مسؤول ليبي لـ {الشرق الأوسط} : خطة لإجلاء الميليشيات المسلحة من العاصمة بالتزامن مع إعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية

تخريج 3 آلاف مقاتل دفعة جديدة في الجيش الوطني وحكومة طرابلس تنظم صفوفها

مسؤول ليبي لـ {الشرق الأوسط} : خطة لإجلاء الميليشيات المسلحة من العاصمة بالتزامن مع إعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية
TT

مسؤول ليبي لـ {الشرق الأوسط} : خطة لإجلاء الميليشيات المسلحة من العاصمة بالتزامن مع إعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية

مسؤول ليبي لـ {الشرق الأوسط} : خطة لإجلاء الميليشيات المسلحة من العاصمة بالتزامن مع إعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية

كشفت مصادر مطلعة في الحكومة الانتقالية الليبية لـ«الشرق الأوسط» النقاب عما وصفته بخطة لإجلاء الميليشيات المسلحة التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس بالتزامن مع إعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية في ختام ماراثون جولات الحوار السياسي الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة بين طرفي الصراع على السلطة في ليبيا.
وقال المصدر الذي طلب عدم تعريفه في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» من مقر الحكومة التي يترأسها عبد الله الثني من مدينة البيضاء بشرق ليبيا: «أعتقد الأمور ستمضي قدما بالنسبة لحكومة الوفاق الوطني، الوضع لا يسمح بمزيد من الفوضى».
لكنه لفت إلى أن الأمر الآن بات متعلقا بطلبات جماعة المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، حتى يظلوا في المشهد السياسي.
وتابع: «نقطة الخلاف الآن تتمحور حول المجلس الرئاسي أو الاستشاري، فالحكومة الشرعية تطالب بأن يكون دوره تابعا للحكومة المقبلة، بينما البرلمان السابق يطالب بجسم منفصل وله صلاحيات واسعة النطاق».
وأوضح المصدر أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن الميليشيات المسلحة الموجودة في العاصمة طرابلس ستضطر إلى تسليم سلاحها والخروج من المدينة، لافتا إلى أن البرلمان الموجود في مقره المؤقت بمدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي قد يصدر عفوا عاما لكل أعضاء هذه الميليشيات وضمان عدم ملاحقتهم قانونيا.
وأضاف: «الجيش الوطني الموالي للشرعية الذي يقوده الفريق خليفة حفتر، سيدعم هذا التحرك وطرابلس الكبرى بأكملها ستؤمن من قبل الجيش وستخرج كل الميليشيات، وبينما ستبقى وقوة الزنتان في العزيزية جنوب العاصمة، فإن ميليشيات مصراتة ستنسحب إلى خارج طرابلس».
بموازاة ذلك، أقام الجيش الليبي أمس حفلا تضمن استعراضا عسكريا محدودا، بمناسبة تخريج نحو 3 آلاف من جنوده الجدد الذين أمضوا فترة تدريب لمدة ثلاثة أشهر بمعسكر التدريب بمدينة الأبيار في المنطقة الشرقية، بحضور القائد العام للجيش الفريق خليفة حفتر ورئيس الأركان اللواء عبد الرازق الناظوري وقائد سلاح الجو اللواء صقر الجروشي.
وحث الفريق حفتر في كلمة ألقاها في الحفل الجنود الجدد على التحلي بالقواعد العسكرية في الاشتباك مع العدو، وأضاف: «أوصيكم بأن تهزموا عدوكم بأخلاقكم قبل شجاعتكم، وأن تحرصوا على حسن معاملة المعتقلين ومعالجة الجرحى حتى من الأعداء».
كما طالب مجلس النواب بإصدار عفو عن كل من ينفذ الأوامر العسكرية دون أن يرتكب جريمة ضد المدنيين العزل إلى حين دخول قوات الجيش إلى العاصمة طرابلس.
في المقابل، سعى البرلمان السابق المسيطر على العاصمة طرابلس إلى تنظيم صفوف قواته عسكريا، حيث عقد اجتماعا لافتا للانتباه بقاعدة طرابلس البحرية لضباط الجيش الليبي تحت شعار «جيش واحد لوطن واحد» حضره خليفة الغويل رئيس ما يسمى «حكومة الإنقاذ الوطني».
وشن اللواء جاد الله العبيدي رئيس الأركان العامة للجيش الليبي المقال من منصبه، هجوما حادا على الفريق حفتر واتهمه باستغلال جراح الليبيين والعمليات الإرهابية ببنغازي للوصول إلى السلطة.
وكانت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا أعلنت أمس أن الأحزاب السياسية والنشطاء السياسيين الليبيين اختتموا اجتماعهم الثالث بالجزائر في أجواء وصفتها بالإيجابية، وقالت إنها عكست ما سمته «رغبة حقيقية» في وضع خلافاتهم جانبًا وفي ضرورة التوصل إلى حل نهائي للأزمة في ليبيا.
وأوضحت البعثة في بيان لها أن المشاركين في الاجتماع الذي حضره رئيسها برناردينو ليون ومندوبون عن الجزائر والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية على مدى يوميْن، أعربوا عن إدراكهم التام لخطورة الأوضاع والتحديات التي تواجهها ليبيا ودانوا بقوة الهجمات الإرهابية التي وقعت مؤخرًا في عدد من المناطق والمدن الليبية.
كما أعرب المشاركون عن قلقهم إزاء زيادة وتيرة الأعمال الإرهابية وسيطرة تنظيم داعش على بعض المناطق الليبية وخطرها المحدق على استقرار وأمن البلاد وعلى ضرورة الوقوف صفًا واحدًا في مجابهة هذا الخطر.
وأعلن الحضور رفضهم القاطع لاستخدام القوة بغية تحقيق أهداف سياسية، وأقروا بالحاجة الملحة لجعل استخدام القوة حكرًا على الدولة لإحلال الاستقرار والأمن في جميع ربوع ليبيا، كما أكد المشاركون على الملكية الليبية للعملية السياسية وعلى ضرورة التوصل إلى حل ليبي مبني على حوار الليبيين فيما بينهم دون أي تدخل خارجي.
وبحسب البيان، فقد رحب المشاركون بالتقدم المحرز في عملية الحوار السياسي الليبي، وأكدوا على قناعتهم الراسخة بأنه لن يكون هناك حل للنزاع الدائر في ليبيا خارج إطار الحوار السياسي الذي تيسره الأمم المتحدة كآلية وحيدة للاستجابة لتطلعات جميع الليبيين، وضمان احترام المسار الديمقراطي، واستئناف الانتقال السلمي للسلطة في ليبيا بالاستناد إلى مبادئ الديمقراطية والفصل بين السلطات، واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.
وحث المشاركون الأطراف المعنية الرئيسية في الحوار السياسي الليبي على تحقيق تطلعات الشعب الليبي بوضع حد فوري للنزاع في ليبيا من خلال شراكة سياسية حقيقية وحكم شفاف والتزام بمحاربة الفساد، داعين جميع الأطراف لإبداء المرونة وتقديم التنازلات اللازمة لتحقيق اتفاق سياسي يكون شاملاً ومتوازنا وتوافقيًا، والإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني تتولى مسؤولياتها بسرعة لمعالجة التحديات الصعبة الكثيرة التي تواجه ليبيا في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية.
كما ناشد المشاركون جميع الأطراف المُمَثلة في الحوار السياسي الليبي بالانخراط في مناقشات مباشرة وجهًا لوجه، داعين إلى مساءلة الذين يعرقلون العملية السياسية من أفراد وجماعات تمشيا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأعرب المشاركون عن قلقهم البالغ بشأن التحدي الذي تشكله الهجرة غير الشرعية لليبيا ولمحيطها وعن ضرورة تضافر الجهود بين ليبيا وجيرانها للتصدي لهذه الظاهرة، كما أعربوا عن قناعتهم بأن أفضل السبل للتصدي لهذه الظاهرة هي في الاتفاق سريعًا على تشكيل حكومة التوافق الوطني التي يجب أن تقود هذه الجهود بالتعاون مع المجتمع الدولي مع الاحترام الصارم لسيادة ليبيا ووحدتها ولمبادئ القانون الدولي ذات الصلة.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.