شراكة سعودية ـ يونانية لربط الاقتصاد الرقمي العالمي عبر كابل البيانات

دعم الصناعات والأسواق الجديدة القائمة على نماذج الأعمال المبتكرة

جانب من عملية توقيع اتفاقية القطاع الخاص بحضور عدد من المسؤولين في الجانبين السعودي واليوناني أمس (الشرق الأوسط)
جانب من عملية توقيع اتفاقية القطاع الخاص بحضور عدد من المسؤولين في الجانبين السعودي واليوناني أمس (الشرق الأوسط)
TT

شراكة سعودية ـ يونانية لربط الاقتصاد الرقمي العالمي عبر كابل البيانات

جانب من عملية توقيع اتفاقية القطاع الخاص بحضور عدد من المسؤولين في الجانبين السعودي واليوناني أمس (الشرق الأوسط)
جانب من عملية توقيع اتفاقية القطاع الخاص بحضور عدد من المسؤولين في الجانبين السعودي واليوناني أمس (الشرق الأوسط)

كشفت السعودية واليونان عن شراكة استراتيجية بين القطاع الخاص في البلدين لبناء مشروع كابل للبيانات يربط الشرق بالغرب، الأمر الذي سيضمن سلاسة الإمداد الرقمي للبيانات على مستوى العالم، في الوقت الذي يشهد فيه نمواً لحركة البيانات بنسبة تتجاوز الـ30 في المائة.
وجاء هذا التوجه خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، إلى الجمهورية الهيلينية (اليونان)، أول من أمس، لعقد وتوسيع الشراكات بين البلدين في مجالات عدة.
وتأتي الشراكة من خلال قيادة شركة الاتصالات السعودية «إس تي سي» بمشروع «إي إم سي» بالشراكة مع شركتي الاتصالات اليونانية والطاقة العامة، بالإضافة إلى شركة الاتصالات القبرصية؛ حيث جرى تبادل الاتفاقيات خلال زيارة ولي العهد لليونان، في خطوة تسهم في تعزيز مكانة المملكة بوصفها مركزاً رقمياً إقليمياً يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030، بوصف اليونان بوابة البيانات الشرقية للاتحاد الأوروبي.
ويهدف المشروع إلى وضع الدولتين كمحطة رقمية شرقية لأوروبا من أجل الوصول لمنطقة الشرق الأوسط، وقارتي أفريقيا وآسيا، كما يأتي الكابل البحري «إي إم سي» جزءاً من خطة التحول الرقمي الاستراتيجي لليونان، ويعد جزءاً من طموحات السعودية لترسيخ مكانتها كمركزٍ رقمي على المستويين الإقليمي والعالمي من خلال الاستفادة من بنيتها الرقمية المتقدمة وما تمتلكه من كوادر ومؤسسات متطورة، إلى جانب موقعها الجغرافي الذي يتيح لها الربط بين الشرق والغرب.
وسيسهم المشروع كذلك في حال اكتماله في تسريع نمو الاقتصاد الرقمي العالمي الذي يقدر أن يصل إلى 15 تريليون دولار، إضافة إلى دعم الصناعات الجديدة والأسواق الجديدة القائمة على نماذج الأعمال المبتكرة.
ويؤهل الوضع الجيوغرافي للمملكة وامتلاكها العديد من المنافذ، لأن تكون مركز جذب للاقتصاد والاستثمار الرقميين، إذ يمر عن طريقها نحو 10 في المائة من السعات العالمية للكابلات البحرية.
إلى ذلك، أفصحت مجموعة «إس تي سي» عن تعاون شركتها «مينا هوب» مع شركة الاتصالات اليونانية لبناء ممر من البيانات يمتد من المملكة حتى أوروبا عبر شبكة حديثة وعالية السعة من الألياف الضوئية الأرضية تحت سطح البحر وستربط قارة أوروبا بآسيا.
ويعكس هذا المشروع طموح «مينا هوب» التابعة للمجموعة التي تعمل على توفير تقنيات الاتصال والاستضافة ورفع قدرة مراكز البيانات لاحتواء احتياج أسواق قارتي آسيا وأوروبا وبقية العالم، وذلك من خلال المملكة التي تقع في القلب الجغرافي لهذه الاقتصادات الحيوية.
وحرصت مجموعة «إس تي سي» على توفير منظومة رقمية متكاملة توفر الحماية للأعمال والشركات؛ حيث تعنى «sirar by stc» ذراع الأمن السيبراني لها، بالتعامل مع المتطلبات الحالية والمستقبلية لحماية الأعمال ومعالجتها عند ظهورها، وذلك من خلال امتلاك ودمج وتنسيق كل جانب من جوانب العالم الرقمي، وامتلاكها منظومة متكاملة تمكن المجموعة من تقديم حلول شاملة وفعالة ذات كفاءة عالية للشركات والعملاء في المستقبل.
وقال المهندس عليان الوتيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إس تي سي»، إن الشركة من منطلق دورها كممكن رقمي في المملكة والمنطقة، وبفضل الدعم غير المحدود الذي يلقاه قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات من قبل حكومة البلاد، ستمضي نحو تحقيق الاستراتيجية في سعيها لتمكين التحول الرقمي في مختلف القطاعات والصناعات والنمو في مسارات جديدة.
وواصل الوتيد أن الشراكة الجديدة مع الجانب اليوناني تجسد الالتزام بهذه الاستراتيجية لتوفير منظومة رقمية متكاملة لإثراء تجربة العملاء والإسهام في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 وبناء مركز رقمي إقليمي يربط بين ثلاث قارات حيوية.


مقالات ذات صلة

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

الاقتصاد منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

حققت السعودية المركز الأول على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز الـ20 عالمياً، وفق مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال لقاء الوزير الخطيب عدداً من المستثمرين ورواد الأعمال في الأحساء (حساب الوزير على منصة إكس)

دعم السياحة في محافظة الأحساء السعودية بمشاريع تتجاوز 932 مليون دولار

أعلن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب دعم السياحة بمحافظة الأحساء، شرق المملكة، بـ17 مشروعاً تتجاوز قيمتها 3.5 مليار ريال وتوفر أكثر من 1800 غرفة فندقية.

«الشرق الأوسط» (الأحساء)
الاقتصاد جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)

السعودية تعلن الميزانية العامة للدولة لعام 2025

يعقد مجلس الوزراء السعودي غداً جلسة مخصصة للميزانية العامة للدولة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المهندس خالد الفالح خلال كلمته الافتتاحية بمؤتمر الاستثمار العالمي في نسخته الثامنة والعشرين المنعقد بالرياض (الشرق الأوسط) play-circle 01:10

الاستثمارات الأجنبية تتضاعف في السعودية... واستفادة 1200 مستثمر من «الإقامة المميزة»

تمكنت السعودية من مضاعفة حجم الاستثمارات 3 أضعاف والمستثمرين بواقع 10 مرات منذ إطلاق «رؤية 2030».

عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)
الاقتصاد محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط) play-circle 00:56

مسؤول في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي»: 4 سنوات لربط الكويت بالسعودية سككياً

قال مساعد المدير العام لشؤون تطوير الأعمال في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر» بالكويت محمد يعقوب لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده تعمل على تعزيز الاستثمارات.

عبير حمدي (الرياض)

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.