تعرفوا على «مشاهير الفواكه» في ميامي

راني روتا وإيديل شليغل حولتهما الفاكهة الغريبة لمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي
راني روتا وإيديل شليغل حولتهما الفاكهة الغريبة لمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي
TT

تعرفوا على «مشاهير الفواكه» في ميامي

راني روتا وإيديل شليغل حولتهما الفاكهة الغريبة لمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي
راني روتا وإيديل شليغل حولتهما الفاكهة الغريبة لمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي

يمكن لراني روتا وإيديل شليغل التنبؤ بوقت انتشار إحدى الثمار الاستوائية النادرة التي يزرعانها في مزرعتهما «ريدلاند» الريفية على التيك توك.
يقول روتا ضاحكاً: «حتى وإن كان لونها غريباً أو بدا شكلها غير مألوف للغاية لدى الجميع».
اضغط على زر التسجيل، وصوّر روتا وهو يأخذ منجلاً إلى مجموعة من الموز الأزرق. شاهدوا شليغل وهي تفتح فاكهة أرجوانية مستديرة لتكشف التصميم السحري متعدد النقاط بداخلها. أو التهام الأفوكادو طويل العنق الذي يمكن أن يكون نجم البطولة على موقع «فروت هاب».
لكن هناك أيضاً الحنين: شاهدوا روتا يقطع الليمون الإسباني ويسأل متابعيه البالغ عددهم مليون متابع على تيك توك عن اسم الفاكهة في بلدانهم الأصلية ـ «مامونسيلو»، «كينيب»، «كوينيبا»، أم ماذا أيضاً؟ وتتوالى التعليقات، وتتراكم ملايين المشاهدات. وكذلك الأمر لطلبات الشراء من شركتهما «ميامي فروت» على الإنترنت، التي تُرسل صناديق بألوان قوس قزح إلى متابعيهما في جميع أنحاء البلاد.
أطلقوا عليهما «مشاهير الفواكه»

روتا (29 سنة)، وشليغل (25 سنة)، وجدا فائدة في استغلال حب وسائل التواصل الاجتماعي لكل ما هو غريب ومثير للحنين. ويستخدمان ذلك لتسويق وبيع الثمار الاستوائية الخاصة التي تُزرع في مزارع «هومستيد» و«ريدلاند» إلى بقية أنحاء البلاد.عثر العديد من الناس على «ميامي فروت» خلال العامين الماضيين، بينما كانوا في منازلهم خلال الوباء، وتعلموا التسوق من البقالة على الإنترنت أو الهروب إلى الإنترنت بحثاً عن مقاطع الفيديو العابثة. ولقد منحهم «ميامي فروت» كلا الأمرين. تتناول فيديوهاتهما أكثر بكثير من المانجو. فكرا في الفواكه التي تحمل أسماء (بحسب البلد) مثل: كايميتو، وتاماريللو، ولونغان، ولانغسات، وجابوتيكابا، وجون بلومز. لديها أشواك أو قرون البذور، أو ما يُشبه أجزاء التشريح البشري لأولئك الذين لا يستطيعون جذب عقولهم بعيداً عن المعاني المتدنية. وهما يجذبان عشاق المغامرة والحنين على حد سواء. وتؤدي الاختلافات الإقليمية في الأسماء إلى تغذية الجدال في التعليقات نظراً لأن مقاطع الفيديو يجري تبادلها وإعادة مشاركتها. وقد حوّل «تيك توك» و«إنستغرام ريلس» هذين الزوجين الشابين إلى «صانعي المذاق» على وسائل التواصل الاجتماعي. كان اتحادهما معاً لا يمكن أن يبدأ إلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

من فنان موسيقي إلى مُزارع

كان روتا قد مر بأزمة في منتصف حياته في أوائل العشرينات من عمره عندما شاهدته شليغل لأول مرة وهو يتحدث عن الفواكه الاستوائية على يوتيوب سنة 2015.
في ذلك الوقت، تخلى روتا، خريج كلية العالم الجديد للفنون، عن مهنة عازف الساكسوفون المحترف. ولد روتا في جنوب ميامي، وتخرج في معهد بروبيك الشهير، وبدأ العزف لمقطوعات عازف الجاز الكبير ديف بروبيك، لكنه أخبر والديه لاحقاً أنه لا يريد مهنة الموسيقي. كان روتا، من هواة ركوب الدراجات الهوائية، قد كرّس نفسه بالفعل ليكون نباتياً، وكان في العشرين من عمره عندما وصّل مقطورة إلى دراجته وانطلق من جنوب ميامي إلى ريدلاند، حيث اشترى 500 رطل من الفاكهة الاستوائية من مزارعين محليين. أحدهما كان دون شافين، الذي يزرع عشرات الأنواع النادرة من الموز والليتشي في مزرعته «جوينج باناناز» منذ نحو 40 عاماً. يقول دون شافين: «زبائنه يحصلون على مذاق غير عادي ويبحثون عن الفاكهة. إنه يقدم شيئاً مختلفاً».
حاول روتا بيع الفاكهة محلياً في أسواق المزارعين الأسبوعية، وإنما من دون نجاح يُذكر.
ربما لأن سكان جنوب فلوريدا مدللون بالأفنية الخلفية المتخمة بالفواكه الأصلية، والمانجو، والبابايا، ومختلف أصناف الأفوكادو، والليتشي، والليمون التي يتبادلونها ويتشاركونها.
لقد أدرك أن العمل لا بد أن يجري على النطاق الوطني. وعندما نشر رين صوراً للفواكه التي باعها في أسواق المزارعين على فيسبوك وإنستغرام ويوتيوب، أعاد المهتمون بالفواكه مشاركة صوره. وتلقى رسائل من جميع أنحاء البلاد، تطلب الحصول على صناديق من أي فاكهة يبيعها. ذهب جُل عمله إلى الإنترنت، وهكذا ظهر موقع «ميامي فروت».

الولع بالفاكهة

دعاه مزارعون آخرون مهوسون بالفواكه لدخول قنواتهم على يوتيوب، وهناك شاهدته شليغل وعلقت قائلة: «جميل!» كانت تعني الفواكه، وتقصده هو أيضاً!
ثم قالت: «كان يبدو شاباً رائعاً وعاشقاً للفاكهة بحق».
شليغل الصغرى بين ثلاث أخوات تربين على أيدي والدة من ضابطات الإطفاء ووالد من رجال الشرطة. توفيت والدتها عندما كانت في السابعة من عمرها، وكان الأمر متروكاً لوالدها «إد»، لتشجيع أصغر بناته عندما شرعت في زراعة الفواكه والخضراوات في زاوية من فناء منزلهم لأنها أرادت لأسرتها أن تأكل بشكل أفضل. قال إد شليغل: «سرعان ما غمرت الفاكهة أرجاء البيت. بدأت تتكلم عن الاستدامة لذلك، والزراعة العضوية».
وفي اليوم الذي تذوقت فيه المانجو للمرة الأولى، في سوق المزارعين بالقرب من بيتها عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، قالت: «لقد أصبحت مُولعة بالفاكهة». ثم صارت نباتية بحلول عامها السادس عشر. بحثت عن كلية تُقدم تعليماً متخصصاً حول كيفية زراعة الفواكه الاستوائية، ثم التحقت بجامعة هاواي في هيلو.
عندما ذُكر رين في فيديو على يوتيوب، بعثت له رسالة، والتقيا معاً قرب سان فرانسيسكو. بعد سنة، ثم زارها ثانية بعد سنة عندما كانت في موطنها كونكورد بعد عودتها من الجامعة. قالت: «وذلك عندما وقعنا في الحب». تركت الدراسة الجامعية. وقادا السيارة تجوالاً عبر البلاد، ثم انتقلا إلى مقطورة في الفناء الخلفي لمنزل والدته في جنوب ميامي، وهناك شرعا في بيع أفضل أصناف الفاكهة إلى مجموعة رين الصغيرة وإنما المخلصة من الزبائن في جميع أنحاء البلاد. أنشأت إيديل موقع «ميامي فروت» البسيط والعملي، من تطبيق «شوبيفاي»، ما يسر عليهما تلقي الطلبات. ثم تولت مسؤولية كل وسائل الإعلام الاجتماعية، بما في ذلك إنستغرام، إذ تنشر مدونات لما يصل إلى ثلاث مرات في اليوم؛ حيث ارتفع عدد الجمهور إلى أكثر من 359 ألف متابع. ثم بدأت في إرسال نشرة إخبارية يومية للمتابعين.

لا نقدم سوى الفاكهة النادرة

في غضون عامين، جمعا القدر الكافي من المال لشراء 2.5 فدان من الأراضي الزراعية المخصصة للفاكهة مقابل 150 ألف دولار.
على تلك الأرض، شرعا في تجربة أصناف من الفاكهة الاستوائية التي يمكنهما زراعتها في جنوب فلوريدا ذات المناخ شبه الاستوائي والأكثر برودة قليلاً. ركزا على الفواكه التي لم ينتجها المزارعون متعددو الجنسيات، ولا يمكن استيرادها، وعلى الفواكه التي لن تصمد في وجه صعوبات سلاسل التوريد العالمية.
اختارا فاكهة مثل «أتيمويا» أو «غوانابانا»، التي لا يمكن قطفها في وقت مبكر، وتنضج بسرعة. إنها خيارات فظيعة للمزارعين الكبار، الذين يجب أن يضمنوا استمرار الفاكهة لأسبوع من الشحن على الأقل. لكنها مثالية للمزارعين المحليين الصغار الذين يمكنهم جمع أفضل فاكهة من حيث المذاق ـ وليس الصلابة ـ وشحنها خلال يوم أو يومين. وبوسعها تجاوز سلسلة التوريد التقليدية.
يقول روتا: «الهدف دائماً هو تقديم أشياء خاصة». بنى الزوجان مخزناً بارداً، وغرفة للتبريد، ومنطقة للتعبئة خارج حاويات شحن موز شيكيتا المعاد تدويرها. ثم تعاقدا مع شركة محلية لصنع صناديق الشحن من الورق المعاد تدويره، كما أن موظفي شركة «ميامي فروت»، البالغ عددهم نحو 20 عاملاً، يصنعون مواد التعبئة من المواد القابلة للتحلل الحيوي.
وقد عملا مع مزارعين مستقلين، معظمهم في جنوب فلوريدا، وشجعاهم على زراعة الفواكه الاستوائية النادرة التي أثبت روتا وشليغل إمكانية زراعتها على أراضيهم. سألهم روتا قائلاً: لماذا نزرع الأفوكادو العادي لقاء 20 سنتاً للرطل، مع إمكانية زراعة شيء فريد ـ مثل تشكيلة من الأفوكادو طويل العنق، أو تفاح السكر الأرجواني النادر الذي جذب الانتباه عبر الإنترنت ـ وتطلب 5 دولارات للرطل؟ ومن ثم، حوّل البعض منهم أجزاء من أراضيهم لزراعة ذلك لصالح «ميامي فروت».
عندما يتساءل النقاد لماذا فاكهتهما باهظة الثمن ـ يمكن للصندوق الواحد أن يكلف أكثر من 100 دولار ـ فإنهما يؤكدان على دفع كل ما يطلبه المزارعون حتى يتمكنوا من مواصلة زراعة الفاكهة المستدامة عالية الجودة بأجر منصف. (بل إنهما صورا مقطعاً على تيك توك بشأن ذلك الموضوع).
كان عملهما يتصاعد كل شهر ـ ثم جاءت جائحة كورونا. ومع توقف بعض الأعمال لفترة من الوقت، فإن شركتهما، العاملة عبر الإنترنت، قد واصلت الانطلاق.
الفاكهة تواصل الانتشار السريع عثر الناس، الذين لزموا منازلهم على نحو مفاجئ من دون أي مكان يذهبون إليه، على حساب «تيك توك» الذي أنشأته شليغل لشركة «ميامي فروت» في أكتوبر (تشرين الأول) 2019. لقد وجدوا شليغل، الفتاة الشقراء اليافعة تصنع مقاطع فيديو قصيرة وممتعة، تُصور فيها الفاكهة النادرة حالما يباشر رين حصادها بنفسه. وفي كثير من الأحيان، كانت ترتدي قمصاناً برسوم تصويرية صممتها بنفسها للشركة، تعكس الاستعارات التجسيمية للفاكهة التي رسمتها.
يتذكر والدها قائلاً: «كانت طوال حياتها تريد أن تكون فنانة، ثم مُزارعة، ثم فنانة مُزارعة». وأضاف: «تحولت بالفعل إلى فنانة زراعية». تناوب انتشار مقاطع الفيديو بسرعة كبيرة. واكتشف برنامج «توداي شو» أحد مقاطع الفيديو الخاصة بها مع ثمرة الأفوكادو طويلة العنق وعرضها على الهواء. ومقطع آخر يُصورها وهي تقشر فاكهة «المامي» جذب أكثر من 15 مليون مشاهدة. وحقق فيديو آخر لشليغل، وهي تستخرج العصارة مما يُسمى «نبتة شامبو الزنجبيل»، المعروفة في هاواي باسم «آوابوهي»، وتُستخدم بلسما للشعر، 13 مليون مشاهدة».
وقد انتشر المعجبون ـ والعملاء الجدد ـ في جميع أنحاء البلاد بين عشية وضحاها.
وقال روتا: «مزرعتنا حقل اختبار لمستقبل الزراعة في (هومستيد). وهدفنا بعد 20 سنة من الآن، أن يواصل الناس زراعة الفاكهة الاستوائية في نفس المكان».
مما يعني أيضاً وجود محتوى ثابت، حيث يصبح مزارعو الفواكه في جنوب فلوريدا نجوماً على وسائل التواصل الاجتماعي.
قالت شليغل مازحة: «كان علينا فعل ذلك، لإشباع هوسنا الخاص بالفاكهة الاستوائية النادرة».
* خدمات «تريبيون ميديا»



تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)
TT

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، بالتزامن مع مباحثات مع رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد، بمقر وزارة الخارجية التركية في أنقرة.

وجاءت زيارة بارزاني لأنقرة، الثلاثاء، بدعوة من إردوغان، في وقت يجري فيه التلويح بتحرك عسكري تركي لإنهاء وجود حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق، ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، وكذلك مع انطلاق عملية جديدة في تركيا تهدف إلى حل حزب «العمال الكردستاني»، المصنف منظمةً إرهابية.

وفي هذه الأجواء، زار بارزاني أنقرة للمرة الثانية في أقل من 3 أشهر، حيث زارها في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والتقى إردوغان، قبل أيام قليلة من الانتخابات التشريعية في كردستان التي أجريت في الـ20 من الشهر ذاته.

جانب من لقاء إردوغان وبارزاني بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الرئاسة التركية)

وأجرى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مباحثات مع بارزاني سبقت لقاءه مع إردوغان.

وبالتزامن مع مباحثات بارزاني مع إردوغان وفيدان، التقى نائب وزير الخارجية التركي، نوح يلماظ، رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد، بمقر وزارة الخارجية التركية في أنقرة.

وأعلنت وزارة الخارجية التركية، عبر حسابها في «إكس»، عن انعقاد اللقاء دون ذكر أي معلومات عما دار فيه.

نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماظ خلال استقباله رئيس حزب «حراك الجيل الجديد» شاسوار عبد الواحد (الخارجية التركية)

ويتزعم عبد الواحد، وهو رجل أعمال من السليمانية، حزب «حراك الجيل الجديد»، أكبر أحزاب المعارضة في إقليم كردستان العراق، وحل الحزب في المركز الثالث بعد حزبي «الديمقراطي الكردستاني»، و«الاتحاد الوطني الكردستاني»، وحصل على 15 مقعداً من أصل 100 في برلمان الإقليم.

موقف حكومة أربيل

وبحسب مصادر تركية، تناولت مباحثات إردوغان وبارزاني، التي حضرها فيدان أيضاً، العلاقات بين أنقرة وأربيل، والوضع في كردستان، والجهود المبذولة لتشكيل الحكومة الجديدة عقب الانتخابات التي أجريت في أكتوبر الماضي، إلى جانب التعاون في مكافحة نشاط حزب العمال الكردستاني.

وفقد الحزب «الديمقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني، الأغلبية، التي كان يتمتع بها سابقاً، رغم حصوله على 39 مقعداً، فيما حصل «الاتحاد الوطني الكردستاني»، برئاسة بافل طالباني، على 23 مقعداً.

ولم يتم تشكيل حكومة جديدة في كردستان، حتى الآن، ويواجه الحزبان صعوبة في عقد تحالفات مع المعارضة التي أعلنت رفضها المشاركة في أي حكومة تقودها الأحزاب التقليدية.

ويتطلب تشكيل الحكومة تنازلات متبادلة بين الأحزاب، في ظل سعي كل حزب لتحقيق أقصى مكاسب ممكنة.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مباحثاته مع بارزاني (الخارجية التركية)

وتقول أنقرة، إن حزب «العمال الكردستاني» قاد حملة لدعم «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بقيادة بافل طالباني، في انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق المقبلة.

كما تتهم طالباني، بدعم وجود «العمال الكردستاني» في محافظة السليمانية وفي سوريا، بعد توليه قيادة «الاتحاد الوطني الكردستاني»، وأغلقت في 3 أبريل (نيسان) 2023 مجالها الجوي أمام الطائرات من وإلى مطار «السليمانية»، متهمة حزب «العمال الكردستاني» باختراق المطار، وتهديد الأمن الجوي، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية التركية وقتها.

ومددت تركيا، الاثنين، حظر الرحلات الجوية من وإلى مطار السليمانية، للمرة الثالثة. وقال مدير المطار، هندرين هيوا، إن تركيا مددت حظر الرحلات الجوية لـ6 أشهر إضافية، قبل يوم من انتهاء الحظر.

وكان يعمل في السليمانية نحو 176 مكتباً سياحياً تعلن عن رحلات يومية إلى تركيا اضطر معظمها لتعليق عمله، بعد قرار الحظر التركي.

وبينما تشيد تركيا بموقف أربيل، تهدد بفرض مزيد من الإجراءات ضد السليمانية، إذا لم يوقف طالباني دعمه لـ«العمال الكردستاني».

وزيرا الدفاع العراقي والتركي يوقّعان مذكرة تفاهم لإنهاء خطر «العمال الكردستاني» (الخارجية التركية)

واتفقت أنقرة وبغداد على التنسيق ضد حزب «العمال الكردستاني»، عبر مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، وقعها وزير الدفاع التركي يشار غولر ونظيره العراقي ثابت العباسي، في ختام الاجتماع الرابع لآلية التعاون الأمني رفيع المستوى بين البلدين، عُدّت جزءاً من استكمال التفاهمات التركية - العراقية بشأن تثبيت الأمن على الحدود بين البلدين، والتعاون في تحييد حزب «العمال الكردستاني» ومقاتليه.

موقف ضد «العمال الكردستاني»

وأعلنت بغداد «العمال الكردستاني» «تنظيماً محظوراً»، بالتزامن مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لبغداد وأربيل في أبريل (نسيان) الماضي، إلا أن تركيا لا تزال تنتظر من بغداد إعلانه «منظمة إرهابية»، كما هو الحال في تركيا والاتحاد الأوروبي وأميركا.

وعشية زيارة بارزاني لأنقرة، هدد إردوغان بدفن المسلحين الأكراد بأسلحتهم إن لم يقوموا هم بدفن هذه الأسلحة، ملوحاً بعملية عسكرية تركية خارج الحدود، إذا كان هناك تهديد لحدود تركيا. وقال إن على جميع الأطراف أن تجري حساباتها على هذا الأساس.

كما انتقد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الذي حضر لقاء إردوغان وبارزاني، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي عقب مباحثاتهما في أنقرة، الاثنين، السماح بوجود عناصر حزب «العمال الكردستاني» في سنجار، قائلاً إنه ربما يتغير الوضع قريباً.

حوار مع أوجلان

وجاءت زيارة بارزاني في أجواء عملية جديدة بمبادرة من رئيس حزب «الحركة القومية»، حليف حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، دولت بهشلي، تضمنت دعوة زعيم «العمال الكردستاني»، السجين مدى الحياة في تركيا، عبد الله أوجلان، للحديث في البرلمان وإعلان حل الحزب، والتخلي عن أسلحته، وانتهاء الإرهاب في تركيا، مقابل النظر في إطلاق سراحه، مبرراً ذلك بالتطورات في المنطقة.

وأيد إردوغان دعوة حليفه، لكنه تجنب تماماً الإشارة إلى إمكانية إطلاق سراح أوجلان، الذي سمح لوفد من حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» المؤيد للأكراد في تركيا، بلقائه في سجنه في جزيرة إيمرالي ببحر مرمرة غرب البلاد، واختتم «وفد إيمرالي»، الذي يضم كلاً من نائبي حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» سري ثريا أوندر، وبروين بولدان، والسياسي الكردي المخضرم أحمد تورك، الثلاثاء، جولة على الأحزاب السياسية، عقب اللقاء الذي تم مع أوجلان في سجن إيمرالي في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، للتباحث حول ما جاء، والتصور المروح لحل المشكلة الكردية في تركيا، وإنهاء الإرهاب وحل حزب «العمال الكردستاني».

جانب من لقاء رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوغور أوزال مع وفد إيمرالي (موقع الحزب)

وبدأت الجولة بلقاء رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، ورئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، الخميس الماضي، ثم لقاءات مع رئيسي حزبي «المستقبل» أحمد داود أوغلو، و«السعادة» محمود أريكان، ورئيس المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم عبد الله غولر، وعدد من نواب رئيس الحزب، الاثنين، ثم لقاء رؤساء أحزاب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، أوزغور أوزال، و«الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، و«الرفاه من جديد» فاتح أربكان، الثلاثاء.

واستثني من اللقاءات حزب «الجيد» القومي، الذي رفض أي مفاوضات مع أوجلان.

ورحبت الأحزاب التركية بالعملية الجديدة، مشترطة أن تتسم بالشفافية، وأن تجرى من خلال البرلمان، وأن تحظى بأكبر مشاركة مجتمعية في كل مراحلها.

وشهدت تركيا في الفترة بين عامي 2013 و2015 عملية مماثلة استهدفت حل المشكلة الكردية، حظيت بدعم من مسعود بارزاني، الذي زار مدينة ديار بكر، كبرى المدن ذات الغالبية الكردية في جنوب شرقي تركيا، بصحبة إردوغان الذي كان رئيساً للوزراء في 2013، قبل أن يعلن إردوغان نفسه في 2015 عدم الاعتراف بعملية الحل، قائلاً إنه لا يوجد مشكلة كردية في تركيا.