بريطانيا: سجال حول الضرائب والصين في أول مناظرة بين سوناك وتراس

ريشي سوناك وليز تراس قبل بدء المناظرة (رويترز)
ريشي سوناك وليز تراس قبل بدء المناظرة (رويترز)
TT

بريطانيا: سجال حول الضرائب والصين في أول مناظرة بين سوناك وتراس

ريشي سوناك وليز تراس قبل بدء المناظرة (رويترز)
ريشي سوناك وليز تراس قبل بدء المناظرة (رويترز)

شهدت المناظرة التلفزيونية، مساء الاثنين، بين المتنافسين لتولي رئاسة الحكومة البريطانية وزير المالية السابق ريشي سوناك ووزيرة الخارجية ليز تراس مواجهة حادة بينهما شملت الضرائب والصين وصولاً إلى شخصيتهما، في محاولة من ريشي لإزاحة تراس عن مركز الصدارة في الاستطلاعات.
وشكّلت المناظرة إشارة انطلاق فترة حاسمة تمتد لاثني عشر يوماً وتتخللها ثلاث مناظرات بين المتنافسين وأربعة لقاءات مع أعضاء الحزب المحافظ الذين سيحسمون السباق اعتباراً من الأسبوع المقبل مع تلقيهم بطاقات الاقتراع البريدي.
والتنافس قائم منذ أسابيع على زعامة حزب المحافظين لخلافة رئيس الوزراء بوريس جونسون، وقد ازداد حدة مع تكتل المعسكرين ضد بعضهما البعض.
والاثنين، وجّه سوناك انتقادات حادة لخطط تراس المتعلّقة بالخفض الفوري للضرائب، وهي نقطة خلاف أساسية بين المرشحين، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال سوناك خلال شرح تراس مشروعها «لا أعتقد أن هذا الأمر صائب، لا أعتقد أنه عمل مسؤول وبالتأكيد ليس محافظاً».
وردت تراس بالقول «إذا اتّبعنا خطط ريشي نكون متّجهين نحو الركود»، مشيرة إلى أن سوناك «رفع الضرائب إلى أعلى معدل منذ سبعين عاماً». وتابعت «سأتحرك على الفور أنا أدرك أن الشعب يعاني».

ويأتي التنافس على زعامة حزب المحافظين في توقيت تشهد فيه بريطانيا أزمة غلاء معيشة رفعت التضخم إلى أعلى مستوى له منذ أربعين عاماً.
وتعهّد سوناك كبح التضخّم قبل خفض الضرائب، ووصف خطط تراس بأنها «اندفاع سكّر قصير الأمد».
وتتصدّر تراس استطلاعات الرأي في صفوف أعضاء حزب المحافظين المئتي ألف، وذلك بعدما باتت هي وسوناك المرشّحين الوحيدين بعد سلسلة من عمليات التصويت لنواب حزب المحافظين. وسيُعلن عن الفائز في الخامس من سبتمبر (أيلول).
وكان سوناك قد استقال هذا الشهر اعتراضاً على قيادة جونسون وفضائحه المتكررة، ما سرّع من سقوط الأخير. لكن مجموعة فضائح طالته وأضرت بسمعته بعد أن كان حتى وقت قريب أحد أبرز وجود حزب المحافظين.
وترتبط الفضائح بالامتيازات الضريبية لزوجته الثرية التي مكنتها من تجنب دفع ملايين الجنيهات من الضرائب، والإقامة الأميركية التي كان يحملها حتى العام الماضي.
وكانت تراس قد واجهت بادئ الأمر صعوبات في مجاراة منافسيها، لكنها تمكّنت من الوصول إلى الجولة الحاسمة بدعم نواب الجناح اليميني في الحزب من خلال تعهّدها خفض الضرائب فوراً وإلغاء القيود.
وأظهر استطلاع سريع أن 47 في المائة من الناخبين المحافظين يعتقدون أن تراس فازت في المناظرة مقابل 38 في المائة لسوناك.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1549891537412116480
وفي نهاية الأسبوع أعلن سوناك خططاً لتضييق الخناق على نفوذ بكين واصفاً إياها بأنها «التهديد الأول» للأمن المحلي والعالمي، وذلك رداً على الانتقادات التي وجهتها إليه ليز تراس المرشّحة المفضّلة لدى قيادة حزب المحافظين.
وقالت تراس «أنا سعيدة لكونك اقتربت من أفكاري»، لدى التطرق إلى هذا الملف في المناظرة.
ونُظّمت مناظرة (الاثنين) في منطقة ستوك أون ترنت أمام حضور تم انتقاؤه من المقترعين للمحافظين في انتخابات العام 2019.
وتعهّد المرشحان استكمال مسيرة جونسون على صعيد تقليص اللامساواة القائمة منذ عقود على صعيد إنماء المناطق، وهو ما مكّنه من تحقيق فوز ساحق في الانتخابات الأخيرة.
وقالت تراس «ليس ذلك مجرّد شعار بالنسبة لي، بل يتعلق بالحياة التي عشتها»، مشيرة إلى نشأتها في بلدة بايزلي في اسكتلندا وفي ليدز الإنجليزية.
لكنها أيدت البقاء في الاتحاد الأوروبي في العام 2016 وهو ما تقول إنها نادمة عليه، وجددت التأكيد على سعيها لتحقيق «فرص ما بعد بريكست».
وأشار سوناك إلى أنه «أيد بريكست عن قناعة» على الرغم من تلقيه تحذيرات بأن ذلك قد يدمر مسيرته السياسية، وأضاف «لأنني أعتقد أنه الأمر الصائب لهذه البلاد».

وفي نهاية الأسبوع تبادل المعسكران الاتهامات على خلفية ملفات عدة تعد تهديداً للأمن القومي البريطاني، ما مهّد الطريق أمام هجمات شخصية سُجّلت (الاثنين).
وانتقدت وزيرة الثقافة نادين دوريز المؤيدة لتراس المليونير سوناك على خلفية ملابسه الباهظة الثمن. وأقامت مقارنة مع تراس، معتبرة أن الأخيرة من المرجح أكثر أن تضع أقراطاً زهيدة الثمن، ما استدعى ردود فعل فورية في صفوف المحافظين، وقد أشار نائب إلى أنه «كتم» تغريدات دوريز فيما ندد آخر بنقاش «صبياني» و«محرج».
واعتبر الوزير جوني ميرسر أن «الوقت قد حان لرفع المعايير».
وفي مؤشر نادر على أن الرسالة قد تكون وصلت، لم يشأ سوناك أن ينصح منافسته بشأن ما يمكنها تحسينه.
في المقابل، نصحت تراس منافسها بـ«المجازفة أكثر والتحلي بجرأة أكبر».
وتُنظم المناظرة المقبلة مساء (الثلاثاء).


مقالات ذات صلة

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

يوميات الشرق مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

في ظل النمو المتسارع لتطبيقات الذكاء الصناعي، تسعى حكومات دول عدة حول العالم لإيجاد وسيلة لتحقيق التوازن بين مزايا وسلبيات هذه التطبيقات، لا سيما مع انتشار مخاوف أمنية بشأن خصوصية بيانات المستخدمين. وفي هذا السياق، تعقد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم (الخميس)، لقاءً مع الرؤساء التنفيذيين لأربع شركات كبرى تعمل على تطوير الذكاء الصناعي، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. في حين تدرس السلطات البريطانية تأثير «تشات جي بي تي» على الاقتصاد، والمستهلكين.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

يُعد النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي المتوازن والنوم الكافي من أكثر الممارسات الموصى بها للحفاظ على صحتك العامة. هذه العادات لها أيضاً تأثير إيجابي على أموالك الشخصية ومدخراتك بشكل عام. للوهلة الأولى، قد يكون من الصعب التعرف على الصلة بين العادات الصحية والأمور المالية الشخصية. ومع ذلك، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين هذه المفاهيم. عندما تعتني بصحتك الجسدية والعقلية، فإنك تعزز أيضاً تطورك الشخصي والمهني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

أفادت وكالات الاستخبارات البريطانية بأن أحدث هجمات صاروخية روسية تردد أنها قتلت 25 مدنيا في أوكرانيا، تشير إلى استراتيجية هجومية جديدة وغير تمييزية بشكل أكبر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع في لندن في تغريدة اليوم (السبت): «اشتملت الموجة على صواريخ أقل من تلك التي استخدمت في الشتاء، ومن غير المرجح أنها كانت تستهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا». وأضافت الوزارة في أحدث تحديث استخباراتي أنه كان هناك احتمالية حقيقية أن روسيا حاولت أمس (الجمعة) الهجوم على وحدات الاحتياط الأوكرانية، وأرسلت مؤخرا إمدادات عسكرية. كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس، أنه تم شن سلسلة من الهجم

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

وقّعت ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري، عقداً مع وكالة مواهب كبرى تُمثّل بعض أكبر نجوم هوليوود، وفقًا للتقارير. سيتم تمثيل ميغان من خلال «WME»، التي لديها عملاء من المشاهير بمَن في ذلك ريهانا ودوين جونسون (ذا روك) ومات دامون. وأفاد موقع «فارايتي» الأميركي بأنه سيتم تمثيلها من قبل آري إيمانويل، الذي عمل مع مارك والبيرغ، ومارتن سكورسيزي، وتشارليز ثيرون، وغيرهم. يقال إن التطور يأتي بعد معركة طويلة لتمثيل الدوقة بين عديد من وكالات هوليوود. وتركيز ميغان سينصب على الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وشراكات العلامات التجارية، بدلاً من التمثيل. وشركة «آرتشيويل» الإعلامية التابعة لميغان وهاري، التي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى «خفض التصعيد» بسوريا

سوريان يشاهدان المعارك في سراقب 28 نوفمبر (أ.ف.ب)
سوريان يشاهدان المعارك في سراقب 28 نوفمبر (أ.ف.ب)
TT

أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى «خفض التصعيد» بسوريا

سوريان يشاهدان المعارك في سراقب 28 نوفمبر (أ.ف.ب)
سوريان يشاهدان المعارك في سراقب 28 نوفمبر (أ.ف.ب)

دعت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة إلى خفض التصعيد فوراً في سوريا، وذلك بعد الاشتباكات التي أفادت تقارير بأنها شهدت سيطرة تحالف من الفصائل المتمردة بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام على مدينة حلب من قوات الحكومة السورية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقالت الدول الأربع الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بيان مشترك صدر مساء أمس الأحد: «نراقب من كثب التطورات في سوريا وندعو جميع الأطراف إلى خفض التصعيد وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية لتجنب المزيد من النزوح وتعطيل الوصول الإنساني». وأضاف البيان: «إن التصعيد الحالي يؤكد فقط الحاجة الملحة إلى حل سياسي للصراع بقيادة سورية»، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 وقد تم اعتماد هذا القرار في عام 2015، ويدعو إلى إجراء محادثات سلام بين الحكومة السورية وقوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد عن شن هجوم مضاد في أعقاب خسارة حلب.

وشن الطيران الحربي الروسي أربع غارات جوية، الأحد، استهدفت مشفى الجامعة وسط مدينة حلب، أسفرت عن سقوط 5 قتلى عسكريين ومدنيين، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن أربعة مدنيين قُتلوا بينهم سيدة وعنصر في الدفاع المدني، إضافةً إلى نحو 50 جريحاً، جراء غارات جوية روسية استهدفت مخيماً للمهجرين في حي الجامعة بمدينة إدلب.