مسكنات محتملة للألم من سموم شجرة نيوزيلندية

وجد باحثون في جامعة كوينزلاند الأسترالية، أن سموماً تنتجها شجرة لاذعة في نيوزيلندا قد تتحول إلى مسكنات للألم مستقبلاً، وأُعلن عن هذا الإنجاز أول من أمس، في مجلة «الكيمياء البيولوجية».
وفي محاولة لإيجاد جزيئات جديدة تؤثر على مسارات الألم، درس الباحثان توماس دوريك وسام روبنسون، وفريق من معهد العلوم البيولوجية الجزيئية (IMB) التابع لجامعة كوينزلاند، السموم الموجودة في نبات القراص، وهو أحد أكثر النباتات السامة في نيوزيلندا، ويمكن أن يسبب لسعات مؤلمة تستمر لأيام، وفي الحالات الشديدة يمكن أن تكون قاتلة.
وحقق روبنسون وفريق من جامعة كوينزلاند سابقاً، في السموم الموجودة في شجرة لاذعة أخرى تسمى «جامبي-جيمبي» الأسترالية، لكنهم وجدوا أن سموم شجرة القراص النيوزيلندية تنشط مستقبلات الألم بطريقة جديدة.
ويقول روبنسون في تقرير نشره الموقع الرسمي لجامعة كوينزلاند بالتزامن مع نشر الدراسة: «اكتشفنا أن سموم شجرة القراص النيوزيلندية تستهدف نفس المستقبلات مثل نظيراتها الأسترالية، لكنها تسبب الألم بطريقة مختلفة».
والشجرة اللاذعة الأسترالية ونبات القراص النيوزيلندي، كلاهما عضو في عائلة نبات القراص، لكنهما انفصلا منذ ملايين السنين وتطورا بشكل مختلف.
ونبات القراص النيوزيلندي يمكن أن ينمو حتى ارتفاع أربعة أمتار، وأوراقه وسيقانه مغطاة بشعر لاذع يخترق الجلد ويسبب السم الذي يسبب ألماً طويل الأمد.
وتظهر بقايا الحفريات أن الطائر الكبير الذي لا يطير «موا»، كان يحب أكل نبات القراص ومن المحتمل أن السموم القوية قد تطورت لصد الطائر المنقرض الآن.
وواجه الفريق تحديات أثناء الدراسة بسبب قيود السفر الدولية بسبب فيروس «كورونا».
ويقول روبنسون: «لقد جعل فيروس (كورونا) من الصعب الحصول على نبات القراص، ولكن للحفاظ على بحثنا خلال الوباء، تمكنا من الحصول على بذور من نبات القراص النيوزيلندي وزراعة النبات تحت الحجر الصحي في المختبر».
وتقول إيرينا فيتر، مديرة مركز أبحاث الألم في معهد العلوم البيولوجية الجزيئية بجامعة كوينزلاند، والباحثة المشاركة في الدراسة، إن فهم مسارات الألم هو المفتاح لإيجاد طرق جديدة لعلاج الألم المزمن.