السيسي يبحث في برلين توطين الصناعة العسكرية البحرية

السيسي خلال لقائه ورئيس شركة «لورسن» الألمانية (رئاسة الجمهورية)
السيسي خلال لقائه ورئيس شركة «لورسن» الألمانية (رئاسة الجمهورية)
TT

السيسي يبحث في برلين توطين الصناعة العسكرية البحرية

السيسي خلال لقائه ورئيس شركة «لورسن» الألمانية (رئاسة الجمهورية)
السيسي خلال لقائه ورئيس شركة «لورسن» الألمانية (رئاسة الجمهورية)

في إطار خطة مصر لتطوير ترسانتها البحرية، ورفع قدراتها وكفاءاتها التصنيعية، لحماية حدودها البحرية، وتأمين حركة الملاحة والاستثمارات في البحرين الأحمر والمتوسط، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء أمس (الأحد)، وبيتر لورسن، مالك ورئيس مجلس إدارة شركة «لورسن» الألمانية العالمية للصناعات البحرية، على هامش زيارته لبرلين لحضور «حوار بيترسبرغ للمناخ».
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن «اللقاء شهد متابعة أوجه التعاون مع الشركة الألمانية، التي تمتلك خبرات عميقة في مجال الصناعات البحرية، وتطوير الترسانات، إلى جانب برامج تدريب العمالة الفنية ورفع قدرات الكوادر المصرية في تلك المجالات»، مشيراً إلى أن رئيس مجلس إدارة شركة «لورسن»، «أعرب عن اعتزازه بمسيرة التعاون المشترك مع مصر في مجالات عمل الشركة، فضلاً عن الفرص الواعدة للاستثمار المباشر في مصر، خصوصاً مع التطور الشامل الذي قامت به الدولة في قطاعات البنية التحتية خلال السنوات الماضية».
https://www.facebook.com/Egy.Pres.Spokesman/posts/pfbid0213PDMkiRrdKp8VoLXzpmca2W8xtSQDARjjadJdWsHfTBvxLtPxrsGtTEYugUB5CSl
وهذا ليس اللقاء الأول مع رئيس شركة «لورسن»، فخطة تدريب الكوادر المصرية في مجال الترسانة البحرية، تعود إلى عدة سنوات، حيث التقى السيسي ولورسن في أغسطس (آب) 2020 «لبحث التعاون بين الجانب المصري والشركة الألمانية، التي تمتلك خبرات عميقة في مجال بناء السفن بمختلف الطرازات»، وفقاً لبيان الرئاسة في حينها، وتكررت اللقاءات بين الجانبين على مدار العام الماضي.
https://www.facebook.com/Egy.Pres.Spokesman/posts/pfbid0GXkKDMhmtzJrcsPM8JThbCdzeyHviJT92BJba2DBZSu2hS2mo8oCFfVbgg58hxEEl
كما زار لورسن ترسانة الإسكندرية في أغسطس 2020 للتعرف على أماكن التصنيع المختلفة، ومراحل تصنيع السفن، تمهيداً للتعاون بين الجانبين في هذا المجال.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، «وافقت الحكومة الألمانية على أن تسلم شركة (لورسن)، مصر، تسعة زوارق دورية وزورق دفاع ساحلي، في صفقة تبلغ 130 مليون يورو»، حسبما تناقلته وسائل الإعلام الألمانية في ذلك الوقت، ووفقاً لتقرير نشره موقع «أفريقيا إنتليجانس» في سبتمبر (أيلول) 2021، فإن «لورسن قدم لمصر خطة لإنشاء حوض لبناء السفن والمنشآت البحرية بالقرب من قناة السويس، لتمكين مصر من بناء سفن عسكرية وتجارية، ما يقلل اعتمادها على الخارج».
واحتلت مصر المرتبة الأولى على رأس أكبر الدول المستوردة للسلاح من ألمانيا خلال العام الماضي، بقيمة إجمالية بلغت 4.34 مليار يورو، وفقاً لتقرير وزارة الاقتصاد الألمانية في بداية العام الحالي.
وقال اللواء سمير فرج، الخبير العسكري والاستراتيجي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «خطوات مصر لتطوير الترسانة البحرية تهدف لتأمين حدودها البحرية، في ظل التطورات الإقليمية، وحماية استثماراتها الاقتصادية، وتتضمن دعم الأسطول المصري بأحدث الغواصات والفرقاطات البحرية، حيث تسلمت مصر أربع غواصات من ألمانيا، كما تسلمت فرقاطات من فرنسا وإيطاليا».
وأضاف أنه «إلى جانب توفير أحدث الأسلحة للأسطول المصري، فإن مصر تسعى إلى رفع كفاءة الكوادر البشرية، وتوطين صناعة الترسانة البحرية، حيث اتفقت مع الجانب الفرنسي على شراء أربع فرقاطات، تسلمت واحدة مصنعة في فرنسا، بينما يتم تصنيع الثلاث الأخرى في ترسانة الإسكندرية البحرية»، مؤكداً أن «هذه خطوات جيدة لتوطين الصناعة لتصبح مصر مصنعة للسفن والقطع الحربية البحرية، تمهيداً لتصديرها وبيعها لدول أخرى في المستقبل».
وفي 22 سبتمبر 2017، تسلمت القوات المسلحة المصرية، الفرقاطة «الفاتح» من طراز «غوويند» بفرنسا، من شركة «نافال غروب» الفرنسية، لتكون الأولى ضمن 4 تم التعاقد عليها، على أن يتم بناء الثلاث الأخريات في ترسانة الإسكندرية، وبالفعل تسلمت القوات البحرية المصرية الفرقاطة الشبحية «بورسعيد» من طراز «غوويند» من شركة ترسانة الإسكندرية في 11 يناير (كانون الثاني) 2021.
https://www.facebook.com/EgyArmySpox/posts/2227718227359147
وقال فرج إن «مصر بذلت على مدار السنوات الماضية جهوداً مكثفة لتطوير ترساناتها البحرية، حتى أصبحت السادسة على العالم»، مشيراً إلى أن «الهدف من هذا التطوير هو تأمين الحدود البحرية، وحماية الاستثمارات الإقليمية».
وأوضح فرج، أن «مصر افتتحت قاعدة برنيس العسكرية في البحر الأحمر، وهي القاعدة التي تشكل الأسطول الجنوبي لحماية الملاحة في قناة السويس، كما افتتحت مؤخراً قاعدة 3 يوليو (تموز) في البحر الأبيض المتوسط، لدعم الأسطول الشمالي وحماية الاستثمارات الاقتصادية المصرية وحقوقها في الغاز الطبيعي».
وافتتح السيسي قاعدة برنيس العسكرية في 15 يناير 2020، التي وصفتها رئاسة الجمهورية بأنها «أكبر قاعدة عسكرية بمنطقة البحر الأحمر، وتهدف إلى حماية وتأمين السواحل المصرية الجنوبية، وحماية الاستثمارات الاقتصادية، والثروات الطبيعية، ومواجهة التحديات الأمنية في نطاق البحر الأحمر، فضلاً عن تأمين حركة الملاحة العالمية عبر محور الحركة من البحر الأحمر وحتى قناة السويس، والمناطق الاقتصادية المرتبطة بها».
كما افتتح الرئيس المصري في 3 يوليو 2021 قاعدة 3 يوليو البحرية بمنطقة جرجوب، لتمثل إضافة جديدة على الاتجاه الاستراتيجي الغربي في نطاق الأسطول الشمالي، وتختص بتأمين مقدرات الدولة الاقتصادية، وتأمين خطوط المواصلات البحرية، والمحافظة على الأمن البحري باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية والغواصات والمجهود الجوي»، وفقاً لوثيقة الافتتاح المنشورة على الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».