تواصلت أمس (الجمعة) موجة الحر الخانق لليوم الخامس تواليا في جنوب غرب أوروبا حيث شهدت دول المنطقة ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة واندلاع حرائق غابات مدمرة أجبرت الآلاف على إخلاء منازلهم، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكافحت مجموعات كبيرة من رجال الإطفاء حرائق الغابات في فرنسا والبرتغال وإسبانيا، بينما تستعد بريطانيا لطقس حاد في الأيام المقبلة، وحتى في آيرلندا توقعت الأرصاد الجوية درجات حرارة خلال الصيف مشابهة لمنطقة البحر المتوسط.
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الألمانية اليوم (السبت) أن تشهد البلاد موجة حارة تصل ذروتها إلى 40 درجة مئوية خلال الأيام المقبلة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وذكرت الهيئة أن هذه الموجة سيسبقها طقس يزداد فيه سطوع الشمس على كافة أنحاء ألمانيا غدا الأحد، مع بعض الغيوم الكثيفة في شمال البلاد.
وبحسب توقعات الهيئة، سيتسم يوم الاثنين بسطوع الشمس مع بعض السحب وسترتفع درجات الحرارة بين 29 و34 درجة، بينما من المتوقع أن تصل في الغرب والجنوب الغربي إلى 36 درجة. ومع ذلك، فإن السواحل ستكون بمنأى عن الحر، حيث من المتوقع أن تتراوح درجات الحرارة هناك بين 20 و25 درجة مئوية.
وتتوقع الهيئة أن تصل الموجة الحارة إلى ذروتها بحلول يوم الثلاثاء، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تتجاوز الحرارة في الجنوب الغربي والغرب 40 درجة.
وموجة الحر التي تجتاح مناطق واسعة من أوروبا هي الثانية في غضون أسابيع، وهو ما يعيده العلماء إلى التغيّر المناخي الذي من المتوقع أن يتسبب بظواهر مناخية أكثر حدة.
وفي البرتغال رفعت السلطات أمس مستوى التحذير إلى الأحمر في خمس مناطق في الوسط والشمال، وبقيت البلاد بأكملها تقريبا تحت التحذير من اندلاع حرائق غابات مع مكافحة أكثر من ألفي رجل إطفاء أربعة حرائق.
*انتشار الحرائق
سيطرت فرق الإطفاء اليونانية اليوم على حرائق غابات، اندلعت في جزيرة «كريت» السياحية، جنوب مدينة «ريثيمنو» الساحلية منذ الجمعة الماضية.
وتم إخلاء ست قرى، وقال اجيوس فاسيليوس، عمدة البلدية إنه على الرغم من أن الحرائق كانت على مقربة من المستوطنات، لم يتضرر أي منزل.
وفي الإحصاء الأخير، تم نشر 110 من رجال الإطفاء و33 سيارة إطفاء في المنطقة. وبحلول الفجر، استأنفت خمس مروحيات لإطفاء الحرائق أيضا عملها. وساعدت الرياح الشديدة على استمرار اشتعال النيران.
وفي وقت متأخر الخميس، أعلنت السلطات البرتغالية مقتل شخص وإصابة ستين وإجلاء نحو 900 شخص من منازلهم بسبب الحرائق.
وقضت الحرائق على 30 ألف هكتار من الأراضي هذا العام، وهذه المساحة المتضررة هي الأكبر منذ حرائق عام 2017 التي أسفرت عن مقتل مائة شخص.
وعلى الحدود الإسبانية مباشرة، اندلع حريق الخميس بالقرب من حديقة مونفراغ الوطنية وهي محمية طبيعية تشتهر بالحياة البرية.
وشهدت منطقة اكستريمادورا حيث تقع الحديقة حرائق قضت على آلاف الهكتارات هذا الأسبوع.
وفي جنوب غرب فرنسا قضت ألسنة اللهب على نحو 7 آلاف و300 هكتار منذ الثلاثاء وأجبرت 10 آلاف شخص على إخلاء بيوتهم، العديد منهم من المصطافين الذين قرروا قطع إجازتهم بدلا من البقاء في ملاجئ موقتة أقامتها السلطات المحلية.
واندلع حريق في غابات الصنوبر بالقرب من «دون دي بيلات» التي تضم أطول الكثبان الرملية في أوروبا وتعد مصدر جذب للسياح.
وقالت كارين التي تسكن في المنطقة قبل صدور أمر الإخلاء الوقائي لقريتها «لم أر شيئا كهذا من قبل وينتابني شعور أنها نهاية العالم».
ولم يصب أحد في الحرائق التي لم يتم إخمادها أمس. وصرح المتحدث باسم رجال الإطفاء ماتيو جوماين لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الحرائق لا تزال خارجة عن السيطرة وللأسف هناك رياح من جديد».