علماء: قوة خارقة بدماء الدببة السوداء تسمح لها بالسبات 7 أشهر

علماء: قوة خارقة بدماء الدببة السوداء تسمح لها بالسبات 7 أشهر
TT
20

علماء: قوة خارقة بدماء الدببة السوداء تسمح لها بالسبات 7 أشهر

علماء: قوة خارقة بدماء الدببة السوداء تسمح لها بالسبات 7 أشهر

هناك شيء غريب في دماء الدببة السوداء يسمح لها بالسبات لمدة سبعة أشهر في السنة مع الحفاظ على لياقتها وصحتها. وفي حين ان العلماء ليسوا متأكدين من ماهية هذا الشيء، لكن دراسة جديدة ساعدت في حل اللغز.
فإذا حاولنا نحن البشر أن نستلقي في سبات طويل مثل الدب الأسود، فإن عضلاتنا ستبدأ في الهزال مع النقص الهائل في النشاط البدني. ولكن عندما يخرج الدب من عرينه في بداية الربيع، فإن هذا النشاط يمتد لجسمه. إذ يتم الحفاظ على كتلة عضلات المخلوق وقوتها إلى حد كبير منذ العام السابق، على الرغم من قلة الحركة أو انعدامها، ولا حتى للشرب أو الأكل أو التبرز أو التبول.
ولسنوات حتى الآن، كان العلماء يحاولون معرفة كيفية عمل هذه القوة العظمى، فيما تشير دراسة جديدة نشرت في موقع «PLOS One» إلى أن المواد المذابة في دم الدب هي المفتاح؛ حيث يمكنها حتى المساعدة بمنع ضمور العضلات البشرية، وذلك حسبما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
قد يبدو هذا جنونًا في البداية. ولكن عندما أخذ الباحثون في اليابان مصلًا من الدم من سبعة دببة في فترة السبات وأضافوه مباشرة إلى مزارع الأنسجة المكونة من خلايا العضلات الهيكلية البشرية، لاحظوا زيادة في محتوى الخلايا من البروتين بغضون 24 ساعة. وفي الوقت نفسه، كان هناك انخفاض في إنتاج البروتين التنظيمي الذي يلعب دورًا مهمًا في التخلص من العضلات غير المستخدمة.
ومع ذلك، لم تظهر هذه التغييرات الخلوية إلا عند إضافة الدم في فترة السبات؛ فعندما تم أخذ الدم من الدببة السوداء النشطة في الصيف لم يوقف المصل العملية الطبيعية لتدهور البروتين في خلايا العضلات الهيكلية البشرية.
وفي هذا الاطار، يخلص عالم الفسيولوجيا ميتسونوري ميازاكي من جامعة هيروشيما إلى أن «بعض العوامل الموجودة في مصل الدب أثناء السبات قد تنظم عملية التمثيل الغذائي للبروتين في خلايا العضلات الهيكلية البشرية المستزرعة وتساهم في الحفاظ على كتلة العضلات. ومع ذلك، فإن تحديد هذا العامل لم يتحقق بعد».
جدير بالذكر، أجريت دراسات مماثلة على مصل الدب الأسود في الماضي، لكن لم ينجح أي منها في تحديد «العامل» الدقيق الذي يقود قوتها العظمى؛ ففي عام 2018 أنتج مصل الدببة السباتية انخفاضًا في معدل دوران البروتين في الأنسجة العضلية الهيكلية البشرية. كما ظهر تأثير مماثل في أنسجة العضلات والهيكل العظمي من الفئران.
ووفق الدراسة الجديدة، في الوقت الحالي هذا كل ما نعرفه، لكن ميازاكي مصمم على مواصلة البحث عن إجابات «من خلال تحديد العامل في إسبات مصل الدب وتوضيح الآلية غير المكتشفة وراء العضلات التي لا تضعف حتى بدون استخدامها في الحيوانات السباتية، حيث أن من الممكن تطوير استراتيجيات إعادة تأهيل فعالة لدى البشر ومنعهم من أن يصبحوا طريحي الفراش في المستقبل»، وفق ميازاكي.


مقالات ذات صلة

«دب الماء»... حيوان صغير يُنتج بروتيناً يمكنه إحداث ثورة بعلاج السرطان

صحتك صورة مجهرية معززة بالألوان تُظهر دباً مائياً (ناشيونال جيوغرافيك - آي أوف ساينس)

«دب الماء»... حيوان صغير يُنتج بروتيناً يمكنه إحداث ثورة بعلاج السرطان

أظهرت دراسة جديدة أن أكثر الحيوانات قدرة على الصمود في العالم، وهو دب الماء المجهري ينتج بروتيناً مقاوماً للإشعاع يمكن أن يحدث ثورة في علاج السرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق أصدرت المحكمة العليا في المكسيك قراراً بإلزام إحدى حدائق الحيوان بتحسين صحة الفيلة الأفريقية «إيلي» (أ.ب)

سابقة قضائية... محكمة مكسيكية تصدر حكماً لصالح «أتعس فيلة في العالم»

أصدرت المحكمة العليا في المكسيك، أمس (الأربعاء)، قراراً بإلزام إحدى حدائق الحيوان بتحسين صحة الفيلة الأفريقية «إيلي».

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
يوميات الشرق حوت وقع في شباك الصيد قبل أن يتمكن رجال الإنقاذ من تحريره بالقرب من الشاطئ في ميدزيزدروي في بولندا 26 فبراير 2025 (أ.ب)

نفوق حوت نادر مهدَّد بالانقراض قبالة ساحل سلطنة عمان

نفقَ قبالة سواحل سلطنة عمان حوت من نوع نادر مهدد بالانقراض يُعرف بـ«حوت بحر العرب الأحدب»، على ما أعلنت هيئة البيئة العمانية الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
يوميات الشرق الدببة قد لا تنجو هذه المرة (غيتي)

اليابان تسمح بإطلاق النار على الدببة بشرط واحد فقط

219 شخصاً تعرّضوا لهجوم من دببة خلال 12 شهراً حتى أبريل 2024 في مختلف أنحاء اليابان.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق مَن يدرُس مَن... الإنسان أم السمكة؟ (أ.ف.ب)

الأسماك تُميِّز وجوه البشر وتُفضّل «صداقة» مَن يُطعمها

لا يبدو جميع الغواصين متشابهين في مظهرهم بالنسبة إلى الأسماك، إذ كشفت دراسة حديثة أنها إذا تلقت طعاماً من شخص ما، فإنها تستطيع تمييزه مجدّداً واتّباعه باستمرار.

«الشرق الأوسط» (كونستانس (ألمانيا))

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
TT
20

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

كشفت دراسة أميركية أن تغير المناخ يؤثر على الفضاء القريب من الأرض، بطريقة قد تزيد من خطر اصطدام الأقمار الاصطناعية، مما يقلل من عدد الأقمار التي يمكن تشغيلها بأمان في المستقبل.

وأوضح باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن نتائج الدراسة التي نُشرت، الاثنين، بدورية «Nature Sustainability»، تسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لضمان استمرار استخدام المدار الأرضي المنخفض.

وأظهرت الدراسة أن انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، تؤدي إلى انكماش الغلاف الجوي العلوي، مما يقلل من كثافته، خصوصاً في طبقة الثرموسفير، حيث تدور محطة الفضاء الدولية ومجموعة من الأقمار الاصطناعية.

وفي الظروف الطبيعية، يساعد الغلاف الجوي العلوي في التخلص من الحطام الفضائي من خلال قوة مقاومة تُعرف بالسحب الجوي، التي تسحب الأجسام القديمة نحو الأرض لتتفكك وتحترق عند دخولها الغلاف الجوي. لكن مع انخفاض الكثافة الجوية، تضعف هذه القوة؛ مما يؤدي إلى بقاء الحطام الفضائي في المدار لفترات أطول، وهو الأمر الذي يزيد خطر الاصطدامات، ويؤدي إلى ازدحام المدارات الفضائية.

وباستخدام نماذج محاكاة لسيناريوهات مختلفة لانبعاثات الكربون وتأثيرها على الغلاف الجوي العلوي والديناميكيات المدارية، وجد الباحثون أن «القدرة الاستيعابية للأقمار الاصطناعية» - أي الحد الأقصى لعدد الأقمار الاصطناعية التي يمكن تشغيلها بأمان - قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 50 و66 في المائة بحلول عام 2100، إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة في الارتفاع.

كما وجدت الدراسة أن الغلاف الجوي العلوي يمر بدورات انكماش وتوسع كل 11 عاماً بسبب النشاط الشمسي، لكن البيانات الحديثة تظهر أن تأثير الغازات الدفيئة يتجاوز هذه التغيرات الطبيعية، مما يؤدي إلى تقلص دائم في الثرموسفير.

وحالياً، يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض، الذي يمتد حتى ارتفاع ألفي كيلومتر عن سطح الأرض. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في عدد الأقمار الاصطناعية، خصوصاً مع إطلاق كوكبات ضخمة مثل مشروع «ستارلينك» لشركة «سبيس إكس»، الذي يضم آلاف الأقمار لتوفير الإنترنت الفضائي.

وحذر الباحثون من أن انخفاض قدرة الغلاف الجوي على إزالة الحطام الفضائي سيؤدي إلى زيادة كثافة الأجسام في المدار؛ مما يعزز احتمالات الاصطدامات. وقد يفضي ذلك لسلسلة من التصادمات المتتالية، تُعرف بظاهرة «متلازمة كيسلر»، التي قد تجعل المدار غير صالح للاستخدام.

وأشار الفريق إلى أنه إذا استمرت انبعاثات الكربون في الارتفاع، فقد تصبح بعض المدارات غير آمنة، وسيؤثر ذلك سلباً على تشغيل الأقمار الاصطناعية الجديدة المستخدمة في الاتصالات، والملاحة، والاستشعار عن بُعد.

وفي الختام، أكد الباحثون أن الحد من هذه المخاطر يتطلب إجراءات عاجلة، تشمل تقليل الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة، إلى جانب تبني استراتيجيات أكثر فاعلية لإدارة النفايات الفضائية، مثل إزالة الحطام الفضائي، وإعادة تصميم الأقمار بحيث يكون تفكيكها أكثر سهولة عند انتهاء عمرها التشغيلي.