الأتراك يصوتون اليوم على «المستقبل السياسي» لإردوغان.. والمعارضة متفائلة

حديث عن انتخابات مبكرة إذا فشل الأكراد في دخول البرلمان

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع زوجته يحييان الجماهير في أكاري أمس لدعم حزبه (العدالة والتنمية) في انتخابات اليوم (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع زوجته يحييان الجماهير في أكاري أمس لدعم حزبه (العدالة والتنمية) في انتخابات اليوم (أ.ب)
TT

الأتراك يصوتون اليوم على «المستقبل السياسي» لإردوغان.. والمعارضة متفائلة

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع زوجته يحييان الجماهير في أكاري أمس لدعم حزبه (العدالة والتنمية) في انتخابات اليوم (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع زوجته يحييان الجماهير في أكاري أمس لدعم حزبه (العدالة والتنمية) في انتخابات اليوم (أ.ب)

يتوجه الناخبون الأتراك بدءا من الثامنة من صباح اليوم إلى صناديق الاقتراع، للتصويت في الانتخابات البرلمانية، الأهم في تاريخ البلاد منذ فوز حزب العدالة والتنمية بأول انتخابات له في عام 2002.
وتخوض الأحزاب التركية هذه الانتخابات بطموحات متعارضة، لكن اللافت في هذه الانتخابات أنها تكاد تنحصر بين حزبين لا ثالث لهما، هما حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب ديمقراطية الشعوب الذي يعتبر أصغر الأحزاب داخل البرلمان التركي. أما الأحزاب الباقية فهي تكاد تلعب دور «الكومبارس» في هذه الانتخابات على الرغم من أهميتها الكبيرة وقدرتها الجماهيرية، وبالتحديد حزبا المعارضة الرئيسيان، حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية، اللذان لا يمتلكان وهم التفوق على حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد منذ 13 سنة، لكنهما يأملان في أن يشكل دخول حزب «ديمقراطية الشعوب» الكردي إلى البرلمان كحزب لأول مرة في تاريخيه ما يأخذ أكثر من 30 مقعدا من حصة العدالة والتنمية التقليدية. وتنحصر طموحات هذين الحزبين في فقدان «العدالة والتنمية» القدرة على تشكيل الحكومة منفردا، فتصبح لهما فرصة حقيقية للوصول إلى السلطة من خلال ائتلاف معارض واسع.
وعلى الرغم من صعوبة هذا السيناريو، فإن تحويل المعركة إلى معركة بين رئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان ومعارضيه قد يجعل الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات. فشخصنة المعركة، وإظهارها على أنها معركة إردوغان لتحويل النظام السياسي إلى نظام رئاسي، تسهل على أحزاب المعارضة التركية عملية التجييش، التي يساعد إردوغان نفسه في تظهيرها من خلال جولاته التي تفوح منها رائحة الانتخابات التي يفترض برئيس الحكومة أحمد داود أوغلو أن يقودها منفردا، فيما يكون إردوغان «حكما» بين الجميع وفقا للقانون التركي. وفي معرض رده على سؤال حول الانتخابات النيابية التركية، قال إردوغان بوضوح إنَّ نتائجها ستحدد ثلاثة أهداف هي «تركيا جديدة» و«دستور جديد» و«نظام رئاسي».
ويخوض حزب العدالة والتنمية المعركة الانتخابية، وعينه على الفوز بكل شيء، أي ثلثي عدد أعضاء البرلمان بما يضمن له تحقيق مشروع إردوغان المعلن بتحويل النظام السياسي إلى نظام رئاسي يمتلك فيه الرئيس صلاحيات تنفيذية واسعة. غير أن هذا المشروع يصطدم برغبة الأكراد في دخول البرلمان كحزب لأول مرة في تاريخهم، أي بحصولهم على نسبة 10 في المائة من الأصوات والتي تؤهلهم لنيل نحو 60 مقعدا في البرلمان المكون من 550 نائبا، مما سيحرم «العدالة والتنمية» من امتلاك القدرة على تغيير الدستور.
لكن خسارة الأكراد هذه الانتخابات، أي حصولهم على أقل من 10 في المائة، معناه حرمانهم من دخول البرلمان بالكامل، وبالتالي حصول الحزب الحاكم على الأغلبية التي يريدها. ولهذا تزايدت التخمينات في تركيا حول وجود اتفاق تحت الطاولة يمنح بموجبه معارضو إردوغان الأكراد أصواتهم فيتخطون الحاجز النسبي ويضربون طموحات إردوغان. ومن بين هؤلاء أشخاص من الحزب الحاكم نفسه تحدث بعضهم لـ«الشرق الأوسط» عن نيته التصويت للأكراد لإعطاء «التوازن» في الحياة السياسية، بمعنى آخر منع تفرد إردوغان بقيادة البلاد والحزب الحاكم.
لكن هذا السيناريو يبدو مستحيلا في نظر الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد زاهد غل، المقرب من دوائر القرار في حزب العدالة والتنمية. ويقول غل لـ«الشرق الأوسط» إنه يتوقع حصول الحزب الحاكم على 45 في المائة فما فوق من أصوات الناخبين، معتبرا أن ما يطرح من سيناريوهات «غير واقعي وهدفه التشويش فقط لا أكثر». ويوضح غل أن أسوأ استطلاعات الرأي تحدثت عن حصول الحزب الحاكم على 41 في المائة من الأصوات، يضاف إليها أسوأ السيناريوهات وهو تخطي حزب «ديمقراطية الشعوب» الحاجز النسبي، وهذا معناه بالأرقام حصول الحزب على 280 مقعدا من أصل 550، بما يتيح له تأليف الحكومة منفردا، معتبرا هذا الأمر «تحصيل حاصل».
ويرى غل أن في هذه الانتخابات «مشروعين لا ثالث لهما»، الأول لحزب العدالة والثاني لـ«ديمقراطية الشعوب». ورغم ملاحظاته على هذا البرنامج و«عنصريته»، فإنه يبقى برنامجا، خلافا لحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية اللذين لا يمتلكان مشروعا سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا وكل ما يهمهما هو إلحاق الضرر بإردوغان وحزب العدالة. ويعترف غل بأن الشعب التركي يريد التغيير بعد 13 سنة من حكم حزب العدالة والتنمية، لكنه «لا يرى بديلا متوفرا يحقق طموحات الناس» وهذا يعني استمرار الحزب الحاكم في السلطة.
ويرفض غل النظرية القائلة بوجود «اتفاق من تحت الطاولة» بين الأحزاب المعارضة لمنح الأكراد الأصوات، رغم رغبتهم في رؤية هذا يتحقق، لأن في ذلك إضعافا لحزب العدالة، معتبرا أن الصفقة شبه مستحيلة لتناقض البرامج، خصوصا مع الحركة القومية التي تناهض أحلام التمايز الكردي. كما يرفض بشدة احتمال تصويت مؤيدي «العدالة والتنمية» للأكراد لإضعاف إردوغان، معتبرا أن الأمر غير وارد.
وفي المقابل، يؤكد المحلل السياسي التركي علي بولاج أن يوم الانتخابات سيكون يوما حاسما في تاريخ تركيا، لأن النتائج التي ستتمخض عنها تلك الانتخابات ستقرر مستقبل تركيا. وأشار إلى أن جميع المؤشرات تشير إلى أن حزب العدالة والتنمية ستكون نسبته في حدود الـ40 في المائة بزيادة أو نقصان درجتين، أما حزب الشعب الجمهوري فسينال نحو 30 في المائة أيضا بزيادة أو نقص درجتين. وأوضح أن الحركة القومية ستبقى مكانها لكن حزب ديمقراطية الشعوب سيتخطى الحاجز بدرجتين على الأقل، وهذا يعني أن الخاسر الأكبر سيكون حزب العدالة والتنمية، ومن ورائه رجب طيب إردوغان الذي يطمح إلى تحويل النظام من برلماني إلى رئاسي.
ويتوقع غل أن تكون البلاد أمام انتخابات مبكرة في أي حال من الأحوال، مشيرا إلى أن فشل الأكراد في دخول البرلمان سيعني أن حزب العدالة والتنمية سوف يحصل على غالبية الثلثين التي يريدها لتعديل الدستور، فيفعل ذلك على وجه السرعة ويحول النظام إلى نظام رئاسي، ثم يدعو لانتخابات مبكرة بعد إلغاء الحاجز النسبي، معتبرا أن البلاد لا تحتمل خروج الأكراد من البرلمان. وتوقع أن يتم الإعلان عن ذلك فور إعلان النتائج لتخفيف الاحتقان في الشارع والدعوة لانتخابات عامة في نهاية عام 2016. أما في حال فشل حزب العدالة والتنمية في الحصول على الأكثرية فإنه بدوره قد يقوم بالدعوة لانتخابات مبكرة لمحاولة الحصول على الغالبية مجددا، لأن التوافق مع أحزاب المعارضة على تعديل الدستور شبه مستحيل.



الأمم المتحدة تدعو «طالبان» إلى السماح للأفغانيات بالعمل في مكاتبها

دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)
دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تدعو «طالبان» إلى السماح للأفغانيات بالعمل في مكاتبها

دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)
دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)

دعت الأمم المتحدة، الأحد، سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان، محذّرة من أن هذا الإجراء يهدد «خدمات مساعدة حيوية».

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، قالت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في أفغانستان، سوزان فيرغسون، في بيان: «ندعو إلى رفع الحظر المفروض على دخول الموظفات الأفغانيات في الأمم المتحدة ومتعاقداتها إلى مقرات الأمم المتحدة، و(إتاحة) الوصول الآمن إلى المكاتب وفي الميدان، حتى يتسنى للمساعدات أن تصل إلى النساء والفتيات الأكثر احتياجاً إليها».

فرضت سلطات «طالبان» التي تطبق تفسيراً متشدداً للشريعة الإسلامية، هذا الحظر قبل 3 أشهر. ووفق مصادر أممية، أثّر هذا الحظر على مئات الموظفات الأفغانيات.

منذ عودة «طالبان» إلى السلطة عام 2021، منعت الأفغانيات من ممارسة كثير من الوظائف، ومن زيارة الحدائق وصالونات التجميل، ومن ارتياد المدارس بعد سن 12 عاماً.

وأوضحت الأمم المتحدة أن موظفاتها واصلن «عملهن الحيوي من أجل الشعب الأفغاني» عن بعد لمدة 3 أشهر، خصوصاً لتقديم المساعدة لضحايا الزلازل المميتة التي ضربت أفغانستان في الأشهر الأخيرة، وللمهاجرين الأفغان الذين أعيدوا بشكل جماعي من باكستان وإيران.

لكن سوزان فيرغسون أكّدت أن «إطالة أمد هذه القيود تعرّض خدمات مساعدة حيوية لخطر متزايد»، مشيرة إلى أن هذا الحظر «ينتهك مبادئ حقوق الإنسان والمساواة التي ينصّ عليها ميثاق الأمم المتحدة».

وقالت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة: «بفضل هؤلاء النساء فقط تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إلى النساء والفتيات» في أفغانستان.

ولم يتسنَّ التواصل على الفور مع سلطات «طالبان» للحصول على تعليق.

في منتصف سبتمبر (أيلول)، اضطرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تعليق المساعدات المقدمة للمهاجرين الأفغان في مراكز توزيع المساعدات النقدية.

وبرّرت المفوضية هذا القرار باستحالة «إجراء مقابلات وجمع معلومات عن 52 في المائة من المهاجرين العائدين إلى البلاد، وهم من النساء، دون وجود موظفات».


موجة أمطار جديدة تضاعف معاناة الملايين في سريلانكا وإندونيسيا

عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)
عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)
TT

موجة أمطار جديدة تضاعف معاناة الملايين في سريلانكا وإندونيسيا

عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)
عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)

ارتفعت حصيلة ضحايا العواصف الاستوائية والأمطار الموسمية التي ضربت إندونيسيا وسريلانكا وماليزيا وتايلاند وفيتنام، إلى ما لا يقل عن 1800 شخص. وتضرَّر نحو 11 مليون شخص، وفق تقييم الأمم المتحدة، بينهم نحو 1.2 مليون أُجبروا على مغادرة منازلهم إلى الملاجئ، بينما جرفت السيول الطرق والخدمات العامة والأراضي الزراعية.

وأصدرت السلطات السريلانكية، الأحد، تحذيرات جديدة من انهيارات أرضية، بسبب أمطار غزيرة في مناطق دمَّرتها أصلاً الفيضانات وانزلاقات التربة، بينما تحاول إندونيسيا تكثيف عمليات إيصال المساعدات.

صورة جوية لانزلاقات التربة من جرَّاء الفيضانات في قرية باندونغ الإندونيسية يوم 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

وفي سريلانكا، ضربت الأمطار الغزيرة مجدداً مناطق دمَّرها إعصار عنيف، ما رفع عدد القتلى إلى 627 شخصاً، حسب أحدث حصيلة للحكومة التي أفادت أيضاً بأنَّ 190 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

العاصفة الأسوأ

وتضرر أكثر من مليوني سريلانكي، أي نحو 10% من السكان، من تداعيات الإعصار «ديتواه» الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي، ويُعدّ أسوأ عاصفة تشهدها الدولة الجزرية منذ مطلع القرن. وأفاد مركز إدارة الكوارث، الأحد، بأن العواصف الموسمية تتسبب بمزيد من الأمطار وتجعل المنحدرات غير مستقرة، خصوصا في المنطقة الجبلية الوسطى والمناطق الداخلية الشمالية الغربية.

القوات الجوية الإندونيسية تستعد لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

​واستخدمت السلطات مروحيات وطائرات لإيصال مساعدات إلى مناطق في وسط البلاد عزلتها الانزلاقات الأرضية. كما أعلنت القوات الجوية السريلانكية وصول طائرة محملة بمساعدات إنسانية من ميانمار، بعد أن طلبت كولومبو مساعدة دولية. وأشار مركز إدارة الكوارث إلى أنَّ عدد المقيمين في مخيمات اللاجئين الحكومية، الذي بلغ ذروته عند 225 ألف شخص، انخفض إلى 90 ألفاً مع انحسار مياه الفيضانات.

وأعلنت الحكومة الجمعة عن حزمة تعويضات ضخمة، لإعادة بناء أكثر من 80 ألف منزل متضرر ومساعدة الشركات. وقدَّرت السلطات أن تكلفة إعادة الإعمار قد تصل إلى 7 مليارات دولار. وأعلن صندوق النقد الدولي أنه يدرس طلباً من كولومبو للحصول على مساعدات بقيمة 200 مليون دولار لإعادة الإعمار.

استياء شعبي

وفي إندونيسيا؛ حيث وصل عدد قتلى العواصف المدمرة إلى 916 شخصاً، بينما لا يزال 274 في عداد المفقودين، زار الرئيس برابوو سوبيانتو إقليم آتشيه شمال غربي جزيرة سومطرة التي تأثرت بشدة بالكارثة.

متطوعون يوزعون المساعدات على المتضررين من الفيضانات والأعاصير في سومطرة بإندونيسيا يوم 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

وقال سياهرول -وهو رجل يبلغ 35 عاماً- لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنَّ زيارة الرئيس «تبدو كأنها رحلة سياحية للكوارث». وفي إقليم آتشيه، رفع سياهرول وآخرون لافتات تحضُّ الرئيس على بذل مزيد من الجهود، لا مجرَّد «التجول» في منطقتهم المنكوبة. في المقابل، أفادت وزارة أمانة الدولة بأنَّ هذه الزيارة تهدف إلى «تسريع جهود الاستجابة للطوارئ، وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة».

سيدة تتفقد الأضرار التي لحقت بمنزلها في شمال مقاطعة سومطرة يوم 7 ديسمبر (رويترز)

وتتجاهل الحكومة الإندونيسية حتى الآن ضغوط السكان المتضررين الذين يُطالبون بإعلان حالة الكارثة الوطنية، الأمر الذي من شأنه أن يُوفِّر مزيداً من الموارد، ويسمح للوكالات الحكومية بتنسيق أعمالها. وبعيد وصوله إلى باندا آتشيه، وعد سوبيانتو «بإصلاح كل الجسور في غضون أسبوع إلى أسبوعين إن أمكن». وأكدت وزارة أمانة الدولة في بيان أن «إدارة الفيضانات في آتشيه هي أولوية وطنية» للحكومة.

تفشي الأمراض

في غياب مياه الشرب النظيفة، يواجه الإندونيسيون في مناطق الفيضانات المحيطة بجزيرة آتشيه تاميانغ تفاقماً في انتشار الأمراض، ونقصاً في الرعاية الطبية؛ إذ يكافح العاملون لمساعدة عشرات السكان في المستشفى الوحيد بالمنطقة.

موظفو إغاثة يخرجون جثمان أحد الضحايا من مستشفى بآتشيه تاميانغ يوم 7 ديسمبر (رويترز)

ومع فقدان السكان منازلهم بسبب بِرَك الطين والحطام، تفاقم انتشار الأمراض، وفق «رويترز». وقالت وزارة الصحة الإندونيسية الأسبوع الماضي، إن الأمراض شملت الإسهال والحمى والألم العضلي الناجم عن «سوء البيئة وأماكن الإقامة بعد الكارثة». وفي المستشفى الوحيد في آتشيه تاميانغ، تحدثت مريضة وعاملون في قطاع الصحة مع «رويترز» عن تفاقم الأمراض هناك. وقال شهود إن المعدات الطبية مغطاة بالطين، والحقن مبعثرة على الأرض، كما جرفت الفيضانات الأدوية.

تسببت انزلاقات التربة في إتلاف أدوية ومعدات طبية في آتشيه تاميانغ يوم 7 ديسمبر (رويترز)

وقالت ممرضة تبلغ من العمر 42 عاماً، إن العمل في المستشفى أصيب بالشلل التام تقريباً، بسبب نقص الأدوية. وحاول عاملون إنقاذ أجهزة تنفس صناعي في وحدة العناية المركزة للأطفال الرضع، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك؛ لأن المياه المتصاعدة غمرتهم. وقالت إن رضيعاً توفي بينما نجا ستة، وعبرت عن أملها في إعادة تشغيل المستشفى، مضيفة: «هذه كارثة استثنائية. الدمار طال كل شيء».

من جانبه، قال طبيب سافر بالقارب للوصول إلى آتشيه تاميانغ، إن الجسور المدمرة جعلت من المستحيل تقريباً على العاملين في القطاع الطبي التنقل في أنحاء المنطقة، مضيفاً أن غرف الطوارئ لن تعمل قبل يوم الاثنين.


اليابان تطلب من أميركا دعماً أقوى لها وسط التوترات مع الصين

ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
TT

اليابان تطلب من أميركا دعماً أقوى لها وسط التوترات مع الصين

ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

طلبت اليابان من الولايات المتحدة تعزيز دعمها لها، في ظل تصاعد التوترات مع الصين، بعد تصريحات رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي بشأن تايوان، بحسب ما ذكرته صحيفة «فاينانشال تايمز»، اليوم (الأحد).

وأفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأحد)، بأن طوكيو أعربت عن استيائها؛ بسبب صمت واشنطن إلى حد كبير، لتجنب تعريض اتفاقيتها التجارية مع بكين للخطر.

وأعربت اليابان عن خيبة أملها؛ بسبب رد فعل الولايات المتحدة، الذي اقتصر على إصدار بيانات من السفارة، وبث منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأولوية للاتفاقية التجارية مع الصين، متجنباً الدعم المعلن القوي لليابان، بحسب ما أوردته «بلومبرغ».

وياتى هذا في الوقت الذي قال فيه وزير الدفاع الياباني، شينغيرو كويزومي، إن مقاتلات صينية وجَّهت الرادار الذي يتحكم في إطلاق النار إلى مقاتلات يابانية فوق المياه الدولية، أمس (السبت)، بالقرب من جزر أوكيناوا اليابانية في واقعتين منفصلتين وصفهما الوزير بأنهما «خطرتان».

وأضاف كويزومي، في منشور على موقع «إكس»: «تجاوزت إضاءة الرادار ما هو ضروري للطيران الآمن للطائرات»، مشيراً إلى أن اليابان قدمت احتجاجاً إلى الصين بشأن الواقعة «المؤسفة».

يعد قفل رادار التحكم على وضع إطلاق النار أحد أكثر الأعمال التي يمكن أن تقوم بها طائرة عسكرية تهديداً؛ لأنه يشير إلى هجوم محتمل، مما يجبر الطائرة المستهدفة على اتخاذ إجراءات مراوغة.

يذكر أن اليابان قد أعلنت أنها ستنشر وحدة دفاع جوي للحرب الإلكترونية في جزيرة يوناغوني في عام 2026، مما يضع قدرات تشويش رادار جديدة، على بعد 110 كيلومترات فقط من تايوان. وقال شيمو كوزو، مدير التخطيط في مكتب الدفاع في جزيرة أوكيناوا إن تعزيز الوضع الدفاعي للمنطقة الجنوبية الغربية أمر ملح، وإن وحدات الحرب الإلكترونية ستعزز حماية الجزر النائية، حسب موقع «تايوان نيوز» الإخباري، السبت. وشدَّد على أن هذه المعدات «لا تستهدف مهاجمة دول أخرى»، وحثَّ السكان على تفهم أن إظهار قدرة اليابان على الدفاع عن النفس، يعدّ بمثابة رادع. وقالت وزارة الدفاع اليابانية إن الوحدة ستجري تشويشاً برياً ضد طائرات العدو المقتربة، مما يضعف أو يعطل الرادار على طائرات الإنذار المبكر وغيرها من المنصات. ومن المقرر نشرها في حاميتي يوناجوني وكينغون في العام المالي 2026، ثم حامية ناها في العام المالي 2027.