مصادر: الأردن يكثف لقاءاته بقيادات إسرائيلية لبحث فرص إحياء السلام

عبد الله الثاني التقى لبيد بعد أيام قليلة من لقائه عباس

العاهل الأردني ولبيد خلال لقائهما اليوم في عمان (د.ب.أ)
العاهل الأردني ولبيد خلال لقائهما اليوم في عمان (د.ب.أ)
TT

مصادر: الأردن يكثف لقاءاته بقيادات إسرائيلية لبحث فرص إحياء السلام

العاهل الأردني ولبيد خلال لقائهما اليوم في عمان (د.ب.أ)
العاهل الأردني ولبيد خلال لقائهما اليوم في عمان (د.ب.أ)

التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان، اليوم (الأربعاء)، رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد بعد أيام قليلة من لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد الماضي.
ووصف الديوان الملكي الأردني في بيان الحراك الذي يقوده ملك الأردن بأنه خطوة «للبناء على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن منتصف الشهر الحالي للمنطقة».
وأكد العاهل الأردني، خلال اللقاء، ضرورة إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين، وتعزيز الأمن والاستقرار، والتنمية الإقليمية التي لا بد أن يكون الفلسطينيون جزءا منها.
ويُنظر إلى لبيد في الأردن بنوع من الإيجابية لموقفه من مبدأ حل الدولتين، وقالت مصادر أردنية مطلعة إن الملك عبد الله الثاني يسعى من خلال لقاءاته الرسمية مع الجانب الإسرائيلي إلى «التعرف أكثر على ملامح مرحلة ما بعد الانتخابات الإسرائيلية قبل نهاية العام الحالي، والتأثير الفاعل بهدف دعم فرصة العودة إلى المفاوضات لتحريك العملية السلمية».
ويسعى الأردن لاستقراء مستقبل الانتخابات الإسرائيلية وأثرها في الاستجابة لتوجهات الإدارة الأميركية في دعم عملية السلام، بحسب المصادر نفسها.
وأكدت المصادر في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن لقاءات الملك عبد الله الثاني تدعم الاستثمار في الفرص الممكنة لعودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات بعد الانتخابات المقبلة، وهو ما عبر عنه الرئيس بايدن خلال زيارته الأخيرة لتل أبيب وبيت لحم ولقاءاته مع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية.
وذكرت المصادر أن العاهل الأردني سيلتقي خلال الأسابيع القليلة المقبلة «قيادات إسرائيلية سياسية فاعلة ومؤثرة في المشهد الانتخابي الإسرائيلي، بهدف تهيئة المناخات لصالح المساعدة الفاعلة لإحياء جهود العملية السلمية في المرحلة المقبلة».
وشدد العاهل الأردني خلال اللقاء على ضرورة الحفاظ على التهدئة الشاملة في الفترة المقبلة، واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. كما تناول اللقاء قضايا النقل والتجارة والمياه والطاقة وسبل التعامل معها.
وكان العاهل الأردني أكد خلال لقائه الرئيس الفلسطيني ضرورة التحرك الأردني الفلسطيني المشترك على مختلف المستويات للبناء على النشاط الدبلوماسي في المنطقة بعد زيارة الرئيس بايدن وانعقاد قمة جدة للأمن والتنمية.
ودعا العاهل الأردني إلى مواصلة التنسيق الأردني الفلسطيني خصوصا قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل، لافتا إلى حرص الأردن على إعادة التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية أمام المجتمع الدولي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».