رؤوس الاتحاد الدولي للكرة تتساقط.. والمقصلة تقترب من بلاتر أيضًا

بعد اعترافات بلايزر عضو اللجنة التنفيذية السابق في الفيفا بتقاضيه رشوة لمونديالي 1998 و2010

أي مصير ينتظر بلاتر وبلايزر (إ.ب .أ)
أي مصير ينتظر بلاتر وبلايزر (إ.ب .أ)
TT

رؤوس الاتحاد الدولي للكرة تتساقط.. والمقصلة تقترب من بلاتر أيضًا

أي مصير ينتظر بلاتر وبلايزر (إ.ب .أ)
أي مصير ينتظر بلاتر وبلايزر (إ.ب .أ)

تتعامل السلطات القضائية الأميركية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كما هو الحال مع المافيا لجمع كل قطع اللغز، ومن أسفل الهرم إلى القمة يعد أبناء العم سام بإسقاط جميع الرؤوس كأحجار الدومينو. «من خلال قراءة لائحة الاتهامات، يتضح أن الرؤوس الكبرى مستهدفة»، هذا ما يشرحه لوكالة «الصحافة الفرنسية» جون لاورو المدعي العام السابق في بروكلين، المقاطعة الأميركية التي اتهمت 14 مسؤولا كبيرا في فيفا الأسبوع الماضي عشية انتخابات الرئاسة التي حسمها السويسري جوزيف بلاتر أمام الأمير الأردني علي بن الحسين قبل أن يعلن بعد أيام قليلة استقالاته.
وبعد الكشف عن لائحة اتهامية من 165 صفحة، كانت لهجة وزيرة العدل لوريتا لينش حازمة: «لسنا سوى في البدايات». يضيف المدعي العام السابق في نيويورك أن «الهدف النهائي» للتحقيق هو إسقاط كل الرؤوس والمقاضاة على أعلى المستويات، وما يثبت ذلك استقالة بلاتر الثلاثاء. كل المؤشرات تدل أن بلاتر قد أبلغ من النيابة العامة بأنه المستهدف الرئيسي. في الاتهامات الـ47 الصادرة، يتحدث القضاء الأميركي عن فساد «متوطن ومتجذر بعمق» بحسب ما أشارت لينش. ويؤكد القضاء الأميركي أن لديه «رؤية تفصيلية عما كان يحصل» في فيفا، ويشجع أولئك الذين لم تتم الإشارة إليهم مباشرة «بتعاون أفضل وإلا فسيأتي دورهم قريبا»، بحسب ما يضيف لاورو.
ويبدو أن الارتكاز الأساسي للقضاء الأميركي كان على تشاك بلايزر، عضو اللجنة التنفيذية السابق في الاتحاد الدولي الذي لعب دور «المخبر» وكشف المستور الذي يطاله شخصيا أيضا بعدما اعترف الأربعاء بأنه تقاضى إلى جانب أعضاء آخرين في فيفا، رشوة لمونديالي 1998 و2010 حسب محضر الاستماع الذي نشر.
وكان بلايزر الرجل الثاني في اتحاد الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) من 1990 إلى 2011. كما أنه كان عضوا في اللجنة التنفيذية للفيفا من 1997 إلى 2013. وحسب المحضر، اعترف بلايزر أمام المحكمة الفيدرالية لمنطقة نيويورك في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2013 أنه «خلال الفترة التي عملت فيها مع الفيفا واتحاد الكونكاكاف، ارتكبت مع أشخاص آخرين على الأقل عمليتي ابتزاز». وأضاف: «قبلت مع أشخاص آخرين في 1992 أو في حدود هذا التاريخ تسهيل دفع رشوة من أجل اختيار الدولة المضيفة لمونديال 1998».
واعترف بلايزر الذي شغل منصب الأمين العام لاتحاد الكونكاكاف، بأنه قام أيضا بترتيب أعمال رشوة على هامش كأس العالم 1998 التي أقيمت في فرنسا. ونالت فرنسا عام 1992 شرف تنظيم مونديال 1998 على حساب المنافس الوحيد المغرب بحصولها على 12 صوتا من أصوات أعضاء اللجنة التنفيذية مقابل 7 للخاسر. وأوضح بلايزر، الموجود حاليا خارج القضبان بكفالة ويعالج من سرطان شرجي، في وثيقة ثانية للقضاء الأميركي أنه تلقى دعوة من اللجنة المغربية المنظمة لزيارة المغرب مع الشخص الذي أشار إليه القضاء الأميركي أنه «المتآمر رقم واحد». وأضافت هذه الوثيقة «بلايزر كان حاضرا عندما قدم ممثل للجنة المغربية المنظمة رشوة للمتآمر رقم واحد من أجل منح صوته للمغرب في الاقتراع على الدولة المنظمة لمونديال 1998، والمتآمر رقم واحد قبل تلك الرشوة». وقال بلايزر لقاضي المحكمة رايموند ديري «من بداية 2004 وحتى عام 2011، قررنا أنا وبعض أعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا قبول رشاوى فيما يتعلق بمنح جنوب أفريقيا شرف استضافة كأس العالم 2010».
ويرى المحامي ديفيد واينشتاين أنه يجد الكثير من أوجه الشبه مع التحقيقات ضد عصابات الجريمة المنظمة وكارتيلات المخدرات التي قادها وزير العدل الشهير روبرت كينيدي في ستينيات القرن الماضي: «إنها عملية طويلة، ولكن لا عجلة فيها.. يجمعون البيانات هنا وفي الخارج لتأكيد الاتهامات ويتقدمون أكثر فأكثر نحو القمة». داخل أسوار فيفا سمي بلاتر «دون مافيا» لغروره وقبضته الحديد في 17 عاما داخل أسوار معقل زيوريخ، مستخدما أساليب طبق الأصل عن «العراب» بحسب ألكسندرا وراج العضو السابق للجنة الحوكمة الدولية في فيفا. مع التحقيق الأميركي، اعترف أعضاء سابقون في فيفا بالتهم الموجهة إليهم، وأبرزهم ابن البلد تشاك بليزر الذي تقاضى الملايين كرشاوى طيلة ربع قرن من الزمن، وتعامل مع القضاء لإسقاط زملائه في الفساد بالضربة القاضية. يتابع المدعي العام السابق في ميامي: «الضغط يزداد عليهم للتعاون أو تقديم إثباتات تبرئهم أو تخفف العقوبات التي تنتظرهم».
يضيف المحامي واينشتاين: «من دون شك بدأت أحجار الدومينو تتساقط مع الشقيقين وارنر (نجلي الترينيدادي جاك وارنر أكبر المتهمين بالفساد). وانطلاقا من هنا، استولوا على القطعة التالية المتمثلة بتشاك بليزر (أمين عام اتحاد كونكاكاف السابق). استخدموا الأدلة التي جمعوها من الشقيقين وارنر ضد بليزر وهكذا دواليك، كما طبقوا ذلك مع منظمات الجريمة الأخرى». وأقر بليزر بقبض رشاوى للتصويت في ملفي مونديالي 1998 و2010. فاضحا الكثير فيما لم يعلن القضاء الأميركي على ما يبدو عن كامل تفاصيل كنزه الثمين من الاعترافات.
يرى اندي سبالدينغ أستاذ القانون في جامعة ريتشموند (فيرجينيا): «كل أحجار الدومينو ستتساقط بسرعة». وأضاف خبير الفساد الدولي لوكالة الصحافة الفرنسية: «الآن وقد أقر البعض بذنبه ويتعاون مع القضاء، يبدو محتما أن يكون بلاتر بدوره مشاركا».
يبقى معرفة ما إذا كان بلاتر مستعدا للتعاون أو سيواجه الاتهامات، خصوصا الملايين العشرة التي حولها الفرنسي جيروم فالكه، يده اليمنى، ووصل معظمها في نهاية المطاف إلى جيب وارنر على شكل رشوة مبطنة من أجل التصويت لاستضافة جنوب أفريقيا مونديال 2010. وينتظر الخبراء قريبا صدور مضبطة اتهامية موسعة تتضمن اسم جوزيف بلاتر. لا شك أن الرئيس المستقيل يمكنه تقديم معلومات جوهرية حول ما يعرفه عن الشركات التي دفعت رشاوى، من كان يتلقاها وما هي الأصوات التي تم بيعها على مر التاريخ الحديث لشراء كؤوس العالم. بحسب سبالدينغ «إذا تعاون بلاتر سيسقط كل شيء، ستنهار كل أحجار الدومينو».
وتؤكد صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن بلاتر البالغ 79 عاما الذي يرأس الاتحاد منذ 1998 «يحاول أن ينأى بنفسه عن الفضيحة» لكن السلطات «تأمل الحصول على تعاون بعض مسؤولي الفيفا المتهمين» بالفساد لتضييق الخناق عليه.
وأفادت شبكة «إيه بي سي» أن مكتب التحقيق الفيدرالي والمدعين الأميركيين يشتبهون بتورط بلاتر في وقائع مرتبطة بفساد ورشاوى أدت إلى توقيفات الأربعاء الفائت.
وصرح مصدر لقناة «إيه بي سي»: «فيما يحاول الجميع النفاذ بأنفسهم، هناك سباق مؤكد بين من سينقلب على الآخرين أولا».
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيؤدي انقلاب المذنبين على رفاق الدرب في الفساد واستقالة بلاتر إلى التأثير على روسيا وقطر واستضافتهما مونديالي 2018 و2022؟.



«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.