سليم الترك لـ «الشرق الأوسط»: هيفاء وهبي ليست مجرد نجمة بل قائدة قوية

وقع عملها الغنائي الجديد «تيجي»

يصف الترك هيفاء وهبي بالنجمة القائدة
يصف الترك هيفاء وهبي بالنجمة القائدة
TT

سليم الترك لـ «الشرق الأوسط»: هيفاء وهبي ليست مجرد نجمة بل قائدة قوية

يصف الترك هيفاء وهبي بالنجمة القائدة
يصف الترك هيفاء وهبي بالنجمة القائدة

تحقق أغنية «تيجي» للفنانة هيفاء وهبي نجاحا ملحوظا بحيث تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي وحصدت ما يفوق الـ14 مليون مشاهدة. فكليب الأغنية الذي انتشر كالنار في الهشيم منذ الدقائق الأولى لإطلاقه، حمل أفكاراً جديدة. وظهرت هيفاء وهبي تؤدي رقصة على أنغامها تحولت إلى «ترند» الموسم.
وقع إخراج «تيجي» سليم الترك الذي سبق وتعاون مع الفنانة اللبنانية منذ بداياتها حتى اليوم. فألفا معا ثنائيا ينتظره الجمهور لوجود كيمياء لافتة تسري بين الاثنين.
ويعلق سليم الترك لـ«الشرق الأوسط»: «بالفعل هناك صداقة وعشرة عمر تربط بيننا منذ سنوات طويلة. وهذه الكيمياء التي تتحدثين عنها موجودة إلى حد صرنا نفهم على بعضنا بشكل ممتاز. ولذلك ليس هناك من عمل قمنا به سويا إلا وحقق نجاحا كبيرا».
ويؤكد الترك أن العلاقة الوطيدة بين المخرج والنجم ضرورية لإحراز الفرق. ويشبه العمل مع هيفاء وهبي إلى مجموعة مجوهرات يتسلمها منها ويقوم على إبراز جماليتها. «عندما يقدر المخرج ما يحمل بين يديه من أحجار نادرة عليه بالمقابل أن يبذل الجهد اللازم لوضعها في إطارها المطلوب. وأنا شخصيا تجتاحني حالة من الابتكار فتتملكني وأنا أتعامل مع الفنان».
ولكن ماذا تحب بهيفاء وهبي؟ يرد المخرج اللبناني: «إنها إنسانة رائعة وتملك قدرات فنية هائلة لا يمكن حصرها. والأهم أنها تثق بمن تتعاون معهم وينسحب ذلك على كامل فريق العمل. فتجدها تنثر كميات من الحب عليه مما يسهم في تحفيزه لتقديم الأفضل. وهذا الأمر لا نصادفه كثيرا عند الفنان لأن طاقتها الإيجابية تمارسها على الجميع من دون استثناء فتولد عنده هذا الحماس في العمل. إنها ليست مجرد نجمة بل قائدة قوية تجذب الناس إليها كالمغناطيس. عداك عن أنها أجمل نساء العالم».
استعان سليم الترك بفريق يتألف من نحو 120 شخصا لتنفيذ كليب «تيجي» الذي صوره في قلب بيروت. وبنى موقع تصوير خاصا بالأغنية (نايت كلوب) كي يتناسب مع فكرة الكليب. «عادة ما أحضر كثيرا لفكرة العمل وآخذ وقتي لأحظى بما يليق بشخصية الفنان الذي أعمل معه. فيولد عمل لا يشبه غيره وخارج عن المألوف».
اختار سليم الترك نديم شرفان صاحب فرقة الرقص «مياس» كي يدرب هيفاء وهبي على خطواتها في الكليب. «إنها سريعة جدا بالحفظ وبقيت نحو أسبوعين تتمرن على الرقصة. ومرات كثيرة تفوقت على الراقصين معها بلياقتها البدنية ونقلاتها الأنيقة. هي المرة الأولى التي تتعاون فيها مع نديم إذ سبق وتعاونت مع الكوريغراف هادي عواضة. فكان يصمم لها تابلوهات الرقص بنكهات مختلفة. من هنا ولدت فكرة التعاون مع شرفان إذ رغبنا في العمل مع مدرب جديد، وهو كان يطمح لهذا التعاون منذ زمن فحققنا سويا النجاح».


حصدت أغنية «تيجي» حتى اليوم نحو 14 مليون مشاهدة

يعتبر سليم الترك أن حضور الفنان بحد ذاته يشكل هوية خاصةً لكليب مصور. فالمشروع يتعلق به وهو وحده من يستطيع ترجمة أفكار المخرج. فهذا المشروع المشترك يجب أن يبنى على أسس صلبة قبل أن يصل الناس. ومن بعدها يمكن للشريكين لمس مدى نجاحهما معا من خلال رد فعل الجمهور.
يغيب سليم الترك عن الساحة بين وقت وآخر ليعود بمفاجأة تكون بمثابة «ضربة معلم» فيصبح حديث الناس مرة أخرى. ويعلق: «لست موظفا في مصرف أو في دائرة رسمية كي أتقوقع وأؤدي عملي كفرض واجب. ولذلك علي دائما أن أبحث عن الأفضل وأن أجتهد، وكل ذلك ينبع من شغفي لمهنتي. فأحلامي أحققها على طريقتي ولو استغرق الأمر بعض الوقت. وهذا ما يمكنك لمسه في أعمالي السينمائية إذ كنت أول من نفذ فيلم بتقنية ثلاثية الأبعاد مع «My last Valentine» في العالم العربي. وأعتبره محطة تاريخية مهمة في مشواري على المستوى التقني».
يملك سليم الترك تاريخا طويلا مع صناعة الكليب الغنائي. وهو تعاون مع نجوم الفن في لبنان والعالم العربي في هذا المجال. وكان في كل عمل ينفذه يحفر في ذاكرة المشاهد أكثر من مشهد منه. فهو من المخرجين الذين يبحثون دائما عن الفرق فيتحول عمله إلى ذاكرة عند مشاهده. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في أغنية «يا حياة قلبي» مثلا رسخ مشهد المرجوحة مع هيفاء وهبي حتى صار تقليدا عند محبيها. وفي «أقول أهواك» تحول فستانها الأحمر إلى تراند بعد أن صورت مشهدا فيه تحت أمطار الشتاء. واليوم في «تيجي» الذي صورته في منطقة سوليدير وسط بيروت حفظ الناس خطوات رقصتها وباتوا يقلدونها ويتناقلونها على وسائل التواصل الاجتماعي. فالتجديد ضرورة في العمل الفني وكيف يكون الأمر إذا كنت تتعاون مع جوهرة فنية كهيفاء وهبي».
وعن صناعة الكليبات الغنائية بشكل عام يقول الترك: «لا شك أن هذه الصناعة تشهد تراجعا لأنها ما عادت بالسهولة التي طبعتها في الماضي. يومها كان الفيديو الكليب ينبت كالفطر. كما كان للكليبات الناجحة وقعها على الناس ويستمرون بالتحدث عنها لوقت طويل. وبرأيي أن سبب هذا التراجع يعود إلى عناصر عدة تماما كمن يرتكب جريمة فهو ليس الوحيد المسؤول عنها. فالفنانون والمخرجون وأفكار الأعمال المصورة جميعها تشترك في هذه الجريمة. ولكن في المقابل تلاحظين أعمالا اليوم تترك أثرها الكبير عند مشاهدها. ما يعني أن هناك مقومات نجاح علينا اتباعها. فهذا التقصير الذي أتحدث عنه من قبل الجميع لا يصح مثلا على كليب «من أول دقيقة» لإليسا وسعد المجرد. ولا على أغنية «صحصح» لنانسي عجرم وغيرهما من الفنانين. فبالتالي يجب أن نجتهد كي نعيد للكليب مكانته الأساسية». ويتحدث الترك عن الفرق بين تنفيذ كليب غنائي وفيلم سينمائي إذ يعتبر الأول يسلط الضوء على النجم ويصبح يعرف باسمه. فيما الثاني يقع على عاتق المخرج خصوصاً إذا ما كان يقف وراء كتابة نصه وإخراجه معا.


مقالات ذات صلة

ساندي لـ «الشرق الأوسط»: أتطلع لتكرار تجربة الغناء الخليجي

الوتر السادس ساندي لـ «الشرق الأوسط»: أتطلع لتكرار تجربة الغناء الخليجي

ساندي لـ «الشرق الأوسط»: أتطلع لتكرار تجربة الغناء الخليجي

تعود الفنانة المصرية ساندي لعالم التمثيل بعد غياب دام 9 سنوات من خلال فيلم «تاج»، وقالت ساندي إنها تحمست للعودة مجدداً للتمثيل من خلال تقديم فيلم عن «أول سوبر هيرو عربي» والذي يقوم ببطولته الفنان المصري تامر حسني. وأوضحت ساندي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنها لم «تكن تتوقع أن تُعرض عليها هذه الشخصية»، مشيرة إلى أنها «ستغنّي إلى جانب التمثيل بالفيلم، وكشفت الفنانة المصرية عن تطلعها لطرح أغنية خليجية في الفترة المقبلة، إلى جانب اهتمامها بمشروعها التجاري المعنيّ بالديكور والتصميمات». وقالت ساندي «تامر حسني فنان شامل ويتمتع بشعبية كبيرة، وله أسلوب خاص ومميز في العمل وأعماله تحظى بمشاهدات لافتة، وط

داليا ماهر (القاهرة)
الوتر السادس أحمد فهمي: «سره الباتع» أكبر تحدٍ في مسيرتي الفنية

أحمد فهمي: «سره الباتع» أكبر تحدٍ في مسيرتي الفنية

يرى الفنان المصري أحمد فهمي أن مسلسل «سره الباتع» يعد أكبر تحدٍ فني يخوضه في مسيرته الفنية، بسبب الأجواء التي يدور حولها المسلسل الذي يعرض خلال شهر رمضان. وكشف فهمي خلال حواره مع «الشرق الأوسط» تفاصيل دوره في المسلسل الرمضاني «سره الباتع»، وكواليس مسلسله الجديد «السفاح» الذي سيعرض عقب شهر رمضان، وفيلمه الجديد «مستر إكس» الذي سيطرح في دور العرض عقب عيد الأضحى المبارك. يقول فهمي إنه لم يخطط للمشاركة في مسلسل «سره الباتع»، بعد اتفاقه شفوياً على تقديم مسلسل كوميدي في السباق الدرامي الرمضاني، «وقبل إتمام الاتفاق، تلقيت اتصالاً من المخرج خالد يوسف يطلب الجلوس معي، وحينما جلست معه سرد لي قصة رواية ال

محمود الرفاعي (القاهرة)
الوتر السادس ساشا دحدوح لـ «الشرق الأوسط»: حسي الإعلامي علّمني الحذر

ساشا دحدوح لـ «الشرق الأوسط»: حسي الإعلامي علّمني الحذر

تسير الممثلة اللبنانية ساشا دحدوح بخطوات ثابتة في مشوارها التمثيلي. فتأتي خياراتها دقيقة وبعيدة عن التكرار. أخيراً تابعها المشاهد العربي في «دهب بنت الأوتيل». فلفتت متابعها بأدائها المحترف كامرأة تمت خيانتها. فتحاول استعادة شريك حياتها بشتى الطرق. وفي موسم رمضان تشارك في عملين رمضانيين وهما «للموت 3» و«النار بالنار». وتؤدي أيضاً فيهما شخصيتين مختلفتين عن دورها في مسلسل «دهب بنت الأوتيل». وتشير دحدوح إلى أن هذه الدِقة في خياراتها ترتبط ارتباطاً مباشراً بشخصيتها. فهي تتأنى في أي شيء تقوم به وتدرسه حتى الاقتناع به. «ما يهمني أولاً أن أرضي نفسي فلا أقدم على خطوة ناقصة».

الوتر السادس خلال حضورها المؤتمر الصحافي الخاص بعرض فيلم «الهامور» بمصر (الشرق الأوسط)

فاطمة البنوي لـ «الشرق الأوسط»: أميل إلى الكوميديا السوداء

اعتبرت الفنانة السعودية فاطمة البنوي شخصية «جيجي» التي قدمتها في فيلم «الهامور» مزيجاً من شخصيات واقعية عديدة في المجتمع، وقالت في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن السينما السعودية تشهد تطوراً كبيراً وإن صانع الفيلم السعودي كان متعطشا لتلك اللحظة وجاهزا لها ليقدم إبداعاته، وأشارت البنوي إلى أن هناك تقصيراً في تسويق الأفلام السعودية داخل المملكة، منوهة بأنها ستبدأ تصوير فيلم «أحلام العصر» خلال أيام. وحضرت فاطمة البنوي عرض فيلم «الهامور» بالقاهرة، الذي تجسد من خلاله شخصية «جيجي» الزوجة الثانية للبطل، والتي تستهدف الحصول على أمواله، وتتخلى عنه في النهاية، وتتنقل البنوي حاليا بين مصر والسعودية لمتابعة

انتصار دردير (القاهرة)
الوتر السادس المطرب المصري رامي صبري (فيسبوك)

رامي صبري: أرقام «يوتيوب» ليست المؤشر الوحيد للنجاح

قال الفنان المصري رامي صبري إن ألبومه الجديد «معايا هتبدع» كان بمنزلة تحد فني كبير له، لاستكمال مشواره الغنائي بنجاح.

محمود الرفاعي (القاهرة)

سمية بعلبكي: خسرت صوتي لأسابيع بعد تفجير منزلنا في الجنوب

تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)
تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)
TT

سمية بعلبكي: خسرت صوتي لأسابيع بعد تفجير منزلنا في الجنوب

تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)
تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)

بعد نحو 30 عاماً من مسيرة غنائية رصّعتها الفنانة سمية بعلبكي بالطرب الأصيل، جرى تكريمها أخيراً، في حفل جائزة الـ«موركس دور»، ولكنها تلقّتها بغصّة في القلب. فهي جاءت مباشرة بعد حرب دامية شهدها لبنان، وإثر تفجير منزل بعلبكي العائلي في قريتها العديسة الجنوبية. اختلط طعم فرح النجاح بمرارة خسارة ذكريات الطفولة، فتمنت لو أن هذه المناسبة جاءت في وقت ثانٍ كي تشعر بسعادة التقدير الحقيقية. وتقول بعلبكي لـ«الشرق الأوسط»: «أنبذ الحروب بكل أوجهها حتى المقدّسة منها. فهي مبنية على صراعات تبحث عنها البشرية عبر التاريخ، ولكنها لم تحمل يوماً إلا النتائج السلبية في طيّاتها».

تصف سمية بعلبكي خسارة منزل العائلة كمن فقد قطعة من وجدانه. «إنه يمثّل الذكريات والهوية ومسافة أمان في الوطن. عندما تلقيت الخبر أحسست بالفراغ وكأن سقفاً اقتلع من فوق رأسي، صارت السماء مكشوفة. داهمني الشعور بالغربة، لأن لكل منّا بيتين، أحدهما منزل نقيم فيه، والثاني هو الوطن. وعندما نفقد بيتنا الصغير يتزعزع شعور الأمان بمنزلك الكبير».

أثناء تسلّمها جائزة {موركس دور} (سمية بعلبكي)

في تكريمها بجائزة «موركس دور» تقديراً لمسيرتها وعطاءاتها الفنية، خلعت بعلبكي لبس الحداد على بيتها للحظات. وتعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كنت بحاجة إلى الأمل وإلى غد أفضل. رحلتي هي كناية عن جهد وتعب وتحديات جمّة. فرحت بالجائزة لأنها تكرّم مسيرة صعبة. فالموسيقى بالفعل تشفي من الجراح، لا سيما أن قلبي كان مكسوراً على وطني وأرضي. يا ليت هذا التكريم جاء في توقيت مغاير لكان وقعه أفضل عليّ».

تألقت سمية بعلبكي وهي تتسلّم جائزتها وفرحة ملامح وجهها كانت بادية على وجهها. وتوضح: «لقد سألت نفسي عند مصابي كيف أستطيع تجاوزه ولو للحظات. كانت الموسيقى هي الجواب الشافي. خرجت بعبارة (سنغني قريباً) لعلّ الجرح يطيب. تأثري بفقدان منزلنا العائلي ترك بصماته عليّ. ولا أعتقد أنني أستطيع تجاوز هذا الحزن ولو بعد حين. فإثر إعلامنا بخبر تفجير البيت بقيت لأسابيع طويلة فاقدة القدرة على الغناء. صمت صوتي وما عدت أستطيع ممارسة أي تمارين غنائية لصقله. الألم كان كبيراً، لا سيما أننا لم نتمكن بعد من لمس المصاب عن قرب. لم نر ما حصل إلا بالصور. أرضنا لا تزال محتلة ولا نستطيع الوصول إليها كي نلملم ما تبقى من ذكرياتنا، فنبحث عنها بين الردم علّها تبلسم جراحنا».

الانسلاخ عن الفن طيلة هذه الفترة، لم تستطع سمية بعلبكي تحمّل وزره. «إننا شعب يحب الحياة ويكره الحروب. وأنا بطبعي لا أنكسر أو أستسلم للكآبة والإحباط. نفضت غبار الحرب عني، وقررت إكمال الطريق رغم كل شيء».

تقول بعلبكي إن أحلاماً كثيرة تراودها ولم تستطع تحقيقها بعد. «أحياناً يقف الزمن حاجزاً بيني وبينها. مرات أخرى لا تأتي الفرصة المناسبة لاقتناصها. هناك العديد من أبناء جيلي أقفلوا باب الغناء وراءهم وغادروا الساحة بسبب مصاعب واجهوها. ولكن من ناحيتي، حبّ الناس كان عزائي الوحيد. لقد أحياني وأسهم في إكمالي المشوار».

تمسّكت سمية بعلبكي بالأغنية الأصيلة فاتخذتها هوية لا تتنازل عنها. جميع أعمالها الفنية تتسّم بالرقي والطرب الأصيل. يحلّق معها سامعها في سماء يكمن ازرقاقها بصوتها الشجي. هل شكّلت هويتها هذه عائقاً لانتشار أوسع؟ ترد: «لقد تربيت في منزل فني بامتياز يقوم على الأصالة. والدي ووالدتي الراحلان زرعا في داخلي حب الفن الحقيقي غير المستهلك، فكانا أول من شجعني على دخول الفن. تمحور حلم والدي على رؤيتي فنانة تعتلي المسرح وتغني الأصالة. وما أقوم به ينبع من داخلي ومن شغفي للفن، ولا أستطيع يوماً تغيير هويتي هذه».

تحضّر أغنية جديدة من ألحان الراحل إحسان المنذر (سمية بعلبكي)

وما تلاحظه اليوم على الساحة هو توارث هذا الفن عند مواهب الغد. «يلفتني غناء مواهب صغيرة في برامج الهواة للأغنية الطربية. هم يؤدونها بأسلوب رائع يستوقفني. فهو أمر يفرّحني بحد ذاته؛ كون الأغنية الطربية لها مكانتها في هذا النوع من البرامج، ويتربى الجيل الجديد عليها. أصوات رائعة سمعناها في السنوات الأخيرة. وأتمنى أن تلاقي الفرص المناسبة كي تبدع وتتألّق».

ولكن هل شعرت بالإحباط أو الخيبة في لحظات معينة؟ «لكل منا لحظات من هذا النوع. أصبت بخيبات كثيرة وواجهت معاكسات مختلفة وفقدان فرص مؤاتية، وأصعب هذه اللحظات هي تلك التي يغيب فيها التقدير. ولكنني أعود وأنتصب دائماً وأبذل الجهد من جديد. لم أعرف يوماً (البزنس) في الفن لأني مسكونة بالموسيقى الأصيلة. فهي جزء لا يتجزأ من كياني ووجودي».

سبق وتم تكريم سمية بعلبكي بجوائز عدة، ولكن لجائزة الـ«موركس دور» نكهتها الخاصة لا سيما أنها جاءت بعد حرب منهكة. في بداية مسارها حازت على جائزة «الميكروفون الذهبي» في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون. كان ذلك في عام 1994 في تونس. جرى تكريمها إلى جانب مجموعة من المغنين مثل أنغام وصابر الرباعي وأمل عرفة وغيرهم.

وتختم: «كانت روح المنافسة الحلوة تحضر في تلك الحقبة، وكانت الجوائز التكريمية قليلة وتحمل معاني كثيرة. ولكن اليوم مع جائزة (موركس دور) وفي حفل لبناني بامتياز النكهة تختلف. أهديتها لوالدي الراحلين تكريماً لعطائهما الفني، فانطبع الحدث بالأمل والشعور بغدٍ أفضل نترقبه رغم كل شيء».

تستعد سمية بعلبكي لإصدار مجموعة أغنيات جديدة. وتخبر «الشرق الأوسط» عنها: «قبل الحرب كنت أحضّر لأغنية بعنوان (يعني ارتحت)، من كلمات منير بو عساف وألحان بلال الزين. وعندما انتهينا من تصويرها اندلعت الحرب، فامتنعت عن إصدارها في ظروف مماثلة. وهي تتناول قصة المرأة المعنّفة. وأفكّر بإطلاقها قريباً في الأشهر القليلة المقبلة. كما أن هناك قصيدة للراحل نزار قباني أنوي غناءها. وهي من ألحان المبدع الراحل إحسان المنذر. كما ندرس وأخي المايسترو لبنان بعلبكي إمكانية إقامة حفل موسيقي في بيروت احتفالاً بلبنان الصلابة».