«رويال بالم».. من جزر الموريشيوس إلى مراكش بتوصية ملكية

منتجع ينسيك ضوضاء جامع الفنا.. ويكحل عينيه بجبال الأطلس

حيث تجتمع الطبيعة مع الروعة
حيث تجتمع الطبيعة مع الروعة
TT

«رويال بالم».. من جزر الموريشيوس إلى مراكش بتوصية ملكية

حيث تجتمع الطبيعة مع الروعة
حيث تجتمع الطبيعة مع الروعة

المدن مثل البشر، تربطك ببعضها كيمياء لا تستطيع تفسيرها. تشعر نحوها بالارتياح والحب بمجرد أن تطأها أقدامك ويلفحك هواؤها ودفؤها. مراكش واحدة من هذه المدن، فهي تلفك بحب ولا تتركك إلا وأنت متيم بها، تحلم بالعودة إليها لتستكشف المزيد من خباياها وأسرارها. فهي تتقن فن الإغراء ولا تكشف لك كل وجوهها بسرعة، بل تلاعبك وتُظهر لك في كل مرة، وعلى دفعات، جانبا منها حتى تُبقي شعلة اللهفة ملتهبة فتعود إلى حضنها مشتاقا ومتلهفا. تُعرف مراكش بأكثر من اسم ولقب، فهي «الحمراء» لونا، و«مدينة النخيل» و«السبعة رجال»، كما أنها «البهجة» نظرا لما يتمتع به أهلها من روح الفكاهة والحكي. ورغم أنها ليست المرة الأولى التي أزورها فيها، إلا أنها المرة الأولى التي يسعفني فيها الحظ لاكتشاف منتجع جديد هو «رويال بالم» الواقع بعيدا عن وسطها الذي يطبعه الازدحام والضوضاء وما يستحضره من قصص علي بابا وسندباد وغيرها من الأساطير التي رسختها في الذاكرة أفلام هوليوود.
تزامنت زيارتي مع عرس العام الذي أقامه فيها المليونير ورئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي، لابنه البكر.
لم يكن لسائقي التاكسيات وأصحاب المحلات والمطاعم حديث إلا أخبار هذا العرس وتفاصيله وكأنهم كانوا ضيوفا فيه. تستغرب إلمامهم بكل صغيرة وكبيرة، ثم سرعان ما تتذكر بأن مدينتهم قائمة على القصص الشفهية التي يتداولونها إما بينهم أو في ساحة جامع الفنا، ولن تعرف أبدا إن كانت واقعية أم من نسج الخيال. يحكون عن العرس وطقوسه وكأنهم يحكون لك قصة من قصص ألف ليلة وليلة، ثم سرعان ما يعقبون بالمزيد من الزهو بأن لاعب الكرة الإنجليزي ديفيد بيكام أيضا حط الرحال فيها منذ أيام للاحتفال بعيد ميلاده الأربعين. فمدينتهم أصبحت وجهة النخبة كلما أرادوا أن يحتفلوا بطريقة خاصة ومميزة، ولم لا والمراكشيون يعتبرون خبراء في فن الاحتفال وبث المسرة في النفوس. أفلا يطلق عليهم باقي المغاربة لقب «البهجة» لما يتمتعون به من روح نكتة ورغبة جامحة في معانقة الحياة بكل متعها؟

* عنوان النخبة
أعطي لسائق التاكسي عنوان منتجع «رويال بالم» الواقع على بعد 12 كيلومترا من وسط المدينة، تظهر على وجهه بادئ الأمر علامات الاستغراب ثم تتغير نظرته وتعامله معي، وكأن شيئا بداخله نبهه بأنني شخصية مهمة. فاسم المنتجع كان كافيا لكي يخلق لديه الانطباع بأنني واحدة من النخبة الذين يقصدون هذا العنوان دون غيرهم، خصوصا وأنه فتح أبوابه منذ نحو عام فقط ولا يزال سرا لا يعرفه سوى قلة من العارفين والمقتدرين من عشاق لعبة الغولف أو الراغبين في إجازة رومانسية.
ومع ذلك، ورغم عمره الذي لا يتعدى العام، فإن أحدا في «بيتشكومبر» Beachcomber المجموعة التي تشرف عليه، لم يكن يتوقع حجم الإقبال الذي يشهده منذ افتتاحه. فقد كانت الاستراتيجية المرسومة له أن يستقطب 60 في المائة من الزوار في العام الأول، لكنه وفي غضون أشهر تعدى هذه النسبة بكثير مما استدعى توظيف عمال جدد للحفاظ على نخبويته وخدمته المميزة.

* الوصول إلى المنتجع
يمر التاكسي بعدة شوارع راقية تزين جوانبها أشجار النخيل ويسودها الهدوء، وبين الفينة والأخرى يوقظك من أحلامك صوت الزمور فتعرف بأنه يخترق شوارع شعبية لها سحرها الخاص وإيقاعها الذي يعشقه المراكشيون والأجانب على حد سواء، مثل جامع الفنا، الذي أصبحت تتمركز حوله عدة رياضات بديكورات مغربية مبهرة وحميمة تروق للأجانب والعرب على حد سواء ممن شبعوا من الفنادق الكبيرة المتشابهة.
منتجع «رويال بالم» يختلف عن هذه الرياضات تماما، في فكرته ومساحته الشاسعة وتسهيلاته العصرية. موقعه البعيد عن وسط المدينة يجعله يكحل عيونه بجبال الأطلس، وينعم بملاعب غولف بـ18 حفرة، فيما تدغدغ الحواس روائح الخزامى وأشجار الزيتون المترامية على مساحة تقدر بـ231 هكتارا.
ما إن تدخل من بوابته الخارجية وتستقبلك روائحه حتى تصبح صور المدينة القديمة وقصصها وخرافاتها مجرد ذكرى. فأنت هنا في قصر فخم لا يمت، بديكوراته وهدوئه، إلى المدينة القديمة بشيء، وفي الوقت ذاته هو جزء لا يتجزأ منها ومن طبيعتها وثقافتها.

* قصة المنتجع
بدأت قصة هذا المنتجع وعلاقته بالمغرب منذ أكثر من عقد من الزمن، وتحديدا في عهد الملك المغربي الراحل، الحسن الثاني، الذي كان في زيارة عمل لجزر الموريشوس خلال قمة فرانكفونية، وأقام في «رويال بالم موريشيوس». أعجب بالمكان، فسأل لم لا يفتتح فرعا له في مراكش؟ كانت الفكرة مذهلة راقت للجميع رغم أن المدينة الحمراء لا تتمتع ببحر أو شاطئ على غرار جزر سيشيل والموريشيوس. فقد كانت تشفع لها جماليات وميزات أخرى، ليس أقلها المناخ الدافئ وجبال الأطلس، والمساحات المفتوحة فضلا عن طيبة سكانها. كان كل شيء يمهد لأن يصبح المنتجع وجهة مهمة للنخبة من عشاق الغولف والراغبين في الابتعاد عن جلبة المدن وازدحامها من دون أن يزهدوا فيها تماما. فمتى اجتاحتهم رغبة في زيارتها لشم روائح بهاراتها والاستمتاع بألوانها وضجيجها، يمكنهم ذلك، بما أن الرحلة لا تستغرق سوى نحو 20 دقيقة بالسيارة.
«بالم رويال مراكش» أول فرع لمجموعة «بيتشكومبر» خارج المحيط الهندي، لهذا كان لا بد أن يأتي في المستوى المطلوب وأن يحقق الأهداف المرسومة له وعلى رأسها أن يقدم أفضل أنواع الخدمات والتسهيلات في أجواء غناء تطيب لها النفس وتسعد بها. لن تصدق بأن المكان كان مجرد صحراء قاحلة، قبل أن تزرع فيه نحو 4000 شجرة نخيل وزيتون. وينسحب هذا الأمر على ملاعب الغولف بالذات لأنها تحولت على يد المصمم الأميركي كابيل بي رورنسون إلى واحدة من أهم ملاعب الغولف في المنطقة، يقصدها اللاعب المتمرس، كما المبتدئ الذي يحلو له أن يأخذ دروسا فيه، وتمتد على مساحة 75 هكتارا وتتميز بـ72 حفرة.

* مزايا «رويال بالم»
المنتجع نفسه يضم 134 جناحا وفيلات تظللها أشجار النخيل وتغلفها بالحميمية، وكل واحدة منها تتمتع بحمام مغربي خاص ومسبح. أكثر ما يشدك في المكان، ذلك السخاء في المساحات، فأصغر غرفة تتمتع بنحو 72 مترا مربعا، تصل إلى 310 أمتار مربعة في بعضها الآخر، معظمها يفتح على حديقة أو «فيراندا» أو شرفة خاصة. وروعي في الديكورات أن تكون مغربية حتى تتمازج مع طبيعة المدينة وإيحاءاتها الرومانسية والتاريخية، لكن دائما بلمسات عصرية تُجنبه الإغراق في الفولكلور. هناك مثلا المشربيات التي نصبت في أماكن استراتيجية في الكثير من الغرف لتخلق الحميمية، وفي الأماكن العامة لتضفي بعض الغموض الساحر، أو لتذكر بأننا في بلد عربي، لأنك تنسى ذلك أحيانا. الأرضيات بدورها يغلب عليها الطابع التقليدي المعاصر سواء تعلق الأمر بالـ«زليج» والفسيفساء، أو بسجاجيد الصوف التي غزلتها أياد بربرية توارثت المهنة عبر الأجيال، لكن مصمم الديكور اختارها هنا بألوان تتباين بين البيج والبني عوض الأحمر المتداخل بألوان متوهجة كما جرت العادة، حتى يحافظ على ذلك المزيج الثقافي بين الغرب والشرق. سخاء المساحات ينعكس أيضا على الحمامات، التي لو أعطيت لمهندس إنجليزي لحولها إلى شقة من غرفتين لا غرفة واحدة. لكن مهندسها هنا جعلها مفتوحة على الخارج وامتدادا له بإطلالها على حديقة غناء، آخذا بعين الاعتبار عنصر الحميمية والخصوصية. لم يبخل عليها مصممها أيضا بكل عناصر الترف مثل الرخام والغرانيت أو الخزانات الواسعة والإضاءة المتدرجة وما شابه من التفاصيل.

* أين تأكل؟
يتوفر المنتجع أيضا على ثلاثة مطاعم فاخرة، «لاكارافان» La Caravane بأجوائه الرومانسية، ويستعمل أيضا لتناول وجبات الإفطار للنزلاء. وهنا لا بد من التنويه بأن دفء الضيافة المغربية يتجلى في طريقة النادلين العفوية في التعامل مع الضيوف. يتنقلون بينهم مثل النحل يقترحون خدماتهم تارة، ويتسارعون لخدمتهم أو مساعدتهم تارة أخرى بحمل الأطباق التي ملئوها بكل ما طاب لهم من ملذات وكأنهم يخافون عليهم من ثقلها. عندما يلاحظون أن الاختيارات كانت محدودة، يبادرون بجلب أطباق مغربية أو مراكشية وكأنهم لا يريدونهم أن يغادروا مدينتهم من دون أن يتمتعوا بملذاتها الخاصة. مثلا، تطلب قهوتك وعصيرك وربما طبقا من الفواكه المشكلة على أمل أن تتبع حمية غذائية صحية، فيحضر لك النادل ما طلبت، ثم يعود فجأة، وابتسامة عريضة على محياه، وهو يحمل طبق «المسمن» وهو نوع من الفطائر المغربية يتوسطه صحن «آملو» المصنوع من العسل وزيت أرغان واللوز المطحون. ما إن تتذوقه حتى تدمن عليه ولا تريد أن تفكر فيما يحتويه من سعرات حرارية عالية. بالنسبة للمراكشيين وحسب الضيافة المغربية، لا يمكن أن يكتمل فطورك دون «شهيوات» محلية. وهم على حق، فهذه هي الفكرة من السفر أساسا: التعرف على ثقافات أخرى من خلال مطبخها.
المطعم الثاني هو «لوليفييه» L’Olivier الذي يقدم أطباقا خفيفة طوال النهار، مثل «تارتار التونة» و«السلمون» وغيرها من الأطباق التي يمكن القول إنها تلائم كل من يريد حمية متوازنة تعتمد على البروتينات والأسماك، رغم أن إغراء أنواع الخبز المعروضة لا تقاوم.
المطعم الثالث هو «العين» Al Ain وهو مغربي محض تشرف عليه الطاهية مريم ديان، ويقدم كل الأطباق المغربية في أجواء تقليدية وعلى نغمات موسيقية حية كل مساء.

* المنتجع الصحي
لا يمكن الحديث عن التسهيلات المميزة في «رويال بالم» من دون الحديث عن المنتجع الصحي الذي تديره شركة «كلارينز» Clarins فهو الأكبر في مراكش، ويتميز هو الآخر بمساحات شاسعة، 3.500 متر مربع، تشمل مسبحا خاصا وحمامات مغربية متعددة، وغرفا للتدليك أو لتنظيف البشرة وتقشيرها، فضلا عن صالون تصفيف شعر وحلاقة للرجال والنساء على حد سواء، بينما سيفتتح في شهر سبتمبر (أيلول) القادم صالون خاص بالأظافر.

* للصغار حصتهم أيضا
بيد أنه إلى جانب كل هذه التسهيلات والأجواء التي تشعرك بأنك في واحة تعبق بالرومانسية التي يمكن أن تمثل وجهة مثالية لقضاء شهر عسل أو حتى إجازة نهاية أسبوع بعيدا عن ضغوطات العمل وصخب المدينة، لم ينس المشرفون عليه احتياجات الأطفال من جهة، وبأن الكثير من نزلائه أرباب أسر من جهة ثانية، لهذا يقدم للصغار الكثير من التسهيلات والأنشطة التي تلهيهم وتثقفهم وفي الوقت ذاته. والأهم من هذا، تتيح لآبائهم فرصة الاستجمام من دون خوف أو قلق عليهم، فتوجد في المنتجع حضانة للأطفال تحت إشراف أخصائيين في مجال تربية الأطفال، كما توجد عدة ألعاب تتناسب مع مختلف الأعمار والهوايات، والأهم من هذا كله هو أن هذه الخدمة مثالية بالنسبة للأهل لكي يتمكنوا من التمتع بالراحة التامة التي يقدمها المنتجع في أجواء راقية ملؤها الخصوصية.
للمزيد من المعلومات www.beachcomber - hotels.com

* معالم تستحق الزيارة
* ساحة جامع الفنا: تعتبر القلب النابض للمدينة، فهي تختزل ثقافتها وشخصيتها بشكل مثير. إلى جانب مطاعمها الشعبية المتعددة على شكل أكشاك، يمكن الاستمتاع طوال الليل بحكاياها وموسيقاها. فليلها أكثر نشاطا وصخبا من نهارها، حيث تجد قارئي الطالع وراقصي الثعابين أو من يرسمون بالحناء ينادون عليك، والكل يضحك والبعض يضعف ويلبي الدعوة.
* مدرسة بن يوسف: يعود تاريخها إلى فترة حكم السعديين كذلك «صومعة الكتبية» و«قصر البديع» و«القبة المرابطية»، وغيرها من البنايات، التي أصبحت شاهدا على الأسر التي توالت على حكم المغرب وما خلفوه من جماليات وإرث غني في فن العمارة.
* حديقة ماجوريل: ورغم أنها تستقي اسمها من الرسام الفرنسي جاك ماجوريل، الذي قصد مراكش في عام 1919، ممنيا نفسه بالشفاء من الربو نظرا لمناخها الجاف واستقر فيها، إلا أن الحديقة اليوم ترتبط باسم المصمم إيف سان لوران، لا سيما بعد أن أوصى بحرق جثمانه ونثر رماده فيها.
- حمام مغربي تقليدي، فهذه تجربة لا تعوض سواء كانت في فندق فخم أو في حمام شعبي. فبينما الطقوس هي نفسها فإن اختلافا يكون في الأسلوب والأجواء ودرجة الرطوبة. يفضل أن تكون التجربة الأولى في حمام فندق معروف مثل «رويال بالم» أو «رويال منصور» في شارع عباس السبتي.
* على بعد خطوات من جامع الفنا، تترامى المحلات الشعبية التي تتنوع بين بيع البهارات أو التمور واللوز وبين بيع القفاطين التقليدية والشباشيب الجلدية أو الديكورات الخشبية والأواني المعدنية والسجاجيد الصوفية. لا بد من التذكير هنا أن المساومة جزء من ثقافة التسوق في المدينة، وفي العادة يمكن تخفيض السعر إلى النصف.



«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
TT

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد»، إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست»، يحتوي متحف بريطاني يعرض حيثيات أشهر الجرائم الأكثر إثارة للرعب على بعض من أكثر القطع الأثرية إزعاجاً والتي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتشعرك بأحلك اللحظات في التاريخ.

ويعتبر «متحف الجريمة» (المتحف الأسود سابقاً) عبارة عن مجموعة من التذكارات المناطة بالجرائم المحفوظة في (نيو سكوتلاند يارد)، المقر الرئيسي لشرطة العاصمة في لندن، بإنجلترا.

مقتنيات استحوذ عليها المتحف من المزادات والتبرعات (متحف الجريمة)

وكان المتحف معروفاً باسم «المتحف الأسود» حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد ظهر المتحف إلى حيز الوجود في سكوتلاند يارد في عام 1874. نتيجة لحفظ ممتلكات السجناء التي تم جمعها بعد إقرار قانون المصادرة لعام 1870 وكان المقصود منه مساعدة عناصر الشرطة في دراستهم للجريمة والمجرمين. كما كان المتحف في البداية غير رسمي، لكنه أصبح متحفاً رسمياً خاصاً بحلول عام 1875. لم يكن مفتوحاً أمام الزوار والعموم، واقتصر استخدامه كأداة تعليمية لمجندي الشرطة، ولم يكن متاحاً الوصول إليه إلا من قبل المشاركين في المسائل القانونية وأفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات، حسب موقع المتحف.

جانب من القاعة التي تعرض فيها أدوات القتل الحقيقية (متحف الجريمة)

ويعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة معروضة، كل منها في درجة حرارة ثابتة تبلغ 17 درجة مئوية. وتشمل هذه المجموعات التاريخية والمصنوعات اليدوية الحديثة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأسلحة (بعضها علني، وبعضها مخفي، وجميعها استخدمت في جرائم القتل أو الاعتداءات الخطيرة في لندن)، وبنادق على شكل مظلات والعديد من السيوف والعصي.

مبنى سكوتلاند يارد في لندن (متحف الجريمة)

يحتوي المتحف أيضاً على مجموعة مختارة من المشانق بما في ذلك تلك المستخدمة لتنفيذ آخر عملية إعدام على الإطلاق في المملكة المتحدة، وأقنعة الموت المصنوعة للمجرمين الذين تم إعدامهم في سجن «نيوغيت» وتم الحصول عليها في عام 1902 عند إغلاق السجن.

وهناك أيضاً معروضات من الحالات الشهيرة التي تتضمن متعلقات تشارلي بيس ورسائل يُزعم أن جاك السفاح كتبها، رغم أن رسالة من الجحيم سيئة السمعة ليست جزءاً من المجموعة. وفي الداخل، يمكن للزوار رؤية الحمام الذي استخدمه القاتل المأجور جون تشايلدز لتمزيق أوصال ضحاياه، وجمجمة القاتل والمغتصب «لويس ليفيفر»، والحبل الذي استخدم لشنق المجرمين. وقال جويل غريغز مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط» إن المتحف هو بمثابة واقع وجزء من التاريخ، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكنك التغاضي عن الأمر والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث. هناك أشخاص سيئون للغاية».

وقال جويل إنه لا يريد الاستخفاف بالرعب، وقال إنهم حاولوا تقديم المعروضات بطريقة لطيفة، وأضاف: «عندما أنظر إلى مجلات الجريمة في المحلات التجارية، فإنها تبدو مثل مجلات المسلسلات ومجلات المشاهير، لذلك يُنظر إليها على أنها نوع من الترفيه بطريقة مماثلة».

وتُعرض البراميل الحمضية الأسيدية المستخدمة من قبل جون جورج هاي، والمعروف باسم قاتل الحمامات الحمضية، في كهف خافت الإضاءة. وهو قاتل إنجليزي أدين بقتل 6 أشخاص، رغم أنه ادعى أنه قتل 9. وفي مكان آخر، يمكن للزوار مشاهدة رسائل حب كان قد أرسلها القاتل الأميركي ريتشارد راميريز إلى مؤلفة بريطانية تدعى ريكي توماس، وكان يعرف راميريز باسم «المطارد الليلي»، لسكان كاليفورنيا بين عامي 1984 و1985 وأدين بـ13 جريمة قتل وسلسلة من اقتحام المنازل والتشويه والاغتصاب. وكشفت ريكي، التي كتبت عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً عن القتلة المحترفين، أنها اتصلت بالقاتل في مرحلة صعبة من حياتها وشعرت بجاذبية جسدية قوية ناحيته. ووصفت رسالتها الأولى إلى راميريز بأنها «لحظة جنون». وقالت في حديثها إلى صحيفة «سوسكس بريس» المحلية: «كان رجلاً جيد المظهر، لكنني لم أشعر قط بأنني واحدة من معجباته». وقررت المؤلفة التبرع بالرسائل للمتحف عام 2017 لإعطاء فكرة عن عقلية الوحش.

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يعرض متحف الجريمة أيضاً السراويل البيضاء التي كانت ترتديها القاتلة روز ويست، والتي تم شراؤها بمبلغ 2500 جنيه إسترليني في المزاد. وحصل على تلك السراويل ضابط سجن سابق كان يعمل في برونزفيلد، حيث سجنت ويست لمدة 4 سنوات حتى عام 2008. وقامت روزماري ويست وزوجها فريد بتعذيب وقتل ما لا يقل عن 10 فتيات بريطانيات بين عامي 1967 و1987 في غلوسترشير. واتهم فريد بارتكاب 12 جريمة قتل، لكنه انتحر في السجن عام 1995 عن عمر 53 عاماً قبل محاكمته. وقد أدينت روز بارتكاب 10 جرائم قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 وهي تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

يعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة (متحف الجريمة)

تم التبرع بمعظم القطع الأثرية للمتحف، وقام أيضاً جويل بشراء الكثير منها في مزادات علنية.

في مكان آخر في المتحف المخيف يمكن للزوار رؤية السرير الحقيقي للموت بالحقنة القاتلة والقراءة عن الضحايا والمشتبه بهم الذين لهم صلة بجاك السفاح بين عامي 1878 إلى 1898.

الأسلحة التي استخدمت في الجريمة (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يضم المتحف قفازات الملاكمة التي تحمل توقيع رونالد وريجينالد كراي، والمعروفين أيضاً باسم «التوأم كراي». كان روني وريجي المخيفان يديران الجريمة المنظمة في منطقة إيست إند في لندن خلال الخمسينات والستينات قبل أن يسجن كل منهما على حدة في عام 1969 ثم انتقل كلاهما إلى سجن باركهرست شديد الحراسة في أوائل السبعينات. وتوفي روني في نهاية المطاف في برودمور عام 1995، عن عمر 62 عاماً. في أغسطس (آب) 2000. تم تشخيص ريجي بسرطان المثانة غير القابل للجراحة، وتوفي عن 66 عاماً بعد وقت قصير من الإفراج عنه من السجن لأسباب إنسانية.