مصر: تجدد الجدل بشأن الدروس الخصوصية

بعد تداول صور لتجمعات جماهيرية

مراجعة جماعية للطلاب
مراجعة جماعية للطلاب
TT

مصر: تجدد الجدل بشأن الدروس الخصوصية

مراجعة جماعية للطلاب
مراجعة جماعية للطلاب

«لو كان سقراط لما جلس أمامه كل هؤلاء»... عبارة ساخرة أطلقها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، تعليقاً على صور متداولة لحشود طلابية تصطف في تناغم داخل ساحة كبيرة، مرتدية ملابس بيضاء، وأعينهم وآذانهم معلقة على المسرح، وهم يحاولون تدوين ملاحظات المراجعة النهائية لليلة الامتحان.
الصور والفيديوهات المتداولة كانت لأحد مدرسي مادة الفلسفة والمنطق، وهو يقدم نصائح المراجعة النهائية لطلبة الثانوية العامة، بالتزامن مع الاستعداد لليوم الأخير من الامتحانات، التي يعتبرها المصريون «مصيرية».
حجم الحشود الطلابية التي حضرت المراجعة، وحفاوة استقبال المدرس، الذي وصل إلى مكان الحدث في موكب يضم 4 سيارات فارهة، أثارا حالة من الدهشة والاستياء بين المصريين، الذين طالت شكواهم من آفة «الدروس الخصوصية»، التي تلتهم ميزانية الأسرة، وتقلل من جودة التعليم؛ حيث ظهر مشهد الحشود «مكرساً لمبدأ الدروس الخصوصية»، ولـ«أهمية ما يسمى بالمراجعات النهائية».
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات تستهجن وصول المعلم إلى ساحة الدرس في موكب، أطلق عليه «موكب الفلسفة»، وسط ألقاب باتت مرتبطة بمشاهير معلمي الدروس الخصوصية، مثل «الملك»، و«الإمبراطور»، وسط تساؤلات حول استضافة أحد مراكز الشباب في محافظة الجيزة لتلك المراجعة، باعتباره جهة تابعة لمؤسسة حكومية، في وقت تعلن فيها وزارة التربية والتعليم المصرية محاربتها للدروس الخصوصية. الأمر الذي دعا الدكتور محمد فوزي، المتحدث باسم وزارة الشباب والرياضة، لإصدار تصريح صحافي، أكد خلاله أن «تلك المراجعة تأتي ضمن القوافل التعليمية التي تنظمها الوزارة، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وأنها لا تعد درساً خصوصياً».
تأتي صورة المدرس الذي يوصف بـ«بوحش الفلسفة والمنطق»، متزامنة مع تصريحات تلفزيونية للدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم المصري، وصف فيها الامتحانات بأنها «صنم القرن الـحادي والعشرين، الذي يرتزق منه أصحاب الدروس الخصوصية»، مؤكداً أن «الامتحانات يفترض أن تكون وسيلة لقياس درجة استيعاب الطالب فقط، ولكن هذه الثقافة ما زالت غير موجودة»، مرجعاً انتشار الغش والدروس الخصوصية إلى «الخوف والقلق من الامتحانات».
ويعتبر الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أن «فكرة القلق التي تواكب الأيام الأخيرة من الامتحانات لا يمكن فصلها عن سياق ملف الثانوية العامة كله، وارتباطها لدى الطلبة وأسرهم بفكرة تحصيل أعلى الدرجات، التي يلهثون لجمعها من مراكز الدروس الخصوصية». ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «ثمة تجارة موازية للعملية التعليمية، تتمثل في الدروس الخصوصية، وحصص المراجعات النهائية، وملخصات المناهج التعليمية، وتلك الأمور تجد سوقاً رائجةً منذ بدايات العام الدراسي، وتشتعل مع موسم الامتحانات».
واختتمت امتحانات الثانوية العامة في مصر، الخميس، وبلغ عدد الطلاب بهذه المرحلة للعام الحالي نحو 708 آلاف طالب وطالبة في الشعبتين (العلمي والأدبي)، وتعتبر نتيجة الثانوية العامة عاملاً أساسياً في تحديد الكلية التي سيلتحق بها الطالب لاستكمال تعليمه الجامعي، بناء على ما يحدده مكتب التنسيق، وبلغ الحد الأدنى للقبول في كليات الطب 90.7 في المائة، و90.2 في المائة للقبول في كليات طب الأسنان، و88.5 في المائة لكليات العلاج الطبيعي، و88.5 في المائة لكليات الصيدلة، في المرحلة الأولى من تنسيق الثانوية العامة العام الماضي.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.