رغم التكنولوجيا المتقدمة... مهمة حكام التنس تزداد صعوبة في مواجهة اللاعبين الغاضبين

لا يُسمح للحكام بعد انتهاء المباراة بشرح قراراتهم في المؤتمرات الصحافية أو على وسائل التواصل الاجتماعي

جلوس الحكام على ارتفاع ست أقدام فوق اللاعبين يجعلهم أشبه بالقضاة في المحاكم (أ.ف.ب)
جلوس الحكام على ارتفاع ست أقدام فوق اللاعبين يجعلهم أشبه بالقضاة في المحاكم (أ.ف.ب)
TT

رغم التكنولوجيا المتقدمة... مهمة حكام التنس تزداد صعوبة في مواجهة اللاعبين الغاضبين

جلوس الحكام على ارتفاع ست أقدام فوق اللاعبين يجعلهم أشبه بالقضاة في المحاكم (أ.ف.ب)
جلوس الحكام على ارتفاع ست أقدام فوق اللاعبين يجعلهم أشبه بالقضاة في المحاكم (أ.ف.ب)

بمجرد أن صعد الحكم البرازيلي كارلوس برنارديش إلى الساحة في 29 مارس (آذار)، كان يعلم جيداً أنه سيكون صباحاً صعباً على كرسي التحكيم. كان ذلك في بطولة ميامي المفتوحة للتنس 2022 وتم تكليفه بإدارة مباراة دور الـ16 بين اللاعب الإيطالي الشاب يانيك سينر والأسترالي نيك كيريوس. ومنذ البداية، كان كيريوس يعاني، وكان يتمتم غاضباً بشأن قرارات التحكيم. وبينما كانت النتيجة تشير إلى التعادل في المجموعة الأولى 4 - 4. نجح كيريوس في العودة من جديد وكسب الإرسال، قبل أن يتوقف اللعب بسبب حدوث عطل في جهاز اللاسلكي الخاص بحكم المباراة برنارديش، الذي طالب بإعادة النقطة. لكن كيريوس صرخ في وجهه قائلاً: «تجب إقالتك على الفور. كيف يُعقل ذلك؟ كيف يحدث ذلك؟ الجولة الرابعة من بطولة ميامي، التي تعد واحدة من أكبر البطولات، ولا يمكنكم القيام بعملكم كما ينبغي يا رفاق».
ولسوء حظ برنارديش، لم تكن هذه سوى مجرد البداية. فمع كل تغيير في الإرسال، كان كيريوس يواصل انتقاد الحكم، واصفاً أداءه بأنه «فظيع» و«محرج». وعندما وصلت المجموعة الأولى إلى ذروتها، وجه برنارديش تحذيراً لكيريوس بسبب تلفظه بكلام بذيء بشكل مسموع، ثم خصم منه نقطة لارتكابه سلوكاً غير رياضي، بعد أن قال اللاعب الأسترالي بصوت عالٍ لصديقه في المدرجات إنه يمكنه القيام بعمل أفضل من برنارديش. وبعد خسارة المجموعة بخطأ مزدوج، وجه كيريوس الانتقادات لبرنارديش مرة أخرى، وظل يصيح مراراً وتكراراً ويقول: «يا له من أمر غير رياضي»، قبل أن يحطم مضربه، ويطالب برؤية مسؤول أعلى عن هذه البطولة. وقال كيريوس لاحقاً لبرنارديش: «كل شيء يكون أسوأ عندما تكون على الكرسي».


كيريوس بات بمثابة الصداع المقلق للحكام في الآونة الأخيرة (إ.ب.أ)

لم يتحسن الوضع بعد ذلك. ففي المجموعة الثانية، وعندما كان كيريوس جاهزاً للإرسال، أصدر برنارديش تعليماته لفتاة جمع الكرات بأن تلتقط كرة كانت موجودة داخل الملعب، وهو الأمر الذي رد عليه اللاعب الأسترالي بشكل ساخر عن طريق التصفيق. وعندما انضمت الجماهير إلى ما يقوم به كيريوس وأطلقت صيحات وصافرات الاستهجان ضد الحكم، قرر برنارديش أن يقول شيئاً، فقال: «أعلم أنكم ضدي، لكنني لا أريد سوى القليل من الاحترام». خسر كيريوس المباراة في نهاية المطاف، ووصف برنارديش أثناء خروجه من الملعب بأنه «متخلف وسخيف». وبعد ذلك، وخلال المقابلات الصحافية وعلى «تويتر»، استمر اللاعب الأسترالي في الهجوم على برنارديش، حيث قال: «لم أكن أبداً جزءاً من مباراة كان الحكم فيها مكروهاً للغاية بهذا الشكل». كيريوس مشهور بصداماته مع الحكام، لكن ما حدث في ذلك اليوم كان شخصياً بشكل غير عادي. وفي وقت لاحق، أصدرت رابطة محترفي كرة المضرب قراراً بتغريم كيريوس 35 ألف دولار.

حكام التنس عرضة للهجوم المتواصل من اللاعبين خلال المباريات (أ.ف.ب)

وكانت المشاحنات التي حدثت في بطولة ميامي المفتوحة واحدة من سلسلة من الحوادث التي وقعت في ذلك العام، والتي انتقد فيها اللاعبون الحكام علناً. وفي بطولة أستراليا المفتوحة في يناير (كانون الثاني)، خلال مباراته في الدور ربع النهائي ضد رافائيل نادال، وصف اللاعب الكندي دينيس شابوفالوف برنارديش وحكاماً آخرين بأنهم «فاسدون» لعدم معاقبة نادال بسبب تأخره في اللعب بين النقاط وحصول اللاعب الإسباني على معاملة تفضيلية. وبعد ذلك بأيام قليلة، وجه اللاعب الروسي دانييل ميدفيديف انتقادات إلى أحد الحكام بزعم أنه سمح لمنافسه بتلقي تعليمات من مدربه خلال المباراة، وصرخ: «هل أنت مجنون؟ هل يمكن أن يتحدث معه والده بعد كل نقطة؟ هل أنت غبي؟»، وفي الشهر التالي، وفي بطولة المكسيك المفتوحة، وصف اللاعب الألماني ألكسندر زفيريف الحكم بأنه «أحمق وسخيف»، وفي نهاية المباراة، ضرب كرسي الحكم بشكل متكرر بمضربه.
وبالتالي، فإن السؤال المطروح الآن هو: كيف وصلت الرياضة إلى هذه النقطة من الغليان؟ في العقود الأخيرة، تم إضفاء الطابع الاحترافي على التحكيم، وتم إدخال أنظمة إلكترونية لتقليل الخطأ البشري، وتم التخلص من الخلافات بشأن تجاوز الكرات لخطوط الملعب، وكان هناك اعتقاد بأن ذلك سيؤدي إلى اختفاء المناوشات بين اللاعبين والحكام، لكن الأمور لم تسر على هذا النحو. وعندما تحدثت إلى برنارديش، الذي بدأ العمل في مجال التحكيم في عام 1989 وأدار مباريات في خمس نهائيات من البطولات الأربع الكبرى، أخبرني بأنه كان يتوقع أيضاً أن تقضي التكنولوجيا على المواجهات مع اللاعبين، لكن «العكس هو ما حدث»، على حد قول برنارديش، الذي أضاف: «يبدو أن اللاعبين محبطون أكثر من أنفسهم لأنهم الآن لا يستطيعون إلقاء اللوم على حكم الخط الذي اتخذ القرار».
لقد كان أسبوع بطولة إيطاليا المفتوحة في مايو (أيار)، وبينما كنا نشاهد مباراة للزوجي تحت أشعة شمس الظهيرة، أخبرني برنارديش، الذي يتحدث بهدوء شديد، أن الأمر استغرق بعض الوقت حتى يتعلم ألا يسمح لمثل تلك الإساءات بأن تؤثر عليه. وقال لي لاحقاً: «إذا أخذت كل الأشياء التي تحدث في الملعب على محمل شخصي، فلن تتمكن من الاستمرار في العمل في هذه الوظيفة، وستصاب بالجنون».

ماكنرو أشهر اللاعبين اعتراضاً على الحكام (غيتي)

من النادر أن تسمع حكام التنس يتحدثون بهذه الصراحة. وأثناء البطولات، يمكن رؤية الحكام يجلسون على الكراسي - لكن بمجرد انتهاء المباراة، لا يُسمح لهم بشرح قراراتهم في المؤتمرات الصحافية أو على وسائل التواصل الاجتماعي. وعلاوة على ذلك، فإن قواعد السلوك الخاصة بهم تمنعهم من مقابلة الصحافيين. وفي عام 2019. وبعد شهر من إدارة داميان شتاينر لنهائي بطولة ويمبلدون للرجال بين نوفاك ديوكوفيتش وروجر فيدرر، تم فصله من قبل رابطة محترفي كرة المضرب، لإجرائه سلسلة من المقابلات الشخصية غير المصرح بها في بلده الأصلي الأرجنتين، والتي اقترح فيها إجراء بعض التعديلات على قواعد اللعبة وتحدث عن بعض التفاصيل الخاصة ببعض المباريات واللاعبين.
لكن بالنسبة لهذه المقالة، فقد حصلت على حق الوصول الاستثنائي إلى العديد من الحكام الأكثر خبرة في هذه اللعبة. وخلال وجبة الإفطار في فندقه في روما خلال بطولة إيطاليا المفتوحة، أخبرني الحكم السويدي محمد الحياني، الذي كان من بين أكثر الحكام إدارة لمباريات التنس، كيف يشعر بالرضا وهو يتحدث أخيراً بحرية. وعندما أرسلت إليه بعض الأسئلة الأخرى للمتابعة، كان يرد بملاحظات صوتية مدتها سبع دقائق عبر تطبيق «واتساب»، ويُعرّفني على الحكام الآخرين الذين يجب أن أتحدث معهم. لقد شعر بأنه كان من المهم للغاية إظهار مدى صعوبة إدارة مباريات التنس على أعلى المستويات الاحترافية. وقال الحياني: «يقول بعض الناس إن المهمة أصبحت أسهل، لكنني أقول لك إن العكس هو الصحيح، بسبب الضغوط».
ورغم عدم وجود دليل إحصائي على أن سوء سلوك اللاعبين في لعبة التنس للرجال أو السيدات آخذ في الازدياد، يعتقد الحياني أن انتقادات الحكام أصبحت أكثر حدة وشخصية. لقد سلطت التكنولوجيا الضوء على حكام الكرسي بشكل لم يكن يحدث من قبل. يقول داميان دوموسوا، الحكم الفرنسي الذي أدار جميع نهائيات البطولات الأربع الكبرى: «ارتكب أي خطأ، وسوف يكون موجوداً على الإنترنت قبل أن ننتهي من المباراة».
ومع مزيد من التدقيق، ظهرت دعوات متزايدة للمساءلة، والشعور بأنه لم يعد من الممكن للحكام ممارسة وظائفهم دون أن يلاحظها أحد. لقد أصبح بعض الحكام من المشاهير. وبينما كنت أتجول في روما مع برنارديش، كان مشجعو التنس يوقفونه بانتظام ويطلبون تناول صور السيلفي معه، وكانوا ينادونه (الحكم! الحكم!) ويتوجهون نحوه. أكد لي برنارديش أن الأمر لم يكن دائماً على هذا النحو.
عادة ما تنقسم رياضة التنس الحديثة إلى عصرين: قبل الاحتراف وبعده. فحتى عام 1968، كانت أعرق بطولات اللعبة مخصصة للاعبين الهواة. ثم جاء «عصر البطولات المفتوحة»، عندما سُمح لأفضل اللاعبين في العالم بكسب الأموال من البطولات. ومع الرهانات العالية والتحول من المضارب الخشبية إلى مضارب الغرافيت، نمت اللعبة بشكل أسرع وأكثر تنافسية.
لكن التحكيم تخلف عن الركب. تقول فيليس «وودي» ووكر، البالغة من العمر 92 عاماً، والتي حكمت لأول مرة في بطولة أميركا المفتوحة في عام 1968 وآخر مرة في بطولة عام 1982: «لم يكن أحد مستعداً لضغوط اللعبة على المستوى الاحترافي». وقبل ثمانينيات القرن الماضي، كان الحكام في بعض الأحيان عبارة عن مجرد مشجعين للعبة لديهم علاقات جيدة تمكنهم من إدارة المباريات للحصول على بعض الأموال وقضاء إجازة مدفوعة التكاليف. وكان الحكام المسنون ينامون في بعض الأحيان خلال إدارة المباريات، وكان الحكام في بطولة فرنسا المفتوحة معروفين بالوصول متأخراً إلى المباريات بعد الاستمتاع بتناول بعض النبيذ في الغداء. ووجد أحد الحكام البريطانيين، وهو جورج غريم، الذي كان يعمل طبيب أسنان وكان قائداً كبيراً في سلاح الجو الملكي، أنه من المستحيل إخفاء اشمئزازه من الأخطاء التي يرتكبها اللاعبون. وقال ريتشارد كوفمان، الذي كان حكماً للخط خلال ذروة عمل غريم في الستينيات وأوائل السبعينيات: «لو ارتكب اللاعب خطأً مزدوجاً أو أخطأ في ضربة أمامية سهلة، كان غريم يتنهد. ومن خلال نبرة صوته، كان يمكنك معرفة ما كان يحدث حتى لو لم تكن تشاهد المباراة».
كان سوء السلوك متفشياً في تلك الفترة، ويرجع ذلك جزئياً إلى ندرة تطبيق مدونة السلوك. وفي بطولة أميركا المفتوحة عام 1976. أصبح اللاعب الروماني العظيم إيلي ناستاس غاضباً للغاية بسبب أحد القرارات لدرجة أنه جر الحكم إلى الخارج لكي ينظر إلى علامة سقوط الكرة، ووبخه بشدة عندما لم يغير القرار. وفي نقاط أخرى خلال المباراة نفسها، بصق ناستاس على منافسه، ورفض اللعب بعد أن أطلق الجمهور ضده صيحات استهجان، ووصف الحكم بأنه «ابن العاهرة». وعندما تعادل معه منافسه في المجموعة الحاسمة، سدد ناستاس الكرة على أحد المصورين. لقد فاز ناستاس بالمباراة في نهاية المطاف، لكن تم إيقافه لمدة 21 يوماً وفرضت عليه غرامة مالية قدرها 1000 دولار.
يقول كوفمان، الذي كان حاضراً في مباراة أسوأ من هذه بعد ثلاث سنوات بين ناستاس واللاعب الأميركي المعروف بأنه لا يقل تعصباً عن جون ماكنرو، وهي المباراة التي تصرف فيها اللاعب الروماني بشكل سيء للغاية للدرجة التي جعلت حكم اللقاء يعلن فوز ماكنرو باللقاء: «كان اللاعبون يفلتون من القتل». وفي النهاية تم استبدال الحكم نفسه، وبعد تأخير استمر لمدة 17 دقيقة، عاد ناستاس للمشاركة في المباراة، وكان الجمهور غاضباً لدرجة اندلاع أعمال شغب في المدرجات. وانتهى الأمر بنزول أفراد الشرطة إلى الملعب.
وفي مواجهة تناقص مبيعات التذاكر وعدم وجود عقود للرعاية، دعا مديرو ومنظمو البطولات إلى الوصول إلى حل لمشكلة الانضباط في الملاعب. وفي عام 1978، تولى رئاسة رابطة اللاعبين المحترفين لكرة المضرب ديك روبرسون، الذي كان يبلغ من العمر 41 عاماً لترويض اللاعبين من أمثال ناستاس وماكنرو. وعلى مدار ما يقرب من 14 عاماً، كان روبرسون يعمل مديراً بشركة «بين» لتصنيع كرات التنس، لكنه كان يمضي الصيف في إدارة التحكيم بـ«تنس فرق العالم»، وهي بطولة دوري لتنس المحترفين أسسها اللاعب الأميركي بيلي جين كينغ.
وكانت إحدى أولى خطوات روبرسون تتمثل في منح حكم الكرسي سلطة معاقبة اللاعبين دون تمرير القرار إلى الحكم، الذي يراقب المباراة من المدرجات. كما شدد قواعد السلوك، مضيفاً مخالفات مثل «إساءة استخدام الكرة» (عندما يضرب اللاعب الكرة خارج الملعب)، و«إساءة استخدام المضربـ«، و«الإساءة للحكم». ولردع اللاعبين الذين يرتكبون المخالفات باستمرار، أضاف «عقوبة المباراة» (إعلان فوز المنافس بالمباراة). وفي عام 1980. تم اتباع نظام مشابه في لعبة التنس للسيدات أيضاً.
يعتقد روبرسون أن أفضل حكام الكراسي كانوا جديرين بالثقة لكنهم كانوا مجهولين. وللحفاظ على الجانب الاحترافي للعبة، أصر على أن يأكل اللاعبون وحكام الكراسي في مطاعم مختلفة. وقال لي روبرسون: «لا يمكن أن يكون الحكم صديقاً للاعب. يتعين عليك الالتزام بالقواعد، ومراجعة اللاعب!»، ولكي يتم تعليم وتثقيف الحكام الجدد، أنشأ روبرسون مدارس رسمية في تكساس وباريس وسيدني وهونغ كونغ، حيث يدرس الطلاب الكتيب الذي أعده روبرسون، والذي يؤكد على «التحكيم الوقائي»، أي القضاء على المشاحنات قبل أن تبدأ.
في ذلك الوقت، وكما هو الحال الآن، كان التواصل هو أهم شيء. وكان يُطلب من كل حكم أن ينظر مباشرة إلى اللاعب الذي فقد النقطة، لأنه من المرجح أن يتسبب في بعض المشاكل. وشجع روبرسون الحكام على أن يكونوا أقوياء وواضحين في نبرتهم، وألا يقاطعوا اللاعب أبداً. ويتمثل أحد الأشياء الفريدة في حكام التنس في أنهم يجلسون على ارتفاع ستة أقدام فوق اللاعبين، وهو ما يجعلهم يبدون وكأنهم قضاة في المحاكم يصدرون الأحكام. ولتعويض هذا الخلل، عندما يطرح اللاعبون الأسئلة، أخبر روبرسون الحكام بأنه يتعين عليهم الرد، بدلاً من الالتزام بالصمت المتعجرف. (كانت إحدى أفكار روبرسون هي التخلص من الكرسي تماماً. وبدلاً من ذلك، كان يعتقد أن الحكام يجب أن يقفوا على صندوق، ويجلسوا عندما يكونوا بحاجة إلى التحدث مع أحد اللاعبين. لكن الهيئة المنظمة للعبة رفضت هذا الاقتراح).
وقبل كل شيء، كان الحكام بحاجة إلى إقناع اللاعبين بأن قراراتهم صحيحة، خاصة فيما يتعلق بالكرات القريبة من الخط. (قبل أن تغير التكنولوجيا اللعبة، لم يكن أحد يعرف على وجه اليقين ما إذا كانت القرارات دقيقة أم لا. يُشبه علي نيلي، كبير المديرين الحاليين للتحكيم في اتحاد لاعبي التنس المحترفين، مهمة الحكام في الأيام الأولى لحقبة البطولات المفتوحة بمهمة بائعي السيارات اليدوية المستخدمة، إذ كان يتعين على كل منهما أن «يبيع شيئاً سيئاً»، على حد قوله).
وبحلول أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، كان هناك المئات من الحكام المعتمدين حول العالم. قال لي مارشال هابر، مدير رابطة إدارة لعبة التنس للرجال خلال الفترة بين عامي 1981 و1989: «كل حادثة بدأناها تقريباً كانت ناجمة عن قرار سيء من جانب الحكام. وكلما زاد عدد حكام الكراسي المعتمدين لدينا، بدأت هذه الحوادث في الاختفاء». وخلال هذه الفترة تم تقديم شهادات الشارة الذهبية والفضية والبرونزية. (اليوم، لا يوجد سوى 32 حكماً حائزاً على الشارة الذهبية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك برنارديش والحياني ودوموسوا. يمزح الحكام قائلين إن العمل كحكم رفيع المستوى أصعب من أن تصبح رائد فضاء).
لقد مر ما يقرب من 30 عاماً منذ أن حكم الحياني لأول مرة مباراة في ويمبلدون. وعندما سألته عن المباراة التي لا تزال عالقة في ذهنه، تذكر مباراة الدور الرابع لعام 2001 بين فيدرر وبيت سامبراس، وهي المرة الأولى والوحيدة التي لعب فيها هذان اللاعبان العظيمان ضد بعضهما بعضاً. كان الحياني لا يزال شاباً في ذلك الوقت، وكان يشعر بالتوتر، مدركاً أن هذه المباراة ستكون مؤثرة للغاية. قال لي: «كنت أشعر بالضغوط حقاً، وكان قلبي ينبض بسرعة. لكن في الوقت الحاضر يوجد نوع مختلف من الضغوط، حيث يتعين عليك أن تكون أكثر قوة من الناحية الذهنية، لأنه إذا لم تكن كذلك، فإن العالم بأسره سيعرف هذا».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».