واشنطن تؤكد وقوفها إلى جانب الشعب التونسي في «المطالبة بحكم ديمقراطي»

دعت سعيد لإشراك المعارضة والنقابات في حوار وطني

قيس سعيد يحيي أنصاره بعد انتهاء التصويت أمس (رويترز)
قيس سعيد يحيي أنصاره بعد انتهاء التصويت أمس (رويترز)
TT

واشنطن تؤكد وقوفها إلى جانب الشعب التونسي في «المطالبة بحكم ديمقراطي»

قيس سعيد يحيي أنصاره بعد انتهاء التصويت أمس (رويترز)
قيس سعيد يحيي أنصاره بعد انتهاء التصويت أمس (رويترز)

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، اليوم، إن الولايات المتحدة تدعم مطالب الشعب التونسي في حكم ديمقراطي، حسبما أورت وكالة الأنباء الألمانية. وهذا أول رد فعل من الإدارة الأميركية بعد إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس ليل الاثنين-الثلاثاء عن نسبة المشاركة في الاقتراع، المرتبط بالاستفتاء على الدستور الجديد، الذي وضعه الرئيس قيس سعيد وقاطعته المعارضة. وقال المتحدث في إفادة للصحافيين: «ننتظر الإعلان عن النتيجة النهائية للاستفتاء الرسمي من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس... ومثلما أكدنا دائماً، فإن الأمر متروك للشعب التونسي ليقرر مستقبله السياسي، وسنواصل الوقوف إلى جانبه». وتابع برايس موضحاً: «نقف إلى جانب الشعب التونسي في المطالبة بالعودة إلى حكم ديمقراطي متفاعل وشفاف ومسؤول، ويحترم حقوق الإنسان، ويعطي الأولوية للمستقبل الاقتصادي للبلاد». وتشير تقديرات لنتائج سبر الآراء فوز (نعم) للدستور الجديد في الاستفتاء بنسبة فاقت 92%. لكن نسبة المشاركة المعلنة من هيئة الانتخابات جاءت متدنية في حدود 54.‏27 في المائة.
وتضغط واشنطن وشركاء تونس في الخارج على الرئيس سعيد لإشراك قوى المعارضة والنقابات، ومكونات المجتمع في حوار وطني للتوافق على الإصلاحات المطلوبة في تونس. فيما تتهم المعارضة والأحزاب الرئيسية في البرلمان المنحل الرئيس سعيد، الذي أعلن التدابير الاستثنائية قبل عام، بالانقلاب على دستور 2014 والتأسيس لحكم فردي بصلاحيات غير خاضعة للمساءلة، أو المراقبة في الدستور الجديد. لكن سعيد ينفي أي نيات للعودة إلى الحكم الاستبدادي لما قبل ثورة 2010، وقال في خطاباته إنه يريد «تصحيح مسار الثورة» ضد فساد النخبة الحاكمة.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.