«الأعمال الأميركية ـ الأفريقية» تناقش في مراكش «بناء المستقبل معاً»

هاريس أكدت استعداد واشنطن لمواصلة الاستثمار في القارة وضمان ازدهارها

صورة تذكارية للمشاركين في قمة الأعمال الأميركية ـ الأفريقية المنعقدة في مراكش (الشرق الأوسط)
صورة تذكارية للمشاركين في قمة الأعمال الأميركية ـ الأفريقية المنعقدة في مراكش (الشرق الأوسط)
TT

«الأعمال الأميركية ـ الأفريقية» تناقش في مراكش «بناء المستقبل معاً»

صورة تذكارية للمشاركين في قمة الأعمال الأميركية ـ الأفريقية المنعقدة في مراكش (الشرق الأوسط)
صورة تذكارية للمشاركين في قمة الأعمال الأميركية ـ الأفريقية المنعقدة في مراكش (الشرق الأوسط)

قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، أمس الأربعاء، إن أفريقيا تحتاج اليوم «شركاء فاعلين حقيقيين، يرافقون ولا يملون؛ شركاء يبنون على المدى الطويل ولا يقتصرون على استغلال الفرص قصيرة الأجل»، مشيراً إلى أنه آن الأوان كي تجني أفريقيا ثمار مؤهلاتها وإمكاناتها العديدة، وشبابها النابض بالحيوية، وتنهض بدورها المحوري الطبيعي على الساحة الدولية وفي التطورات الكبرى الجارية على الصعيد العالمي».
وشدد بوريطة، الذي كان يتحدث أمس في جلسة افتتاح الدورة الرابعة عشرة لقمة الأعمال الأميركية - الأفريقية التي تنظم، على مدى ثلاثة أيام، في مدينة مراكش المغربية، بمبادرة من «مجلس الشركات المعني بأفريقيا» تحت شعار «لنبنِ المستقبل سوياً»، على القول إنه إذا كانت الثروات والمؤهلات التي تزخر بها دول أفريقيا الأربعة والخمسون نعمة تصنع غنى القارة وتفردها، فإنها أيضاً مسؤولية على عاتق دولها وحكوماتها، وتحدٍّ لروح الإبداع والمقاولة لدى فاعليها الاقتصاديين، من أجل تحقيق المسار المفضي إلى النمو الشامل والتنمية المستدامة».
وأشار بوريطة إلى أن انعقاد هذه القمة الذي يتزامن مع فترة أمل في انقشاع جائحة «كوفيد»، يصادف أيضاً مرحلة يشهد فيها الاقتصاد العالمي اضطرابات عميقة، طالت سلاسل الإنتاج والاستثمار والمبادلات، وأنتجت تضخماً وضغوطاً اقتصادية مثيرة للقلق، وهو ما يحتم «التمسك بالتعاون والشراكة سبيلاً وحيداً لضمان الأمن وانسيابية التجارة والحفاظ على ثقة المستثمرين».
وفي هذا السياق المليء بالتحديات، والذي يشهد إعادة تشكيل معالم الاقتصاد العالمي، يضيف بوريطة: «يبرز دور القارة الأفريقية باعتبارها خزان نمو بالنسبة للاقتصاد العالمي وحليفاً قوياً لشركائها الدوليين». ورأى أنه إذا كان الأمن الغذائي في صميم المشاغل العالمية فإن أفريقيا تمتلك 23.5 في المائة من الأراضي الزراعية في العالم، وهو ما يؤهلها لتكون من بين أهم الفاعلين في الأمن الغذائي، وإذا كان المستقبل هو للطاقات المتجددة فإن القارة الأفريقية لديها إمكانات شمسية تبلغ 10 تيراواط، و350 غيغاواط من الطاقة الكهرومائية، و11 غيغاواط من طاقة الرياح، و15 غيغاواط من مصادر الطاقة الحرارية الأرضية؛ وإذا كان الرأسمال البشري هو الثروة الرئيسية للاقتصادات فإن أفريقيا هي أكثر قارات العالم شباباً، بحيث تكمن أكبر ثرواتها في سكانها الذين ستصل حصتهم من البالغين سن العمل إلى 42.5 في المائة بحلول 2100.
وزاد بوريطة قائلاً إنه بفضل ما تزخر به أفريقيا من رأسمال بشري وموارد طبيعية، واعتباراً لسوقها المستقبلية المهيكلة والمترابطة في إطار منطقة التجارة الحرة القارية، ولتجمعاتها الاقتصادية ونموها الاقتصادي البالغ معدله 6 في المائة، فإنها تمتلك مؤهلات تجعلها قادرة على مواجهة الأزمات ويمكنها من تعزيز سيادتها في القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى كالصحة والأمن الغذائي والطاقة والبنيات التحتية بما يضمن تحقيق نمو شامل وتنمية عادلة ومنصفة. ورأى بوريطة أن هذه المقاربة تستوجب أن يضطلع الفاعلون الاقتصاديون الخواص بدورهم في تحريك عجلة الاقتصاد. وأضاف مخاطباً المشاركين: «لم يسبق أن كنا في حاجة أمس مما نحن اليوم إلى العمل سوياً، من أجل بناء اقتصاد أفريقي يتطلع إلى المستقبل، يستمد قوته من اندماجه في منظومة التجارة العالمية وسلاسل القيمة الدولية؛ اقتصاد سليم ومتين، يعطي الأولوية للتصنيع وخلق التنمية، بما يكفل لقارتنا موقعاً لائقاً بها على الخريطة الاقتصادية الدولية»؛ وهو شيء لن يتنسى، بحسب المسؤول المغربي، إلا بشرطين، أولهما «قيام الدول الأفريقية بالإصلاحات الاقتصادية الضرورية لخلق مناخ أعمال مناسب وقيام القطاع الخاص بدوره الوطني، وثانيهما «تعبئة الشركاء الدوليين للقارة لمواكبة برامج التنمية لدولها».
وبعد أن اقترح «إرساء آلية لتتبع تنفيذ المشاريع المتمخضة عن الشراكة»، تطرق بوريطة إلى قمة مراكش، مشيراً إلى أن الحضور القوي لأكثر من ألف مشارك يبرز المؤهلات والآفاق المهمة والواعدة للشراكة بين أفريقيا والولايات المتحدة في مجال التجارة والاستثمار والأعمال، كما يؤكد أهمية القطاع الخاص ومؤسسات التنمية والاستثمار كرافعة أساسية لهذه الشراكة.
وبخصوص انعقاد القمة على أرض المغرب، قال بوريطة إنه يجسد التزام المملكة الكامل بانتمائها الطبيعي لأفريقيا وحرصها على مواكبة استقرارها وتنميتها الاقتصادية المستدامة، كما يعبر عن نضج الشراكة الاستراتيجية المغربية الأميركية، التي بقدر تطورها على المستوى الثنائي، تسهم بشكل مباشر وفاعل في خدمة الأمن والاستقرار في فضاءات جغرافية أخرى، خاصة أفريقيا والشرق الأوسط.
وتطرق بوريطة إلى العلاقات المغربية - الأميركية، مشيراً إلى أنها «تتميز بقوتها وغناها وريادتها على المستوى الأفريقي»، لافتاً إلى أن الشراكة بين الجانبين تسمح اليوم بأن يمتد التعاون، بكل ثقة وثبات، ليشمل القارة الأفريقية برمتها.
من جهتها، توقفت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، في مداخلة لها عبر الفيديو، على ما تمثله القمة، مشددة على أنها تأتي في منعطف تاريخي، مؤكدة استعداد بلادها لمواصلة الاستثمار في القارة الأفريقية وضمان ازدهارها، وخلق فرص التعاون التي يمكن البناء عليها على مستوى العلاقات الأميركية - الأفريقية، فيما يتعلق بتقاسم التجارب وضمان الإقلاع الاقتصادي وإطلاق الشراكات بين الجانبين، بشكل يخدم الازدهار والنمو عبر تطوير التمويل والدعم الفني وإدخال التعديلات على الإطارات القانونية، وذلك تقوية للشراكات لتحقيق التنمية المستدامة وضمان التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف مع تقوية الشراكة بين القطاعين الخاص والعام.
بدورها، استعرضت أليس أولبرايت، المديرة التنفيذية لـ«تحدي الألفية»، التي تقود وفد مبادرة «ازدهار أفريقيا» الأميركية إلى قمة مراكش، آفاق التعاون الأميركي والأفريقي، من خلال الانخراط في أعمال مشتركة وجلب المستثمرين، خدمة للشراكة بين الجانبين وتحقيقاً لأهداف التعاون الثنائي أو متعدد الأطراف.
من جهته، شدد شكيب لعلج رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، على مقاربة «رابح - رابح»، التي قال إنه يتعين أن تجمع بين الجانبين، الأفريقي والأميركي، مشدداً على السعي المشترك لمواجهة التحديات التي أفرزتها الأزمة الصحية العالمية وما تلاها من مستجدات دولية، همت بشكل خاص حرب أوكرانيا التي جاءت لترخي بظلالها على العالم.
كما تطرق لعلج إلى ما تزخر به القارة الأفريقية من مؤهلات غير مستغلة، مؤكداً استعداد المقاولات المغربية للانخراط في دينامية التعاون والشراكة، قبل أن يختم بضرورة النظر إلى أفريقيا كحل وليس كمشكلة.
أما أكينوومي إديسينا، رئيس البنك الأفريقي للتنمية، فتحدث بإيجابية كبيرة عن المغرب، مشيراً إلى أنه مثال حي، يشهد حركية ودينامية قوية على المستوى الأفريقي، وأن به موارد وكفاءات، من قبيل المكتب الشريف للفوسفات وميناء طنجة المتوسط. كما تحدث عن أفريقيا، مشيراً إلى أنها مورد مهم للغاز نحو أوروبا، فضلاً عن موارد طاقية أخرى، علاوة على قدراتها الزراعية الكبيرة، إضافة إلى آفاق تحولها إلى منطقة رائدة للتبادل الحر. وشدد إديسينا على أن قارة أفريقيا تقترح فرص استثمار مهمة، مؤكداً مواصلة العمل لاستقطاب رؤوس الأموال بتعاون مع وكالات أميركية لدعم الاستثمار في أفريقيا.
وتتميز القمة بمشاركة وفد حكومي أميركي رفيع المستوى ووزراء أفارقة وصناع قرار بأكبر الشركات الأميركية متعددة الجنسيات ودوائر الأعمال الأفريقية، وتمثل أيضاً فرصة لإبرام شراكات أعمال ثلاثية أميركية - مغربية - أفريقية متطلعة نحو المستقبل، فيما يشهد برنامجها حوارات رفيعة المستوى وجلسات عامة وحلقات نقاش وموائد مستديرة وأنشطة أخرى حول أولويات القارة الأفريقية من حيث الأمن الغذائي والصحة والزراعة وانتقال الطاقة والتكنولوجيا الجديدة والبنيات التحتية واندماج المنظومات الصناعية.


مقالات ذات صلة

المغرب: حزب معارض ينسق مع اتحاد عمالي لمواجهة تداعيات غلاء الأسعار

العالم المغرب: حزب معارض ينسق مع اتحاد عمالي لمواجهة تداعيات غلاء الأسعار

المغرب: حزب معارض ينسق مع اتحاد عمالي لمواجهة تداعيات غلاء الأسعار

أعلن كل من «حزب التقدم والاشتراكية» المغربي (معارضة برلمانية)»، و«الاتحاد المغربي للشغل»؛ أعرق اتحاد عمالي في المغرب، التنسيق بينهما في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعاني منها المواطنون في ظل موجة الغلاء. وقال بيان مشترك للهيئتين، صدر الثلاثاء إثر اجتماع بين قيادتيهما، إنه جرى الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة بينهما لتتبع «التنسيق الثنائي في جميع المبادرات المستقبلية» التي تروم الدفاع عن قضايا الطبقة العاملة المغربية وعموم المواطنات والمواطنين. واتفق الطرفان أيضاً على التنسيق داخل البرلمان بغرفتيه في جميع القضايا «دفاعاً عن مصالح العمال وكافة الجماهير الشعبية».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا المغرب: قادة الغالبية الحكومية لمواجهة الغلاء

المغرب: قادة الغالبية الحكومية لمواجهة الغلاء

أكد قادة أحزاب الغالبية الحكومية في المغرب، خلال لقاء بالرباط مساء أمس (الخميس)، أنهم عازمون على مواصلة العمل معاً لتنفيذ البرنامج الحكومي، رغم التحديات الاقتصادية وارتفاع الأسعار، وشددوا على أنهم يعملون في انسجام تام، نافين وجود خلافات. وقال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار (متزعم الائتلاف الحكومي)، إن ارتفاع أسعار المنتجات الفلاحية في المغرب يعود للجفاف وارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات، التي تضاعف ثمنها ما زاد كلفة الإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا المغرب: 28% زيادة في التحويلات من الخارج خلال فبراير

المغرب: 28% زيادة في التحويلات من الخارج خلال فبراير

أفاد مكتب الصرف المغربي (مكتب تحويل العملات) بأن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج بلغت ما يقارب 17,3 مليار درهم (1,73 مليار دولار) خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، مقابل 13,45 مليار درهم (1,34 مليار دولار) قبل سنة. وذكر المكتب، في وثيقة حول المؤشرات الشهرية للمبادلات الخارجية لشهر فبراير الماضي، أن هذه التحويلات سجلت بذلك ارتفاعا بنسبة 28,6 في المائة (زائد 3,84 مليار درهم) مقارنة بشهر فبراير 2022. من جهة أخرى، سجل المكتب فائضا في رصيد مبادلات الخدمات، والذي ارتفع بأزيد من 13,51 مليار درهم (1,35مليار دولار)، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع الناتج عن زيادة الصادرات (زائد 88,3 في المائة، أي ما يعادل 37,

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا حزب معارض ينتقد عجز الحكومة المغربية عن مواجهة الغلاء

حزب معارض ينتقد عجز الحكومة المغربية عن مواجهة الغلاء

انتقد حزب «الحركة الشعبية المغربي» (معارضة برلمانية)، «عجز» الحكومة عن مواجهة غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المحروقات. جاء ذلك في وقت تفاقمت فيه أزمة غلاء الأسعار في المغرب، رغم اتخاذ إجراءات حكومية لضبط الأسواق. وأقر مصطفى بايتاس، الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، اليوم، في لقاء صحافي، عقب اجتماع مجلس الحكومة، بأن إجراءات الحكومة لم تكن كافية لخفض الأسعار، مشيراً إلى أن موجة التضخم في البلاد معقدة. وقال بيان للمكتب السياسي لـ«حزب الحركة الشعبية» صدر أمس إن «الواقع الملموس» يكشف زيف الشعارات والتبريرات، وفشل الإجراءات الحكومية المعلنة، وعجزها عن الحد من توالي غلاء أسعار الخ

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا وزير التجارة المغربي: إنشاء أول شبكة عربية للمنافسة لتحقيق التكامل

وزير التجارة المغربي: إنشاء أول شبكة عربية للمنافسة لتحقيق التكامل

قال رياض مزور، وزير التجارة والصناعة المغربي، إن إنشاء أول شبكة عربية للمنافسة تحت رعاية جامعة الدول العربية «من شأنه تحقيق التعاون والتكامل بين الدول العربية». وأشار مزور خلال اللقاء السنوي الثاني لـ«شبكة المنافسة العربية»، الذي انعقد يوم الأربعاء بالرباط، إلى أهمية تعزيز التنسيق في مجال المنافسة؛ من خلال تبادل الخبرات والتجارب وبناء القدرات، وتقديم الدعم اللازم للدول العربية التي تسعى إلى سن تشريعاتها الخاصة بحماية المنافسة.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.