آبي بولينغ تتوقع اقتحام النساء حلبة «فورمولا 1» قريباً

السائقة الشابة قدمت أداءً مثيراً للإعجاب في سلسلة «دبليو» وتطمح إلى الفئة الأولى

سيارة آبي بولينغ في الوسط خلال المنافسة في سلسلة سباقات دبليو الخاصة بالنساء (إ.ب.أ)
سيارة آبي بولينغ في الوسط خلال المنافسة في سلسلة سباقات دبليو الخاصة بالنساء (إ.ب.أ)
TT

آبي بولينغ تتوقع اقتحام النساء حلبة «فورمولا 1» قريباً

سيارة آبي بولينغ في الوسط خلال المنافسة في سلسلة سباقات دبليو الخاصة بالنساء (إ.ب.أ)
سيارة آبي بولينغ في الوسط خلال المنافسة في سلسلة سباقات دبليو الخاصة بالنساء (إ.ب.أ)

بدءاً من الإصرار على ركوب أسرع حصان فقط عندما كانت طفلة صغيرة، ووصولاً إلى التسابق حول حلبات سباق الجائزة الكبرى في العالم، دائماً ما كانت آبي بولينغ تبحث عن السرعة. وتعد سباقات «فورمولا 1» هي الهدف الأساسي لهذه اللاعبة الشابة الموهوبة التي لديها عزيمة لا تلين، والتي نشأت وهي من أشد المعجبين بلويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات، ولديها قناعة تامة بأنها قادرة على المشاركة في منافسات الفئة الأولى، التي وصفها هاميلتون ذات يوم بأنها تقتصر على «نادي المليارديرات من الأولاد». ويبدو أن التغيير قادم، وأن بولينغ ستكون هي من تقود هذا التغيير.
والآن، وفي أول موسم كامل لها في سلسلة سباقات «دبليو»، التي تقتصر على النساء، نجحت بولينغ في أن تترك انطباعاً حقيقياً. فهذه السلسلة، التي تغطي جميع تكاليف سائقيها، أعادت إحياء حلم هذه اللاعبة الشابة البالغة من العمر 19 عاماً بالوصول إلى «فورمولا 1». بعد انضمامها إلى فريق ألبين لـ«فورمولا 1» كتابعة لبرنامج السائقين الشباب. وتأتي بولينغ في المركز الثاني في البطولة بعد البريطانية جيمي تشادويك، التي سبق لها الفوز بآخر بطولتين لسلسلة سباقات «دبليو». وستقام الجولة الرابعة لهذا الموسم يوم السبت على حلبة بول ريكارد قبل سباق جائزة فرنسا الكبرى يوم الأحد.
وتساءلت تشادويك، سائقة فريق ويليامز والقوة المهيمنة في سلسلة سباقات «دبليو»، مؤخراً عما إذا كانت النساء ستكون قادرات من الناحية البدنية على الوفاء بمتطلبات سباقات «فورمولا 1»، التي لم تشارك فيها أي سيدة في سباق الجائزة الكبرى منذ أن شاركت ليلا لومباردي في سباق النمسا في عام 1976. لكن بولينغ ليس لديها مثل هذه الشكوك.
وتقول: «هذا رأي جيمي، لكن رأيي هو أنه مع برنامج ألبين، فإننا نعتقد بالتأكيد أن المرأة يمكن أن تكون لائقة بما يكفي للمنافسة في سباقات على تلك المستويات. أعتقد أنه من الممكن أن تشارك سيدة في سباقات (فورمولا 1) في السنوات الخمس المقبلة. أود أن أكون على طبيعتي، لكن بغض النظر عن ذلك، فهذا يُظهر الاتجاه الذي تسير فيه رياضة سباقات السيارات ومدى إيجابية ذلك بالنسبة للسيدات في الوقت الحالي».
تتمتع بولينغ بموهبة كبيرة، لكن من حسن حظها أن سلسلة سباقات دبليو تلعب دوراً فعالاً، كما فعلت مع العديد من سائقيها، في منحها الفرصة لمواصلة مسيرتها والسعي لتحقيق حلمها بالوصول إلى «فورمولا 1». إنه حلم تسعى إلى تحقيقه منذ أن أصرت على الذهاب مع والدها متسابق الدراجات، آندي، إلى المسارات في جميع أنحاء البلاد.
تقول بولينغ بحماس شديد: «عندما كنت أذهب لركوب الخيل مع أمي وأختي، كنت دائماً أركب أسرع حصان. كان حصاناً صغيراً يُدعى كوكو، وكنت أسير حول الحلبة بأسرع ما يمكن. كنت بحاجة للسرعة في وقت مبكر جداً».
وخلال الموسم الحالي، حققت تشادويك أربعة انتصارات متتالية في السباقات الأربعة الافتتاحية، لكن بولينغ تضغط بشدة لملاحقتها. ورغم وصولها إلى منصة التتويج مرتين في السباقين الأخيرين، فإنها تتأخر بفارق 47 نقطة، لكن من اللافت للنظر أنها تتميز بالنشاط الشديد والشراسة في العمل، ولا تشعر بالرهبة أو الخوف من السائقين الأكثر خبرة.

آبي بولينغ تحتفل بجائزة المركز الثالث على حلبة سيلفرستون البريطانية (رويترز)

لقد تركت بصمة كبيرة في فترة زمنية قصيرة. لقد أجبرها نقص التمويل في الموسم الماضي على الانسحاب من سباق «بريتش إف فور»، وهي اللحظة التي اعتقدت أنها ستنهي مسيرتها المهنية التي وصفتها بأنها «مفجعة»، لكن مثل هذه الأمور تكون مألوفة للغاية بالنسبة للسائقين في الفئات الصغيرة. لكن سلسلة سباقات دبليو كانت بمثابة شريان حياة بالنسبة لها، وشاركت في أربعة سباقات، بما في ذلك احتلالها للمركز الثاني في سباقي أوستن وتكساس.
لقد جذبت بولينغ بهذه المستويات الرائعة أنظار فريق ألبين، الذي ضمها في مارس (آذار) من هذا العام. وتعهد الفريق بالالتزام بالتنوع بين الجنسين. ويهدف هذا الفريق، من خلال برنامج مخصص في هذا الصدد كانت بولينغ جزءاً منه، لمساعدة السيدات على المشاركة في سباقات «فورمولا 1»، وجلب المزيد من النساء للمشاركة في سباقات السيارات، بهدف أن تشكل النساء 30 في المائة من المتسابقين في غضون خمس سنوات.
وتشعر بولينغ بحماس كبير تجاه هذا الأمر، لكن تشادويك أثارت نقطة صحيحة تماماً، فسلسلتا فورمولا 3 وفورمولا 2. اللتان تعدان المغذي الرئيسي لسباقات «فورمولا 1»، وحتى «فورمولا 1» نفسه، تتطلب جهداً بدنياً هائلاً، وهو الأمر الذي يتضح من خلال التدريبات القاسية التي يخضع لها المشاركون في سباقات «فورمولا 1». تتفهم بولينغ، التي قادت إحدى سيارات فريق ألبين في «فورمولا 1» 2012، هذا الأمر تماماً وتدرك مدى صعوبة المهمة من حيث المتطلبات البدنية. لقد انتقلت للعيش بالقرب من مقر الفريق في إنستون، وتشعر بسعادة غامرة للمشاركة في التدريبات الشاقة.
تقول بولينغ: «أنا أعشق التحديات. لا يجب أن أكون الوحيدة التي تفعل ذلك، والرجال يتدربون بكل قوة أيضاً لقيادة تلك السيارات. سيكون الأمر صعباً بالتأكيد خلال السنوات القليلة المقبلة، وسأضطر إلى تطوير وتحسين نفسي بشكل أكبر من أي وقت مضى، وربما أكثر من أي شخص آخر يفعل ذلك، لكنني لا أعتقد أن الوصول إلى (فورمولا 1) أمر مستحيل».
وتضيف: «قد تستمر مسيرتي الصغيرة لفترات أطول لأنني أقوم بتطوير تلك القوة البدنية، لكن إذا استغرق الأمر بضع سنوات إضافية، فلا يزال ذلك ممكناً. أنا شخص صغير جداً، لكن منذ أن بدأت برنامجي مع فريق ألبين رأيت مكاسب هائلة وأظهرت النتائج ذلك».
ويتبع فريق ألبين نهجاً صارماً في برنامجه الذي يتضمن فحصاً علمياً لما قد يمنع النساء من المضي قدماً في السنوات الأخيرة. وتتمثل إحدى المشكلات الواضحة بالفعل في العبء المالي للتقدم في هذه السباقات، وهي القضية التي أثارها هاملتون.
وتتذكر بولينغ إعجابها الشديد ببطل العالم سبع مرات عندما كانت صغيرة، وتقول عن ذلك: «في ذلك الوقت كنت أحبه أكثر من غيره، لأنه أسطورة حية. كنت أعتقد أن لويس كان مذهلاً، وكنت أتابعه كثيراً».
ومع ذلك، ومع مرور الوقت، أصبحت بولينغ، مثل العديد من الآخرين، تدرك أيضاً مدى أهمية هاميلتون في تسليط الضوء على المشكلات التي تعاني منها هذه الرياضة، والتي كان من بينها تأكيده على أن تلك السباقات أصبحت بعيدة المنال عن الجميع، باستثناء نادي الأولاد المليارديرات. تقول بولينغ عن ذلك: «أصبحت رياضة السيارات الآن أكثر تكلفة بكثير. أنا أتفق معه تماماً، فالأمر أصبح سخيفاً».
وعندما اتضح أن الحصان كوكو ليس سريعاً بما يكفي، اتجهت بولينغ إلى سباقات السيارات بشغف عندما كانت في الثامنة من عمرها، وبدأت تشارك في سباق واحد في عطلة نهاية كل أسبوع تقريباً. واصلت بولينغ هذا الأمر حتى تمكنت من الفوز ببطولتين وطنيتين في عامي 2017 و2018، قبل الانتقال للمشاركة في سباقات «فورمولا 4».
ومن بين نجمات سلسلة سباقات دبليو أيضاً أليس باول، التي تتولى تدريب بولينغ، والتي تشيد بها كثيراً. ولم يتأثر طموح بولينغ بهيمنة تشادويك على كل السباقات هذا الموسم. تقول بولينغ عن ذلك: «لا يمكنني أن أقول إنني لا أستطيع الفوز بالبطولة. أعلم أن جيمي في حالة جيدة حقاً في الوقت الحالي، لكن ما زلت أعتقد أنني قادرة على الفوز بالبطولة طالما أواصل تقديم أداء جيد. أريد أن أهزمها، والجميع لديه رغبة في أن يصل إلى القمة».
من المؤكد أن هذا الإصرار الكبير من جانب بولينغ يبث الثقة في نفوس اللاعبات الصغيرات. ومع ذلك، فبالنسبة إلى فتاة صغيرة جداً ولا تزال أنظارها تتجه نحو المشاركة في سباقات «فورمولا 1»، فمن المعبر للغاية أن رؤيتها، كما هو الحال مع هاملتون، تتجاوز مجرد قمرة القيادة، وترى الصورة الأكبر ككل من أجل تغيير هذه الرياضة التي باتت تلعب فيها دوراً حيوياً.
تقول بولينغ: «ما يهم حقاً هو الرؤية بالنسبة للأجيال الشابة. وحتى لو لم أتمكن أنا من المشاركة في سباقات (فورمولا 1)، فقد تتمكن فتاة أخرى تشاهد الآن سلسلة سباقات دبليو من تحقيق ذلك، لأن ذلك سيحمسها لأن تصبح سائقة سباقات».


مقالات ذات صلة

جائزة ميامي الكبرى: فرصة لتبديد مخاوف «الملل» من هيمنة «ريد بول»

الرياضة جائزة ميامي الكبرى: فرصة لتبديد مخاوف «الملل» من هيمنة «ريد بول»

جائزة ميامي الكبرى: فرصة لتبديد مخاوف «الملل» من هيمنة «ريد بول»

تتكرّر كلمة «ممل» في مفردات بطولة العالم لـ«الفورمولا 1»، بعدما سيطر فريق «ريد بول» وسائقاه الهولندي ماكس فيرستابن (حامل اللقب في العامين الماضيين)، والمكسيكي سيرخيو بيريس، على بداية الموسم الحالي، حيث يأمل عشاق السرعة في سيناريو مخالف، مع استقبال ميامي الجولة الخامسة، يوم الأحد. سرقت النسخة الأولى من «جائزة ميامي»، العام الماضي، الأنظار في الفئة الأولى على خلفية الاحتفالات التي رافقت السباق، وأحدثت ضجّة في الولايات المتحدة؛ بسبب توافد عديد من المشاهير وشخصيات اجتماعية حرصت على أن تظهر في السلسلة الوثائقية الخاصة بالبطولة «درايف تو سورفايف» التي تبثها منصة «نتفليكس». انعكس تأثير هذه السلسلة إي

«الشرق الأوسط» (ميامي)
الرياضة جائزة أذربيجان الكبرى: المكسيكي بيريز يحرز اللقب أمام زميله فيرستابن

جائزة أذربيجان الكبرى: المكسيكي بيريز يحرز اللقب أمام زميله فيرستابن

أحرز المكسيكي سيرخيو بيريز سائق فريق ريد بول لقب جائزة أذربيجان الكبرى، المرحلة الرابعة من بطولة العالم للفورمولا واحد، بتقدمه بفارق ثانيتين على زميله في فريق ريد بول بطل العالم في آخر سنتين الهولندي ماكس فيرستابن، الأحد في باكو. وفيما واصل ريد بول هيمنته على بداية هذا الموسم، حلّ سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو في المركز الثالث أمام الإسباني المخضرم فرناندو ألونسو سائق أستون مارتن، ليمنح الفريق الأحمر أول منصة هذه السنة. وبعد تتويجه بلقب سباق السبرينت السبت، قلّص بيريز الفارق مع فيرستابن في صدارة الترتيب العام للسائقين إلى ست نقاط (93 - 87)، علماً بأن الموسم يتألف من 23 سباقاً.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الرياضة جائزة أذربيجان الكبرى: لوكلير يتعرض لحادث... وينطلق من المركز الأول

جائزة أذربيجان الكبرى: لوكلير يتعرض لحادث... وينطلق من المركز الأول

تعرض شارل لوكلير سائق فيراري لحادث في لفته الأخيرة لكنه سينطلق من المركز الأول في أول سباق سرعة مستقل في جائزة أذربيجان الكبرى ضمن بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات اليوم السبت. واكتمل الانطلاق من المركز الأول للسائق القادم من موناكو الذي سينطلق أيضا من المقدمة في سباق الغد بعد تصدره للتجارب أمس الجمعة. وسينضم المكسيكي سيرجيو بيريز إلى لوكلير في الصف الأول في سباق السرعة بينما يأتي زميله في فريق رد بول ماكس فرستابن متصدر البطولة في المركز الثالث وجورج راسل سائق مرسيدس في المركز الرابع.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الرياضة فورمولا واحد: «فيا» يعتمد نظاماً جديداً لسباقات السبرينت

فورمولا واحد: «فيا» يعتمد نظاماً جديداً لسباقات السبرينت

أعلن الاتحاد الدولي للسيارات «فيا» الثلاثاء أن جائزة أذربيجان الكبرى، الجولة الرابعة من بطولة العالم للفورمولا واحد الأحد، ستشهد نظاماً جديداً لسباقات السبرينت (القصيرة) مع مزيد من التجارب التأهيلية مقابل تقليص عدد التجارب الحرة. وقال «فيا» في بيان مشترك مع شركة «ليبرتي ميديا» الأميركية، مالكة الحقوق التجارية للبطولة العالمية، قبيل تنظيم أول سباق سبرينت هذا الموسم: «سيعزز هذا مشهد عطلة نهاية الأسبوع لسباقات السبرينت، ويدخل المزيد من الإثارة على الحلبة للمشجعين في جميع أنحاء العالم». وإلى جانب أذربيجان، حيث يقام السباق في شوارع باكو، سيتم اعتماد سباقات السبرينت خلال خمس جوائز كبرى أخرى، هي النم

«الشرق الأوسط» (باريس)
الرياضة مشجع يتعرض لجرح بسبب حطام سيارة في سباق أستراليا

مشجع يتعرض لجرح بسبب حطام سيارة في سباق أستراليا

تعرض مشجع في سباق جائزة أستراليا الكبرى ببطولة العالم فورمولا 1 للسيارات لإصابة بجرح في ذراعه بسبب حطام سيارة كيفن ماغنوسن، ليسلط الضوء على بروتوكولات السلامة للمنظمين. وأبلغ المشجع ويل سويت إذاعة (3 إيه دابليو) الأسترالية أنه كان يقف إلى جوار خطيبته في مرتفع عند المنعطف الثاني في حلبة ألبرت بارك خلال سباق أمس الأحد، قبل أن يتعرض سائق هاس الدنماركي لحادث ويتطاير حطام السيارة والإطار في الهواء. وقال سويت: «لقد اصطدم (الحطام) بذراعي، وكنت أقف هناك أنزف. كنت أضع ذراعي عند مكان رقبتي، لكن لو كان اصطدم بخطيبتي، لذهب مباشرة إلى رأسها». وأضاف: «لقد أدركت مدى الإصابة وحجمها.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».