المومني ينفي إغلاق الأردن حدوده في وجه اللاجئين السوريين.. ويؤكد أن من يتقرر ترحيله يكون قد خالف قانون اللجوء

قال: دورنا الإقليمي على أساس تكاملي مع الدول الشقيقة في ترسيخ الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب

المومني ينفي إغلاق الأردن حدوده في وجه اللاجئين السوريين.. ويؤكد أن من يتقرر ترحيله يكون قد خالف قانون اللجوء
TT

المومني ينفي إغلاق الأردن حدوده في وجه اللاجئين السوريين.. ويؤكد أن من يتقرر ترحيله يكون قد خالف قانون اللجوء

المومني ينفي إغلاق الأردن حدوده في وجه اللاجئين السوريين.. ويؤكد أن من يتقرر ترحيله يكون قد خالف قانون اللجوء

صرح محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، بأن الأردن تنظر إلى دورها الإقليمي «على أساس تكاملي مع الدول الشقيقة في ترسيخ الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب». وأضاف الوزير في مؤتمر صحافي عقده أمس في رئاسة الوزراء بالعاصمة عمّان أن «دور الأردن في الحرب على الإرهاب أو في التحالف العربي في دعم الشرعية في اليمن أو أي مشاركة يأتي ضمن هذه الاستراتيجية في احترام سيادة كل الدول المجاورة». وأردف «ننظر إلى أن ضبط الأمن وضبط الفوضى داخل حدود بعض دول الجوار مصلحة أردنية من أجل استقرار هذه الدول واستتباب الأمن فيها».
وردا على سؤال عن وجود نزوح عراقي إلى الحدود الأردنية قال المومني «لا توجد أي مؤشرات لدينا حول نزوح عراقي باتجاه الحدود الأردنية.. والقوات المسلحة قادرة على حماية الحدود مع العراق وسوريا». وفي سياق منفصل، في رد على تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» الأميركية المتخصصة بشؤون حقوق الإنسان ادعى «إغلاق الأردن حدوده في وجه اللاجئين السوريين»، أكد المومني أن الأردن لم يغلق الحدود في وجه اللاجئين السوريين، مضيفًا أن «الأردن مستمر في تبني سياسة الحدود المفتوحة بوجه اللاجئين السوريين لأننا نؤمن بدورنا القومي والإنساني عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع اللاجئين».
ومن ثم شرح «اليوم (أمس) تم الإعلان عن أن 136 لاجئًا سوريًا عبروا الحدود الأردنية السورية وتم استقبالهم وتسجيلهم وفحصهم طبيا وإعطاؤهم بطاقات (اللاجئين) ومن ثم إرسالهم إلى مخيم اللاجئين». وأضاف المومني «نحن نشعر أننا في الأردن لسنا بحاجة لكي نكون في موقع دفاع عندما يتعلق الأمر بموضوع اللاجئين السوريين، فنحن سبق وأن استقبلنا مليون و400 ألف سوري، وهذا يمثل 20 في المائة من عدد السكان في المملكة الأردنية الهاشمية». وتابع أن «دورنا الإنساني الكبير هذا ما زال يحظى بالكثير من الاحترام والتقدير في كل المحافل والمنابر الدولية».
وأكد الوزير الأردني على «ضرورة أن يدعم العالم والمجتمع الدولي المملكة في جهودها للتعامل مع مسألة اللاجئين لأن الأردن يقوم بهذا الجهد بالنيابة عن المجتمع الدولي». وحول ترحيل سوريين، قال المومني أن «موضوع الترحيل يخضع للاعتبارات والأعراف الدولية.. وعندما نستقبل لاجئا وهذا اللاجئ يقوم بأمور معينة فمن حق الدولة السيادي أن تقوم باتخاذ إجراءات بحقه، وهذا أمر معمول به وتقوم به كافة دول العالم ويسمى بالقذف». وأشار إلى أن هذا الأمر يتعلق خصوصا باللاجئ الذي «يتجاوز على الأمن والقانون».
هذا، وكانت «هيومن رايتس ووتش» قد ذكرت في بيان أمس الأربعاء أن «السلطات الأردنية حدّت بشدة من الدخول (من سوريا) عبر المعابر الحدودية غير الرسمية شرق المملكة منذ أواخر آذار (مارس) الماضي.. وأن مئات السوريين تقطعت بهم السبل في منطقة صحراوية معزولة داخل الحدود الأردنية». ونقلت المنظمة عن عاملين في منظمات إنسانية قولهم إن هؤلاء «لا يملكون سوى فرص محدودة للحصول على مساعدات غذائية وماء أو مساعدات طبية». وحضت «هيومن رايتس ووتش» في بيانها الأردن على «السماح للعالقين بالتحرك إلى داخل المملكة بما يسمح للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بتسجيلهم كطالبي لجوء». وكانت المعابر غير الرسمية نقاط العبور الوحيدة إلى الأردن، الذي يستضيف نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجل، وبقيت مفتوحة أمام أغلب السوريين حتى مارس (آذار) الماضي، بحسب المنظمة. وتابع بيان المنظمة أن منظمات إنسانية قدرت عدد العالقين حتى 10 أبريل (نيسان) الماضي بنحو 2500 سوري، لكن عددهم انخفض إلى نحو ألف شخص مطلع الشهر الماضي بعد السماح لبعضهم بالدخول. وأشارت إلى ترحيل السلطات لسوريين بعد دخولهم المملكة.
وحول الاتهامات السورية للأردن، أكد الوزير المومني رفض الأردن هذه الاتهامات، مؤكدا أن «موقف الأردن ثابت بالدعوة لحل سياسي سوري»، وشدد على أن سبب «إخفاق النظام السوري هو الفشل من قبل جميع كل الأطراف السورية وجمعها على طاولة الحوار، وهو ما أدى إلى الاستمرار في أزمتها»، داعيا إلى ضرورة العمل على ذلك من النظام والابتعاد عن كيل الاتهامات.
وحول سحب الجنسية من رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني جبريل الرجوب، قال الوزير المومني إن مسألة سحب الجنسية الرجوب أمر يعود لوزارة الداخلية. وشدد على أن الحكومة تحتكم للقوانين فيما يتعلق بهذا الأمر من خلال تعليمات فك الارتباط عن الضفة الغربية أو قانون منح الجنسية المكلفة تطبيقه وزارة الداخلية، لافتا إلى أن أي مستجدات في هذه القضية سيعلن عنها لاحقًا. ويأتي الحديث عن الرجوب بعد موقفه السلبي من الأردن ومن ترشح الأمير علي بن الحسين لانتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
ما يجدر ذكره أن الأردن يستضيف نحو 680 ألف لاجئ سوري فروا من الحرب الدائرة في بلدهم منذ مارس 2011. يضاف إليهم، بحسب السلطات الأردنية، نحو 700 ألف سوري دخلوا المملكة قبل اندلاع النزاع. ويقدم الأردن خدمات تعليمية وصحية مجانا للسوريين في المملكة.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.