سكان إب اليمنية ترهقهم زيادة حوثية جديدة في أسعار الكهرباء

قيادات حوثية لدى إغلاقها محطة كهربائية بغرض ابتزاز ملاكها في إب (وسائل إعلام حوثية)
قيادات حوثية لدى إغلاقها محطة كهربائية بغرض ابتزاز ملاكها في إب (وسائل إعلام حوثية)
TT

سكان إب اليمنية ترهقهم زيادة حوثية جديدة في أسعار الكهرباء

قيادات حوثية لدى إغلاقها محطة كهربائية بغرض ابتزاز ملاكها في إب (وسائل إعلام حوثية)
قيادات حوثية لدى إغلاقها محطة كهربائية بغرض ابتزاز ملاكها في إب (وسائل إعلام حوثية)

شكا سكان بمناطق متفرقة في محافظة إب اليمنية (190 كلم جنوب صنعاء) من زيادة جديدة تعد الثانية خلال أقل من نصف شهر في أسعار الكهرباء، التي تقدمها محطات تجارية يتبع أغلبها مستثمرين موالين للميليشيات الحوثية. وأوضح مصدر محلي في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن الزيادة السعرية الجديدة في خدمة الكهرباء وصلت إلى 650 ريالا للكيلوواط الواحد، بعد أن كانت قبل 15 يوما بـ550 ريالا، (الدولار نحو 600 ريال)؛ الأمر الذي ضاعف من الأعباء المعيشية للسكان في ظل ما تشهده المحافظة ذات الكثافة السكانية العالية من أوضاع متردية وانعدام شبه تام لأغلب الخدمات الأساسية.
وقال المصدر إن مالكي المحطات التجارية (أغلبهم ينتمون للجماعة وينحدرون من عمران وصعدة) لم يكتفوا بفرض جرعة جديدة بأسعار الكهرباء في مركز المحافظة و20 مديرية تابعة لها ، بل عمدوا أيضا إلى مضاعفة رسوم المشتركين الشهرية إلى ما يعادل خمسة دولارات أميركية. في السياق نفسه، اتهم سكان في ريف إب حيث مديريات الظهار والمخادر والسياني والعدين والحزم ومذيخرة ويريم والقفر وغيرها، من سموهم «هوامير الفساد الحوثية بقطاع الكهرباء التجارية» بمضاعفة معاناتهم وأعبائهم المعيشية من خلال تكرارهم رفع تسعيرة الخدمة إلى ضعف ما كانت عليه في السابق. وأكدوا أن فاتورة الكهرباء تصلهم كل 26 يوما أو كل 10 أيام – بحسب نظام كل محطة - بمبالغ مرتفعة شاملة رسوم اشتراك هي الأخرى مرتفعة عما كانت عليه قبل فرض أي جرعة سعرية جديدة.
واعتبروا أن الارتفاعات المستمرة بأسعار الكهرباء تأتي في ظل عجز وفشل حوثي بتطبيق ما أطلقوا عليه «القرارات الكاذبة» الصادرة عن وزارة الكهرباء بحكومة الميليشيات غير الشرعية بتخفيض أسعار الكلفة.
وعلى صعيد محاولات الانقلابيين امتصاص غضب السكان جراء ارتفاعات كلفة الكهرباء كانت الجماعة قد أصدرت في يونيو (حزيران) الماضي، قرارا بتخفيض كلفة الطاقة بمختلف المحافظات تحت قبضتها وإلغاء رسوم الاشتراك الشهري. وفي حين لم ينفذ أي من تلك القرارات على أرض الواقع حتى اللحظة، وصف مواطنون من إب قرار الميليشيات بالتخفيض وإلغاء الاشتراكات بأنها « مجرد وسيلة ابتزز جديدة هدفها جباية أموال مالكي المحطات من غير الموالين للجماعة».
وأشاروا إلى أن فواتير الكهرباء ما تزال تصلهم تباعا منذ صدور ذلك القرار متضمنة الاشتراك الشهري «بسعر مرتفع»، موضحين أن ما يعلن عنه يتم اتخاذه لابتزاز ملاك المحطات، فيما يترك المواطن لتحمل الكلفة العالية لأسعار الخدمة ورسوم الاشتراك المختلفة.
وتأتي هذه السلسلة التي لا حصر لها من جرائم الفساد الحوثي المتكررة بحق قطاع الكهرباء التجاري وغيره، في وقت لا تزال فيه خدمة التيار الرسمية منعدمة في إب والعاصمة صنعاء وبقية المناطق الأخرى تحت سيطرة الجماعة منذ مارس (آذار) 2015.
وكانت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء كشفت أواخر العام المنصرم عن تصاعد حدة الصراع بين قيادات في الجماعة الانقلابية التي تتولى مهام الإشراف على قطاع الكهرباء في العاصمة، لجهة الخلاف على عائدات الإتاوات المفروضة بصورة مستمرة في هذا القطاع.
إلى ذلك عمدت الجماعة أواخر الشهر الفائت عبر رئيس مجلسها الانقلابي مهدي المشاط إلى إصدار قرار بإنشاء ما يسمى «المؤسسة العامة للصناعات الكهربائية والطاقة المتجددة»، وعيَّن عبد الغني محمد حسين المداني رئيساً لها، بعد أن كان نائباً لوزير الكهرباء في حكومة الجماعة، رغم تعرضه خلال الفترة الماضية لاتهامات من داخل الميليشيا نفسها بممارسة الفساد.
وتأتي هذه الخطوة - وفق مراقبين - ضمن مخطط استراتيجي لتحويل مؤسسة الكهرباء وأصولها وشبكتها إلى قطاع تجاري استثماري يدرّ الأموال على الميليشيات، بعد إعادة تشغيلها إثر توقفها ثلاثة أعوام منذ اندلاع الحرب.
ويدير القيادي المداني نحو 200 محطة توليد كهرباء تجارية في صنعاء والحديدة، تعود إيراداتها إلى حسابات خاصة بالميليشيات، إضافةً إلى إدارة عدد من المحطات التابعة للمؤسسة العامة للكهرباء.


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.