هل يستهدف «انقلاب» الصدر النظام في العراق؟

أحد مناصري مقتدى الصدر أمام صورة له في البرلمان العراقي (إ.ب.أ)
أحد مناصري مقتدى الصدر أمام صورة له في البرلمان العراقي (إ.ب.أ)
TT

هل يستهدف «انقلاب» الصدر النظام في العراق؟

أحد مناصري مقتدى الصدر أمام صورة له في البرلمان العراقي (إ.ب.أ)
أحد مناصري مقتدى الصدر أمام صورة له في البرلمان العراقي (إ.ب.أ)

بعد ساعات من اقتحام أنصار مقتدى الصدر، زعيم «التيار الصدري»، البرلمان العراقي، السبت الماضي، سألت «الشرق الأوسط» قيادات كردية وسنية عن توقعاتهم بشأن مستقبل هذا التحرك الجريء. لم يكن من بينهم أحد يشعر بالقلق؛ بأن ما سينتهي إليه الصدر سيقلب النظام بشكل جذري.
واحتاج الصدر إلى استعراض قدراته في الشارع أمام خصمه، «الإطار التنسيقي»، الذي كان على وشك التفاوض مع بقية الفعاليات السياسية لتمرير مرشحه، محمد السوداني، المقرب من نوري المالكي، لكن الصدر لم يجهض هذا المسار وحسب، بل فتح الباب لتغييرات عميقة في المنظومة الشيعية.
وفضّل مراقبون وسياسيون عراقيون تفسير حركة الصدر على أنها محاولة راديكالية لقلب النظام، لكن من الواضح أن التيار يريد فض الاشتباك بين علاقات القوة بين الفاعلين الشيعة، خصوصاً مع استحالة أي صيغة توافق مع «الإطار التنسيقي»، وإمكانية تثبيتها مع الكرد والسنة.
ويحاول «تحالف السيادة» و«الحزب الديمقراطي الكردستاني» الحفاظ على قدر عالٍ من الحذر في التعامل مع حراك الصدر. ويقول قيادي كردي: «نعرف أن الصدر يريد عزل تيار المالكي وحلفائه من العملية السياسية (...) هذه حركة جريئة، وإن تمكن من إتمامها حتى النهاية، فسنشهد خريطة شيعية مختلفة»، فيما يعلّق مستشار سياسي سني بأن «عزل فريق التوتر (الإطار) سيمهد الطريق لتشكل منظومة شيعية أكثر حيوية واستقراراً، وأي مسار آخر يُبقي الصيغة القائمة سيُكتب له الفشل».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1555117084585218049?s=20&t=mF94WLuD8xsd92eZeYPIhA
ومن الواضح أن غالبية الفعاليات السياسية العراقية، من بينها ما تبقى من حراك أكتوبر (تشرين الأول) الاحتجاجي، تحاول دعم حراك الصدر، لكن هذا الموقف النامي قد يتعثر ويتراجع مع مرور الوقت، حين تتضح استراتيجية الصدر؛ بأن الاحتجاج الذي يقوده الآن هو أكبر من المناورة وأقل بكثير من الثورة.
وكان الصدر ذكياً بما يكفي لاستقطاب الجمهور الحانق على النظام، حين اقتحم المنطقة الخضراء وتمركز في مبنى البرلمان. كان الأمر بمثابة استدراج للروح «الثورية» الخامدة لدى غالبية «قوى تشرين»، ومحاولة تأكيد أن الصدر «أب» للاحتجاج. الآن، يوسع الصدر من رقعة استثماره لكل الرمزيات المتاحة. وأخيراً، حدد ساحة الاحتفالات وسط بغداد لإقامة صلاة الجمعة، وهي منصة مخصصة لتنظيم الاستعراضات العسكرية بناها رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين، عام 1986، لتكون رمزاً لإطلاق رسائل التفوق والانتصار خلال الحرب مع إيران، والتوترات اللاحقة في التسعينات، حتى انهيار النظام.
إنها مسارات متعددة لاحتلال الرمزيات، يحاول الصدر من خلالها ترسيخ الهدف الذي يعبر عنه غالباً بالحكومة «الأبوية»، بمعنى أنه يريد احتكار القرار الشيعي، وإنشاء تحالفات فرعية من قوى من الطائفة توافق على تقديم تنازلات ضامنة.
ويعتقد الصدر، بحسب مقربين منه، أن الإطاحة بالمالكي والطيف السياسي المتحالف معه، يجب أن تدعم بخطوات أساسية لاحقة، أهمها تعديل الدستور وتغيير المنظومة القضائية، فمن خلالهما تمكن خصوم الصدر من تقييد مشروعه في تشكيل حكومة أغلبية، بدفع مباشر من زعيم ائتلاف دولة القانون، كما يزعم منخرطون في المطبخ السياسي الشيعي.
ولا يقترح المسار الذي يعمل عليه الصدر ثورة بيضاء، ولا ثورة لقلب النظام. إنه أقرب إلى تصحيح النظام بثورة على المنظومة الشيعية. يقول القيادي الكردي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية التوقيت، إن «تحالف الأغلبية بين الصدر والكرد والسنة لم ينتهِ (...). كل الخطوات التي أقدم عليها الصدر كانت معلومة ومحسوبة، دون أن يعني هذا التنسيق المشترك بشأنها».
وسيبقى الصدر «ماسكاً» للأرض في بغداد، كأنه يضغط على رقبة «الإطار التنسيقي» ببطء وإحكام، بانتظار أن يطلق الأخير إشارة الاستسلام والقبول بشروطه، وهذا المسار من التصعيد المسيطر عليه، حتى الآن، يفعّل مساراً لتغييرات دستورية تحت إشراف حكومة انتقالية. يعتمد كل هذا على الطريقة التي يختارها «الإطار» لخسارة هذه المعركة مع الصدر.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

تقرير: بلينكن لن يتهم إسرائيل بانتهاك شروط استخدام الأسلحة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
TT

تقرير: بلينكن لن يتهم إسرائيل بانتهاك شروط استخدام الأسلحة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)

ذكر موقع «أكسيوس» أن من المتوقع أن يقدم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تقريراً بالغ الأهمية إلى الكونغرس في وقت قريب جداً، قد يكون اليوم الجمعة، بشأن سلوك إسرائيل في قطاع غزة، الذي لن يصل إلى حد الجزم بأنها تنتهك شروط استخدام الأسلحة الأميركية.

ونقل التقرير، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين، أن وزارة الخارجية الأميركية تراجع استخدام الأسلحة في إسرائيل و6 دول أخرى بها صراعات مسلحة.

كانت «رويترز» قد نشرت يوم الثلاثاء ما يفيد بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستفوت موعداً نهائياً كان مقرراً يوم الأربعاء لتقديم تقرير للكونغرس بشأن ما إذا كانت إسرائيل تنتهك القانون الإنساني الدولي في قطاع غزة.

وتتطلب مذكرة أمن قومي أصدرها الرئيس بايدن في فبراير (شباط) أن تقدم وزارة الخارجية تقريراً للكونغرس بحلول الثامن من مايو (أيار) بشأن مدى مصداقية تأكيدات إسرائيل على أن استخدامها أسلحة أميركية لا ينتهك القانون الأميركي أو الدولي.

وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية، يوم الثلاثاء، في إفادة صحافية، إن التقرير ليس جاهزاً بعد، لكن الوزارة تعمل جاهدة لإكماله.


قصف في غزة ووفدا «حماس» وإسرائيل يغادران محادثات القاهرة

دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة في 9 مايو 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف..ب)
دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة في 9 مايو 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف..ب)
TT

قصف في غزة ووفدا «حماس» وإسرائيل يغادران محادثات القاهرة

دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة في 9 مايو 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف..ب)
دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة في 9 مايو 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف..ب)

تكثّف إسرائيل ضرباتها في قطاع غزة، اليوم (الجمعة)، بعدما غادر طرفا النزاع طاولة المفاوضات دون اتفاق لتأمين هدنة ومنع هجوم إسرائيلي على رفح.

في الساعات الأولى من يوم الجمعة أفادت فرق وكالة الصحافة الفرنسية بحصول قصف مدفعي إسرائيلي باتجاه رفح على الحدود المصرية، بينما تحدث شهود عن غارات جوية على منطقة جباليا في شمال القطاع، إضافة إلى غارات مماثلة ومعارك في مدينة غزة (شمال).

في غضون ذلك بعثت «حماس» برسالة إلى الفصائل الفلسطينية الأخرى لشرح وجهة نظرها حول حالة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، التي كانت جارية منذ الأربعاء في القاهرة.

وقالت «حماس»: «الوفد التفاوضي غادر القاهرة متجهاً للدوحة»، مضيفةً: «عملياً الاحتلال رفض المقترح المقدم من الوسطاء، ووضع عليه اعتراضات في عدة قضايا مركزية. موقفنا هو التمسك بالموقف الوطني الذي وافق على مقترح الوسطاء الأخير. بناءً عليه فالكرة الآن لدى الاحتلال بشكل كامل».

ودعت مصر «حماس» وإسرائيل إلى إبداء «مرونة» للتوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في القطاع وتبادل الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين.

وأفادت الخارجية المصرية بأن الوزير سامح شكري بحث مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في «المرحلة الدقيقة التي تمر بها المفاوضات الجارية في القاهرة للتوصل إلى هدنة»، واتفقا على «أهمية حث الأطراف على إبداء المرونة وبذل الجهود اللازمة للتوصل إلى اتفاق هدنة يضع حداً للمأساة الإنسانية ويسمح بنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة كاملة ومستدامة تلبي الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع».

وجدّد شكري لنظيره تأكيد «مخاطر العمليات العسكرية الإسرائيلية في منطقة رفح الفلسطينية، وما ستسفر عنه من تداعيات إنسانية كارثية على أكثر من 1.4 مليون فلسطيني، وعواقب أمنية ستطول استقرار وأمن المنطقة»، مع تشديد الطرفين «على الرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين خارج أرضهم»، وفق البيان.

وانتهت أمس (الخميس) جلسة محادثات غير مباشرة في القاهرة بمغادرة ممثلي إسرائيل و«حماس»، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» القريبة من الاستخبارات المصرية.

ونقلت القناة عن مصدر مصري رفيع المستوى أن «الجهود المصرية وجهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين» توصّلاً إلى هدنة في غزة.

وقال البيت الأبيض من جهته إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز الذي شارك بشكل كبير في المحادثات وكان حاضراً في القاهرة والقدس هذا الأسبوع، سيعود إلى الولايات المتحدة الجمعة.

وكانت «حماس» وافقت الاثنين على مقترح هدنة عرضه الوسطاء، إلا أن إسرائيل أكدت أن هذا الطرح «بعيد جداً» عن مطالبها، وكررت معارضتها وقفاً نهائياً لإطلاق النار طالما «لم تهزم»، «حماس» التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007، وتعدها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «منظمةً إرهابيةً».

وبعد ساعات من إعلان «حماس» موافقتها، بدأت القوات الإسرائيلية عملية برية في رفح بأقصى جنوب القطاع.

«سنقف وحدنا»

ويهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ أسابيع بشن هجوم على مدينة رفح التي يعدها آخر معاقل حركة «حماس»، ويتكدس فيها بسبب الحرب 1.4 مليون فلسطيني، غالبيتهم نازحون.

في وقت سابق من الأسبوع الحالي، وفي تحدٍ للتحذيرات الدولية، دفع الجيش الإسرائيلي بدبابات في المدينة حيث سيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر الذي تمر عبره قوافل مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر.

وحذرت الولايات المتحدة للمرة الأولى بوقف بعض إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل إذا شنت هجوماً واسعاً على رفح.

ويعدُّ هذا أشد تحذير توجهه واشنطن لإسرائيل في ما يتعلق بمسار حربها.

اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بعدما نفذت «حماس» هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، حسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

رداً على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس» وتنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة تسببت بسقوط 34904 قتلى، غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

وفي رد منه على الموقف الأميركي، قال نتنياهو مساء الخميس: «إذا اضطررنا للوقوف وحدنا سنقف وحدنا». وأضاف: «قلت إنه لو لزم الأمر سنقاتل بأظافرنا».

من جهته أكد المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري أن الجيش «يملك أسلحة كافية لإنجاز مهمته في رفح».

وكانت الخارجية الأميركية أكدت في وقت سابق أن بلينكن كرّر لشكري معارضة واشنطن أي تهجير قسري للفلسطينيين.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس أنها أغلقت مؤقتاً مجمع مكاتبها في القدس الشرقية المحتلة بعدما حاول «متطرفون إسرائيليون» إحراقه مرتين.

وأشارت الوكالة إلى أن حوالي 80 ألف شخص فروا من رفح منذ 6 مايو (أيار) الماضي عندما أمرت إسرائيل الفلسطينيين الذين يعيشون في شرق المدينة بإخلائها.

وشق البعض طريقهم إلى خان يونس، المدينة المدمرة على بعد كيلومترات قليلة إلى الشمال، بينما كان آخرون لا يزالون يتساءلون إلى أين يذهبون.

وقال النازح عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «الدبابات والمدفعية ودوي القصف لا ينقطع. الناس خائفون ويريدون البحث عن مكان آمن».


مكالمة «مشحونة» مع نتنياهو وراء وقف بايدن إرسال أسلحة لإسرائيل

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
TT

مكالمة «مشحونة» مع نتنياهو وراء وقف بايدن إرسال أسلحة لإسرائيل

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤول أميركي إن الرئيس جو بايدن أمضى شهوراً يحث فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حماية المدنيين في غزة، لكن القرار الأميركي بوقف بعض المساعدات العسكرية لإسرائيل يرتبط مباشرةً بمكالمة هاتفية مشحونة أجرياها قبل شهر.

فقد وجه بايدن إنذاراً لنتنياهو في مكالمة في الرابع من أبريل (نيسان)، بعد وقت قصير من مقتل سبعة من موظفي الإغاثة التابعين لمنظمة «ورلد سنترال كيتشن» في قصف جوي إسرائيلي، مفاده أنه إما أن يحمي المدنيين وموظفي الإغاثة، أو ستتغير السياسة الأميركية.

وتعرض بايدن لضغوط من الحلفاء الدوليين ومن كثيرين من أعضاء الحزب الديمقراطي في الداخل كي يجعل تقديم مليارات الدولارات من المساعدات لإسرائيل مشروطاً في ظل عدد القتلى الهائل الناجم عن الهجوم المستمر على غزة. وقال المسؤول إنه من بين مكالمات صعبة كثيرة بين الزعيمين، شكلت مكالمة الرابع من أبريل نقطة تحول. فقبل ذلك، لم يهدد بايدن بوقف المساعدات على الرغم من المحادثات التي تزداد توتراً.

والأسبوع الماضي، تحرك البيت الأبيض بناءً على الإنذار. وأوقفت الولايات المتحدة إرسال شحنة تضم آلاف القنابل الثقيلة في ظل القلق من الهجوم الإسرائيلي البطيء في رفح، حيث تعارض واشنطن تنفيذ اجتياح إسرائيلي كبير دون ضمانات بحماية المدنيين.

وقال بايدن، يوم الأربعاء، في أول تصريح علني عن وقف إرسال الأسلحة: «قُتل مدنيون في غزة نتيجة هذه القنابل وغيرها من الوسائل التي يستهدفون بها المراكز السكانية». وأشار وزير الدفاع لويد أوستن للصحافيين في اليوم نفسه إلى أن أسلحة أخرى قد تُحجب.

والولايات المتحدة هي أكثر حليف موثوق لإسرائيل التي تمثل أكبر متلقٍ للمساعدات الأميركية منذ إعلان قيام الدولة اليهودية بعد الحرب العالمية الثانية.

ووقف بايدن شحن الأسلحة لا يضاهي مطلقاً الحظر الذي فرضه الرئيس رونالد ريغان عام 1982 على بيع القنابل العنقودية لإسرائيل، لكنه يمثل نقطة تحول في العلاقات المتوترة بين إسرائيل وحليفتها الأكثر موثوقيةً وأكبر مقدم مساعدات لها.

وقال بروس ريدل الذي عمل 30 عاماً في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) والخبير في شؤون الشرق الأوسط في «معهد بروكنجز» حالياً: «هذا ليس وقفاً لجميع مبيعات الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل، لكنه تعزيز للضغط بأن الولايات المتحدة لا تريد حقاً عملية رفح».

وقصفت إسرائيل، أمس الخميس، شرق رفح، بعد أن انهارت فيما يبدو محاولة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن، وحذرت الولايات المتحدة من أن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية على خطأ.

وقال مسؤول أميركي ثانٍ إن الإدارة كانت تنوي إبقاء وقف الأسلحة طي الكتمان لكنها تحدثت عنه بعد أن سرب الإسرائيليون الخبر.

ويقول بعض المؤيدين إن إفشاء هذه الخطوة قد يصب في مصلحة بايدن.

وقال جيرمي بن عامي، رئيس منظمة «جيه ستريت» اليهودية الليبرالية: «شهور وشهور مرت من النقاش حول ما الرسائل التي تنقلها هذه الحكومة إلى الحكومة الإسرائيلية، وإلى أي مدى يأخذون الأمر على محمل الجد".

وأضاف بن عامي: «حقيقة أن هذا أصبح معلناً هي جزء من الرسالة... إنها رسالة إلى العالم مفادها... لا ضمان مطلق للمساعدات الأميركية».

وجاءت الانتقادات لاذعة من المعارضة الجمهورية التي تدعم بكاملها تقريباً نتنياهو، إذ اتهمت الرئيس الأميركي بتقويض أمن إسرائيل. وقال المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب، أمس الخميس، على وسائل التواصل الاجتماعي: «إذا صوت أي يهودي لصالح جو بايدن، فيجب أن يخجل من نفسه».

تحدي بايدن

يعدُّ بايدن قدرته على التفاوض مع الزعماء الأجانب، حتى الذين يختلف معهم كثيراً مثل نتنياهو، من العلامات المميزة لرئاسته. وقالت إدارته إنها تبقي نتنياهو اليميني المتطرف على مقربة منها لأنها بهذه الطريقة تتمتع بنفوذ أكبر على الزعيم الإسرائيلي.

ووضع تحدي نتنياهو المعلن لنصيحة بايدن فيما يتعلق برفح صورة الرئيس الأميركي كخبير في السياسة الخارجية موضع اختبار، كما فاقم الضغوط عليه في الداخل.

وبعد أن حثه بايدن يوم الاثنين على عدم مهاجمة رفح، رفض نتنياهو اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي قبلته حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وبدأ في قصف رفح. وقال مسؤول أميركي ثالث لـ«رويترز» حينها إن الإسرائيليين لا يتفاوضون بنية حسنة فيما يبدو على اتفاق وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن.

جنود إسرائيليون يشاركون بالتوغل البري في غزة (أ.ب)

وجاء قرار نتنياهو بالمضي قدماً بعد أيام فحسب من توقيع 57 من أصل 212 ديمقراطياً في مجلس النواب الأميركي على رسالة تدعو إدارة بايدن إلى اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لثني الزعيم الإسرائيلي عن شن هجوم شامل على المدينة الواقعة على الحدود المصرية.

وأمضى كبار المسؤولين الأميركيين، بدءاً من بايدن ومن يليه في تسلسل القيادة، أسابيع في التأكيد علناً، وفي المحادثات الخاصة، على أنه يجب على إسرائيل وضع خطة بشأن رفح تقلص إلى أدنى حد الضرر الذي قد يلحق بمئات الآلاف الذين لجأوا إليها بعد فرارهم من القصف الإسرائيلي في شمال القطاع.

وقال البيت الأبيض إنه في مكالمة هاتفية بين بايدن ونتنياهو في 11 فبراير (شباط)، أكد بايدن «من جديد وجهة نظره بأنه يجب عدم الشروع في عملية عسكرية في رفح ما لم تكن هناك خطة موثوق بها وممكنة التنفيذ لضمان سلامة أكثر من مليون شخص لجأوا هناك ودعمهم».

ومع ازدياد المخاوف من خطط إسرائيل في رفح، أثار مسؤولون من إدارة بايدن أيضاً تساؤلات حول مشروعية المراحل السابقة من الحملة الإسرائيلية على غزة.

وأبلغ عدد من المسؤولين الأميركيين البارزين، وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بأنهم لا يرون «مصداقية ولا موثوقية» في تأكيدات إسرائيل بأنها تستخدم الأسلحة التي تزودها بها الولايات المتحدة بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني.

وذكر مسؤولون أميركيون، الأسبوع الماضي، أن الإسرائيليين أعطوهم فكرة عامة عن خططهم في رفح، لكنهم لم يقدموا تصوراً كاملاً حول كيفية حماية المدنيين في غزة، وهو مطلب رئيسي للولايات المتحدة.

وقال وزير الدفاع أوستن للصحافيين الأسبوع الماضي: «حالياً، الظروف ليست مواتية لأي نوع من العمليات. كنا واضحين بهذا الشأن... من الضروري مراعاة السكان المدنيين الموجودين في هذه المنطقة قبل حدوث أي شيء آخر».

وأصبحت مطالبات أوستن بدخول المساعدات الإنسانية إلى رفح جانباً ثابتاً في مكالماته الأسبوعية الخاصة مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، بما في ذلك مكالمة جرت مساء يوم الأحد.

لكن مكتب غالانت أصدر بياناً في اليوم التالي عبر فيه عن ضرورة تنفيذ عمل عسكري «بما في ذلك في منطقة رفح».


«حماس»: «كرة الهدنة» في ملعب إسرائيل بالكامل

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
TT

«حماس»: «كرة الهدنة» في ملعب إسرائيل بالكامل

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)

أعلنت حركة حماس، فجر اليوم (الجمعة)، بعد مغادرة وفدها من مصر حيث تجري المحادثات، أن «الكرة بالكامل في ملعب إسرائيل» للتوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة.

وقالت حماس في بيان وجهته الى الفصائل الفلسطينية، إن «الوفد التفاوضي غادر القاهرة متجها للدوحة»، مضيفة «عملياً الاحتلال رفض المقترح المقدم من الوسطاء ووضع عليه اعتراضات في عدة قضايا مركزية. موقفنا هو التمسك بالموقف الوطني الذي وافق على مقترح الوسطاء الأخير. بناءً عليه فالكرة الآن لدى الاحتلال بشكل كامل».


«حزب الله» يعلن قصف موقع للجيش الإسرائيلي في المالكية

جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)
جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)
TT

«حزب الله» يعلن قصف موقع للجيش الإسرائيلي في المالكية

جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)
جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)

قال «حزب الله» اللبناني، إنه قصف موقعاً للجيش الإسرائيلي في المالكية جنوب لبنان في ساعة مبكرة اليوم الجمعة، مشيراً إلى أنه حقق «إصابات مؤكدة».

وأوضح «حزب الله» في بيان، أن القصف يأتي «دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‌‌‏والشريفة».

وأضاف: «بعد رصد ‏وترقب لقوات العدو الإسرائيلي وعند وصول آلياته إلى موقع المالكية استهدفها مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية.. بقذائف المدفعية وحققوا ‏إصابات مؤكدة».

من جهتها قالت فصائل عراقية مسلحة، اليوم، إنها قصفت ما وصفته بأنه «هدف حيوي» في إيلات الإسرائيلية بواسطة طائرات مسيّرة.

وأشارت الفصائل التي تطلق على نفسها اسم «المقاومة الإسلامية في العراق» إلى أن القصف يأتي نُصرة لأهلنا في غزّة".


«حزب الله» يصعد لما بعد حرب غزة

السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
TT

«حزب الله» يصعد لما بعد حرب غزة

السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)

انتقل «حزب الله» إلى استراتيجية «الضغوط القصوى» على إسرائيل، مُصعّداً عملياته العسكرية ضدها في تمهيد لمرحلة ما بعد حرب غزة.

ومنذ إعلان تل أبيب السيطرة على معبر رفح، وبدء عملياتها شرق المدينة بالتزامن مع ترنح مفاوضات الهدنة، كثّف «حزب الله» بشكل غير مسبوق عملياته باتجاه شمال إسرائيل، بهدف إيقاع قتلى وجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين.

ويقول مصدر مُطّلع إن «(حزب الله) انتقل فعلياً من سياسة (ضبط النفس) إلى استراتيجية (الضغوط القصوى)، بهدف تثبيت معادلات الردع في آخر مرحلة من مراحل الحرب على غزة»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأداء العسكري الحالي مدروس جداً كي لا يؤدي لحرب موسعة، لطالما أرادتها إسرائيل».

من جهته، يشير العميد الركن المتقاعد، بسام ياسين، إلى أن «حزب الله» وإيران وحلفاءهما «كانوا واضحين منذ البداية، بحيث أكدوا أنه لن يتم السكوت عن معركة رفح. لذلك سيحصل ضغط من كل الجبهات، وبخاصة جبهة الجنوب اللبناني من دون أن تتدخل إيران بشكل مباشر، لأن ذلك سيعني حينها حرباً بين دولتين».

وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «كلما زاد الضغط على رفح، سيكون هناك ضغط إضافي مما يسمى جبهات الدعم. وإن كان ذلك لا يؤثر من الناحية العسكرية على رفح، فلكل منطقة وحداتها القتالية، إنما التعويل على أن يؤدي سقوط قتلى وجرحى إسرائيليين لضغط الرأي العام الإسرائيلي على الحكومة الإسرائيلية للتهدئة، والسير مجدداً بالهدنة».


انقسام عراقي حول «رأس المنصور»

ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)
ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)
TT

انقسام عراقي حول «رأس المنصور»

ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)
ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)

انقسم العراقيون حول دعوة لإزالة تمثال رأسي للخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وسط بغداد، فيما رفضت وزارة الثقافة التعرض لـ«رمز تاريخي» في العاصمة.

وطالب معلقون سياسيون، ظهروا في محطات محلية خلال الأيام الماضية، بإزالة التمثال استناداً إلى سرديات خلافية بين المذهبين الشيعي والسني في العراق. وقال محللون مقربون من قوى «الإطار التنسيقي» إن التمثال «يستفز أكثر من نصف الشعب العراقي»، وإنه من «الضروري رفعه من هذا المكان».

وتصاعدت أصوات مدوّنين في مواقع التواصل رفضاً للمقترح، واضطرت الشرطة إلى نشر عناصرها في محيط التمثال. ورفضت السلطات الإساءة للتمثال، وقال وكيل وزارة الثقافة فاضل البدراني لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوزارة حريصة على وجود التمثال في موقعه المعروف، ولا تسمح بأي إساءة أو تجاوز».

ووصف كتّاب دعوات الإزالة بأنها «ثرثرة طائفية» تعكس «مسار التفاهة في النظام السياسي». وقال الصحافي أحمد الشيخ ماجد إن «الأنظمة المحترمة تحافظ على هويات مدنها، لكن العراق (...) خسر كثيراً في هذا السياق». وليست هذه هي المرة الأولى التي تظهر علناً دعوات إلى إزالة التمثال، وكانت تنتهي خلال السنوات الماضية بحماية النصب واختفاء الأصوات المطالبة بإزالته أو هدمه.

وأزيح الستار عن التمثال في جانب الكرخ ببغداد عام 1977 في عهد الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر، وهو عمل نحتي للفنان خالد الرحال. وتعرّض النصب إلى تفجير بعبوة ناسفة عام 2005، نُسبت حينها لـ«مسلحين مجهولين»، لتقوم السلطات بنقله وصيانته في مكان آمن، قبل أن تعيده إلى مكانه في حي المنصور بالتزامن مع تحسن نسبي في الوضع الأمني عام 2008.


جامعة كسفاريوس تلغي خطاب السفيرة الأميركية لدى «الأمم المتحدة» بعد احتجاج الطلاب

المندوبة الأميركية الدائمة لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
المندوبة الأميركية الدائمة لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
TT

جامعة كسفاريوس تلغي خطاب السفيرة الأميركية لدى «الأمم المتحدة» بعد احتجاج الطلاب

المندوبة الأميركية الدائمة لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
المندوبة الأميركية الدائمة لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)

ألغت جامعة كسفاريوس في ولاية لويزيانا الأميركية خطاباً لسفيرة الولايات المتحدة لدى «الأمم المتحدة»، ليندا توماس غرينفيلد، كان من المقرر أن تلقيه، السبت، بعد أن أثارت أنباء ظهورها غضباً بين بعض الطلاب، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء.

وأعلن رئيس الجامعة رينولد فيريت القرار، في رسالة بالبريد الإلكتروني، يوم الأربعاء، أرسلها إلى أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب، حيث قال: «الجميع يهدف لإقامة حفل تخرج يكرم الخريجين وإنجازاتهم بشكل مناسب، وتريد الغالبية العظمى من الطلاب أن يكونوا قادرين على الاستمتاع بحفل التخرج، من دون أي اضطرابات. لذلك، لن نمضي قدماً مع المتحدثة الرئيسية كما كان مخططاً».

وكان الطلاب غاضبين من دعوة غرينفيلد للتحدث بسبب مواقفها السابقة للولايات المتحدة بشأن الحرب في غزة.

وقبل تقديم مشروع قرار في مارس (آذار) إلى مجلس الأمن التابع لـ«الأمم المتحدة»، يدعو إلى «وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة»، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد 3 مشروعات قرارات أخرى لوقف إطلاق النار، اقترحتها دول أخرى.

وفي تفسيرها لاستخدام الفيتو، قالت غرينفيلد إن الولايات المتحدة لا تستطيع دعم قرارات وقف إطلاق النار التي «لا تذكر حق إسرائيل في الدفاع عن النفس».

وفي تفسير آخر، قالت إن الولايات المتحدة لا يمكنها دعم وقف إطلاق النار حتى تقوم حركة «حماس» بإطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

ووصف فيريت الإلغاء بأنه «نتيجة مؤسفة»، وقال إن القرار اتخذ بالشراكة مع السفيرة.

ولم تعلق غرينفيلد على القرار، وقد واجهت ردّ فعل عنيفاً مماثلاً في جامعة فيرمونت، حيث كان من المقرر أن تلقي خطاب التخرج في 19 مايو (أيار)، ودعا الطلاب المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين الجامعة إلى إلغاء خطابها، مستشهدين بقرارات وقف إطلاق النار التي تم اعتراضها، وأعلنت الجامعة يوم الجمعة أنها لن تلقى الخطاب.

وأشاد تشيس باترسون، رئيس رابطة الطلاب الحكوميين في كسفاريوس، الذي كتب رسالة إلى المسؤولين الإداريين يدعوهم فيها إلى إعادة النظر في اختيارهم لبدء الدراسة، بقرار فيريت بالاستماع إلى معارضتهم.


«الأونروا» تغلق مقرها في القدس الشرقية بعد إشعال النيران في محيطه مرتين

فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)
فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)
TT

«الأونروا» تغلق مقرها في القدس الشرقية بعد إشعال النيران في محيطه مرتين

فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)
فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)

قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، الخميس، إن الوكالة قررت إغلاق مقرها في القدس الشرقية بعد إضرام إسرائيليين النار في محيطه مرتين اليوم.

وأضاف مفوض «الأونروا»، في بيان، عبر حسابه على منصة «إكس»، إنه «لا إصابات بين موظفينا جراء إضرام النار في محيط مقرنا بالقدس الشرقية، لكنّ أضراراً جسيمة لحقت بالمناطق الخارجية للمبنى».

وأكد أن مدير المكتب أخمد الحريق بمساعدة الموظفين، مشيراً إلى أن الشرطة الإسرائيلية وفرق الإطفاء أخذت وقتاً حتى وصلت.

وتابع أن حشداً أمام المقر، بعضهم كان يحمل أسلحة، أخذ يهتف: «احرقوا (الأمم المتحدة)».

وقال: «إضرام النار في محيط مقرّنا بالقدس الشرقية تطور شائن، عرّض حياة موظفي (الأمم المتحدة) لخطر جسيم».

وحمّل مفوض «الأونروا» إسرائيل مسؤولية ضمان حماية موظفي «الأمم المتحدة» ومرافقها، مضيفاً: «تجب محاسبة المسؤولين عن الهجمات».


السيسي وغوتيريش يحذران من العواقب الإنسانية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح

السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
TT

السيسي وغوتيريش يحذران من العواقب الإنسانية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح

السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

صرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عرضا فيه مستجدات الأوضاع في قطاع غزة على جميع الأصعدة.

وجاء في بيان الرئاسة المصرية عبر صفحتها على «فيسبوك»، أن الاتصال تناول الجهود المصرية المكثفة للتوصل إلى وقف إطلاق للنار واتفاق للهدنة في القطاع، وما تتطلبه الظروف الراهنة من تضافر جميع الجهود الدولية لإنجاح مساعي الوساطة الحالية، سعياً لتحقيق انفراجة لهذا الوضع المتأزم وتجنباً لتوسيع دائرة الصراع، فضلاً عن ضمان الإنفاذ الفوري والكامل للمساعدات الإغاثية لمناطق القطاع كافة بشكل مستدام وبلا عوائق، لا سيما مع انهيار المنظومة الإنسانية وتعرُّض أهالي القطاع لمخاطر المجاعة والأوبئة، الأمر الذي يتطلب ضرورة استمرار الدعم الكامل لعمل وكالة «الأونروا» التي تقوم بدور محوري في دعم الشعب الفلسطيني.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تضمن كذلك التحذير من العواقب الإنسانية الهائلة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، التي تمثل عائقاً خطيراً أمام انتظام عمليات خروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

كما شهد الاتصال التشديد على ضرورة العمل على ضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره عبر إنفاذ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وذلك للحيلولة دون تفاقم الصراع، وإرساءً للاستقرار والتعايش بين شعوب المنطقة.