قد يسبب السرطان والنوبات القلبية... هكذا يؤثر الحر الشديد على الإنسان

الطقس الحار يمكن أن يضر بكل جزء من أجسامنا (أ.ف.ب)
الطقس الحار يمكن أن يضر بكل جزء من أجسامنا (أ.ف.ب)
TT
20

قد يسبب السرطان والنوبات القلبية... هكذا يؤثر الحر الشديد على الإنسان

الطقس الحار يمكن أن يضر بكل جزء من أجسامنا (أ.ف.ب)
الطقس الحار يمكن أن يضر بكل جزء من أجسامنا (أ.ف.ب)

مع تفشي موجة الحر في مختلف أنحاء العالم، حذر عدد من خبراء الصحة من تأثير هذه الموجة على جسم الإنسان قائلين إنها يمكن أن تضر بكل جزء من أجسامنا، مسببة، في الحالات القصوى، السرطان والنوبات القلبية.
وفيما يلي أبرز التأثيرات السلبية التي يتسبب فيها الطقس الحار بالجسم، وفقاً لما نقلته صحيفة «الغارديان» البريطانية:
1 - الجلد:
خلال درجات الحرارة المرتفعة، يتعرض الأشخاص بشكل أكبر لأشعة الشمس فوق البنفسجية، الأمر الذي يزيد من إمكانية تعرض الجلد لحروق الشمس.
وقد ينتج عن هذا الأمر إصابة الشخص بسرطان الجلد، فالأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تلحق الضرر بالحمض النووي لخلايا الجلد، وبالتالي يمكن للخلايا أن تبدأ في النمو خارج نطاق السيطرة، مما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
2 - المخ:
أظهرت الدراسات أن الحرارة الشديدة يمكن أن تؤثر على القدرة على التفكير والأداء العقلي.
فتم ربط الطقس الحار بانخفاض الوظيفة الإدراكية، وزيادة الضغط العصبي، وتقييم الأمور بصورة خاطئة.
وفي درجات الحرارة المرتفعة للغاية، يبدأ الحاجز الدموي الدماغي في الانهيار. وهذا الحاجز يقوم بحماية الدماغ من دخول السموم وتراكم البروتينات والأيونات.
ينتج عن ذلك حدوث التهابات بالمخ، الأمر الذي يؤثر سلباً على الصحة العقلية.
ووجدت دراسة حديثة أجريت في نيويورك أنه في الأيام الحارة، كان هناك المزيد من الزيارات لمراكز الطوارئ بالمستشفيات بسبب تعاطي المخدرات واضطرابات المزاج والقلق والفصام والخرف.
وربطت دراسة أخرى ارتفاع درجات الحرارة بارتفاع معدلات الانتحار.

3 - التعرق الشديد:
يعتبر التعرق عملية طبيعية وأساسية بالجسم، حيث إنه يساعد في إخراج السموم منه وضبط درجة حرارته إلى حد كبير.
إلا أن التعرق المفرط يمكن أن تكون له آثار سلبية شديدة، حيث إنه قد يؤدي إلى الجفاف إذا لم يعوض الشخص جسمه بالسوائل التي فقدها، كما يمكن أن يتسبب في حكة وطفح بالجلد وفي بعض الحالات يمكن أن يؤثر على خلايا الدماغ ويصيبها بالتلف.
4 - الرئتين:
يمكن أن يؤثر الطقس الحار على جودة الهواء، مما يجعل التنفس أكثر صعوبة.
وعادة ما تكون درجات الحرارة المرتفعة مصحوبة بهواء ساكن مما يسمح للملوثات بالركود، ووصولها إلى الرئة بشكل أسهل، وبالتالي إصابة الشخص بالربو والحساسية.
5 - الإعياء:
في كثير من الأحيان، تفشل آليات تنظيم الحرارة بالجسم في التأقلم مع الطقس الحار والشمس الحارقة، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق المعدلات الطبيعية.
وإذا ارتفعت درجة حرارة الجسم إلى نحو 38 درجة مئوية، يرسل المخ إشارات للعضلات ويأمرها بالتراخي، ومن ثم يشعر الشخص بالتعب والإعياء.
هذا ما يسمى بالإنهاك الحراري. وتشمل أعراضه أيضاً الدوخة، والاضطرابات البصرية، والعطش الشديد، والغثيان، وسرعة ضربات القلب.
وإذا لم تنخفض درجة حرارة الجسم، يمكن أن يتحول الإنهاك الحراري إلى ضربة شمس.
وتشمل أعراض ضربة الشمس جفاف الجلد الجاف وارتفاع درجة حرارة الجسم والخلل العقلي.
وإذا تُركت ضربة الشمس دون علاج، فقد تسبب نوبات وغيبوبة وموت.
ما الفرق بين الإرهاق الحراري وضربة الشمس؟ وكيف نواجههما؟ | الشرق الأوسط
6 - القلب:
مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، تتمدد الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وعندها يشعر الشخص بالدوار، وفي بعض الحالات قد يعاني من تلف بالأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تخثر الدم.
كل هذه الأمور قد تتسبب في الإصابة بالنوبات القلبية.
فعندما يشعر الجسم أنه ساخن جداً، فإن النخاع المستطيل (وهو جزء من الدماغ يتحكم في العمليات الحيوية بما في ذلك ضربات القلب والتنفس وضغط الدم) يخبر القلب بضرورة زيادة كمية الدم التي يتم ضخها لكل نبضة. ولكن مع انخفاض ضغط الدم، يتعين على القلب أن يعمل بجهد أكبر لدفع الدم حول الجسم، وبالتالي يرتفع معدل ضربات القلب.
نتيجة لذلك، يصاب القلب بالإرهاق ويمكن أن ينخفض تدفق الدم فجأة، الأمر الذي يصيب الشخص بنوبة قلبية.


مقالات ذات صلة

أكثر من ثلث الأمهات يواجهن مشاكل صحية طويلة الأجل بعد الولادة

صحتك أكثر من ثلث الأمهات يواجهن مشاكل صحية طويلة الأجل بعد الولادة

أكثر من ثلث الأمهات يواجهن مشاكل صحية طويلة الأجل بعد الولادة

رغم التقدم الطبي الكبير في مجال صحة الأمومة، وفي الوقت الذي تُسلّط فيه الأضواء على لحظة الولادة بصفتها ذروة تجربة الأمومة، تغيب عنا معاناة مستمرة تعيشها ملايين

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك البلوغ المتأخر يُحسن تكوين الجسم على المدى الطويل

البلوغ المتأخر يُحسن تكوين الجسم على المدى الطويل

على الرغم من أن البلوغ المتأخر من الأمور التي تثير قلق الآباء والمراهقين، فإن أحدث دراسة ناقشت هذا الموضوع أوضحت أن حدوث البلوغ في توقيت متأخر

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 8 معلومات تحتاج إليها كل أسبوع عند تقليم أظافرك

8 معلومات تحتاج إليها كل أسبوع عند تقليم أظافرك

يظل تقليم الأظافر أحد الأفعال التي يمارسها المرء طوال حياته بشكل متكرر كل أسبوع. وتظل الأظافر أحد الأجزاء المهمة جداً في جسم الإنسان، لأنه لولا وجودها في أصابعن

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك استشارات: انتفاخ أوردة ظاهر اليد

استشارات: انتفاخ أوردة ظاهر اليد

هل يتطلب انتفاخ أوردة ظاهر اليد، المعالجة. ولماذا يحصل؟ - هذا ملخص أسئلتك. ولاحظ أن انتفاخ أوردة ظاهر اليد هو أمر طبيعي تماماً في ظروف مختلفة. وبعض الناس لا يز

د. حسن محمد صندقجي
صحتك بمجرد فتح أعينكم صباحاً تعرّضوا للضوء فوراً فأشعة الشمس تُنشّط الدماغ وتحسّن جودة النوم ليلاً (رويترز)

عادات صباحية بسيطة تجعل يومك مليئاً بالنشاط

إذا كنت تُعاني من الاستيقاظ مُتعباً ومنهكاً، فإن تغيير روتينك الصباحي بخطوات بسيطة قد يغيّر يومك جذرياً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مصر لتسجيل أشجارها النادرة والمعمرة تراثاً طبيعياً

جزيرة النباتات بأسوان تضم العديد من الأشجار المعمرة (الشرق الأوسط)
جزيرة النباتات بأسوان تضم العديد من الأشجار المعمرة (الشرق الأوسط)
TT
20

مصر لتسجيل أشجارها النادرة والمعمرة تراثاً طبيعياً

جزيرة النباتات بأسوان تضم العديد من الأشجار المعمرة (الشرق الأوسط)
جزيرة النباتات بأسوان تضم العديد من الأشجار المعمرة (الشرق الأوسط)

ضمن مشروع لتوثيق الأشجار المعمرة والنادرة وحمايتها، تسعى مصر إلى إعداد سجل وطني لهذه الأشجار، في إطار جهود وزارة الثقافة للحفاظ على التراثين المادي وغير المادي وتسجيلهما بوصفهما تراثاً حضارياً ثقافياً وطبيعياً.

ويُعدّ المشروع خطوة مهمة لتوثيق التراث المصري الطبيعي والثقافي الذي يمتد لقرون، لضمان نقله للأجيال القادمة، وتأكيداً على أهمية هذه الأشجار بوصفها رموزاً بيئية وتاريخية وثقافية، والحفاظ على الهوية البصرية وتحسين الفراغ العام؛ وفق تصريحات لرئيس مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري في مصر، محمد أبو سعدة، الخميس، مؤكداً أن الجهاز أعد دليلاً إرشادياً للحفاظ على الأشجار والحدائق التراثية التي تُحصر وتُسجّل، وتُوضع لها أسس ومعايير للتعامل معها.

وتضم مصر 13 حديقة تراثية، من بينها حديقة الحيوان في الجيزة، وفي مقابلها حديقة «الأورمان»، وحدائق «الأسماك»، و«الأندلس»، و«الزهرية»، و«الحرية» في الزمالك (غرب القاهرة)، وحدائق أنطونيادس في الإسكندرية، وحديقة النباتات في أسوان، وحدائق القناطر الخيرية في محافظة القليوبية (شمال القاهرة)، وفق الدليل الإرشادي الذي أعده الجهاز في هذا الصدد.

وعَدّ المتخصص في مركز البحوث الزراعية بمصر، الدكتور خالد عياد، أن «هذه الخطوة مهمة، وإن كانت ليست جديدة، فلها عمق تاريخي يعود لأسرة محمد علي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد في مصر حدائق تراثية كثيرة تضم أشجاراً معمرة ونادرة، من بينها حديقة الصبار في كفر الشيخ، وحديقة الأورمان بالجيزة، وهي لم تكن فقط حدائق للنزهة، بل أقرب إلى مختبرات علمية، بيد أن بعضها تعرض للإهمال خصوصاً بعد عام 2011».

وأشار الدكتور عياد إلى أن بعض الأشجار المعمرة مثل التين البنغالي الموجودة أمام برج القاهرة، تعرضت للإزالة في محافظات أخرى مثل الإسماعيلية، بحجة توسيع الطرق أو الحدائق وما إلى ذلك.

حدائق مصر التراثية تضم أشجاراً نادرة ومعمرة (فيسبوك)
حدائق مصر التراثية تضم أشجاراً نادرة ومعمرة (فيسبوك)

وأكد الدكتور عياد أن «الأهم في هذه المسألة هو الرعاية المستدامة، والاهتمام العلمي بالأشجار النادرة والمعمرة، والعمل على تكثيرها مثلما يحدث في دول أخرى مثل الصين والهند»، وتابع: «في مصر لدينا أشجار وبذور تعود لعصر الفراعنة، ولدينا بنك جينات، فلماذا لا نهتم بها ونعمل على تكثيرها».

ويستهدف المشروع الذي أُعلن عنه لتوثيق الأشجار النادرة والمعمرة، وضع معايير دقيقة لتصنيف الأشجار، والحصر الميداني لها، باستخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، إلى جانب التوثيق الثقافي والتاريخي، وإنشاء قاعدة بيانات رقمية وتطبيق إلكتروني وخريطة تفاعلية تسهِّل الوصول إلى المعلومات الخاصة بهذه الأشجار.

ويتضمَّن المشروع مرحلة التوثيق لتعزيز الحماية القانونية للأشجار، من خلال مقترحات تشريعية ومبادرات مجتمعية، مثل برنامج «حارس الشجرة» ودمج الأشجار في المسارات البيئية والثقافية، بما يعزز قيمتها الرمزية ويدعم استدامتها، بالمشاركة المجتمعية، وفق تصريحات لرئيس جهاز التنسيق الحضاري.

حدائق مصر التراثية تضم كثيراً من الأشجار النادرة (الشرق الأوسط)
حدائق مصر التراثية تضم كثيراً من الأشجار النادرة (الشرق الأوسط)

وهو الأمر الذي أكد عليه المتخصص في مركز البحوث الزراعية، مشيراً إلى أن «التعامل مع الأشجار والنباتات لا بد أن يكون بمثابة ثقافة مجتمعية في الدرجة الأولى؛ لأن انتشار هذه الثقافة من شأنه أن يغير سلوك الناس نحو الأفضل والأرقى، خصوصاً الأجيال الجديدة»، لافتاً إلى أن بعض الناس يهدرون قيمة الأشجار بل ويقطعونها لتوفير مكان لصف السيارة، وهو أمر ممنوع قانوناً.

ووفق المادة 28 من القانون 4 لسنة 1994 في شأن البيئة، يُعاقب من يقطع أو يتلف النباتات بالحبس والغرامة بين 5 آلاف و50 ألف جنيه أو إحدى العقوبتين، كما تنص المادة 99 من قانون الموارد المائية والري على معاقبة من يقطع الأشجار أو النخيل بغرامة لا تقل عن ألف جنيه، ولا تزيد على 5 آلاف جنيه عن الشجرة الواحدة أو النخلة الواحدة.