سابقة تاريخية في بريطانيا... القضاء يسمح بالبث المباشر لمحاكمة جنائية

القاضية سارة مونرو خلال المحاكمة (تويتر)
القاضية سارة مونرو خلال المحاكمة (تويتر)
TT

سابقة تاريخية في بريطانيا... القضاء يسمح بالبث المباشر لمحاكمة جنائية

القاضية سارة مونرو خلال المحاكمة (تويتر)
القاضية سارة مونرو خلال المحاكمة (تويتر)

في سابقة تاريخية ببريطانيا، تم النطق بحكم جنائي خلال نقل مباشر من محكمة «أولد بيلي» اللندنية.
وحكمت القاضية سارة مونرو بالسجن المؤبد لمدة لا تقل عن 10 سنوات و8 أشهر، على بن أوليفر، البالغ من العمر 25 عاماً، وفقاً لشبكة «بي بي سي»، بعد اعترافه بالقتل غير العمد وطعن جده المسن (74 عاماً) حتى الموت، في أول حكم يتم تصويره في إنجلترا وويلز.
https://twitter.com/SkyNews/status/1552619634842603522
ووصلت كاميرات التلفزيون إلى محكمة «أولد بيلي» بعد 9 سنوات من الوعود باتخاذ تلك الخطوة، لكن الشبكة أوضحت في المقابل أن هذا التغيير الكبير في القانون يسمح للمذيعين بتصوير القضاة الذين يحكمون على المجرمين الخطرين، ولن يسمح ببث المحاكمة كاملة.
وأوضحت الشبكة أنه بموجب القواعد الجديدة التي تم الإعلان عنها، أمس الأربعاء، يمكن لـ«هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)» و«آي تي إن» و«سكاي آند برس أسوسيايشن» طلب تصوير الحكم الصادر بحق أحد المتهمين، وهي المرحلة الأخيرة من المحاكمة الجنائية.
ولن يُسمح للكاميرات بتصوير الضحايا والشهود والمحلفين وسط مخاوف من أن يؤدي البث التلفزيوني للمحاكمات على نطاق واسع إلى الإضرار بجودة الأدلة أو إثارة القضايا، بحسب الشبكة.
ويحظر قانون منذ عام 1925 جميع أنواع التصوير الأخرى في المحاكم.
وتعليقاً على هذه الخطوة، أوضح وزير العدل، دومينيك راب، أن «فتح قاعة المحكمة أمام الكاميرات لتصوير الأحكام الصادرة بحق بعض أخطر المجرمين في البلاد سيحسن الشفافية ويعزز الثقة في نظام العدالة». وقال: «سيتمكن الجمهور الآن من تحقيق العدالة، مما يساعدهم على فهم أفضل للقرارات المعقدة التي يتخذها القضاة».
أما بشأن المحاكمة؛ فقد أشارت الشبكة إلى أنه جرى إخبار المحلفين بأن أوليفر يعاني من اضطراب طيف التوحد الذي، إلى جانب عوامل عاطفية وعقلية أخرى، خفف مسؤوليته عن القتل.
وقالت القاضية مونرو إنه بسبب اضطراباته «لم يكن يعتقد أن هناك بديلاً لقتل جده».

في عام 2016، أُدين بن أوليفر بارتكاب جرائم جنسية ضد فتاة عندما كان يبلغ من العمر 15 عاماً، على حد قول المحكمة، وقالت مونرو إن هذا كان «سلوكاً مكتسباً من طفولتك».
واستمعت المحكمة إلى أن زوج والدته ستيف، كان «قاسياً للغاية وعنيفاً تجاهه»، وأخضع بن أوليفر «لبيئة جنسية» وعرفه على المواد الإباحية المتعلقة بالأطفال في سن الخامسة.
ووصف علماء النفس، الذين عينتهم المحكمة، أوليفر بأنه «رجل متضرر للغاية، وسيحتاج إلى علاج نفسي على المدى الطويل»، وفقاً لمونرو.
في الأشهر التي سبقت عملية القتل، علم المحلفون بادعاءات عن اعتداء جنسي ضد جده، الذي قيل إنه أساء معاملة زوجته وكانت له علاقات.
وبحسب الشبكة، أخبرت الجدة حفيدها أوليفر بأنها لا تستطيع أن تنعم بالسلام حتى يموت زوجها. واستمع المحلفون إلى أن المدعى عليه كان مكتئباً أيضاً وحاول الانتحار مرات عدة.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.