الحوكمة الرشيدة... وإصلاح المؤسسات

صدر أخيراً، في أربيل، عاصمة إقليم كوردستان العراق، كتاب «المؤسسة والإصلاح» للكاتب لاوك صلاح. وفيه يتناول المؤلف آليات الحكم الرشيد والحوكمة بشكل عام وفق الطرق والمناهج السياسية والإدارية المعاصرة «التي تتيح، في حال تبنيها، تحقيق الإصلاح في المؤسسات والأنظمة الحكومية على الأصعدة كافة».
ويضم الكتاب خمسة فصول.
يركز الفصل الأول على مواضيع تتعلق بالتشتت والتشرذم السياسي، كما يلقي الضوء على ذهنية النقد السياسي لدى الأحزاب المعارضة، في حين يحلل الفصل الثاني من الكتاب السلوك السياسي المهني والحكومي داخل أروقة الحكومة والحاجة الملحة للاختصاص في إدارة الملفات السياسية المصيرية الكبيرة. وقد كرس الفصل الثالث للمؤسسة البرلمانية وكيفية ترميمها بحيث يكون في مقدورها التعاطي مع المسائل القانونية والسياسية والخدمية بشكل قانوني وعادل، وذلك من أجل أن تجتاز المؤسسة مفترق طرق التكتلات اللاإرادية والتحالفات السياسية الضيقة والانحياز الغريزي للطائفة على حساب المصلحة العامة وصولاً إلى المسار الطبيعي لعملية بناء وصياغة قوانين عادلة. أما الفصل الرابع فقد وثق فيه الكاتب اجتماعات الحوار الاستراتيجي العراقي الأميركي، إذ كان الكاتب ضمن الوفد الكردي العراقي آنذاك، وطرح رؤية الوفد للحوار الاستراتيجي وكيفية التمثيل السياسي والدبلوماسي للمؤسسة الرسمية. أما الفصل الخامس فقد كرسه والأخير لكيفية إدارة المؤسسة بحكمة في أوقات الأزمة.
محتوى الكتاب يسعى عموماً إلى تجاوز الحوار داخل زجاجة مغلقة إلى خلق مديات واسعة ورحبة بغية إيجاد حل عملي وبراغماتي وتبني رؤية موضوعية لبناء مؤسسة معاصرة تواكب المتغيرات والتحولات السياسية والإدارية وتتجاوز النقص الملحوظ في تجارب وأساليب عملية الحوكمة في بلداننا.