«أورانج» الفرنسية تعتزم سحب علامتها التجارية من إسرائيل

تصريحات رئيسها التنفيذي تثير الغضب وتل أبيب تحتج وتحذر من مخاطرها

«أورانج» الفرنسية تعتزم سحب علامتها التجارية من إسرائيل
TT

«أورانج» الفرنسية تعتزم سحب علامتها التجارية من إسرائيل

«أورانج» الفرنسية تعتزم سحب علامتها التجارية من إسرائيل

قدمت إسرائيل، أمس، احتجاجا إلى فرنسا، بعد أن أعلن رئيس شركة الاتصالات الفرنسية العملاقة «أورانج»، التي تملك الدولة حصة فيها، عن نية شركته في إنهاء اتفاق لترخيص علامتها التجارية مع شركة إسرائيلية، مما أثار اتهامات إسرائيلية للشركة الفرنسية بالخضوع لحركة مقاطعة مؤيدة للفلسطينيين.
ونقلت «رويترز» عن الشركة الفرنسية في باريس، في معرض تعليقها على التصريحات التي أدلى بها رئيسها التنفيذي، ستيفان ريتشارد، في القاهرة أول من أمس، بأن فسخ الاتفاق مع شركة «بارتنرز كوميونيكشنز» الإسرائيلية هو قرار تجاري، وليس سياسيا.
ونقلت تقارير إعلامية عن ريتشارد قوله في مؤتمر صحافي في العاصمة المصرية، أنه يريد سحب علامة «أورانج» التجارية من إسرائيل، صباح الغد (أمس)، لكن التحرك بسرعة أكبر من اللازم يعرض شركته لمخاطر قانونية وعقوبات مالية محتملة.
ونقل عن ريتشارد قوله: «أعلم أنها مسألة حساسة هنا في مصر، ولكن ليس في مصر وحدها.. نريد أن نكون أحد الشركاء الذين يحظون بثقة جميع الدول العربية».
وأثارت تصريحات ريتشارد قلقا في إسرائيل التي تخشى العزلة الدبلوماسية والاقتصادية، بسبب جمود المحادثات المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية في أراض احتلتها عام 1967 وبناء المستوطنات في تلك المناطق. وقالت إسرائيل إن سفارتها في باريس، شكت إلى الحكومة الفرنسية ووسائل الإعلام من «خطورة» تصريحات ريتشارد، وإنها تتوقع تقديم «إيضاحات فورية». وتملك الحكومة الفرنسية حصة نسبتها 25 في المائة في «أورانج». وقالت الشركة الفرنسية في بيان في باريس، بعد يوم من تصريحات ريتشارد، إنه تمشيا مع سياستها المتعلقة بالتراخيص، فإنها لا تريد الإبقاء على وجود علامتها التجارية في دول لا تجري فيها عمليات. وقال البيان: «في هذا الإطار، ومع الاحترام التام للاتفاقات القائمة، تود (أورانج) إنهاء هذا الترخيص لعلامتها التجارية».
وعبرت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي حوتوفلي، في رسالة بعثت بها إلى وسائل الإعلام، عن قلقها البالغ من «احتمال سحب علامة (أورانج) التجارية من إسرائيل مستقبلا».
وحثت حوتوفلي الرئيس التنفيذي لـ«أورانج» على الإحجام عن «المشاركة في صناعة الأكاذيب التي تستهدف إسرائيل بغير وجه حق»، على حد قولها.
وذهبت وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، إلى حد مطالبة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بطرد الرئيس التنفيذي لشركة «أورانج».
من جهتها، امتنعت وزارة الخارجية الفرنسية عن التعقيب، وخصوصا على تصريحات ريتشارد. غير أنها أكدت أن فرنسا تعارض أي مقاطعة لإسرائيل، ولكنها تعتبر المستوطنات التي أقامتها على الأراضي المحتلة غير قانونية. وتعمل «بارتنرز» وغيرها من شركات الهاتف الجوال الإسرائيلية في تلك الأراضي.
وسارعت «بارتنرز» إلى إصدار بيان للحيلولة دون إثارة ردود فعل غاضبة في إسرائيل من قرار «أورانج»، قائلة إن «الصلة الوحيدة التي تربط بيننا وبين فرانس تليكوم (أورانج) هي العلامة التجارية»، التي تستخدمها الشركة منذ عام 1998.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.