غروندبرغ يحض على سرعة تبادل كشوفات الأسرى

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (تويتر)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (تويتر)
TT

غروندبرغ يحض على سرعة تبادل كشوفات الأسرى

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (تويتر)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (تويتر)

دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، مساء الأربعاء، إلى الإسراع في تبادل كشوفات الأسرى والمحتجزين لضمان إطلاق سراحهم، وفق اتفاق مارس (آذار) الماضي.
وبحسب بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، اتفقت كل من الحكومة وميليشيا الحوثي على إنشاء فريق مشترك للتحقق من هوية أسماء المحتجزين والأسرى في قوائم الطرفين من أجل إجراء عملية تبادل للأسرى في الفترة المقبلة.
وقال البيان إن الحكومة والميليشيات اتفقتا على تكثيف الجهود لتحديد قوائم المحتجزين والأسرى بشكل نهائي، وتوحيدها في أقرب وقت ممكن، وتسهيل زيارات اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» إلى مراكز الاحتجاز للمساعدة في التحقق من الهويات، وإنشاء لجنة مشتركة بينهم لدعم عملية التحقق من هويات أسماء المحتجزين المدرجة في القوائم.
وكان بيان سابق صدر عن مكتب المبعوث الأممي، الاثنين، أفاد أن اللجنة الإشرافية المشكلة من الطرفين لتنفيذ اتفاق إطلاق سراح المحتجزين والأسرى وتبادلهم؛ اختتمت اجتماعها السادس في اليوم السابق (الأحد) بالعاصمة الأردنية عمّان، بمشاركة من قبل اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر».
وبحسب ذلك البيان، فإن اللجنة خلصت بعد 6 أيام من المشاورات إلى العمل على تحديد أسماء المحتجزين الذين سيتم الإفراج عنهم، بناءً على الأعداد التي تم الاتفاق عليها في مارس من العام الحالي.
وشدّد البيان الأخير أمس على ضرورة عدم ادخار جهد في تحقيق إطلاق سراح المحتجزين والأسرى بنجاح ضمن إطار العملية التي تيسرها الأمم المتحدة، وعلى ضرورة تحديد الأسماء كخطوة أساسية لهذه الغاية.
وأعرب البيان عن أسف غروندبرغ لعدم إنجاز اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين والأسرى حتى الآن. الأمر الذي يؤدي إلى تحمّل المحتجزين وعائلاتهم مزيداً من المعاناة والانتظار من أجل لمّ شملهم، متمنياً الانتهاء من تحديد القوائم في أقرب وقت، مع أولوية الإفراج غير المشروط عن المرضى والجرحى والأطفال والمحتجزين تعسفياً، والمحتجزين السياسيين والصحافيين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».