وساطة أميركية للتهدئة بين طرفي النزاع في ليبيا

تزامناً مع استمرار التوتر العسكري والأمني في طرابلس

صورة وزعتها حكومة الدبيبة لاجتماعه بطرابلس مع سفير إيطاليا
صورة وزعتها حكومة الدبيبة لاجتماعه بطرابلس مع سفير إيطاليا
TT

وساطة أميركية للتهدئة بين طرفي النزاع في ليبيا

صورة وزعتها حكومة الدبيبة لاجتماعه بطرابلس مع سفير إيطاليا
صورة وزعتها حكومة الدبيبة لاجتماعه بطرابلس مع سفير إيطاليا

دخل ريتشارد نورلاند، السفير والمبعوث الأميركي لدى ليبيا، مجددا على خط الوساطة بين رئيسي الحكومتين المتنازعتين على السلطة في ليبيا، بينما تستعد اللجنة العسكرية المشتركة، التي تضم طرفي الصراع العسكري في البلاد، للاجتماع مجددا في مدينة بنغازي.
وكشف نورلاند النقاب في بيان مساء أول من أمس، عن إجرائه اتصالات هاتفية مع الدبيبة وباشاغا، لافتا إلى التزامهما بتجنب العنف، وإيجاد طرق لتهدئة الموقف في أعقاب ما وصفه بـ«الوفيات المأساوية». في إشارة إلى الاشتباكات التي شهدتها مؤخرا العاصمة طرابلس، وأدت إلى مقتل 16 وإصابة 52 آخرين.
وقال نورلاند إنه نقل «مخاوف عميقة من جانب باشاغا بشأن تعرض حقوقه في التعبير السياسي للتهديد، بما في ذلك من قبل الجماعات المسلحة»، كما نقل مخاوف الدبيبة بشأن الخطوات التي اعتبرها مزعزعة للنظام العام. معتبرا أن أساس الخلافات بين الأطراف هو موضوع الشرعية، الذي لا يمكن حله إلا من خلال الانتخابات، كما أوضح أنه ناقش في كل مكالمة الخطوات الممكنة، التي يمكن اتخاذها لاستعادة الزخم نحو الانتخابات في أقرب وقت ممكن.
بدوره، قال باشاغا إنه اتفق مع السفير الأميركي على الحاجة إلى العمل معا لوقف الاضطرابات، واعتبر أن حل المشاكل الليبية يتم بشكل مُرض، وأن الفساد والمفسدين لا يمكن أن يكونوا يوما مصلحين. مشددا على «الحرص على أمن وسلامة المدنيين، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، نتخلص من خلالها من عصبة الفساد الجاثمة على الدولة الليبية والمعرقلة لنهضتها».
من جهته، نفى عثمان عبد الجليل، وزير الصحة بحكومة باشاغا والناطق الرسمي باسمها، تعرضه للاعتداء أو سرقة سيارته، مشيراً إلى أن هذه الأخبار «تتداولها جهات هدفها التشويش على ملتقى فعاليات المنطقة الغربية»، الذي عقد بمدينة الزاوية أول من أمس. لكن مجلس حكماء وأعيان مدينة الزاوية تنصل من هذا الاجتماع، ودعا في بيان له مساء أول من أمس كافة قيادة الثوار بمدينة الزاوية الكبرى لتجنيب المدينة الفتن والاقتتال.
في غضون ذلك، قال الدبيبة إنه ناقش أمس في العاصمة طرابلس مع السفير الإيطالي، جوزيبي بوتشينو، الملف السياسي الليبي، وعددا من الملفات الاقتصادية المشتركة الجاري تفعيلها، لافتا إلى الحاجة الملحة لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب الآجال، ونقل الدبيبة عن بوتشينو ترحيب بلاده بافتتاح النفط.
ومع ذلك، هدد أعيان مناطق الهلال النفطي بإعادة إغلاق الحقول والموانئ النفطية، في حال محاولة إعادة مصطفى صنع الله، رئيس مؤسسة النفط المقال من منصبه، وقال إن أي محاولة بالخصوص سيقابلها الإغلاق والعودة إلى المربع الأول، وحذر من أن ذلك قد يضطره للإيقاف الشامل لكافة حقول وموانئ النفط.
وبارك بيان للأعيان تشكيل مجلس الإدارة الجديد للمؤسسة. ومن المقرر أن تبت غدا دائرة القضاء الإداري بمحكمة استئناف جنوب طرابلس، في الطعن المقدم من صنع الله ضد قرار حكومة الدبيبة بإقالته.
من جهة أخرى، استمر التوتر العسكري والأمني في طرابلس، بعدما رصدت وسائل إعلام محلية مساء أول من أمس تحركا لأرتال مسلحة تابعة لمدير إدارة الاستخبارات العسكرية المُقال، أسامة جويلي، من الجبل الغربي إلى طرابلس، مشيرة إلى تفعليها بوابة توقيف في الزاوية.
وتزامن ذلك مع بدء فريق من وزارة الشؤون الاجتماعية بحكومة الدبيبة في حصر الأضرار، والوقوف على الاحتياجات العاجلة لأهالي المناطق، التي شهدت اشتباكات شرق طرابلس. وقالت الوزارة إنها شكلت فريقا لتقديم الدعم النفسي الاجتماعي للعائلات، خاصة الأطفال وكبار السن في تلك المناطق.
من جهة ثانية، من المقرر أن يجتمع عبد الرازق الناظوري، رئيس الأركان العامة للجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، مع محمد الحداد رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الوحدة المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة (الأربعاء) المقبل في بنغازي (شرق)، بحضور اللجنة العسكرية المشتركة 5 5. وفقا لما أعلنه اللواء خالد المحجوب مسؤول التوجيه المعنوي بالجيش الوطني.
وتحضيرا لهذا الاجتماع، التقى الناظوري أمس في مقر الجيش الوطني بالرجمة مع ضباط اللجنة العسكرية (5 5)، ورؤساء أركان النوعية بالجيش. علما بأن الحداد استقبل الناظوري الاثنين الماضي في طرابلس، وذلك في إطار اجتماعات لجنة (5 5) لبحث توحيد المؤسسة العسكرية وتثبيت وقف إطلاق النار.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.