توثيق 152 انتهاكاً انقلابياً في «خبزة البيضاء»... والأهالي يستغيثون

جانب من القصف الحوثي على قرية خبزة اليمنية في محافظة البيضاء (تويتر)
جانب من القصف الحوثي على قرية خبزة اليمنية في محافظة البيضاء (تويتر)
TT

توثيق 152 انتهاكاً انقلابياً في «خبزة البيضاء»... والأهالي يستغيثون

جانب من القصف الحوثي على قرية خبزة اليمنية في محافظة البيضاء (تويتر)
جانب من القصف الحوثي على قرية خبزة اليمنية في محافظة البيضاء (تويتر)

على وقع مساعٍ قبلية يمنية لوقف الهجوم الحوثي الوحشي على قرية «خبزة» الواقعة في محافظة البيضاء والمستمر لليوم الرابع على التوالي، وثّق حقوقيون يمنيون أكثر من 152 انتهاكاً ضد الأهالي بما فيها حالات القتل والإصابات وتدمير المنازل.
وكانت الميليشيات الحوثية بدأت، الثلاثاء، مهاجمة القرية الواقعة في عزلة قيفة في مديرية القريشية القريبة من مدينة رداع (جنوب شرق صنعاء) بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة ضمن مساعي الجماعة للانتقام من السكان الذين يرفضون احتلال قريتهم منذ 2014.
وفي ظل النداءات الموجهة من قبل الأهالي لإنقاذهم ووقف الهجوم، ذكرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات (الجمعة) أنها وثّقت ارتكاب ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً 152 انتهاكاً ضد المدنيين في منطقة خبزة بمديرية القريشية محافظة البيضاء، بعد مرور 9 أيام من الحصار الخانق والهجمات بمختلف أنواع الأسلحة على المنطقة.
وفي تقرير للشبكة الحقوقية عن الانتهاكات الحوثية ضد سكان القرية البالغ عددهم نحو ألفي نسمة، أوضحت أن الفريق الميداني التابع لها وثّق مقتل وإصابة أكثر من 18 مدنياً بينهم نساء وأطفال وكبار بالسن، مع توثيق 28 حالة اختطاف وتفجير 16 منزلاً، وهدم نحو 27 منزلاً جزئياً وتضرر 41 منزلاً بأضرار متفاوتة.
وأكد التقرير الحقوقي أن الميليشيات نهبت منازل القرية إلى جانب نهبها ثمانية محلات تجارية بالكامل، وإحراق 4 آبار مياه، وتدمير ونهب أكثر من 10 سيارات تابعة لسكان القرية المحاصرة.
وإذ يسعى زعماء قبليون لإنهاء حصار القرية ووقف الهجوم عليها، أوضح التقرير الحقوقي أن الانتهاكات تنوعت بين قتل وإصابة مدنيين بينهم نساء وأطفال، واختطاف وتشريد، ومنع وصول العلاج والغذاء والماء نتيجة الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي على المنطقة.
واتهمت الشبكة الحقوقية الميليشيات الحوثية بأنها «استخدمت القوة بشكل مفرط، حيث قصفت الأحياء السكنية بمدافع الهاوزر، وصواريخ الكاتيوشا، وقذائف الهاون، وقذائف الدبابات، والطيران المسير، وأعمال القنص؛ حيث تركز القصف بشكل متعمد على أحياء تكتظ بالسكان ومنازل وممتلكات المواطنين».
وأكدت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، أن مثل هذه الجرائم التي تستهدف المدنيين تشكل تهديداً حقيقياً للسلام في اليمن في ظل سريان الهدنة الأممية الهشة التي ترعاها الأمم المتحدة، داعية المبعوثين الأممي والأميركي إلى إدانة صريحة لجرائم الميليشيات الحوثية في محافظة البيضاء، كما طالبت المجتمع الدولي بوقف الهجمات وفك الحصار.
ودعت الشبكة، في بيانها، المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط الكافية لإجبار ميليشيات الحوثي على وقف شامل لأعمالها العسكرية، وعدم التعرض للبلدة وأهاليها، والسماح لهم بممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
التقرير الحقوقي الأحدث الذي سبقته في الأيام الماضية، بيانات تنديد حكومية وحقوقية جاء بالتزامن مع توجيه السكان في القرية نداء استغاثة إلى منظمة الصليب الأحمر الدولي، للتدخل السريع لإنقاذ حياة الجرحى وفتح طريق آمن لإدخال الأدوية والمواد الغذائية للقرية المنكوبة.
وأكد السكان، في بيان لهم وزعوه على وسائل الإعلام، أنهم يتعرضون للحصار والقصف بجميع أنواع الأسلحة، والطيران المسير، من قبل الميليشيات الحوثية منذ نحو أسبوع، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي.
وبحسب البيان، فقد سقط العشرات من القتلى والجرحى، مع استمرار الميليشيات في إرهاب النساء والأطفال وتدمير المنازل، وفي وقت تقوم فيه الجماعة الانقلابية بمنع إسعاف الجرحى، الأمر الذي أدى إلى وفاة عدد منهم نتيجة عدم التمكن من إسعافهم، بسبب الحصار المطبق على القرية.
وحمل سكان قرية «خبزة» في بيان الاستغاثة الميليشيات الحوثية المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي قامت بارتكابها بحق سكان القرية، ووصفوها بأنها «جرائم لن تسقط بالتقادم».
وتداول الناشطون اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية مشاهد ليلية للقصف الحوثي على سكان القرية، كما تداولوا جانباً مصوراً من المساعي القبلية التي يقودها الزعيم القبلي أحمد سيف الذهب لوقف الهجوم الحوثي والسماح له بدخول القرية.
وفي وقت سابق (الخميس)، اطلع مجلس القيادة الرئاسي في اليمن على تقريرين من محافظ البيضاء والجهات الأمنية حول الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي ترتكبها الميليشيات الحوثية في قرية خبزة المسالمة، بما في ذلك إحكام الحصار الخانق عليها ومنع الأهالي من الوصول إلى الخدمات الطبية والسلع الغذائية، ووجه المجلس الحكومة بالتدخل العاجل لإغاثة سكان القرية المنكوبة بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، بحسب ما أورده الإعلام الحكومي.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«الخارجية المصرية»: ينبغي أن تعود السلطة الوطنية الفلسطينية للقيام بواجباتها في غزة

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)
TT

«الخارجية المصرية»: ينبغي أن تعود السلطة الوطنية الفلسطينية للقيام بواجباتها في غزة

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الثلاثاء، ضرورة تحمل إسرائيل مسؤولياتها بصفتها سلطة احتلال، والتعامل مع الوضع الإنساني الكارثي في غزة، وطالب بضرورة عودة السلطة الفلسطينية للقيام بواجباتها في القطاع.

وقالت الخارجية المصرية، في بيان، بعد اتصال هاتفي بين الوزير وسيغريد كاخ كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة: «إن عبد العاطي أكد ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وضمان النفاذ الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية من جميع المعابر الحدودية».

وشدد عبد العاطي على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني من معبر رفح لضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وأهمية استمرار وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الاضطلاع بمهامها «التي لا غنى عنها»، بحسب بيان الخارجية المصرية.

ودعا الوزير أيضاً إلى تنفيذ التعهدات المالية التي تم الإعلان عنها خلال مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة.