام السبت والثلاثاء من كل أسبوع، وهو ما كان يعني أنه كان من الممكن أن يستغني النادي عن خدماتي في غضون أسبوع واحد. كان هذا يدور في ذهني، لذلك حصلت على بعض الحبوب من مسكن (الترامادول)، وهو ما ساعدني على عدم الشعور بالألم، وساعدني أيضاً للتغلب على مشاعر القلق الناجمة عن السفر بعيداً عن المنزل، من وإلى شيفيلد».
وعندما انتهى عقده مع شيفيلد وينزداي انضم إلى بريستون، حتى يمكنه قضاء المزيد من الوقت مع ابنته لوسي التي تبلغ من العمر الآن 15 عاماً. وعندما استغنى بريستون عن خدماته في عام 2016، كان يعتقد أن هذه ربما تكون نهاية مسيرته في عالم كرة القدم؛ لكنه في الشهر التالي انتقل إلى بيري. يقول عن ذلك: «لم يكن يتعين عليَّ الانضمام إلى هذا النادي على الإطلاق. لقد بقينا في هذه المجمعات السكنية (في فترة ما قبل الموسم في البرتغال) وكنت في حالة سيئة للغاية. لم أكن أريد أن أكون هناك، وكان كل ما أريده هو العودة إلى المنزل».
وفي تلك الفترة، فكر كيركلاند بجدية في الانتحار، ويقول عن ذلك: «شعرت بضرورة الرحيل؛ خصوصاً أن ليونا ولوسي لم تكونا بجانبي. اتصلت بليونا وقلت لها منهاراً: أنا مدمن لمسكنات الألم، وأحتاج إلى المساعدة».
توقف كيركلاند عن تناول المسكنات، بمساعدة من رابطة اللاعبين المحترفين -يقول: «إذا توقفت عن الأمر مرة واحدة وبشكل غير تدريجي، فهناك مخاطر كبيرة»– لكنه انهار مرة أخرى في عام 2019. وانتابته مشاعر الإحباط والاكتئاب نفسها عندما حدث الإغلاق العام نتيجة تفشي فيروس «كورونا» في العام التالي. إنه يتحدث بشفافية شديدة على أمل أن يساعد ذلك الآخرين على تجنب اتخاذ خيارات مماثلة. يقول كيركلاند إنه يتحدث إلى اللاعبين الحاليين الذين يعانون من إدمان المخدرات، ويعتقد أن الطبيعة المتقلبة للعبة؛ خصوصاً في أسفل الهرم التي تكون فيها عقود اللاعبين مرتبطة بعدد المشاركات في المباريات، وتكون العقود لفترات قصيرة، تقود اللاعبين إلى الشعور بمشاعر سلبية.
يهز كيركلاند رأسه وهو يتحدث عن انحرافه فيما يتعلق باتخاذ القرارات المناسبة، قائلاً: «ليس من المفترض أن تتناول أكثر من 400 ملليغرام يومياً من (الترامادول)؛ لكنني كنت أتناول 2500 ملليغرام يومياً! في النهاية لا تؤدي هذه الحبوب إلى أي شيء إيجابي؛ لكنها تفسد عقلك. أنت تخدع نفسك عندما تقول إنك ستتوقف عن تناولها الأسبوع المقبل؛ لكنك لا تستطيع ذلك. لقد تعرضت لحادثتين سيئتين حقاً حين تناولت 10 أو 12 قرصاً من هذه الأقراص، وهو ما يعني أنني تناولت أكثر من 2000 ملليغرام، وكنت أهذي في المنزل. كنت أعاني من خفقان في القلب، وفقدت الوعي، وهو الأمر الذي جعلني أتوقف عن تناول هذه الحبوب لبضعة أيام؛ لأنني اعتقدت أنني لو واصلت القيام بذلك فإنني سأقتل نفسي. لكن بعد ذلك يبدأ الإدمان يسيطر عليك تماماً، ولا يستطيع جسدك التوقف، وتشعر بالأوجاع والآلام وأنت تعلم أنك إذا تناولتها فسوف تختفي كل هذه الآلام. لم أكن أرغب في التحدث إلى الناس، وأدى ذلك إلى صعوبة الأمر على ليونا ولوسي في المنزل. ولولا وجودهما بجانبي لم أكن لأصل إلى هنا الآن بكل بساطة».
وبسؤاله عما إذا كان الإقلاع عن الإدمان أصعب؛ لأن ذلك يعني توقف المرء عن تناول الأدوية التي كانت تساعده على عدم الشعور بالآلام، رد قائلاً: «لا، الأمر ليس كذلك، فالإقلاع عن الإدمان أفضل بالطبع. الحبوب المسكنة تقول لك إنك تشعر بالألم الشديد، وإذا تناولتها فسوف تكون بخير، وهذا ما تفعله بالفعل لبعض الوقت؛ لكن بعد ذلك تكون الأمور صعبة للغاية. أنا أحب أن ألعب الغولف كل يوم؛ لكنني لم أكن أستطيع القيام بذلك؛ لأن ذلك كان مؤلماً حقاً. لا يمكنني أيضاً أن أركض على الطرقات؛ لكن يمكنني المشي. يمكنني الخروج على الدراجة؛ لكن لا يمكني رفع الأثقال. أنا أعرف بالضبط ما يمكنني فعله، وما لا يمكنني فعله».
لقد كان نيك هيغلي الذي كان يلعب معه في فريق الشباب في كوفنتري، وزوجة هيغلي، جيس، يقدمان له الدعم اللازم طوال الوقت. يقول كيركلاند: «عندما تشعر بالألم وأنت تتعرق، فإنك تتشنج، وكل ثانية تفكر فيها في أن تناول قرص واحد من تلك الأقراص سوف يوقف كل هذا، مع العلم بأن هذا سيزيد الأمر سوءاً. كان يتعين عليَّ فقط أن أجتاز هذا الأمر؛ لأنني كنت أعرف أنني لا أستطيع تناول المزيد من هذه الأقراص».
ويضيف: «في السابق كنت أبحث على محرك البحث (غوغل) عن المسكنات المتاحة، وكل المواقع التي تُظهر ذلك هي مواقع غير قانونية، أليس كذلك؟ كنت أتواصل مع هذه المواقع، وكانت ترسل لي الأقراص المطلوبة في غضون يومين أو 3 أيام. يقولون إنه لا يتعين على المرء أن يشتري الأقراص عبر الإنترنت؛ لأنه لا يعرف أبداً ما بداخلها، وقد اكتشفت ذلك مباشرة. الله وحده يعلم ما كان بداخل تلك الأقراص التي تناولتها؛ لكنها بالتأكيد لا تحقق الهدف الذي يقال إنها تحققه، فهي تقريباً تقتلنا».
لا يهتم كيركلاند الذي وصفه المدير الفني السويدي سفين غوران إريكسون ذات مرة بأنه مستقبل حراس المرمى الإنجليز، كثيراً بالعودة إلى العمل في مجال التدريب؛ لكنه يستمتع بمشاهدة فريقه كمشجع. يمزح كيركلاند مع عامل من ويغان يشجع مانشستر يونايتد من خلال التظاهر بأنه سيعطيه فنجاناً من القهوة في كوب عليه شعار الغريم التقليدي ليفربول، وبعد هذه المقابلة نظر إلى هاتفه وأخبرني بأن جادون سانشو افتتح التسجيل لمانشستر يونايتد في مرمى ليفربول في المباراة الودية التي جمعت الفريقين في بانكوك، استعداداً لانطلاق الموسم الجديد. وبعد فترة وجيزة اصطحب ابنته لوسي ليلعب معها كرة الشبكة، وبعد ذلك قاما بتمشية الكلاب على شاطئ فورمبي. يقول كيركلاند: «لقد تحدثت إلى لوسي وقلت لها إذا كانت تريد مني ألا أتحدث على الملأ عن تفاصيل تجربتي مع الإدمان، فإنني لن أتحدث؛ لكنها أصرت على أنني بحاجة إلى الحديث عن تلك التجربة، ودفعتني إلى الحديث بكل صراحة. يمكنها أن ترى أن والدها قد عاد الآن إلى حياته الطبيعية، وهي تريد أن يستمر الأمر على ذلك».
لذا، كيف يشعر الآن؟ يقول حارس ليفربول السابق: «أشعر حالياً بأنني على ما يرام تماماً. لقد كانت أوقاتاً صعبة للغاية، وكانت أعراض انسحاب الإدمان مروعة... لم أستطع التحرك تقريباً لمدة أسبوع، وكنت أتعرق وأرتجف، وكان يتعين على ليونا التحقق من أنني ما زلت أتنفس بشكل صحيح. لقد كان وقتاً مروعاً. وما زلت أشعر وكأنني محتال في الوقت الحالي؛ لأن الناس لا يعرفون الحقيقة كاملة».
لقد تحدث كيركلاند، البالغ من العمر 41 عاماً، عن تجربته إلى الأصدقاء والزملاء خلال الأسابيع القليلة الماضية؛ مشيراً إلى أنه يشعر الآن بـ«الراحة» بعدما عرف كل شخص الحقيقة. وتقوم ليونا التي يصفها كيركلاند بأنها قديسة وملاك في الوقت نفسه، بإجراء اختبار مخدرات له كل يومين. يقول كيركلاند: «إذا كنت تعاني من أي نوع من الإدمان، فلا يمكنك أن تفعل هذا الاختبار بنفسك، فهذا مستحيل؛ لأنك سوف تخدع نفسك. كن شجاعاً واطلب المساعدة من الآخرين، وكلما حصلت عليها بشكل أسرع، كان ذلك أفضل».


مقالات ذات صلة

ولفرهامبتون المهدد بالهبوط يقيل مدربه أونيل

رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

ولفرهامبتون المهدد بالهبوط يقيل مدربه أونيل

ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن ولفرهامبتون واندرارز أقال مدربه، غاري أونيل، اليوم (الأحد)، بعد سلسلة نتائج بلا انتصارات مما جعل الفريق يقبع في منطقة الهبوط.

رياضة عالمية أوناي إيمري (إ.ب.أ)

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

قليلون هم الذين كانوا يتوقعون منافسة نوتنغهام فورست على المراكز الأربعة الأولى، في بداية موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

مدرب ولفرهامبتون: فرص خسارة وظيفتي تزيد مع كل «نتيجة سيئة»

قال غاري أونيل مدرب ولفرهامبتون واندرارز إنه غير مكترث بالتكهنات بشأن مستقبله بعد هزيمة فريقه الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية خرج سيتي بالفعل من كأس الاتحاد الإنجليزي ويحتل المركز 22 في جدول دوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوارديولا: لن أرحل في هذه الظروف... لست نادماً على تمديد عقدي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنه لا يشعر بأي ندم بعد تمديد عقده لمدة عامين رغم معاناة الفريق الحالية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».