مصر: تغييرات لافتة في إدارة قناتي «الأهلي» و«الزمالك»

بعد جدل محتدم خلال الأيام القليلة الماضية، أعلنت «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» (المالك الرئيسي لغالبية القنوات الفضائية المصرية غير الحكومية)، والتي كانت تدير عبر شركات تابعة لها قناتي قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، عن رد القناتين إلى الناديين لإدارتيهما وتشغيلهما.
وجاءت قرارات «المتحدة» بعد يومين من إعلان الأهلي عن قرارات عدة تضمنت انتقاداً للشركات القائمة على إدارة قناته بعد حذفها لمقطع فيديو لمدير الكرة بفريق كرة القدم الأول للنادي، سيد عبد الحفيظ، والتي رد فيها على تعليقات لبعض مقدمي البرامج في قناة الزمالك، ورئيس مجلس إدارة النادي، وقرر مجلس إدارة الأهلي مقاطعة القناة التي تحمل شعاره، متهماً بشكل ضمني الشركة التي تتولى إدارتها بالانحياز لصالح الزمالك.
وفور صدور بيان الأهلي، سعى رئيس مجلس إدارة الزمالك، مرتضى منصور، إلى إكساب المعركة «صبغة سياسية»، معتبراً أن نظيره رئيس مجلس إدارة الأهلي، محمود الخطيب، «يتحدى الدولة» برفضه لأسلوب إدارة قناته.
وينخرط الخطيب ومنصور في معركة قضائية تتعلق باتهام الأول للثاني بالسب والقذف، وهو الأمر الذي عاقبت معه المحكمة رئيس نادي الزمالك بغرامة مالية وأوقفت تنفيذ حكم بحبسه.
غير أن بيان «الشركة المتحدة» قال اليوم إنها «تدارست ما دار اليومين السابقين واضعة في الاعتبار المصلحة الأولى لرفعة الرياضة المصرية وكرة القدم كلعبة شعبية مهمة، وكذلك الحياد عن أي خلافات، وأن جمهور رياضة كرة القدم يمثل الاهتمام الأول لدى مجلس الإدارة».
وقالت المتحدة إنه «تم اتخاذ القرار بالإجماع على رد القناتين للناديين المعنيين، وفقا للآليات القانونية الجاري إعدادها والاتفاق عليها مع الناديين أو من يمثلهما، وفقا لأحكام القانون، بحيث تؤول إدارة وتشغيل القناتين للناديين أو من يمثل كل منهما في هذا الشأن بشكل كامل».
وقبل يومين أعلن «مجلس إدارة شركة الأهلي للإنتاج الإعلامي» مقاطعة قناة النادي خلال الفترة المقبلة، احتجاجاً على سياسة الشركة صاحبة حقوق إدارة القناة، وعدم التزامها بسياسة القلعة الحمراء.
بدوره قال الناقد والصحافي الرياضي، علاء عزت لـ«الشرق الأوسط» إن «القرار برد إدارة القناتين للناديين في شكله العام جيد، خاصة في ظل حالة الغضب المحتدمة من جمهور الناديين ضد القناتين، وبالتالي يكون من حق كل ناد إدارة قناته وفق سياساته».
لكن عزت استدرك، «مع ذلك فإن هناك خطورة تكتنف القرار، وتتمثل في القلق من التوابع المتعلقة باحتمالية زيادة التراشق بين مقدمي البرامج في الجانبين، وتجاهل الضوابط والأكواد الإعلامية الرياضية»، معبراً عن اعتقاده بضرورة أن «تتضمن عملية رد القناتين إلزاماً بالمعايير المهنية لتجنب تأجيج التعصب الكروي».