«ويكيليكس المالكي» يحرك التكهنات في العراق

نوري المالكي (رويترز)
نوري المالكي (رويترز)
TT

«ويكيليكس المالكي» يحرك التكهنات في العراق

نوري المالكي (رويترز)
نوري المالكي (رويترز)

يثير الحديث المسرب لرئيس الوزراء الأسبق ورئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، منذ ثلاثة أيام، جدلاً واسعاً في العراق. وتدور حوله جملة من التكهنات المتعلقة بالجهة التي تقف وراءه والوقت المختار بعناية لتسريبه والردود المحتملة حيال المالكي من الجهات التي أتى على ذكرها لسان المالكي المفترض، الفصيح والسليط.
ورغم نفي المالكي الكلام المنسوب إليه لمرتين على التوالي، وقيام أجنحته الإعلامية بتفنيد التسريب بذريعة تقنية الـ«Deep Fake»، إلا أن معظم المتابعين والمطلعين على سياق الأفكار والتوجهات السياسية والطائفية التي عُرف بها المالكي منذ سنوات طويلة، لم يستبعدوا صدورها عنه، خصوصاً فيما يتعلق بانتقاداته الشديدة لخصمه اللدود زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، حيث أصر الأخير بعد فوزه في انتخابات أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على إقصاء المالكي عن أي حكومة ائتلافية كان يعتزم تشكيلها قبل أن يعلن انسحاب كتلته النيابية (73 مقعداً) من البرلمان منتصف الشهر الماضي.
وفي هذا السياق، يقول النائب السابق والمعارض الحالي فائق الشيخ علي، عبر تغريدة على «تويتر»، «دعكم من قصة التسجيل مفبركاً أم غير مفبرك. عوفوا (اتركوا) قصة الأجهزة وتطورها. اتركوا جميع الأسئلة والاستفسارات. اسألوا أنفسكم فقط: طبقاً للوقائع والأحداث والتصريحات السابقة هل هي هذه نظرة السيد المالكي إلى السيد مقتدى أم لا؟ ألا يقابلها نظرة أقسى وأسخط منها من السيد مقتدى إلى السيد المالكي؟».
كان المالكي قال بعد نشر المقطع الصوتي: «بمناسبة ما نشر في مواقع التواصل من كلام بذيء منسوب إليّ فيه إساءة لسماحة السيد مقتدى الصدر، أنا أعلن النفي والتكذيب وأبقى متمسكاً برغبة العلاقات الطيبة مع السيد وجهازه المحترمين وأرجو أن لا يصدقوا ما ينشر».
التسجيل الصوتي المسرب للمالكي ومدته 48 دقيقة، نشر منه الصحافي والناشط المقيم خارج البلاد علي فاضل، عبر «تويتر»، حتى الآن، ثلاثة مقاطع. في الأخير يتحدث المالكي عن وجود ما سماه «مشروعاً بريطانياً» هدفه «استباحة العراق والشيعة من خلال مقتدى الصدر، ثم يقومون بقتله ويسلمون زمام الأمور إلى السنة». ويضيف أن «الأمر لا يتعلق بي شخصياً، سأدير وجهي وأذهب وأتحصن بعشيرة بني مالك، سآتي بألف أو ألفين رجل منهم وأتحدى من يصلني».
وكانت منصة «تويتر» علقت حساب الناشط والصحافي علي فاضل، لمدة يوم واحد، بعد نشره أول مقطع صوتي أول من أمس.
«ويكيليكس المالكي» أثار ولا يزال العديد من الأسئلة، ضمنها الجهة أو الجهات التي قامت بإيصال الحديث إلى فاضل. فثمة من لا يستبعد قيام بعض حلفاء المالكي من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية بذلك، في مسعى منهم لكبح جماح المالكي الطامع بولاية جديدة لرئاسة الوزراء، في ظل عدم قبول مرجعية النجف الدينية ومقتدى الصدر بذلك.
وهناك من يتحدث عن جهات مخابراتية كانت وراء التسريب الصوتي بهدف تصعيد الخلافات والصراعات داخل المكون الشيعي، وإعطاء الذريعة إلى تيار الصدر لإحداث فوضى عارمة تجهز بشكل نهائي على الهدوء الاجتماعي السياسي الهش.
وثمة من يعتقد أيضاً أن التسريب جاء في وقت بالغ الحساسية، ويهدف إلى عرقلة تشكيل مساعي الحكومة التي تأخرت 8 أشهر. ويهدف كذلك إلى الإطاحة بنوري المالكي وإخراجه من المشهد السياسي.
وكان الصدر قال لأتباعه بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهها إليه المالكي: «لا تكترثوا بالتسريبات فنحن لا نقيم له وزناً».
ورغم التداول الواسع الذي حظيت بها التسجيلات الصوتية على المستوى الشعبي، إلا أن معظم الكتل السياسية، باستثناء المالكي – الصدر، فضلت عدم التعليق أو الانخراط في معمعتها، منها الجهات التي ورد ذكرها على لسان المالكي، وانتقُدت بشدة، مثل زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني وبعض قادة الفصائل الشيعية.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».