«شطيرة ماكدونالدز» توجز رواية التضخم العالمي

تواصل ماكدونالدز جذب الزبائن رغم ارتفاع أسعار منتجاتها (غيتي)
تواصل ماكدونالدز جذب الزبائن رغم ارتفاع أسعار منتجاتها (غيتي)
TT

«شطيرة ماكدونالدز» توجز رواية التضخم العالمي

تواصل ماكدونالدز جذب الزبائن رغم ارتفاع أسعار منتجاتها (غيتي)
تواصل ماكدونالدز جذب الزبائن رغم ارتفاع أسعار منتجاتها (غيتي)

فيما يمكن أن يكون ملخصا موجزا حول وضع الاقتصاد العالمي، فإن شطائر ماكدونالدز تبدو وكأنها تقص واقعة التضخم العالمي، إضافة إلى إقبال الناس عليها رغم الغلاء المتوحش، في دلالة على أن المستهلكين يفضلون السلع الغذائية على غيرها.
وتواصل سلسلة مطاعم الوجبات السريعة جذب الزبائن رغم ارتفاع أسعار منتجاتها، لكن أرباحها تراجعت بسبب إغلاق متاجرها في روسيا وأوكرانيا وارتفاع التكاليف. وارتفعت المبيعات في الأسواق ذات أعداد المتاجر المتشابهة، وهو المعيار القياسي في تجارة التجزئة، بنسبة 9,7 بالمائة في الربع الثاني.
وفي الولايات المتحدة، أكبر أسواقها، ارتفعت مبيعات ماكدونالدز بنسبة 3,7 بالمائة، مدفوعة بارتفاع الأسعار إضافة إلى العروض الترويجية في المطاعم وعلى الإنترنت. كما زادت المبيعات بقوة في فرنسا وألمانيا والبرازيل واليابان، لكنها انخفضت في الصين بسبب تدابير الإغلاق الصارمة التي فرضتها الحكومة في مواجهة عودة تفشي كوفيد-19.
ومع الأخذ في الاعتبار إغلاق المتاجر في روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى تقلبات أسعار العملة، انخفض حجم مبيعات المجموعة بنسبة 3 بالمائة إلى 5,72 مليار دولار. وانخفض صافي أرباح ماكدونالدز 46 بالمائة إلى 1,2 مليار دولار.
لكن قياساً لسعر السهم مع استثناء العناصر الاستثنائية، وهو المؤشر القياسي في وول ستريت، بلغ ربح المجموعة 2,55 دولار للسعر، متجاوزا عتبة 2,47 دولار التي توقعها المحللون. وقالت المجموعة: «تأثرت هوامش تشغيل الشركة سلبا بإغلاق المطاعم في روسيا وأوكرانيا، فضلاً عن الضغوط التضخمية على العمالة والمواد الخام». وتواجه الشركة بشكل خاص في الولايات المتحدة ارتفاع أسعار منتجات مثل الدجاج ولحم البقر، واضطرت في سوق العمل الضيق إلى أن ترفع أجورها قليلاً. وفي بريطانيا، سترفع ماكدونالدز سعر شطيرة البرغر بالجبن، أو التشيز برغر، بنسبة 20 بالمائة في أول زيادة لسعر الشطيرة التي تحظى بشعبية منذ 14 عاما، وذلك لمواجهة ارتفاع التضخم. وسيرتفع سعر الشطيرة الآن من 99 بنسا إلى 1.19 جنيه إسترليني. وقال رئيس سلسلة مطاعم البرغر في المملكة المتحدة للعملاء يوم الثلاثاء إن ماكدونالدز ستزيد أيضا الأسعار بمقدار 10-20 بنسا لمنتجات أخرى تأثرت بارتفاع التكاليف.
وقال أليستير ماكرو الرئيس التنفيذي لماكدونالدز في المملكة المتحدة وأيرلندا: «إننا نعيش أوقاتا صعبة بشكل لا يصدق». وأضاف: «مثلكم تماما، فإن شركتنا وأصحاب الامتياز الذين يمتلكون ويديرون مطاعمنا وموردينا يشعرون جميعا بتأثير ارتفاع التضخم».
وتأتي الزيادة، التي ستأخذ شطيرة البرغر بالجبن فوق نقطة السعر المهمة نفسيا البالغة جنيها إسترلينيا واحدا، في وقت يحوم فيه تضخم أسعار المستهلكين في بريطانيا عند أعلى مستوياته في 40 عاما ومن المتوقع أن يصل إلى 11 بالمائة في أكتوبر (تشرين الأول). وقال ماكرو إن الزيادات تأجلت لأطول فترة ممكنة وإن الشركة لا تزال ملتزمة بالحفاظ على أسعار في متناول الجميع.


مقالات ذات صلة

«ترمب» يدفع بالدولار لأكبر قفزة في يوم واحد منذ 2016

الاقتصاد دونالد ترمب خلال تجمع في هيندرسون بنيفادا يوم 31 أكتوبر 2024 (رويترز)

«ترمب» يدفع بالدولار لأكبر قفزة في يوم واحد منذ 2016

دفع التأكيد السريع على فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة بالدولار نحو الصعود الحاد، وضغط على اليورو؛ إذ يراهن المستثمرون على تداعيات سياسات ترمب التجارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب يتحدث على شاشة بقاعة تداول بورصة «دويتشه» في فرانكفورت بألمانيا (أ.ب)

بعد فوز ترمب... مطالب عربية بميزات تنافسية بسبب توترات المنطقة

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء خبراء اقتصاديين من عدة دول عربية حول رؤيتهم لأهم الإجراءات التي تجب مراعاتها من رئيس الولايات المتحدة للمنطقة العربية.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد رجل يمشي أمام شاشة إلكترونية تعرض سعر صرف الين الياباني الحالي مقابل الدولار والرسم البياني الذي يوضح حركته في طوكيو (رويترز)

الانتخابات الأميركية وتأثيرها الاقتصادي... بين رؤية ترمب وسياسات هاريس

تتجاوز آثار نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الحدود الأميركية، لتؤثر في الاقتصاد العالمي، وتحديداً أوروبا والصين.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد يتجول الناس حول الحي المالي بالقرب من بورصة نيويورك (رويترز)

استطلاع: توقعات النمو العالمي تصل إلى 3.1 % في 2024

من المتوقَّع أن يحافظ النمو الاقتصادي العالمي على وتيرته القوية، العام المقبل؛ حيث ستقوم البنوك المركزية الكبرى بتقليص الفائدة، في ظل أداء قوي للاقتصاد الأميركي

«الشرق الأوسط» (لندن)

الانتخابات الأميركية وأزمة الحكومة الألمانية تزعزعان أسواق السندات الأوروبية

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)
TT

الانتخابات الأميركية وأزمة الحكومة الألمانية تزعزعان أسواق السندات الأوروبية

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)

ارتفعت عائدات السندات الحكومية قصيرة الأجل في منطقة اليورو، يوم الخميس، عقب انخفاض حاد شهدته يوم الأربعاء؛ حيث ركز المستثمرون على اجتماعات سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا.

وجاء رد فعل الأسواق خافتاً نسبياً عقب انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا وإقالة المستشار أولاف شولتز لوزير المالية، وهو ما يمهد الطريق لإجراء انتخابات مفاجئة، وفق «رويترز».

وكانت عائدات السندات الأوروبية قد تراجعت، يوم الأربعاء، مع تسعير الأسواق لسياسات أميركية يُخشى أن تؤدي إلى حرب تجارية تضر باقتصاد الاتحاد الأوروبي، بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية. ومع ذلك، لا يزال الغموض يكتنف طبيعة السياسات المحددة التي قد يتبناها ترمب.

وارتفع عائد السندات الألمانية لأجل عامين، الأكثر تأثراً بتوقعات البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة، بمقدار 0.5 نقطة أساس ليصل إلى 2.19 في المائة، بعد أن سجل انخفاضاً قدره 14.5 نقطة أساس يوم الأربعاء.

أما أسواق المال، فقد سعرت سعر الفائدة على الودائع عند 2.02 في المائة في يونيو (حزيران)، مقارنة بنحو 2 في المائة في اليوم السابق، بينما أشارت العقود الآجلة لأسعار الفائدة قصيرة الأجل للبنك المركزي الأوروبي إلى سعر فائدة على الودائع يقارب 2.2 في المائة أواخر يوم الثلاثاء.

كما ارتفع عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، الذي يُعد المعيار في منطقة اليورو، بمقدار 1.5 نقطة أساس ليصل إلى 2.41 في المائة، بعد أن انخفض بمقدار 4 نقاط أساس يوم الأربعاء.

وارتفع العائد على السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات، وهو وكيل لنظيراتها في منطقة اليورو، بمقدار 0.5 نقطة أساس إلى 3.73 في المائة.

واتسع الفارق بين عائدات السندات الإيطالية ونظيرتها الألمانية لأجل 10 سنوات، الذي يعكس توجهات المستثمرين بشأن الديون الإيطالية مقارنة بالألمانية، بشكل طفيف ليصل إلى 130.5 نقطة أساس.