رغم كل الجاذبية والإثارة التي يوفرها الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم يسود خوف من استمرار هيمنة مانشستر سيتي وليفربول بما يهدد سمعة المسابقة المعروفة بالمنافسة المفتوحة على القمة.
لكن بقية أعضاء «الستة الكبار» يعتزمون تقليص الفجوة على الأقل عند العودة للمنافسات الجمعة واستعادة روح المسابقة التي يصعب توقع نتائج مبارياتها.
وفاز سيتي بأربعة ألقاب في آخر خمسة مواسم بينما ذاق ليفربول بقيادة الألماني يورغن كلوب طعم النجاح في 2020 في المرة الوحيدة التي أوقف فيها سيطرة فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا.
ورغم خسارته مباراة الدرع الخيرية 1-3 أمام ليفربول السبت، أعرب غوارديولا عن ثقته في قدرة فريقه على بدء الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بقوة، وقال: «لا يوجد سبب لعدم التحلي بالثقة، ما حققه هذا الفريق، ليس فقط في الدوري الممتاز بل في الكؤوس المحلية أيضا وفي أوروبا يتحدث عن نفسه». وأضاف: «لا أعرف ما سيحدث هذا الموسم لكنني أعرف اللاعبين جيدا ولا أشكك في قدراتهم أبدا. قبل أيام لعبنا ضد بايرن ميونيخ وظهرنا بأداء جيد جدا وأمام ليفربول أيضا ولا أشعر بأننا على مسافة بعيدة».
ومما يدلل على ثقة سيتي بنفسه السماح لثلاثة لاعبين بارزين بالانتقال إلى منافسين له ضمن الستة الكبار في إنجلترا، فغادر المهاجم البرازيلي غابرييل خيسوس، ولاعب الوسط الأوكراني أولكسندر زينتشنكو إلى أرسنال والجناح رحيم سترلينغ إلى تشيلسي. وجاء الاستغناء بعد أن ضمن سيتي بالفعل إضافات ضخمة إلى قوته الهجومية، ابرزهم الهداف النرويجي إرلينغ هالاند (22 عاما) والمهاجم الأرجنتيني خوليان ألفاريز (22 عاما) من ريفر بليت.
نونيز لتعويض ماني في ليفربول (أ.ف.ب)
ويستهل سيتي حملته نحو تحقيق اللقب للمرة الثالثة على التوالي بزيارة وستهام يونايتد الأحد المقبل.
وفي ليفربول ورغم انتقال ساديو ماني، الذي سجل 120 هدفا خلال ستة مواسم مع الفريق، إلى بايرن ميونيخ لا توجد مخاوف من تكرار توابع رحيل الأورغواياني لويس سواريز أو فرناندو توريس في السابق. وكان التعاقد مع الأورغواياني داروين نونيز من بنفيكا، مقابل 75 مليون يورو بصفة مبدئية، تأكيدا من ليفربول على أنه لم يعد ينشغل فقط باكتشاف الجواهر الدفينة مثل ماني بل أصبح على رأس عمالقة سوق الانتقالات. وأحرز نونيز (23 عاما) 34 هدفا في 41 مباراة مع بنفيكا في الموسم الماضي وجذب مستواه في دوري أبطال أوروبا، حين سجل ستة أهداف في عشر مباريات تشمل هز شباك ليفربول في مواجهتين بدور الثمانية، أنظار كبرى الأندية الأوروبية.
ومنذ تتويج تشيلسي في 2017 بعد عام من تحقيق ليستر سيتي اللقب على نحو مفاجئ لم تعرف المسابقة فائزا من خارج ناديي شمال غرب إنجلترا.
تن هاغ لقيادة ثورة تصحيح في يونايتد (رويترز)
وتحقق نجاح تشيلسي تحت قيادة المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي الذي انتقل الآن إلى شمال لندن مع توتنهام هوتسبير ويطمح لتهديد هيمنة غوارديولا وكلوب. وأنهى توتنهام الموسم الماضي في المركز الرابع وتأهل لدوري أبطال أوروبا لكن التحسن مع المدرب الإيطالي والتحركات الذكية في فترة الانتقالات خلقا شعورا بإمكانية الذهاب لنقطة أبعد.
ونجح توتنهام في ضم البرازيلي ريتشارليسون من إيفرتون لدعم خط الهجوم القوي الذي يمتلك أيضا قائد إنجلترا هاري كين والكوري الجنوبي سون هيونغ مين هداف الدوري في الموسم الماضي بالتساوي مع المصري محمد صلاح (مهاجم ليفربول) برصيد 23 هدفا.
وسيجلب الكرواتي إيفان بريسيتش، الذي تعاون مع كونتي في إنتر ميلان، قدرات إضافية إلى توتنهام، كما سيمنح إيف بيسوما القادم من برايتون حيوية لخط الوسط. واحتل تشيلسي مع المدرب الألماني توماس توخيل المركز الثالث في الموسم الماضي لكن انهارت محاولاته المحلية للبناء على تتويجه بدوري أبطال أوروبا 2021 وسط العقوبات المفروضة على مالكه الروسي رومان أبراموفيتش.
وتولت المجموعة المالكة الجديدة، برئاسة الأميركي تود بوهلي، القيادة في ستامفورد بريدج الآن وتحرك توخيل لتجديد تشكيلته. وانتهت سريعا العودة المتواضعة للمهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو ليرجع إلى إنتر ميلان الإيطالي معارا، واستبدل به تشيلسي مهاجم إنجلترا رحيم سترلينغ القادم من مانشستر سيتي.
وترك أنطونيو روديغر وأندرياس كريستنسن مكانهما بدفاع تشيلسي لكن انضمام قلب الدفاع السنغالي كاليدو كوليبالي من نابولي سيخفف من الأعباء.
هالاند أبرز صفقات سيتي الجديدة (أ.ف.ب)
أما أرسنال الذي أنهى الموسم الماضي في المركز الخامس فقد أظهر تطورا تحت قيادة الإسباني ميكل أرتيتا لكن بشكل بطيء. وكانت تحركات النادي اللندني العريق مبهرة في سوق الانتقالات ليعزز فرصه في العودة للمربع الذهبي. ونجح أرتيتا في دعم صفوفه بالمهاجم البرازيلي غابرييل خيسوس والأوكراني أولكسندر زينتشنكو من مانشستر سيتي ومن المنتظر أن يرفعا من كفاءة فريق أرتيتا. وسيكون فابيو فييرا (22 عاما) القادم من بورتو خيارا لدعم خط وسط شاب.
وكان من المفترض أن يجري مانشستر يونايتد تغييرات جذرية هذا الصيف بعد موسم عصيب خسر فيه المدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير منصبه وأخفق المدرب الألماني المؤقت رالف رانغنيك في تحسين الوضع لينهي الفريق الدوري سادسا.
ولا تزال الشكوك قائمة حول بقاء النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في النادي ولم تحدث ثورة الانتقالات المتوقعة.
لكن المدرب الجديد الهولندي إيريك تن هاغ نجح في ضم قلب الدفاع الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز من ناديه السابق أياكس أمستردام والظهير الأيسر تايرل مالاسيا من فينوورد كما انضم الدنماركي كريستيان إريكسن في انتقال مجاني بعد فترة في برنتفورد أظهرت تعافيه صحيا.
لكن الهدف الرئيسي للنادي في فترة الانتقالات، لاعب الوسط الهولندي فرنكي دي يونغ، مستمر في برشلونة رغم جهود إدارة يونايتد الشاقة لجلبه إلى أولد ترافورد.
وكُلف تن هاغ (52 عاما) بقيادة ثورة تصحيح مطلوبة بعدما اكتسب سمعة كمدرب صارم ويجيد التعامل مع اللاعبين خاصة أن موسم يونايتد الماضي انتهى بحالة تذمر. وقال لاعب الوسط البرتغالي برونو فرنانديز: «الانضباط لا يتعلق فقط بطريقة اللعب بالمباراة، إذا وصل الجميع في الموعد المحدد وتأخر شخص ما فيجب معاقبته».
وأضاف: «أعتقد أنه من الجيد حقا أن (تن هاغ) يفعل هذا لأنني أحب الانضباط وينبغي أن يحب الجميع ذلك أيضا».
ورغم أن أهدافه في سوق الانتقالات لم تكتمل كما يحبذ، فان تن هاغ يشعر بالرضا عن أداء فريقه في فترة الإعداد للموسم مؤكدا أنه يستشعر وجود هامش للتحسن.
وأنهى يونايتد تحضيراته بالتعادل 1-1 مع رايو فايكانو في أولد ترافورد الأحد بعد خوض مباريات ودية في أستراليا وتايلاند والنرويغ.
وقال تن هاغ الذي يستضيف فريقه برايتون أند هوف ألبيون الأحد في مستهل مشواره بالدوري الإنجليزي الممتاز: «أعتقد أن فترة الإعداد كانت جيدة وأحرزنا تقدما ونحن مستعدون للموسم. أعرف أن هناك هامشا للتحسن ويجب أن نتطور وهي عملية مستمرة خلال الموسم، لكن في الأسبوع المقبل نهتم بالنتيجة أيضا».
وجاء التعادل مع رايو بعد يوم من الهزيمة أمام أتلتيكو مدريد في أوسلو، حيث منح تن هاغ الفرصة لبعض المواهب لشابة الواعدة بتشكيلته. وأوضح مدرب أياكس السابق: «كان خليطا من أصحاب الخبرة والشبان، احتاج الفتية لخوض هذه التجربة لأول مرة وكان الأداء رائعا حقا».
وامتدح تن هاج المدافع ليساندرو مارتينيز الذي خاض مباراته الأولى مع يونايتد عقب انضمامه من أياكس أمستردام مقابل 57 مليون يورو (58.28 مليون دولار) وقال: «ليست مفاجأة، التواصل مع رفائيل (فاران) كان جيدا ولعبا بصلابة وأعتقد أنه سينسجم داخل الفريق».
ويأمل نيوكاسل يونايتد الذي انتقلت ملكيته لصندوق الاستثمار السعودي منتصف الموسم الماضي في الالتحاق بوستهام يونايتد وليستر سيتي ضمن الأندية المتصارعة للدخول بين الستة الكبار رغم قلة نشاطه في سوق الانتقالات على عكس المتوقع.
وستكون الأندية الثلاثة الصاعدة فولهام وبورنموث ونوتنغهام فورست راضية ببساطة عن البقاء تحت الأضواء لعام آخر وحسب. وعاد فورست بعد غياب 23 عاما وكان الأكثر نشاطا في فترة الانتقالات وأبرز صفقاته المهاجم جيسي لينغارد المنضم من مانشستر يونايتد.