قُتل قائد عسكري كبير في حركة «الجهاد الإسلامي» في سلسلة غارات شنّتها إسرائيل على في خان يونس جنوب قطاع غزة، اليوم (الجمعة)، حسبما نقلت «رويترز» عن مسؤول في الحركة. كما أكد مسؤولو صحة محليون مقتل شخص آخر وإصابة 15 في الغارات.
https://twitter.com/manniefabian/status/1555567712188989440
وأفادت وزارة الصحة في غزة من جانبها بمقتل ثمانية أشخاص، من بينهم فتاة في الثامنة والقائد في «حركة الجهاد الإسلامي» تيسير الجعبري.
فلسطينيون يشيعون الطفلة ابنه الـ5 سنوات (رويترز)
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، أن قواته «بدأت عملية ضد أهداف في قطاع غزة»، بعد أيام من التوتر إثر اعتقال القيادي الفلسطيني البارز في حركة «الجهاد الإسلامي» بسام السعدي.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان مقتضب نشرته «وكالة الصحافة الفرنسية» في وقت سابق «نُغير الآن على قطاع غزة. تم الإعلان عن حالة خاصة في الجبهة الداخلية. تفاصيل إضافية ستنشر لاحقاً».
جانب من الدمار الذي أحدثته الغارات (د.ب.أ)
ولاحقا، أشار الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت لوسائل إعلامية أن الغارات الجوية التي شنّها الجيش على غزة أودت بحياة 15 شخصا على الأقل، مؤكّدا أن العملية التي تستهدف "حركة الجهاد الإسلامي" لم تنته بعد.
وقال: «بحسب تقديرنا، قُتل 15 شخصا في العملية». وأضاف أن العملية «لم ننته بعد»، ووصفها بأنها «هجوم استباقي» على قائد كبير في الحركة.
الغارات أوقعت عشرات الجرحى (أ.ف.ب)
وقالت مصادر أمنية لـ«الوكالة الفرنسية»، إن الطائرات الإسرائيلية استهدفت مواقع تدريب عدة لـ«سرايا القدس»، الجناح المسلح لحركة «الجهاد الإسلامي»، في مناطق عدة في قطاع غزة.
إحدى المصابات (أ.ف.ب)
من جهته، أكد زعيم «حركة الجهاد الإسلامي» زياد النخالة بعد الغارات، أنه لن تكون هناك «خطوط حمراء» في رد فعل الحركة على الغارات الإسرائيلية على غزة، مهدداً باستهداف تل أبيب.
وقالت الحركة في بيان، إن «العدو يبدأ حرباً تستهدف شعبنا، وعلينا جميعاً واجب الدفاع عن أنفسنا وعن شعبنا، وألا نسمح للعدو بأن يمرر سياساته الهادفة إلى النيل من المقاومة والصمود الوطني».
بدورها، قالت حركة «حماس»، إن إسرائيل «بدأت التصعيد والعدوان على قطاع غزة وستدفع الثمن» على ذلك.
وحمّل الناطق باسم الحركة حازم قاسم، في تصريحات للصحافيين في غزة، إسرائيل «مسؤولية ما ترتكبه من جرائم» بعد أن شنّت سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة من القطاع. وذكر أن «أجنحة المقاومة بكل أذرعها العسكرية وفصائلها موحدة في صد العدوان الإسرائيلي، وستدافع عن قطاع غزة بكل ما تملك وستوازن الردع».
وتحدث شهود عن إصابات جراء استهداف شقة سكنية في مدينة غزة، في وقت توالى فيه سماع دوي أصوات انفجارات في مناطق مختلفة من القطاع.
ردة فعل أهالي غزة لدى وقوع الغارات على الفطاع (رويترز)
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن قبل أربعة أيام استنفار قواته على «جبهة غزة» ورفع حالة التأهب على طول الشريط الحدودي وقرب المستوطنات المحاذية تحسباً لهجمات قد تنفذها حركة «الجهاد» رداً على اعتقال أحد قادتها بعد إصابته بجروح في الضفة الغربية، الاثنين الماضي.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس قد وجّه اليوم، تهديداً مباشراً إلى حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» بأن «وقتهما محدود، والتهديد سيزول بطريقة أو بأخرى». وبعد ساعات من ذلك، أعلن الناطق بلسان جيشه عن إطلاق العملية ضد «الجهاد الإسلامي» مع تجنب إصابة «حماس». وفي الوقت نفسه، بعث برسالة طمأنة حول الوضع الصحي للأسير السعدي.
وقال الجيش، إن طائرات سلاح الجو انطلقت في عملية «علوت هشاحر» (الفجر الصادق)، لمهاجمة عدد من مواقع «الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة واغتيال عدد من نشطائه. وصرح مسؤول رفض نشر اسمه لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن هذه العملية جاءت بعدما أعلن «الجهاد» إصراره على تنفيذ عملية انتقام لاعتقال السعدي.
* تدحرج العملية
وكانت قوات كبيرة من جنود الاحتلال الإسرائيلي قد داهمت بيت السعدي في جنين، فجر الثلاثاء الماضي، واعتقلته وقامت بجرّه على الأرض وهوشت كلباً لعضه أمام الكاميرات. ثم انتبهت إلى هذه الصورة الاستفزازية فعمّمت على الصحافة صورة له وهو في التحقيق في المعتقل ويبدو في صحة جيدة. وهدد «الجهاد الإسلامي» بالانتقام القاسي. فأعلنت إسرائيل حالة تأهب قصوى على طول الحدود مع قطاع غزة، وأطلقت عشرات الطائرات المسيّرة لمراقبة الحدود وهددت بالرد بضربات شديدة على قطاع غزة إذا تم إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. واتخذت احتياطات واسعة وغير مسبوقة لمواجهة هذا الخطر، فأغلقت الطرق وأوقفت حركة القطارات وأخلت المنطقة من الجنود وأغلقت المعابر مع قطاع غزة، وألغت نقل البضائع ومنعت وصول العمال الغزيين للعمل في إسرائيل.
وتسببت هذه الإجراءات في ضائقة واحتجاج وتذمر شديد لدى سكان البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، كذلك لدى سكان غزة، الذين يعيشون أصلاً في حصار. وشكا الإسرائيليون من أن الجيش الإسرائيلي يجعلهم في سجن كبير، بدلاً من تلقين أهل غزة درساً في الردع والارتداع. وشكا الفلسطينيون من تشديد الحصار لدرجة الانفجار. وسادت أجواء توتر تنذر بحرب، حتى لو لم يكن يريدها الطرفان.
ومنذ اعتقال السعدي، يجري رئيس الوزراء، يائير لبيد، ووزير الدفاع بيني غانتس، وقادة الجيش والمخابرات مداولات يومية مرفقة بصور وتصريحات تهديد. وقال غانتس، إن لديه معلومات تفيد بأن «الجهاد» ينوي الانتقام بعمليات إرهاب في إسرائيل، وأن رده سيكون فتاكاً. وقال «جهاز الأمن يستعد لأي عملية وفي أي جبهة. ونحن لا نبتهج بالقتال، لكننا لا نتردد أيضاً بالتوجه إليه إذا اضطررنا. وبودي القول لجميع دول العالم ولتلك الضالعة في غزة، إن دولة إسرائيل ستعمل انطلاقاً من قوة داخلية وخارجية من أجل إعادة الأمور إلى وضع عادي».