إمام مسجد {بوردو} يدعو المثقفين لتفادي الصدام

طالب بإدراج التاريخ والحضارة الإسلاميين في المنهاج المدرسي

طارق إيبرو (يمين الصورة) يلقي محاضرته
طارق إيبرو (يمين الصورة) يلقي محاضرته
TT

إمام مسجد {بوردو} يدعو المثقفين لتفادي الصدام

طارق إيبرو (يمين الصورة) يلقي محاضرته
طارق إيبرو (يمين الصورة) يلقي محاضرته

لا يزال الحديث مستمرا حول إشكالية وجود المسلمين في فرنسا بوصفهم أكبر ديانة وجالية فيها. ومرة أخرى يقفزون إلى الواجهة عشية فتح نقاش كبير على المستوى الوطني حيال مطالبتهم مؤخرا بإدراج مادة الحضارة والتاريخ الإسلامي مادة تربوية وثقافية ضمن المناهج المدرسية أسوة بغيرهم، وهو الأمر الذي تقول الدولة إنها تعجز عن تحقيقه مستندة في رفضها إلى رغبتها في إدراج الجميع ضمن مكون ثقافي واحد.
افتتح الحوار الباحث والمفكر الفرنسي طارق إيبرو إمام مسجد «بوردو»، إحدى المدن الكبرى في فرنسا، وهو من أصول مغاربية وصاحب تأثير كبير. ودعا إيبرو المسلمين جميعا، في ندوة ثقافية حضرها كتاب وأدباء فرنسيون، إلى تفادي الصدام الآن، وإلى إخراج الدين من الصراع والتحلي بسلوك المواطَنة انطلاقا من شعار: «أوفياء للإسلام موالون للجمهورية». انتقد إيبرو في هذا الصدد المؤسسة التربوية الفرنسية التي أهملت في برامجها كل الإرث الثقافي والحضاري والفلسفي للإسلام، وفرضت فقط برامج بيداغوجية تابعة للإرث اليهودي والمسيحي، وهذا ما جعل الطلاب المسلمين لا يشعرون بأنهم ينتمون إلى الأمة الفرنسية بأي حال.
وتحدث في محاضرته، التي سلط الضوء فيها على كتاب جديد «إسلام فرنسا»، عن ضرورة تأقلم الجالية المسلمة مع العقلية الغربية بشكل عام، كي تتوقف السلطات الفرنسية بدورها عن التعامل مع ملف الإسلام كقضية أمنية تتبع وزارة الداخلية، وتبدأ النظر إليه بوصفه ثقافة عريقة تستحق الاحترام.
وقال: «هذا الكتاب جملة قراءات للنص ومراجعته موجّه أصلاً إلى قرّاء اللغة الفرنسيّة بعامة وربما إلى شرائح معدودة من المجتمع الفرنسي يكون المسلمون في عدادها، وفي الكتاب عرض لقضايا ميتافيزيقية وإشكالات فلسفية - لاهوتية، وهو يدعو إلى تبني قيم الحضارة والديمقراطية والعلمانية والتفاعل مع الإنسانية ككل والخروج من الخصوصية إلى الكونية».
وحسب إيبرو، فإن «توطيد مفهوم العمل في الثقافة الإيمانية أهم ما يمكن للمسلمين القيام به إن أرادوا رد تهمة الإرهاب عنهم التي تلاحقهم منذ هجوم باريس و(شارلي إيبدو)، فالرسالة الروحية فقط هي ما يجب أن يأخذه مسلمو الغرب إن أرادوا البقاء في بلاد لا يمكن تغيير وجهتها وقيمها. الإسلام بنى حضارة نعم، لكن يجب أن يتعامل المسلمون في الوقت الحالي مع الحضارات ويتكاملوا معها».
وقال عن المجلس الأعلى للديانة الإسلامية في باريس، إنه أكثر من ساهم في تغييب صورة المسلمين في ظل غياب أي نشاط إعلامي سياسي اجتماعي فعال، ولذلك يجب العمل على استخدام أدوات الثقافة الراهنة المتطورة، من أجل رد الاتهام عنا بالقول: «أين المشروع الثقافي؟ ولماذا يتم السكوت عن تخريب تاريخ وإرث كاملين والاستعانة بغيرهما؟».



غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر
TT

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

تشهد منطقة الباحة، جنوب السعودية، انطلاقة الملتقى الأول للأدب الساخر، الذي يبدأ في الفترة من 22-24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وينظمه نادي الباحة الأدبي.

وأوضح رئيس النادي، الشاعر حسن الزهراني، أن محاور الملتقى تتناول «الأدب الساخر: المفهوم، والدلالات، والمصادر»، و«الاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر، والخصائص الفنية للأدب الساخر في المملكة»، وكذلك «مستويات التأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظيراتها العربية»، و«حضور الأدب الساخر في الصحافة المحلية قديماً وحديثاً»، و«أثر القوالب التقنية الحديثة ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر محلياً»، و«سيميائية الصورة الصامتة في الكاريكاتير الساخر محلياً».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وشارك في صياغة محاور الملتقى لجنة استشارية تضم: الدكتور عبد الله الحيدري، والدكتور ماهر الرحيلي، والقاص محمد الراشدي، ورسام الكاريكاتير أيمن يعن الله الغامدي.

وكشف الزهراني أن النادي تلقى ما يزيد على 40 موضوعاً للمشاركة في الملتقى، وأقرت اللجنة 27 بحثاً تشمل؛ ورقة للدكتورة دلال بندر، بعنوان «حمزة شحاتة... الأديب الجاد ساخراً»، والدكتور محمد الخضير، بعنوان «الخصائص الفنية في الأدب الساخر عند حسن السبع في ديوانه ركلات ترجيح - دراسة بلاغية نقدية»، والدكتور صالح الحربي، بعنوان «المجنون ناقداً... النقد الأدبي في عصفورية القصيبي»، والدكتور عادل خميس الزهراني، بعنوان «الصياد في كمينه: صورة الحكيم في النكت الشعبية بمواقع التواصل الاجتماعي»، والدكتور حسن مشهور، بعنوان «الكتابة الساخرة وامتداداتها الأدبية... انتقال الأثر من عمومية الثقافة لخصوصيتها السعودية»، والدكتورة بسمة القثامي، بعنوان «السخرية في السيرة الذاتية السعودية»، والدكتورة كوثر القاضي، بعنوان «الشعر الحلمنتيشي: النشأة الحجازية وتطور المفهوم عند ابن البلد: أحمد قنديل»، والدكتور يوسف العارف، بعنوان «الأدب الساخر في المقالة الصحفية السعودية... الكاتبة ريهام زامكة أنموذجاً»، والدكتور سعد الرفاعي، بعنوان «المقالة الساخرة في الصحافة السعودية... الحربي الرطيان والسحيمي نموذجاً»، والدكتور عمر المحمود، بعنوان «الأدب الساخر: بين التباس المصطلح وخصوصية التوظيف»، والدكتور ماجد الزهراني، بعنوان «المبدع ساخراً من النقاد... المسكوت عنه في السرد السعودي»، والمسرحي محمد ربيع الغامدي، بعنوان «تقييد أوابد السخرية كتاب: حدثتني سعدى عن رفعة مثالاً»، والدكتورة سميرة الزهراني، بعنوان «الأدب الساخر بين النقد والكتابة الإبداعية... محمد الراشدي أنموذجاً». والدكتور سلطان الخرعان، بعنوان «ملخص خطاب السخرية عند غازي القصيبي: رؤية سردية»، والدكتور محمد علي الزهراني، بعنوان «انفتاح الدلالة السيميائية للصورة الساخرة... الرسم الكاريكاتوري المصاحب لكوفيد-19 نموذجاً»، والكاتب نايف كريري، بعنوان «حضور الأدب الساخر في كتابات علي العمير الصحافية»، والدكتور عبد الله إبراهيم الزهراني، بعنوان «توظيف المثل في مقالات مشعل السديري الساخرة»، والكاتب مشعل الحارثي، بعنوان «الوجه الساخر لغازي القصيبي»، والكاتبة أمل المنتشري، بعنوان «موضوعات المقالة الساخرة وتقنياتها عند غازي القصيبي»، والدكتور معجب الزهراني، بعنوان «الجنون حجاباً وخطاباً: قراءة في رواية العصفورية لغازي القصيبي»، والدكتور محمد سالم الغامدي، بعنوان «مستويات الأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظرياتها العربية»، والدكتورة هند المطيري، بعنوان «السخرية في إخوانيات الأدباء والوزراء السعوديين: نماذج مختارة»، والدكتور صالح معيض الغامدي، بعنوان «السخرية وسيلة للنقد الاجتماعي في مقامات محمد علي قرامي»، والدكتور فهد الشريف بعنوان «أحمد العرفج... ساخر زمانه»، والدكتور عبد الله الحيدري، بعنوان «حسين سرحان (1332-1413هـ) ساخراً»، ويقدم الرسام أيمن الغامدي ورقة بعنوان «فن الكاريكاتير»، والدكتور يحيى عبد الهادي العبد اللطيف، بعنوان «مفهوم السخرية وتمثلها في الأجناس الأدبية».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وخصص نادي الباحة الأدبي جلسة شهادات للمبدعين في هذا المجال، وهما الكاتبان محمد الراشدي، وعلي الرباعي، وأعدّ فيلماً مرئياً عن رسوم الكاريكاتير الساخرة.

ولفت إلى تدشين النادي 4 كتب تمت طباعتها بشكل خاص للملتقى، وهي: «معجم الأدباء السعوديين»، للدكتورين عبد الله الحيدري وماهر الرحيلي، وكتاب «سامحونا... مقالات سعد الثوعي الساخرة»، للشاعرة خديجة السيد، وكتاب «السخرية في أدب علي العمير» للدكتور مرعي الوادعي، و«السخرية في روايات غازي القصيبي» للباحثة أسماء محمد صالح.