«مع حلول الغسق»: سرد تفاعلي لقصة مشوقة تطرح أسئلة جوهرية

تركز الرسومات الفنية على سرد القصة
تركز الرسومات الفنية على سرد القصة
TT

«مع حلول الغسق»: سرد تفاعلي لقصة مشوقة تطرح أسئلة جوهرية

تركز الرسومات الفنية على سرد القصة
تركز الرسومات الفنية على سرد القصة

تتخصص فئة من الألعاب في الدراما التفاعلية لتسمح للاعبين بالحصول على تجربة مشاهدة قصة والعيش مع شخصياتها، وذلك من خلال اتخاذ القرارات المختلفة التي تؤثر على مجريات القصة. ومن الألعاب التي تطور هذه الفئة بشكل مبهر لعبة «مع حلول الغسق (As Dusk Falls)» الفنية التي تسمح بمعاودة اللعب مرات عديدة ومشاهدة نتائج مختلفة في كل مرة حسب اختيارات اللاعب، وبالتالي الحصول على متعة ممتدة.
واختبرت «الشرق الأوسط» اللعبة على جهاز «إكس بوكس سيريز إكس» قبل إطلاقها، ونذكر ملخص التجربة.
جريمة غامضة
تروي اللعبة قصة ليلة مفصلية في صحراء أريزونا خلال عام 1998؛ حيث يهرب 3 إخوة من عائلة «هولت (Holt)» بعد عملية سرقة ويختبئون في «نزل حلم الصحراء (Desert Dream Motel)» بمدينة «الصخرتين (Two Rocks)» الصغيرة، والذي توجد فيه عائلة مسافرة بين ولايتين اسمها عائلة «ووكر (Walker)». وتتنقل المجريات بين شخصيات مختلفة عدة؛ من بينهم المجرمون والأب للعائلة الذي يمكن اختيار تركيزه إما على تاريخ عمله المضطرب أو على عائلته. ومع تقدم القصة، سيتعرف اللاعب على أسرار المدينة الصغيرة والجرائم التي تحدث فيها ونوعية الروابط بين سكانها.
وتطرح اللعبة العديد من الأسئلة، مثل: ما الذي يدفع بالبعض إلى ارتكاب الجرائم؟ وهل تساهم قوات الأمن في عودتهم إلى الجريمة بطريقة ما؟ وكيف تجعل العلاقات والروابط الناس يساعد بعضهم بعضاً أو تفرقهم ودور العائلة في ذلك؟ والحزن والإدمان والمسامحة... وغيرها من الأفكار المثيرة للاهتمام.


رواية درامية تفاعلية في ليلة مفصلية لعائلتين مختلفين

وسيفكر اللاعب في دور نشأة شخص ما في اتخاذ القرارات الصحيحة أو التي تشوبها أمور عديدة، وكيف أن لذلك دوراً في إيجاد شخصيات لا تفكر بمنطق صحيح وتؤثر سلباً على من حولها، على خلاف الشخصيات التي نشأت بشكل أفضل والتي قد تصبح قدوة لمن حولها. وسيشعر اللاعب كما لو أنه يشاهد رواية درامية تتجسد أمامه على الشاشة.
ولن نشارك مزيداً من تفاصيل القصة، ونتركها للاعب ليكتشفها بنفسه؛ نظراً إلى أن القصة هي محور اللعبة.
خيارات متشعبة
تنقسم اللعبة إلى 6 أجزاء، حيث تتنقل أول 3 أجزاء من منظور لآخر في عملية احتجاز رهائن: الأول هو منظور الرهينة نفسها، والثاني منظور الأخ الأصغر لمرتكبي الجريمة. كما تعرض اللعبة مشاهد سابقة لمعرفة أسباب حدوث بعض الأمور وفهم أهداف الشخصيات. وبالنسبة للأجزاء المتبقية، فتحافظ على آلية التنقل في المنظور بين الشخصيات وتسلط الضوء على تبعات الجريمة. وتقدم هذه الأجزاء العديد من المفاجآت للاعب.
ويجب التنويه بأن كل لاعب سيحصل على رحلة مختلفة في اللعبة؛ نظراً إلى أن الخيارات العديدة التي تقدمها اللعبة في كل موقف تغير من مجريات القصة، وأثر ذلك على الشخصيات، وبالتالي ستكون التجربة مخصصة في كل مرة يلعبها اللاعب نفسه، أو أي لاعب آخر، لدرجة أن تكرار المسار نفسه مرة أخرى سيكون أمراً شبه مستحيل. وسيشعر اللاعب بأن كل تشعب للقصة هو تشعب طبيعي ومنطقي وليس مفروضاً على القصة بشكل يجعلها صعبة التصديق، وهو أمر بالغ الأهمية في هذا النوع من الألعاب. كما يمكن معاودة لعب أجزاء من اللعبة وتغيير القرارات لمعرفة التشعبات الجديدة في القصة التي سيحصل عليها جراء ذلك. كما يمكن استكشاف التغييرات فقط من دافع الفضول وعدم حفظ التقدم، أو نقل جميع التقدم السابق إلى ملف جديد «Save File» وإكمال القصة من تلك النقطة بمتغيرات جديدة.
مواصفات تقنية
تقدم اللعبة القصة بشكل فني، حيث يجري تحريك البيئة بشكل متقن، مع عرض الشخصيات على شكل صور بدلاً من تحركها بالكامل. هذا الأمر يجعل اللاعب يركز على البيئة وتعبيرات أوجه الشخصيات والقصة بشكل أكبر، والحصول على مزيد من الانغماس.
أداء صوتيات الشخصيات متميز ومتقن للغاية، وسيشعر اللاعب بتفرد كل شخصية ومشاعرها المتضاربة، خصوصاً أن تسجيلات الحوارات الصوتية للشخصيات لا تظهر متقطعة جراء الخيارات العديدة الموجودة أمام اللاعب، ولن يشعر اللاعب أن نبرة تسجيل صوت الشخصية التي يلعب بها تغيرت جراء تغير خياراته، بل سيسمعها بانسيابية وسلاسة كاملتين. وتسرد اللعبة القصة بشكل مشوق بفضل الأداء الصوتي المبهر للشخصيات، مع عرض مجريات الأحداث على شكل لقطات فنية بدلاً من تحريك الشخصيات بالكامل.
حوار الشخصيات متقن للغاية، ولن يشعر اللاعب بالملل، وهو أمر بالغ الأهمية في هذا النوع من الألعاب، حيث سيقضي اللاعب معظم وقته في اختيار الردود التي تناسبه في المواقف المختلفة للعبة.
يذكر أن اللعبة تقدم بعض الأجزاء التي تتطلب الضغط على أزرار أداة التحكم في الأوقات الصحيحة للتحكم في الشخصية، أو البحث في غرفة ما باستخدام مؤشر يظهر على الشاشة.
ويمكن اللعب بشكل منفرد، أو إكمال القصة بالاستعانة بالأصدقاء؛ إما على شكل 4 في الغرفة نفسها (باستخدام أدوات التحكم وتطبيق اللعبة على الهواتف الجوالة التي تعمل بنظامي التشغيل «آندرويد» و«آي أو إس»، والتي يجب أن تتصل بشبكة الـ«واي فاي» نفسها التي يتصل جهاز اللعب بها)، وإما مع 7 آخرين عبر الإنترنت.
وإما أي مزيج من ذلك. ويمكن للاعبين التصويت لدى اتخاذ قرار معين لتفعل اللعبة القرار الأكثر تصويتاً. وفي حال تعادل التصويت، فستختار اللعبة قراراً من الخيارات بشكل عشوائي، مع إمكانية تجاور اللاعب الرئيسي تصويت الجماعة. هذا الأمر يفتح النقاش مع الآخرين حول الأسباب الكامنة خلف اتخاذ القرارات المختلفة.
وبالنسبة إلى مواصفات الكومبيوتر المطلوبة لعمل اللعبة، فهي معالج من طراز «كور آي 3 2120» بسرعة 3.3 غيغاهرتز (يُنصح باستخدام معالج «كور آي 5 7400» بسرعة 3 غيغاهرتز)، وبطاقة الرسومات «إنفيديا جيفورس جي تي إكس 750 تايتينيوم» بـ2 غيغابايت من ذاكرة الرسومات (يُنصح باستخدام بطاقة «إنفيديا جيفورس جي تي إكس 980» بـ4 غيغابايت من ذاكرة الرسومات)، و8 غيغابايت من الذاكرة (يُنصح باستخدام 16 غيغابايت من الذاكرة)، ونظام التشغيل «ويندوز7» بسعة نقل للبيانات تبلغ 64 - بت (تحديث 1903، أو أحدث)، و70 غيغابايت من السعة التخزينية.



رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج، وقال: «المتعة تكمن حقاً في الرحلة. في كثير من الأحيان، نركز فقط على الوجهات - سواء كان ذلك إطلاق التطبيق الأول أو تحقيق الاكتتاب العام الأولي - ونفتقد الإنجاز الذي يأتي من المسار نفسه».

وشجَّع كوك، خلال لقاء خاص بعدد من المطورين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، المطورين الشباب على متابعة شغفهم مع معالجة التحديات في العالم الحقيقي. وقال: «وجد المطورون الذين التقيتهم تقاطعاً بين اهتماماتهم وإحداث تأثير ذي مغزى، سواء كان ذلك من خلال تقديم خصومات على الطعام، أو تحسين أداء الرياضات المائية، أو تحسين إمكانية الوصول».

وشدَّد الرئيس التنفيذي لـ«أبل» على ثقته في منظومة المطورين المزدهرة في الإمارات، ودور «أبل» في تعزيز الإبداع، في الوقت الذي أكد فيه دور البلاد بوصفها مركزاً للتكنولوجيا والإبداع؛ حيث يستعد المطورون لإحداث تأثير عالمي دائم.

قصص للمبدعين

وشدَّد تيم كوك على النمو والديناميكية الملحوظة لمجتمع المطورين في المنطقة، مشيراً إلى وجود قصص للمبدعين المحليين، وشغفهم بإحداث فرق في حياة الناس.

وقال كوك في حديث مع «الشرق الأوسط»، على هامش زيارته للعاصمة الإماراتية أبوظبي: «مجتمع المطورين هنا نابض بالحياة وينمو بشكل كبير. لقد ازدادت الفواتير بنسبة 750 في المائة على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يدل على نمو غير عادي».

وأضاف: «المسار لا يصدق»، مشيراً إلى حماس والتزام المطورين المحليين. ووصف التفاعل مع المبدعين بأنه «لمحة مباشرة عن الابتكار الذي يقود التغيير المؤثر».

وحول زيارته للمطورين في العاصمة السعودية، الرياض، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «من الرائع قضاء بعض الوقت في أكاديمية المطورات الخاصة بنا في الرياض. نحن فخورون بدعم مجتمع المطورين النابض بالحياة هنا، وتوسيع برنامجنا الأساسي لخلق مزيد من الفرص في البرمجة والتصميم وتطوير التطبيقات».

منظومة «أبل» وتمكين المطورين

وعندما سُئل عن دعم «أبل» للمطورين، أكد تيم كوك على منظومة «أبل» الشاملة، وقال: «نحن ندعم المطورين بطرق مختلفة، بداية من علاقات المطورين، إلى أدوات مثل (Core ML). نسهِّل على رواد الأعمال التركيز على شغفهم دون أن تثقل كاهلهم التعقيدات التقنية».

وزاد: «يلعب النطاق العالمي لمتجر التطبيقات، الذي يمتد عبر 180 دولة، دوراً محورياً في تمكين المطورين من توسيع نطاق ابتكاراتهم».

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» إلى أن «رائد الأعمال في أي مكان في العالم يمكنه، بلمسة زر واحدة، الوصول إلى جمهور عالمي، حيث تمَّ تصميم مجموعة أدوات وأنظمة دعم (أبل)؛ لتمكين المطورين، ومساعدتهم على الانتقال من النجاح المحلي إلى العالمي».

ويواصل اقتصاد تطبيقات «أبل» إظهار نمو كبير وتأثير عالمي، حيث سهّل متجر التطبيقات 1.1 تريليون دولار من إجمالي الفواتير والمبيعات بحسب إحصاءات 2022، مع ذهاب أكثر من 90 في المائة من هذه الإيرادات مباشرة إلى المطورين، حيث يُعزى هذا النمو إلى فئات مثل السلع والخدمات المادية (910 مليارات دولار)، والإعلان داخل التطبيق (109 مليارات دولار)، والسلع والخدمات الرقمية (104 مليارات دولار).

وذكرت الإحصاءات أنه على مستوى العالم، يدعم اقتصاد تطبيقات «iOS» أكثر من 4.8 مليون وظيفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، مما يعكس دوره القوي في دفع التوظيف والابتكار، حيث تمتد منظومة «أب ستور» عبر 180 سوقاً، حيث يستفيد المطورون من الأدوات التي تبسِّط توزيع التطبيقات وتحقيق الدخل منها.

رئيس «أبل» مع حسن حطاب مطور للوحة مفاتيح خاصة لضعاف البصر

الالتزام بالنمو وخلق فرص العمل

وألقى الرئيس التنفيذي الضوء على مساهمات «أبل» في اقتصاد المنطقة وفي الإمارات، وتطرَّق إلى خلق الشركة نحو 38 ألف وظيفة في الإمارات، تشمل المطورين وأدوار سلسلة التوريد وموظفي التجزئة.

وقال: «نحن ملتزمون بمواصلة هذا النمو»، مشيراً إلى الإعلان الأخير عن متجر جديد، مما يجعل إجمالي حضور «أبل» في الإمارات 5 متاجر. وزاد: «يعكس هذا التوسع تفانينا في دعم مجتمع المطورين ومساعدتهم على الوصول إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم».

يذكر أن كوك زار كلاً من السعودية والإمارات، والتقى عدداً من المطورين في البلدَين، بالإضافة إلى مسؤولين من البلدين.

مَن هو تيم كوك

تيم كوك هو الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم. وقد خلف ستيف جوبز في منصب الرئيس التنفيذي في أغسطس (آب) 2011، في الوقت الذي تعدّ فيه «أبل» أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم بقيمة نحو 3.73 تريليون دولار.

شغل في البداية منصب نائب الرئيس الأول للعمليات العالمية. لعب كوك دوراً حاسماً في تبسيط سلسلة توريد «أبل»، وخفض التكاليف، وتحسين الكفاءة، وغالباً ما يوصف أسلوبه القيادي بأنه «هادئ، ومنهجي، وموجه نحو التفاصيل».