القوات السعودية تحبط محاولتي اعتداء على قطاعاتها الجنوبية

تصعيد باليمن مع دنو موعد محادثات السلام في جنيف

القوات السعودية تحبط محاولتي اعتداء على قطاعاتها الجنوبية
TT

القوات السعودية تحبط محاولتي اعتداء على قطاعاتها الجنوبية

القوات السعودية تحبط محاولتي اعتداء على قطاعاتها الجنوبية

مع دنو موعد محادثات السلام المرتقبة في جنيف، بين الحكومة اليمنية الشرعية والمتمردين الحوثيين وحزب «المؤتمر الشعبي العام» برئاسة علي عبد الله صالح، سجل النزاع في اليمن تصعيدًا جديدًا مع هجمات واسعة النطاق للمتمردين الحوثيين على السعودية ردا على تكثيف الغارات الجوية التي تستهدفهم.
وتصدت القوات السعودية مساء الجمعة، لهجوم شنه الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على قطاع جازان (جنوب السعودية).
ووصف مصدر مسؤول في وزارة الدفاع الهجوم بـ«الفاشل». وقال إن طيران التحالف ساهم في التصدي لمحاولة الاختراق هذه بشن غارات على ميليشيات صالح، نتج عنها مقتل العشرات من قوات الحرس الجمهوري التابعة له.
ولم تتمكن الميليشيات من اختراق الأراضي السعودية ولو بشبر واحد. وقد ساندت طائرات التحالف العربي والأباتشي السعودية الاشتباك البري المباشر الذي دام 10 ساعات.
وأسفرت المعارك التي تلت هذا الهجوم صباح اليوم (السبت)، عن استشهاد أربعة عسكريين سعوديين بينهم ضابطان إضافة إلى عشرات القتلى في الجانب اليمني كما أعلنت قيادة التحالف في بيان.
وجاء في بيان لقيادة القوات المشتركة، أنه «في الساعة 02:45 من صباح اليوم السبت أطلقت ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح صاروخ سكود باتجاه مدينة خميس مشيط، وتم بحمد الله اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي بصاروخي باتريوت».
وقد بادرت القوات الجوية للتحالف، في الحال، بتدمير منصة إطلاق الصواريخ التي حُدّد موقعها جنوب صعدة. مستهدفة مخازن للأسلحة والذخيرة في جبل نقم وفج عطان والنهدين وهي ثلاثة تلال مطلة على صنعاء، وكذلك مقر قيادة القوات الخاصة مما أدى إلى انفجارات عنيفة هزت طوال الليل العاصمة صنعاء حسب شهود عيان.
وفي محافظة حجة بشمال اليمن أكد مصدر في السلطة المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية، أن عشرات القتلى والجرحى من ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح سقطوا في قصف طائرات التحالف لرتل عسكري في مثلث عاهم الحدودي مع المملكة في منطقة حرض بمحافظة حجة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت وافق الحوثيون أمس، على المشاركة في محادثات مع الحكومة في جنيف بمبادرة الأمم المتحدة، في مسعى لإنهاء الحرب في هذا البلد الفقير في شبه الجزيرة العربية.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».