صعّد مؤيدو فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية الجديدة، من وتيرة تهديداتهم العسكرية باستخدام القوة ضد حكومة «الوحدة» المؤقتة، بقيادة غريمه عبد الحميد الدبيبة في العاصمة طرابلس، على الرغم من تسجيل السفير الأميركي لدى ليبيا اعتراضه على ذلك.
وأبلغ أسامة الجويلي، مدير إدارة الاستخبارات العسكرية، الذي أقاله الدبيبة مؤخراً، وسائل إعلام محلية مساء أول من أمس، بأن قواته قد تضطر مكرهة لاستخدام القوّة من أجل تأمين عمل حكومة باشاغا المُكلفة، لافتاً في هذا السياق إلى مطالبة بعض قادة التشكيلات المسلحة، الرافضة لدخول حكومة باشاغا إلى العاصمة خلال الاجتماع، الذي عقده معهم مؤخراً، بخفض التصعيد إلى حين الاجتماع المقبل. واعتبر أن حكومة الدبيبة باتت «فاقدة للشرعية»، منذ تاريخ منح الثقة لحكومة باشاغا.
وأبدى الجويلي، الذي عجز الدبيبة عن محاكمته بعد الإطاحة به من منصبه مؤخراً، رفضه لاستخدام القوة أو التمسك بالسلطة، أو الوصول إليها بقوة. لكن السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، رد على هذه التصريحات ضمنياً، بالتأكيد خلال اجتماعه أمس في طرابلس مع الفريق محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الدبيبة، على أنه «من الحكمة أن يحذو المسؤولون عن الاشتباكات بين الميليشيات حذو الحداد وغيره»، وأن يرددوا بصوت عالٍ «لا لتجدد النزاع المسلح».
وأشاد نورلاند بجهود الحداد، المشتركة مع الفريق عبد الرازق الناظوري، رئيس أركان «الجيش الوطني»، وكذلك بعمل اللجنة العسكرية المشتركة «5 5». كما استغل نورلاند اجتماعه، أمس، مع نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة، للتأكيد على أهمية الحفاظ على الأمن في ضوء الاشتباكات الأخيرة التي أدت لسقوط 16 قتيلاً، وحثّ جميع القادة على تجنب أي خطوات تصعيدية، ودعم الاتفاق على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وكان الدبيبة قد أبلغ وفداً بريطانياً التقاه مساء أول من أمس في طرابلس، أن الحل في ليبيا «يكمن في الذهاب المباشر للانتخابات، والضغط على الأطراف المعنية لإصدار القاعدة الدستورية لتتمكن الحكومة من القيام بدورها في إجراء الانتخابات». وفي المقابل، أعرب مدير إدارة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية، ستيفن هكي، الذي ترأس الوفد، عن ترحيب بلاده بإعادة تصدير النفط، وفتح الحقول والموانئ، ما سيسهم بشكل كبير في استقرار ليبي.
بدوره، أكد عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، استعداد المجلس لإجراء أي تعديلات على قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إذا طلب منه ذلك، مؤكداً أن المجلس لم يكن عائقاً لإجرائها، بل «القوة القاهرة والتدخلات الخارجية هي من حالت دون إجراء الانتخابات». وأشار، لدى لقائه مساء أول من أمس عدداً كبيراً من أعيان ومشايخ وشبان منطقة البطنان والجبل الأخضر، إلى قيام مجلس النواب بواجبه في سحب الثقة من حكومة «الوحدة» الوطنية (منتهية الولاية)، بسبب فشلها الذريع في معالجة الملفات الخدمية المُلحة للمواطن، مثل الكهرباء والوقود وغيرهما، رغم صرفها المليارات من أموال الشعب الليبي نتيجة حجم الفساد في هذه الحكومة، لافتاً إلى أن مجلسه قام بمنح الثقة لحكومة باشاغا.
في غضون ذلك، دعا ريزدون زنينغا، القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة ومنسقها، اللجنة العسكرية المشتركة «5 5»، التي تضم طرفي الصراع العسكري في البلاد، لمواصلة جهودها نحو تنفيذ اتفاق وقف النار، وإسهامها في إعادة توحيد المؤسسات العسكرية، الأمر الذي سيحقق نتائج إيجابية تتدارك التحديات التي طال أمدها في ليبيا.
ليبيا: مؤيدو باشاغا يهددون بالقوة ضد الدبيبة
السفير الأميركي ناشد أطراف النزاع تجنب «الخطوات التصعيدية»
ليبيا: مؤيدو باشاغا يهددون بالقوة ضد الدبيبة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة