أطفال توربين من «بيت رعب» لآخر... تعرضوا للتعذيب على يد أسرة التبني

دعوى قضائية تتهم الأسرة البديلة بالاعتداء على 6 منهم

صورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لعائلة توربين
صورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لعائلة توربين
TT

أطفال توربين من «بيت رعب» لآخر... تعرضوا للتعذيب على يد أسرة التبني

صورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لعائلة توربين
صورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لعائلة توربين

كشفت دعوى قضائية في الولايات المتحدة عن قيام أسرة بديلة في تعذيب أطفال عائلة توربين الموضوعين تحت رعايتهم، جسدياً ونفسياً وجنسياً، في الحادثة التي أطلق عليها عنوان «قضية بيت الرعب».
وعادت إلى الواجهة مجدداً مأساة الأطفال الـ13 التي هزت أميركا والعالم بأسره عام 2018 بعد أن احتجزهم والداهم، ديفيد ولويس توربين، لسنوات طويلة بمنزل قذر في كاليفورنيا، حيث واجهوا الضرب والتكبيل والتجويع، قبل أن تعثر عليهم الشرطة وتحررهم. وقد حُكم على الوالدين بالسجن مدى الحياة عام 2019.
وأنقذت الشرطة الأبناء، وعدهم 13. وتم وضع القصر منهم تحت رعاية أسرة بديلة. إلا أن الدعوى الجديدة تكشف أن مأساة بعض أطفال توربين استمرت على يد الأسرة البديلة أيضاً، وفقاً لتقرير نشرته شبكة «سي إن إن».
ووفقاً للتقرير، تعرض ستة من أطفال توربين الـ13 لـ«نوبة ثانية» من الإساءة، بما في ذلك الاعتداء الجنسي والجسدي والعاطفي، وقال إيلان زيكتسر، محامي اثنين من الأطفال، إنه «تم تجاهل تقاريرهم من قبل دار الرعاية التي وضعتهم في بيت الأبوين بالتبني».
ولفت المحامي إلى أن «أحد الأشياء التي علمناها أن أسرة التبني تجبر الأطفال على استعادة ماضيهم مراراً وتكراراً... كان الأبوان بالتبني يجبرون هؤلاء الأطفال لساعات على استعادة ما مروا به».
ورفع ستة أطفال دعوتين قضائيتين منفصلتين الأسبوع الماضي ضد دار الرعاية ومقاطعة ريفرسايد في كاليفورنيا. وتطلب كلا الدعوتين محاكمة المتهمين أمام هيئة محلفين.
وبحسب الدعوتين، فإن دار الرعاية «تشايلد نت» (ChildNet) كانت مهملة في رعايتها للأطفال، وكانت على علم بأن الأبوين بالتبني غير لائقين ولديهما تاريخ سابق من الإساءة الجسدية والعاطفية وإهمال الأطفال الذين كانوا في رعايتهما، لكن الدار لم تتصرف بناء على تلك المعلومات.
وفي هذا الإطار، قال بريت لويس مدير التطوير والاتصالات في «تشايلد نت»، أول من أمس (الثلاثاء)، إن الدار «ليست لها الحرية في الكشف عن الحقائق أو مناقشة الادعاءات الواردة في الشكوى».
وقالت إحدى الدعاوى القضائية أن دار الحضانة خالفت نصيحة بعض موظفيها، في وضع أطفال توربين في ذلك المنزل ومع تلك الأسرة. ووفقاً للدعاوى القضائية أيضاً، فإن الأطفال الستة ظلوا في ذلك المنزل لمدة ثلاث سنوات.
وبحسب الدعوتين اللتين لم تسميا أفراد أسرة التبني، فإن السيد والسيدو «أو» وابنتهما البالغة أساءوا معاملة أطفال توربين الستة، وشملت المعاملة السيئة «الضرب على الوجه بالصنادل، والسحب من الشعر، والضرب بحزام، وضرب رؤوسهم».
وأفادت كلتا الدعوتين إلى أنه «تم إجبار الأطفال على تناول كميات مفرطة من الطعام وأكل القيء، بالإضافة إلى أن الأبوين بالتبني قالا لهم إنهم بلا قيمة وعليهم الانتحار».
كما أن الأبوين، طبقاً للدعوى، أجبرا الأطفال على رواية المأساة التي مروا بها في حياتهما، مراراً وتكراراً، كأحد أشكال العقاب النفسي، وأنهما شجعا الأطفال على إيذاء أنفسهم ودفعهم للانتحار.
ووفقاً للتقرير، تم القبض على الأبوين بالتبني وابنتهما في مارس (آذار) 2021 بعد تحقيق أجرته إدارة شرطة مقاطعة ريفرسايد بتهم السجن والقسوة تجاه الأطفال، بالإضافة إلى أمور أخرى، وتم إخراج الأطفال من منزل الأسرة الحاضنة.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».